القصة السرية من شارل حلو الى عبد الحليم خدام و كيف تم ضرب الموارنة

القصة السرية من شارل حلو الى عبد الحليم خدام و كيف تم ضرب الموارنة

انتقلت الطائفة المارونية من الطائفة الحاكمة الى الطائفة المكسورة، فمدافع نهر الكلب والقليعات والاشرفية وعين الرمانة ومعارك المغاوير والصدم وعنوان المعركة الكبرى جيش العماد عون وقوات سمير جعجع دمّرت كل شيء، وأتت على الأخضر واليابس، فعندما دخل الجيش السوري لازالة العماد عون كان كل شيء جاهز للدخول الى وزارة الدفاع من قبل الجيش السوري ثم الى السيطرة على المناطق المارونية والمسيحية وساهم في ذلك ان قائد الجيش العماد اميل لحود أعطى الضوء الاخضر وتصرف بضرب الموارنة ضربة قاضية. فأطلق دوريات الجيش باعتقال المسيحيين في منطقة جبل لبنان التي لم يكن الجيش السوري يريد الاحتكاك مع الاهالي فيها، ثم اعطى الضوء الاخضر للجيش السوري كي يتصرف مع مخابراته كما يريد، واشترك ضباط لبنانيون تابعين للحود، أو اقوى من لحود وضباط سوريين في ضرب المسيحيين الضربة القاضية. فاذا بالطائفة التي كانت حاكمة لبنان تصبح الطائفة المكسورة، وتصبح خارج الحكم.

الجريمة الكبرى هي اتفاق الطائف، وخطأ سمير جعجع التاريخي الذي لا يمكن لأحد ان يسامحه عليه، هو انه كان مع الطائف ودعم الطائف، ولكن هنالك سبب وهو ان العماد عون لم يهدأ في المنطقة الشرقية، بل كان يطلب جيشه للهجوم على القوات اللبنانية دون سبب، الا عندما يأتيه خبر من ايلي حبيقة أو اسعد حردان او ميشال سماحة، بأنه سيصبح رئيس جمهورية وفق ما يقول العماد حكمت شهابي اذا ضرب القوات اللبنانية، فكان يضرب القوات اللبنانية في حرب وحشية وعنيفة مستعملاً الدبابات والمدفعية دون ان تكون القوات تطلب منه شيئا الا رغبتها بأنها قد توافق على الطائف.

خطأ سمير جعجع بالموافقة على اتفاق الطائف هو انه لا يحق لسمير جعجع ان يضحي بجهود الموارنة وتضحياتهم وشهدائهم الذين قدموهم طوال 1300 سنة كي يحافظوا على وجودهم في لبنان، تنازل جعجع عن حقوق الموارنة، وتنازل جعجع عن قوة الموارنة، وتنازل جعجع عن تضحيات الموارنة، وتنازل جعجع عن شهداء الموارنة طوال 1000 سنة واكثر، والموارنة الذي حاربوا المماليك والعثمانين والتتر وغيرهم وجدوا ان هنالك شخصا اسمه سمير جعجع يتنازل عن تضحياتهم وبطولاتهم ليقنع البطريرك صفير وليتفق مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري على الطائف لالغاء العماد عون الذي كان يحمل سكيناً يريد بها ذبح القوات اللبنانية مع ان القوات اللبنانية اعطيته البنزين والمرفأ واذاعة لبنان وكل ما طلبه، الا انه كان يريد تأليف حكومة مسيحية يدخل اليها سمير جعجع مع القوات، ورفض جعجع ذلك، وقام جعجع بمسايرة العماد عون الى اقصى الحدود، حتى اطلاق النار على جعجع لم يمنع جعجع من الذهاب الى بعبدا، رغم مقتل مرافق جعجع، والدماء على ثياب جعجع ومع ذلك اكمل طريقه من جسر الباشا الى بعبدا للاجتماع بالعماد عون، لعله يستطيع ايجاد حل. لكن لا حل مع العماد عون.

قبل ذلك، كان من طعن السكين في ظهر الموارنة، رجل اسمه شارل حلو هو رئيس جمهورية لبنان الاسبق رحمه الله واصبح في عداد الموتى، لكنه تآمر على المسيحيين بعدما استلم الحكم من فؤاد شهاب ومن الجيش اللبناني وقوته، فاذا به يتآمر على مدير المخابرات غابي لحود الذي بدل ان يكون قوياً ويكشف المخطط وجد ان شارل حلو يساير على ظهر المسيحيين ويتنازل وكل همّ شارل حلو طريقة باطنية لا تريد الا ان يدير شارل حلو البلاد بأقل الخسائر ويكمل ولايته.

غابي لحود كان مدير المخابرات وتسلمها بعد العميد المرحوم انطون سعد، الذي كان قوياً وواعياً لكل شيء، لكن غابي لحود لم يكتشف مخطط شارل حلو الذي تحالف مع الاتفاق الثلاثي ضد الشهابية والجيش اللبناني، وخاض المعركة الانتخابية مع الحلف الثلاثي شارل حلو فخسرت الشهابية الانتخابات وربح الحلف الثلاثي المسيحي الذي هو ضد الشهابية، ورغم ان ثلاثة هم من اهم زعماء الموارنة كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده كانوا يؤلفون الحلف الثلاثي الا انهم عندما ضربوا الشهابية وضربوا مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وجعلوا المسيحيين يقومون بحملة ضد فتح والفلسطينيين انما كان ذلك الخطأ الكبير اذ تخلى غابي لحود عن وعيه وعن نظرته للامور وسلم الامر الى قائد الجيش العماد اميل بستاني، الذي كان همه الاول الوصول الى رئاسة الجمهورية. فذهب العماد اميل بستاني الى القاهرة وهناك وقّع اتفاق القاهرة الشهير مع ابو عمار برعاية الرئيس عبد الناصر، الذي اتصل بالرئيس شارل حلو وقال له: "أنت تعرف دا يعمل ايه قائد جيشك؟". فقال له الرئيس حلو "نعم". ولكن الرئيس شارل حلو لا يهتم الا باستمرار الحكم واللعبة السرية الباطنية لضرب الشهابية التي جاءت به الى رئاسة الجمهورية لكن شارل حلو لعب اللعبة وضرب الموارنة بسكين في ظهرهم.

الصورة هي التالية الموارنة اقوياء يخرجون من عهد فؤاد شهاب ويتسلم شارل حلو، يتنازل شارل حلو عن حقوق الموارنة عبر لعبة سرية مع الحلف الثلاثي الذي اعتبر نفسه هو القيّم والمسؤول عن الموارنة، وتحت عنوان محاربة الشهابية ضرب الحلف الثلاثي الجيش اللبناني الذي كان ركيزة الموارنة، ومدير مخابرات الجيش غابي لحود لم ينتبه الى الامر بل ترك شارل حلو يفعل ما يريد من لعبة وسخة ضد الموارنة. ثم جاء دور قائد الجيش العماد اميل بستاني، الذي رأى ان التوقيع مع ابو عمار على اتفاق القاهرة قد يسيء الى رئاسة الجمهورية، فخسر الموارنة منطقة العرقوب والجنوب، وخسر الجيش الذي كان دعامة الموارنة خيبته امام فتح، بسبب تراخي العماد اميل بستاني، كما تراخى العماد اميل لحود امام الجيش السوري وسلمه كل شيء.

حصلت الحرب وبدأ التهجير وبدأت الهجومات المتبادلة، وخاض اللبنانيون منقسمين معركة بين المسلمين والمسيحيين، ولولا الرئيس حافظ الاسد، الذي دخل لمنع التقسيم ومنع ضرب المسيحيين لكان المسيحيون خسروا كل شيء. ومن المعيب ان تنكر الجبهة اللبنانية انها طلبت من الرئيس حافظ الاسد نداء لانقاذ المسيحيين في لبنان، فدخل الرئيس الراحل حافظ الاسد لبنان وأنقذ المسيحيين رغماً عن قرار موسكو حيث بقيَ رئيس وزراء روسيا كوسيدين 4 ايام في دمشق يريد مقابلة الرئيس حافظ الاسد لكن الرئيس حافظ الاسد كان لا يريد مقابلته قبل بدء تنفيذ قراره بدخول لبنان بالقوة، وانقاذ لبنان ومنع تقسيمه وانقاذ الطوائف وخاصة الطائفة المسيحية المهدّدة بالخسارة.

جاء عهد اميل لحود ومعه فريق أمني سلّم البلاد الى السوريين وسلم البلاد الى مَن يكره الموارنة، فتم اضطهاد الموارنة اضطهادا رهيباً، وكان اكثر من يكره الموارنة هو اميل لحود، فلم يجعل زعيما مارونيا موجودا حتى انه لم يجعل عميدا مارونيا يبقى في الجيش، وقام بعمل لا يقوم به اي قائد جيش، اذ تأخر العميد فهيم الحج قائد سلاح الجو بسحب اغراض منزله لأيام فأرسل العماد اميل لحود الشرطة العسكرية ورمى اغراض العميد فهيم الحاج خارج المنزل والمنزل كان في قاعدة رياق والعميد فهيم الحاج من دعائم الجيش اللبناني لكن لكونه ماروني ومرشح لقيادة الجيش قام العماد اميل لحود بتحطيمه ورمي اساس منزله خارجاً وأبعد العماد اميل لحود كل عميد ماروني عن اي مركز، لانه لا يريد اي وجع راس او خطر من عميد ماروني قد يـأتي وراءه قائدا للجيش. وفي ذات الوقت اعطى اميل لحود سوريا كل ما تريد، وكانت تقاريره الى سوريا كافية لكي يرضى النظام السوري عنه فيسكت عن ضرب المسيحيين كما فعل اميل لحود.

الرئيس الراحل حافظ الاسد كان يريد الحفاظ على الموارنة والمسيحيين ودعم الرئيس الياس الهراوي الى اقصى الحدود لكن قائد الجيش العماد اميل لحود ومديرية مخابرات الجيش التي كانت ضد المسيحيين ضربت المسيحيين ضربة قاضية فجعلتهم في وضع خارج الدولة وجعلت الضباط من غير طوائف يحكمون الضباط الموارنة فاصبح الضابط الماروني يشعر انه غريب في وزارة الدفاع بعدما كان الضابط الماروني له الامرة في وزارة الدفاع، فأصبح في المرتبة العاشرة وبات يقف الضابط الماروني امام ابواب المخابرات في ايام لحود ينتظر دورا للمقابلة ليطلب مطلباً عادياً بعدما كان الضابط الماروني سيدا من اسياد وزارة الدفاع في اليرزة.

اما الضربة القاضية للموارنة فهي حرب عون – جعجع، عون اراد الانتهاء من جعجع وجعجع اراد الانتهاء من عون، ولكن لم يخطط لازالة عون، بل كان ضده سياسيا، والذي بدأ المعارك ضد القوات هو العماد عون، وبدأ العماد عون بعد تشكيل حكومته العسكرية المؤقتة بتقديم المطالب الى القوات على ما يريد، فكان سمير جعجع يلبّي ما يريده العماد عون، لكن ايلي حبيقة وأسعد حردان وميشال سماحة واحدى الشخصيات السياسية الهامة احتراما لها لا نذكرها، ووسطاء كثيرون كانوا يأتون الى العماد عون ليقولوا له اضرب القوات فتصل الى رئاسة الجمهورية. وبعدما تكون القوات اللبنانية قدمت للعماد عون ما يريد، كان يعود ويلجأ للهجوم عليها ولا أحد يعرف السبب الذي جعل العماد عون يقوم بتحويل عين الرمانة الى ساحة معركة لاخراج القوات منها، ضارباً احياء عين الرمانة بالمدفعية والدبابات والمشاة لاحتلال عين الرمانة وليس لها علاقة بقضية الصراع الكبير.

كذلك لم يكن احد يفهم لماذا يقوم العماد عون بتوجيه مدفعيته ضد القليعات في كسروان وفي نهر الكلب وفي المناطق المسيحية بهذا الشكل، حتى باتت قذائف المدفعية التابعة لعون تنهمر على رؤوس الموارنة مثل الشتاء، لكن خلف ذلك كان هنالك مخطط كبير، هو الذهاب الى مؤتمر مدريد بحكومة واحدة، والحكومة الواحدة تتطلب الغاء الحكومة العماد عون وحكومة الرئيس سليم الحص، ولم يقبل العماد عون اتفاق الطائف، ومعه حق في ذلك، لكن العماد عون لم يصمد على موقفه، بل جاءته اشارة فرنسية بترك النواب يذهبون الى مدينة الطائف في السعودية، فرضخ للقرار الفرنسي، وذهب النواب وهناك اقروا اتفاق الطائف الذي اصبح دستور لبنان. ورفض العماد عون اتفاق الطائف، لكنه رفضه متأخراً، اذ اخطأ خطأ كبيرا بسماع كلمة الفرنسيين بارسال نواب فيما كان جعجع والبطريرك صفير يعملون على تنفيذ اتفاق الطائف ضد العماد عون. فأرسل العماد عون مجموعة ضربت البطريرك صفير وشنّ حرباً لا هوادة فيها على القوات اللبنانية.

ثم بعد فترة، اكتشف العماد عون ان سوريا لم تعطه رئاسة الجمهورية، وان الطريق الى صدام حسين مفتوح، وان صدام حسين وعده بضرب سوريا ضربة قاضية، واللعبة كلها اميركية تمهيدا لمؤتمر مدريد الدولي الذي انعقد من اجل الشرق الاوسط، فكان اتفاق مدريد بانهاء حكومة عون وبدلا من ان يحافظ عون على المنطقة المسيحية وعلى القوات وعندها لا يستطيع الجيش السوري الدخول الى المناطق المسيحية ولو كان بألف معركة الا ان العماد عون مهّد لدخول الجيش السوري بالقيام بحرب الالغاء ضد القوات مرتين، وبالقيام بحرب ضد الجيش السوري اثناء حرب التحرير، فجعل الجيش ضعيفا جدا ولم يعد الجيش اللبناني الذي كان دعامة الموارنة قادرا على الوقوف للدفاع عن المناطق المارونية، فارتكب الجريمة الكبرى العماد عون لانه جعل الجيش اللبناني والشعب الماروني والمسيحي يدفع ثمناً غالياً جدا في معارك لرفض الطائف وغير الطائف ولكنه في 7 ايار 2005 عاد الى لبنان ودخل اللعبة السياسية موافقا على الطائف، ناسيا ان مئات الشهداء استشهدوا بسبب رفض العماد عون اتفاق الطائف. وان آلاف الجرحى سقطوا نتيجة رفض العماد عون اتفاق الطائف. ومن ثم عاد العماد عون ليدخل الوزارة والمجلس النيابي على قاعدة الموافقة الكاملة على اتفاق الطائف بدل البقاء على موقف تاريخي محترم يحترم الشهداء والجرحى ويبقى العماد عون رافضا لاتفاق الطائف، لكن من اجل اللعبة السياسية ومن اجل دور سياسي تخلى العماد عون عن موقفه ووافق على اتفاق الطائف الذي رفضه وشنّ حروب في سبيل منعه.

هكذا الجنرالات، جنرال يقاتل بجيشه ويدفع شهداء وجرحى ويرفض اتفاق الطائف، ثم يوافق عليه بعد اجتماعات مع جماعة العماد اميل لحود ومع سوريا.

اين العماد عون من الجنرال ديغول؟ اين العماد عون من الجنرالات الذين حملوا السيف وبقوا حاملين سيوفهم ولم ينكسر سيفهم ولا ظهرهم، بل استشهدوا ووقفوا حتى آخر لحظة من اجل كلمتهم، لكن العماد عون باع كلمته واصبح همّه ان يكون صهره جبران باسيل وزيرا للطاقة.

اصبحت الطائفة المارونية مكسورة بعدما كانت طائفة سيدة، قوية ومتينة، وانقلب الدور في لبنان فأصبح الشيعة هم الاقوياء وهم المهيمنين والمسيطرين، والطائفة المارونية اصبحت ملحق في لبنان، حيث رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري يحكم سياسياً وحيث المقاومة تسيطر في الجنوب وحيث مخابرات سوريا تفعل ما تشاء لان مخابرات اميل لحود واميل لحود اعطاهم الضوء الأخضر ولم يقف مرة واحدة طالباً منهم عدم الاعتداء على ماروني او انقاذه من السجن، لا بل ان 7 آب كانت مناسبة كي يقوم الحرس الجمهوري التابع لاميل لحود بتكسير اضلاع وعظام واجساد المسيحيين من شبان الجامعات امام قصر العدل لان اميل لحود قرر الانتقام من الشبان المسيحيين الذين يعارضونه.

لم يتحرك ولا مرة العماد اميل لحود ومخابراته ضد اي طائفة اخرى، بل كانوا يراعون كل الطوائف ما عدا الموارنة، وباستثناء حرب او حادثة الضنية التي جرت ضد الاصوليين، وقام الجيش بمعركة هناك، لم يحصل مشكلة بين الجيش اللبناني والطائفة السنية، وكان همّ اميل لحود ان يوصل الى الاميركيين مع مخابراته، ان الجيش اللبناني هو ضد الاصولية وبالتالي فالرئيس لحود يصلح لان يجري التمديد له في رئاسة الجمهورية.

كسر ظهر الموارنة اميل لحود واميل بستاني، والحلف الثلاثي، وسمير جعجع وميشال عون وكسر ظهرهم اتفاق الطائف واخرجهم من الدولة وجعلهم يهاجرون، كل هؤلاء جعلوا الموارنة يحملون حقائبهم ويهاجرون مقهورين من لبنان، لا دور لهم سياسي ولا اجتماعي ولا انساني، فالماروني مصيره الزنزانة، والماروني مصيره الاضطهاد، سمير جعجع في السجن 11 سنة و3 اشهر ميشال عون مستبعد 15 سنة وللاسف غاب 15 سنة رافضاً الطائف ثم عاد ووافق عليه دون ان يشرح لنا اين هم الشهداء الذين سقطوا اثناء الحرب ضد الطائف واين الجرحى واين المعاقين؟ ولماذا رفض الطائف ثم وافق عليه، وهل ان مبدأ ان يكون جبران باسيل وزيرا في الحكومة هو اساس اقوى من عدم القبول بالطائف بعد رفضه؟ استعاد الموارنة دورهم عبر مواقف البطريرك صفير، وعبر بيان الموارنة سنة 2000 الذي تحدث عن ضرورة تموضع الجيش السوري من جديد، وبدء انسحابه، وارسل البطريرك صفير المطران يوسف بشارة الى قرنة شهوان ليكون مع المجتمعين هناك لحمايتهم من مخابرات اميل لحود التي تكره الموارنة ومن اميل لحود الذي يكره الموارنة اكثر واكثر وكيف لا يكرههم وهو يكره المرحوم نسيب لحود الى اقصى الحدود ونسيب لحود عضو في قرنة شهوان.

تلك هي حقائق لا يستطيع ان ينكرها لا مخابرات اميل لحود ولا اميل لحود ولا كل الذين نذكرهم، واذا انكروها فمن اجل تبرير انفسهم ومن اجل تبرير اخطائهم ومن اجل تبرير ظلمهم ومن اجل تبرير عدم عدالتهم في الحكم.

لبنان لم يعد لبنان، فلبنان اساسه القوة المارونية والدور الماروني والفكر الماروني والنخبة المارونية التي حطمها الحلف الثلاثي، الى ان حطمها نهائيا عهد اميل لحود ومخابراته، وقضوا على كل شيء ماروني وقبل عهد اميل لحود حطم العماد عون وسمير جعجع الموارنة تحطيما عسكريا وامنيا جعل الموارنة يقعون على الأرض جرحى ومظلومين ومقهورين بسبب اخطاء ميشال عون وسمير جعجع وليسوا وحدهم بل كل القادة الذين ذكرناهم وربما نسينا احد لم نذكره.

اين نحن اليوم من دور لبنان، اين نحن من دور الموارنة، اين نحن اليوم من مقام بكركي، وادي قنوبين ووادي القديسين كان له الهيبة والقداسة الكبرى اصبح الموارنة لا يسألون عن وادي قنوبين بعدما يئسوا من زعمائهم، اين بكركي التي يهاجمها اليوم الزعماء لان البطريرك الراعي ادلى بتصريح في فرنسا فقاطعه سمير جعجع معتبرا انه اكبر من البطريرك الراعي وأهم، ذلك ان سمير جعجع وصل بعلاقته مع البطريرك صفير الى القول ان البطريرك صفير هو ابو سمير، اي انه الاب الروحي الذي تبنى سمير جعجع، ولذلك تكبّر سمير جعجع واصابه الكبرياء فقاطع البطريرك الراعي، ودفع سمير جعجع بقية القيادات في قرنة شهوان و14 اذار الى مقاطعة البطريرك الراعي، كأن البطريرك الراعي عنصر في القوات اللبنانية او موظف عند سمير جعجع، وعند كل هؤلاء المسيحيين الذين لا يعرفون العمق الروحي والفكري والديني للبطريرك الراعي.

موقف جعجع من مقاطعة بكركي اثر تصريح البطريرك الراعي ادّى الى تهديم هيبة بكركي جزئيا ولم يتأثر البطريرك الراعي بل بقيَ قوياً على موقفه وواضحاً، على ان بدأ القادة الموارنة يتراجعون ولكن اين القادة الموارنة؟ انهم صور و"قصقص ورق ساويهم ناس"، واين الموارنة تلك الطائفة العظيمة التي صنعت لبنان والشرق وصنعت من حدود تركيا الى حدود مصر نهضة عربية ضد التتريك والفت الكتب واطلقت الفكر العربي الحقيقي، فيما كان المسلمون يريدون ان تكون اسطنبول وتركيا واللغة التركية هي الاساس، بينما الموارنة حافظوا على اللغة العربية والعروبة وقاتلوا في سبيلها، فأين هم اليوم الموارنة؟ حطمهم اتفاق الطائف وشكرا للدكتور سمير جعجع على دعمه الطائف، وحطمهم اتفاق الطائف الذي قاتل العماد عون ضده حتى النهاية ولكن وافق بالنتيجة من اجل لعب دور سياسي في الطائف، وشكرا للرئيس لحود لانه طوال 19 سنة لم يكن همّه الا ضرب كل رأس ماروني له عنفوان او قد يؤثر عليه بشيء او قد يؤثر على التقارير التي يرسلها الى سوريا ضد الموارنة اسبوعيا ويخلق لهم الاخبار ويقوم باضافة تقريره الاسبوعي الى القيادة السورية بتقارير المخابرات اللبنانية العسكرية وغيرها التي تكره الطائفة المارونية.

طائفة مارونية سيدة كانت تحكم في لبنان بعدالة، فاذا بها تصبح طائفة مكسورة، ولن يقوم لبنان مجددا ما لم يعد الموارنة الى دورهم الاساسي والى نخبة مارونية فكرية تعطي نهضة جديدة فكريا في لبنان والشرق، والا فالفتنة آتية بين السنة والشيعة وليس الا الماروني هو الحاكم العادل بين كل الطوائف.

الموارنة لهم تاريخ عريق طوال 1300 سنة دافعوا فيها عن وجوده، فجاء من يتسلى بحقوق الموارنة والشهداء وتاريخ الموارنة. تلك هي القصة الحزينة للموارنة، ولولا عنفوان الموارنة وقوتهم ومناعتهم لكان تم ازالتهم من لبنان، لكن الشعب الماروني هو غير زعمائه، الشعب الماروني هو غير قياداته، الشعب الماروني هو غير من يتسلى بمصيره، ولذلك فالشعب الماروني اثبت وجوده وبقيَ قوياً على الساحة اللبنانية رغم كل الضربات التي تلقّاها.

اذا اردتم انقاذ لبنان عليكم ان تعرفوا ان مبدأ تحويل الموارنة من طائفة سيدة وقوية في لبنان الى طائفة مكسورة هو عنوان أدّى الى تدمير لبنان، واذا أردتم لبنان لبنان قوي فعلا، فعليكم اعادة الدور الى الموارنة كي يلعبوا دورهم مثل بقية الطوائف، ولا تكون الطائفة المارونية طائفة مكسورة.

الحمد لله عنا بسوريا مافي طائفية الكل لخير الوطن

» عبد الحليم خدام يتباهى بخيانته!!
» المخطط الصهيوني ظهر ...شارل أيوب
» المفاجأة الأكبر…قصاص النصرة بإنتظار نجل عبد الحليم خدام!
» جامعة أميركية وليست عربية ...شارل أيوب
» مسيحيو سوريا عاتبون على الموارنة