هل ستجعل فرنسا من مسلحي مالي ذراعاً أخرى لها في سورية.

هل ستجعل فرنسا من مسلحي مالي ذراعاً أخرى لها في سورية. بقلم: بهاء نصار خير

كل يوم أسأل نفسي إلى متى سيبقى وطني ضحية حقد وتعنت البعض؟ سؤال لست بحاجة أن أُسأل عنه من أحد فكل شخص منا قادر على الرؤية, وما يحدث اليوم في وطني سورية لا يجعلك بحاجة إلى أحد بأن يزيل عن عينيك الغمامة لكي ترى الحقيقة إلا من كان منا بلا عين أصلاً حينها لا فائدة إن أزلت الغمامة عن عينيه أم لا.. بعد مضي أكثر من أثنين وعشرين شهراً على سورية وشعبها، عشنا فيها كل أشكال الدمار والتخريب والقتل. شهدنا تقطيع الرؤوس بعدما كانت مقتصرة على ما كنا نُشاهده في إفريقيا في نزاع القبائل المتناحرة هناك. وشهدنا تقطيع أوصال البلاد والبعد الذي حل بين أطرافها بعدما كان لكل سوري بيت في كل محافظة, والقصد بالبيت هو الأصحاب والأصدقاء. إثنان وعشرون شهراً غيرت حياة الكثيرين وأزالت أحلام الكثيرين من أعينهم. حرب فُرضت على سورية من الخارج، الخارج الذي لا هم له الآن سوى تدمير هذا البلد الممتلئ بالحيوية والألوان من أبنائه. تلك الألوان التي أغاظت الكثيرين وسعوا منذ بداية الحرب وحتى الآن ولم يملوا ولم تجف جيوبهم العفنة، دول تُبيح كل شيء لها وتمنع الجزء اليسير عن الآخرين. فمنذ أيام قليلة قامت الدولة التي استلمت زمام الحرب وشكلت المُتكئ الكبير لمن سعوا لتدمير سورية بإرسال قواتها إلى مالي، دولة تبعد عن الأراضي الفرنسية آلاف الكيلومترات بحجة مكافحة الإرهاب وتهديد أمنها القومي. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه قبل أن يطرحه الآخرون، هل ستعترف فرنسا بمدى خطورة هذه التيارات وتُقدر موقف الحكومة السورية في مكافحة هذا الإرهاب في الداخل السوري وليس خارجه؟ أم بأنها ستجلس معهم على طاولة حوار للتفاوض على إرسالهم إلى سورية كونها أرض جهاد أفضل من غيرها بالنسبة لهم مقابل إيقاف العمليات العسكرية هناك. خاصة بعد تصريح من خلال رسالة "سعيد المهاجر" من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، والتي حملت عنوان "صبرا شامة الشام"، ما يؤكد رغبتهم بالذهاب للقتال في سوريا، حيث قال: ولعلّه بهذا ينوب في خدمتكم ونصرتكم قلمي عن قدمي, فالعقبة في طريقنا إليكم كأداء، و دونكم خرط القتاد.. وإلاّ ـ يشهد الله ـ لكنّا أسرع إليكم من السّهم في ممرّه، والماء إلى مقرّه.
ولذلك قد تتحول وجهة مقاتلي مالي إلى سوريا مع تسهيلات خمسة نجوم من فرنسا وتركيا، خصوصاً وان تقارير غربية قالت إن المسلحين في مالي قد يكون مصدر قدومهم ليبيا أي إن الطريق إلى الجهاد في دمشق يعرفونها ويعتبرون أنها قريبة من أبواب السماء على عكس فلسطين التي باتت بعيدة عن عيونهم وأصبحت أرض نصرة بالكلام فقط بعد أن أصبح شارون صديقاً وعيناً من عيون أحد المسلحين في إدلب بعد مقابلته مع الصحفي الإسرائيلي الذي تسلل إلى داخل الأراضي السورية وأجرى اللقاءات مع أصدقائه الإرهابيين هناك. ليأتي بعد ذلك بياع الحليب العقاب صقر ليصف الجيش السوري بأنه شيطان وبأن جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه الملاك. هذا ما أراده الحاقدون لنا, بأن يخرج عربي ومن أرض المقاومة سورية ولبنان واحدهم يكون شارون عينه والآخر جيش الاحتلال ملاكه. فحقاً هنيئاً لهم بأمثال هؤلاء الذين يحاولون اختصار المسافات بين حلم الصهاينة والواقع بهذه الطريقة. ولكن ثقتنا كبيرة بغالبية السوريين الذين كانوا عبر التاريخ أسياد التاريخ .

» قطر تطعن فرنسا في مالي وتحاربها بـ«الجهاديين» .
» فرنسا تبدأ باقامة قاعدتين جويتين في مالي
» نيويورك تايمز: أمريكا استغلت هجماتها على داعش بسوريا للقضاء على خلية أخرى من مسلحي القاعدة
» سوريا هي باب الجنة ..هل تفاوض فرنسا مجاهدي مالي عليه؟.
» أوباما يقدم خطوة نحو سورية ويؤخر أخرى