عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك

عيد شهيد!!...

مضر جلال خيربك

جاء العيد إلى سوريا وكله أمل بأن تكون قد تعافت من جراحها التي تسببت بها قوى إمبريالية رجعية، وعقول صهيونية إجرامية، عبر مجموعات إرهابية مسلحة لا تحترم أي دين سماوي، ولا أي اعتبار إنساني، ولا أي قانون بشري...

وصل العيد إلى وطننا الجريح مذهولاً مما يجري فيه: من دماء تُسفك، وأرواح تُزهق، ومبانٍ مدمرة على يد عصابات تخريبية تُسَيِّرها وتمدها بالمال والسلاح دول تدعي العروبة والإسلام: السعودية وتركيا وقطر، وبغطاء دولي يقبع في قلبه مشروع أبناء التلمود والمزامير الرامي لتدمير ما تبقى من صمود الأمة العربية المتمثلة بسوريا بشار الأسد...

العيد غادرنا العام الماضي وهو يناشد الله المتورطين من الشعب السوري بهذه الأحداث، بالكف عن إيذاء وطنهم وشعبهم، والعودة إلى جادة الصواب تحت مظلة الدولة السورية الوطنية الرشيدة، لكنه عاد في شهرنا هذا من عامنا هذا، ليُصدم بماكينة الأحداث الدموية التي ما تزال تعمل على قدم وساق...

ذُهل العيد من استمرار هذا الإجرام، وبكى من أنهار الدماء التي تجري، طاف في أرجاء سوريا الجريحة وهو ينظر مصعوقاً مما أصابها، ويرثي حالها وأحوالها، ويبكي شهداءها الأبرار الذين استشهدوا خلال مواجهتهم لعصابات الإرهاب المنتشرة في العديد من المناطق السورية...

العيد بكى شهداء سوريا الأسد الأطهار الذين سقطوا وهم يدافعون عن الشعب السوري ويذودون بأجسادهم وأرواحهم عن ثراها المقدس الطاهر، فرثاهم حزيناً باكياً بقوله: أنتم خير البرية يا شهداء سوريا الأسد الأبطال...

أيها العيد عليك أن تصمد كصمود سوريا الأسد وشعبها، ويا أيها الحزن عليك أن تحزن لحزننا، ويا أيها الفراق عليك أن تُدرك هول ما فعلت من مباعدة تسببتها بيننا وبين الكثيرين ممن نحب، ويا أيها الألم عليك أن تُجرِّب آلامنا وجراحنا...

عذراً منك يا عيد... فلا مكان لك بيننا الآن، لأنك يا عيد عنوان الفرح والمحبة والتواصل والإخاء والتسامح، وجميع عناوينك هذه قد بعثرتها يد الإرهاب والإجرام، وشتتها دول العربان الذين يفرحون بقطع الرؤوس وبعثرة الأشلاء...

عذراً منك أيها العيد... فما عُدتَ عيداً كما عهدناك، بل أصبحت حزيناً مثلنا وربما أشد حزناً، وبِتَّ تبكي كأسر الشهداء العِظام، وصِرت قلقاً واجماً مذهولاً مصعوقاً من السواد القاتم الذي يخيم على وطننا الحبيب...

بالله عليك قل لي يا عيد... كيف تريد منا أن نفرح والحزن يعتصر أفئدتنا، والهم ينهش نفوسنا، والإرهاب يُطبق علينا!!...

من أين لنا الفرحة وخيرة شبابنا تودعنا يومياً، ومن أين لنا البهجة ومجالس العزاء مفتوحة على مصراعيها في كل بقعة من سوريا الحزينة، ومن أين لنا السعادة ونحن نرى تكالب القتلة علينا!!...

لا يا أيها العيد... لن نفرح ولن نسعد حتى تعود بلادنا كما كانت عليه من قبل، ويعود الوئام والمحبة إلى قلوب جميع السوريين، وحتى يعود الأمن والآمان إلى ربوع الجمهورية العربية السورية...

ها أنت ذا أيها العيد قد مررت بكل مدينة وحي وشارع وناصية وزاوية، فهل رأيتَ أحداً ممن صادفتهم قد اعتلت وجهه ابتسامة الفرح، وهل رأيت في كل مكان كنت فيه من بلدنا، مواطن مبتهج أو ضاحك أو سعيد!!...

لا ورب الكعبة يا عيد... ما منا أحد إلا وقد أصابته مصيبة في أسرته أو أهله أو عشيرته أو وُلده أو ماله، فكيف لنا أن نبتهج بقدومك وأنت خير العارفين بما يجري الآن!!...

كنتَ عيداً سعيداً فيما مضى، لكنك الآن أصبحت عيداً شهيداً على ما يقوم به أذناب الإجرام والإرهاب من تقطيع أوصال، وبعثرة أشلاء، وتدمير بنى تحتية، واستنزاف لطاقات البلد الاقتصادية منها والعسكرية...

أنت الشاهد يا عيد أمام الله والعباد على ما رأيت من سفك لدماء السوريين الأبرياء، وأنت الشاهد على خيانة العرب لشقيقتهم سوريا، وأنت الشاهد على مشايخ فتاوى الاقتتال الشعبي، وستُسأل يا عيد عما رأيت عندنا، فكن السند العضد لنا، وأوقف فرحتك وبهجتك إلى حين عودة وطننا لسابق حاله.

اشهد أيها العيد بأن القائد المناضل بشار حافظ الأسد قد أعذر أمام الله، وأن جيشنا العربي السوري المغوار يدافع عن أرضنا ووحدة شعبنا، واشهد أيها العيد أن من انتهك حرمتك هم أذناب الخليج الإسرائيلي الذين خرقوا الهدنة التي وافقت عليها قيادتنا الحكيمة وذلك لإعطاء مجال للشعب أن يفرح بقدومك، لكن الإرهابيون أبوا إلا أن يمنعوا البهجة عنا، وأصروا على سفك الدماء حتى في أيامك الفضيلة...

لكن وبرغم الجراح والآلام، تبقى شعلة الأمل متوقدة، فكل عام وسوريا صامدة ومقاومة وعزيزة ومنتصرة على أعدائها المتربصين بها شراً، وكل عام والشعب السوري صامد ومقاوم ومنيع وعصي على التقسيم والفرقة، وكل عام وجيشنا العربي السوري الباسل سداً منيعاً في وجه قوى الاستعمار الجديد، وكل عام وسيد الوطن الرئيس بشار الأسد منتصر على أعداء الله والإنسانية...

فأنت الأمل والمأمول يا سيادة الرئيس، وأنت صاحب القرار وأسد الديار والسند لنا في جميع المحن والفتن والصعاب، وأنت صمام الأمان في سوريا الحبيبة، وعنوان عزة وفخار وشموخ الأمة العربية...

» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» الى متى ستبقى السعودية ...بقلم : مضر جلال خيربك
» سلخ لواء الاسكندرون... (1) بقلم: مضر جلال خيربك
» موتوا في غيظكم...بقلم : مضر جلال خيربك