الدراما السورية .. إلغاء وتأجيل ومصير إلى المجهول

الدراما السورية .. إلغاء وتأجيل ومصير إلى المجهول

الظروف الامنية الصعبة الملمة بالبلاد .. تشتت أوصال الفنانين لاسيما أصحاب الصف الأول .. وفوقها الوضع المادي الصعب الذي أحاط بكافة أشكال المهن وتفرعاتها .. كلها مجتمعة قطعت الطريق أمام دراما سورية كانت على أشد الاستعداد لخوض غمار المنافسة لموسم 2013 الذي تقف على أبوابه إلا أن إغلاق تلك الأبواب وبشدة في وجهها عسرت ولادتها وحرمتها من إنجاب أبناء بمختلف الأذواق والألوان فباب التاريخ فقد عملاً " العشق لإلهي " كان قد بدأ المخرج زهير قنوع إخراجه قبل اشتداد عاصفة الأحداث السورية ورغم تفكير الشركة المنتجة له " ميراج " بنقل التصوير إلى مصر والمغرب لكن الفكرة باءت
بالفشل وانتهى الأمر بتأجيل العمل ربما للعام القادم ليدخل متاهة التأجيل للمرة الثالثة ..
كما أن المخرج عمار رضوان عاش نفس الدوامة في مرات التأجيل مع باب الحياة الاجتماعية السياسية عبر "ثنائيات الكرز" تأثراً بحالة البلاد لاسيما البيئة الجغرافية .. لتدخل رشا شربتجي البوابة ذاتها مع " رق الحبيب " الذي كان من المقرر بدء تصويره بعد عيد الأضحى لكن وقته فات ومصيره كان التوقف هذا العام.
ولحقت نور شيشكلي مع المخرج تامر إسحق بركب التأجيل مع عملها الجديد " الشعلان " بعد أن روج له الكثير على أنه عمل الموسم القادم الذي ستخوض عبره تحد لباق الأعمال الاجتماعية .
كما أن الكوميدية لم تفلت حيث لفت الحسين محمد النايف لـ عربي برس إلى تأجيل عمله تأليفاً وإخراجاً " المعلم طرطور" الذي كان من المفترض عرض على قناة حلب الوفاء التي شارفت على الافتتاح.
وبعد أحاديث وأقاويل كثيرة دارت حول عودة " باب الحارة " بجزء سادس أعلن مؤلفه مروان قاووق تأجيل المشروع لأجل لم يحدده .
الأعمال المؤجلة كان من المفترض أن تضم نجوماً إلا أن غيابهم غيب تلك الأعمال حيث فضلوا العيش خارج البلاد ضاربين عرض الحائط بالمهنة التي حققت لهم شهرتهم ووفرت لهم عيشة كريمة.
ومع قائمة التأجيلات إلى أجل غير مسمى والتي يبدو أنها ستطول رويداً رويداً يصور حالياً في سورية عمل بيئة شامية واحد " ياسمين عتيق " مع المخرج المثنى الصبح بعد أن كانت أعداد هذا النوع من الدراما كبيرة وتزداد عاماً تلو الآخر مع تهافت المحطات التلفزيونية لاسيما الخليجية عليها .. ولكن حرمان الدراما من حارات الشام مع ارتفاع وتيرة الأحداث السورية حرم
الدراما من بيئة حقيقية لذلك العمل حيث أشيد له استديوهات خاصة للتصوير ضمنها استطاع عبرها المخرج تعويض ذاك الحرمان ..
وإن استطاع المثنى جذب النجوم القلائل الباقون في سوريا " منى واصف - غسان مسعود - سلاف فواخرجي - خالد القيش - فادي صبيح وآخرين " فقد اعتمد المخرج وسيم السيد في مسلسله " روزنامة " على الوجوه الشابة متجهاً نحو نمط السيت كوم حيث يصور العمل في كلية الآداب بجامعة دمشق لما تحمله من أمان قد يضمن للعمل بيئة تساعده على الظهور في موسم 2013 ولكن العملين مازالا في مرحلة التصوير الأمر الذي لايحتم مصيرهما الفعلي.
وإن استثنينا التأجيلات وتوقعنا تصوير المزيد من الأعمال خلال العام الجاري فغياب النجوم سيوقع المخرجين في ورطة غالباً إنها صعبة الحلول فلطالما بيعت الأعمال على أسماء أبطالها كما تعتمد الكثير من شركات الانتاج على النجم البياع ..
وهنا يكمن التحدي الذي سيعيشه صناع دراما الموسم القادم الذين إما سينقذوا الدراما السورية من الوقوع في الهاوية ويثبتوا قوة تلك الدراما وحضورها رغم كل المصاعب بجدارة أو يدعوا الظروف تتغلب عليها .. ويبقى الوقت هو الكفيل بمعرفة ذاك المصير !!.

» الدراما السورية في الـ2013: نازحة ولاجئة
» إستشهاد فهد النجار أشهر «كومبارس» في الدراما السورية
» حجب القناة الفضائية السورية وقناة الدراما على القمر هوت بيرد
» لماذا يصر صنّاع الدراما السورية على الاستمرار في رحلة البيئة الشامية ؟!
» نجوم الدراما السورية .. ماضون في غيابهم وتغييب لأزمة بلادهم