العدوان على غزة وبداية الفرز ...غالب قنديل

العدوان على غزة وبداية الفرز

غالب قنديل

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حسم مجموعة من الحقائق وطرح جملة من التحديات بصورة تجعل منه مفصلا مهما ونوعيا في واقع المنطقة العربية والساحة الفلسطينية بصورة خاص.

أولا: ليس من باب المصادفة أن يقوم العدو الصهيوني باغتيال القائد المقاوم أحمد الجعبري وبإشراف رئيس الأركان الإسرائيلي في مناخ سياسي ظهرت خلاله مؤشرات المخطط الهادف لاحتواء حركة حماس وإدماجها في منظومة الهيمنة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة عبر الكماشة القطرية المصرية التي تحمل معها من جهة كمية من الأموال والإغراءات ومن جهة ثانية أداة التطويع السياسي والاتصال غير المباشر بالعدو من خلال السلطات المصرية وتنظيم الأخوان المسلمين في المنطقة عبر الحضن التركي الخليجي.

فالواضح أن المقاومين في حركة حماس يرفضون هذا الاتجاه ويتمسكون بأصالة انتمائهم والتزامهم بخيار المقاومة وهم القوة الفاعلة في القطاع إلى جانب فصائل المقاومة الوطنية ومحاولة إسرائيل تدمير البنية المقاومة واستهداف قادتها تؤسس لفرضية نجاح مخطط التطويع والاحتواء.

ثانيا: الرد الصاعق على العدوان أظهر قدرات الردع الكبيرة والنامية لدى المقاومة الفلسطينية في غزة فقد بلغت الصواريخ الفلسطينية تل أبيب للمرة الأولى وسقط العديد من المستعمرين الصهاينة قتلى وجرحى وسادت حالة من الذعر والرعب داخل الكيان الصهيوني وفي أشدود وعندما انهمرت الصواريخ كان آفي ديختر الوزير المسؤول عما يسمى الجبهة الداخلية على وشك أن يصاب وفقا لما أعلنه الإعلام الإسرائيلي.

الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي يفضح حقيقة مواقف تنظيم الأخوان المسلمين في مصر وفي المنطقة ويكشف تآمر الرجعية العربية في قطر والسعودية وحكومة الوهم العثماني في تركيا الذين يعولون جميعا على مقابلة خدماتهم للسياسة الأميركية وللمؤامرة على سورية بتسهيل احتواء حركة حماس في قطاع غزة عبر أكذوبة الضغط الأميركي على إسرائيل.

ثالثا: سحب الرئيس المصري للسفير من تل أبيب هو خطوة مشهدية لا تمثل ردا جديا وقادة الأخوان في مصر يواجهون امتحانا صعبا لأن الالتزام بكامب ديفيد وتدمير الأنفاق وإحكام الطوق على القطاع كانت خدمات لإسرائيل لا تنسجم مع جميع الشعارات والادعاءات التي يطرحها الأخوان المسلمون .

غزة تدفع اليوم ثمن هذا التآمر الذي قاده محمد مرسي وتنظيم الأخوان ويظهر نبل الموقف السوري بالمقابل بالإعلان عن الالتزام الثابت والحازم بدعم المقاومة الفلسطينية وبالتضامن مع المقاومين في غزة على الرغم من سكاكين الغدر والخيانات المكشوفة التي تعرضت لها الدولة الوطنية السورية من بعض رفاق السلاح الفلسطينيين.

رابعا: الشعب المصري وشباب تنظيم الأخوان يتحركون للمطالبة بموقف مصري حازم يعكس الشراكة والأخوة في مقاومة العدو ، وأهالي قطاع غزة يتطلعون بأسئلة كثيرة وخطيرة إلى ما سيستقر عليه الموقف في القاهرة ، ونداء اسماعيل هنية الذي يناشد الرئيس المصري باتخاذ موقف حازم من العدوان ، يعكس ضغط الشعب الفلسطيني الذي تحرك في الضفة ويتوقع بعض المراقبين أن يبلغ حد الانتفاضة الجديدة ضد الاحتلال ، بينما السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس على عادتها متواطئة مع الاحتلال ومع الرجعية العربية ضد المقاومة الشعبية والمسلحة.

العدوان على غزة يلقي بالتحدي على كاهل منظومة المقاومة مجتمعة ويفضح أدوار الرجعية في المنطقة وهو لن يمر فلسطينيا من دون نتائج فقد انطلقت مرحلة مهمة من الفرز السياسي الوطني الذي يقود إلى تحصين خيار المقاومة وإحداث تغييرات كبيرة في التوازنات والمعادلات في الضفة كما في القطاع وفي الأرض المحتلة عام 48.

» الإخوان و العدوان على غزة بقلم : غالب قنديل
» السعودية وتفليسة العدوان – غالب قنديل
» انهيار العدوان على سورية و حركة المبادرات ...بقلم : غالب قنديل
» اليمن ثورة منتصرة وبداية تغيير المعادلات الكبرى رغم أنف السعودية مقدمة نشرة أخبار توب نيوز -ناصر قنديل
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل