أتعمل منجما ؟ ..أم باحثا استراتيجيا ؟ .. محمد حسن أحمد

[size=24]
أتعمل منجما ؟ ..أم باحثا استراتيجيا ؟ .. محمد حسن أحمد

موقف-1-: يجب ان اكون صريحا واقول ان ما شاهدته من ابتذال على الشاشات العربية وهي تقدم المنجمين كمتنبئين أو "انبياء" ربما لدى البعض، يحللون ويستنتجون ويقررون احداث المستقبل، يثبت مدى تمكن قيم الاستهلاك من جسد وروح مجتمعاتنا حتى اصبح البعض منها على شفا حفرة من "الهاوية التاريخية"، والبعض منها دون ادنى شك قد سقط.

المشهد ببساطة وجه آخر من أوجه الهزيمة الثقافية التي يراد لها ان تسوق في مجتمعاتنا، عندما يغيب العقل ويبدأ الدجل.

موقف-2-: لعل من ابرز تداعيات ما تعرضت له مجتمعاتنا إثر الهزات العنيفة فيما مضى من السنتين السابقتين، هو بروز شريحة من مسخ المحللين السياسيين، وهم يشكلون ظاهرة تكمن وراءها اسباب موضوعية ورغبات ذاتية تعتاش من أزمات راهنة تحكمها منطق الاستهلاك لا منطق المعالجة الجدية.

أما موضوعية بروز هذه الشريحة أو هذه الظاهرة، فتعود إلى شبه غياب، ان لم نقل غياب كامل للحياة السياسية بمفهومها الطبيعي والصحيح في مجتمعاتنا، وعندما أزفت ساعة الضرورة للتعامل المجتمعي مع السياسة وبشكل مختلف، كان القصور.

سمعت ان احدهم اشترط ان يسبق تقديم اسمه ب"باحث استراتيجي" وان مقدم البرنامج كان فضوليا فسأله "تحت الهوا" ما معنى ذلك؟ .. فكلمه "الباحث الإستراتيجي" همساً: "مشيها يا زلمة.. هيك احلى وارتب وأوجب" ..

التنجيم ظاهرة موجودة بشكل أو بآخر في مجتمعات غرب أوربة، وطبقتها السياسية تشجع ذلك وتعتمده اسلوبا رخيصا احيانا للتأثير في رأي الجمهور، وعندنا من يتشبه بهم دون شك.

في شرق أوربة ظاهرة بيع الدرجات العلمية الفخرية و"الخلبية" للبعض وللراغبين منتشرة الى الآن في الجامعات بعد ان كانت قد تفشت بشكل كبير ابان انهيار المنظومة الاشتراكية، وحتى قبل ذلك.

حدثني صديق انه كان يتابع دراسته في احدى دول المنظومة السوفيتية السابقة، وإذ بأحد اقربائه متصلا يطلب منه أن يرسل له "شهادة دكتورا"، فكان له ذلك بعد أيام، وعند زيارته في بيته الكائن في "الضيعة" كانت الطاولة مزينة باسمه وقد سبقه لقب "الدكتور".. وكان قد بدأ يروي له كيف أفهم "عامل البوفيه" لديه بأن يروج لإسمه مقرونا باللقب الجديد.

هل ينفع مجتمعاتنا، تنمية ونهوضا حقيقيا، الدجالون ؟؟!!، او مفسري "الماء بعد الجهد ماءا" محللين لها؟؟!!.. size]]

» سيناريو الهدنة.. محمد أحمد
» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد
» بروبغندا المليار ونصف :محمد أحمد
» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد