"الربيع العربي".. يخدم التوسّع الاستيطاني "الاسرائيلي"

"الربيع العربي".. يخدم التوسّع الاستيطاني "الاسرائيلي"

كلّما توسّع مد "الربيع العربي" توسعت رقعة الاستيطان في فلسطين المحتلة، وهذا ما تثبته الوقائع والنشاط الاستيطاني الذي يمتد يوماً بعد يوم والعرب مشغولون في الحفاظ على كراسيهم وإسقاط رئيساً عربياً لطالما كان شوكة في عيون العدو الاسرائيلي.

ما لا يعرفه كثيرون أن حكومة العدو الحكومة الاسرائيلية تضع خططاً ومشاريع لبناء أكثر من 3000 مستوطنة في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وتعمل ليل نهار لتوسيع بؤرة الاستيطان، وأبرزها في مدن كالضفة والقدس، وسط استنكار دولي لم ولن تمتثل له،كالعادة، بل ويعلن رئيس حكومة هذا الكيان الغاصب تهديداته للمجتمع الدولي ضارباً كل تحذيراته بعرض الحائط .

ووسط انشغال العالم بما يسمونه "تحرير سوريا" من أسدها الذي كان سداً منيعاً لطوفان الصهاينة، والتآمر على معاقل المقاومة في غزة ولبنان، قام فلسطينيون ببناء قرية فلسطينية في المنطقة التي تطلق عليها حكومة الاحتلال تسمية "اي1" متحدين قرار الاحتلال ببناء مستوطنة تفصل المدن الفلسطينية عن بعضها ، فهذه المنطقة تقع بين مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية التي يقيم فيها 35 الف مستوطن والاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 وهذا المشروع الذي أعلنت عنه حكومة الاحتلال ردا على رفع تمثيل دولة فلسطين في الامم المتحدة الى دولة مراقب يربط بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه ادوميم ويثير جدلاً واستنكاراً حادين لأنه يقسم الضفة الغربية الى شطرين ويعزل القدس، الأمر الذي يعقد قيام دولة فلسطينية .

وعلى الرغم من همجية الاحتلال إلا أن الشباب الفلسطيني الذي دمّرت قريته التي أسماها باب شمس ما يزال يسكتمل مسيرة التثبت بالأرض وبناء قرى في أماكن الاستيطان، لاسيما بعد العرض الذي قدمته حكومة العدو لأبناء الضفة بدفع ملايين لم تغريهم لإخلاء أراضيهم ومنازلهم، في موازاة جرفها لبعض الأراضي وتهجير سكانها قسراً وقتلاً.

كلّما سمعنا بدخول الربيع العربي إلى مدينة أو دولة نسمع بتبجح "اسرائيلي" يزداد واحتلال يتمدّد وقرارات دولية لا تضمر سوى تهويد القدس الذي له نصيب من الاستيطان غير التهويد والحفر الذي يطال مسجده الكريم، وها هي "دولة الاحتلال" تسعى لبناء كلية حربية في مكان مقدس في مدينة القدس على أنقاض كنائس ودور عبادة تعود لزمن ابن هذه الأرض يسوع المسيح –عيسى عليه السلام- وذلك خدمة للمصالح الانتخابية التي تتنافس عليها أحزاب صهيونية يدفع ثمنها الفلسطينيون دماً وأراض وتهجير، على مرأى عالم ودول لا هم لها سوى تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية خدمة للمشروع الصهيوني الأكبر الذي بدأت ملامحه تتكشف بوضوح في مؤتمرات وإعلانات دولية لم تعد أقنعتها تستر حقيقة وجهها الخبيث، في ظل اضطرابات تجتاح حكومة العدو التي يعلن أعضاؤها عن نيتهم استكمال الاستيطان كلما حشروا وفضحوا بقضايا فساد ورشوة وسوء أمانة،لتثبيت وجودهم الاجرامي في حكومة الاحتلال الغاصب .

» الربيع - الزمهرير العربي !!! الجزء الثاني
» من "الربيع العربي" إلى الاستعمار الجديد؟
» الربيع العربي ، لماذا لا يتحرك ؟ .
» الربيع العربي يطرق باب أردوغان
» "إسلاموية" الربيع العربي والحداثة ... أبو بكر العيادي