هذه حقيقة الولايات المتحدة (7) «أمّة» جهل وغباء

هذه حقيقة الولايات المتحدة (7) «أمّة» جهل وغباء... بحسب مايكل مور
مايكل مور أميركيّ ابن أميركيّ، أباً عن جدّ على ما يقال في عاميتنا المحبّبة، منتقد لاذع وموضوعيّ لبلاده (يسمّونها «أمّة») المريضة، هجّاء جريء ومناضل شجاع بالموقف السياسي والاجتماعي، إصداراً لكتب أو صنعاً لأفلام،
علماً أنّه ابن مدينة فلينت الصغيرة المهملة والتي تبدو كأنها تعاني إهمالاً متعمّداً لناسها الفقراء والعاطلين عن العمل (داخل «أمّة الحلم والثراء»)، ومن هذه الأرضية الاجتماعية انطلق مايكل مور كاشفاً وفاضحاً ومعرّياً على مستوى البلاد الشاسعة بأكملها.
يقول مايكل مور في كتابه المشهور «رجال بيض أغبياء»: «هل تشعر بأنك تعيش في أمّة من الأغبياء؟ اعتدت أن أعزّي نفسي لحالة الغباء السائدة في هذه البلاد بترداد الآتي على نفسي: حتى لو كان هناك مئتا مليون غبي بشكل مطلق في هذه البلاد، فذاك يُبقي على الأقل ثمانين مليوناً سيفهمون ما أقوله، وهم أكثر من عدد سكان بريطانيا وإيسلندا معاً!
هناك أربعة وأربعون مليون أميركي لا يستطيعون القراءة فوق مستوى الصف الرابع. إنهم في تعبير آخر أمّيون علميّاً. يصرف الأميركي 99 ساعة في السنة على القراءة، مقارنة بـ1460 ساعة في مشاهدة التلفزيون. و11 في المئة من الشعب الأميركي ينزعجون من قراءة صحيفة يومية باستثناء الصفحات المضحكة وإعلانات السيارات المستعملة. إذن، إذا كنت تعيش في بلاد يوجد فيها 44 مليوناً لا يستطيعون القراءة، فضلاً عن 200 مليون آخرين يستطيعون القراءة لكنّهم لا يقرأون، فأنت وأنا نعيش في مكان مخيف جداً. إن أمّة لا تنتج طلاّباً أميين فحسب بل هي مصمّمة على البقاء جاهلة وغبية هي أمّة لا يجب أن تحكم العالم. على الأقلّ ليس قبل أن تتمكن غالبية مواطنيها من تحديد كوسوفو (أو أي بلد آخر دمّرته بالقنابل) على الخريطة.
لم يعد مستغرباً بالنسبة إلى الأجانب أن «ينتخب» الأميركيون، الذين يجدون متعة بالغة في غبائهم، رئيساً نادراً ما يقرأ أي شيء، بما في ذلك أوراق أوامره أو معلوماته الخاصة، ويعتقد أن أفريقيا دولة وليست قارّة. قائد غبي لأمّة غبية (يقصد جورج دبليو بوش الذي صدر كتاب مور في عهده). في بلد الوفرة المجيد هذا، القليل هو دائماً كثير عندما يتعلّق الأمر بإرهاق أي جزء من أجزاء الدماغ بتخزين الوقائع والأرقام، أو بالتفكير المهم، أو استيعاب أيّ شيء... غير رياضي (أي بالألعاب الرياضية التي لا يهوى الأميركيون إلاّها).
قائدنا ـ والكلام دائماً لمور ـ لا يفعل شيئاً لإخفاء جهله، حتى أنه يفاخر به. أثناء خطابه في حفل التخرّج في جامعة يال للعام 2001، تكلّم جورج دبليو بوش بفخر عن كونه كان طالباً عادياً في يال قائلاً: «إلى طلاب الدرجة C (المتوسّطين) أقول إنكم أنتم أيضاً يمكن أن تكونوا رؤساء للولايات المتحدة!»... وبوش ذهب إلى يال وهارفرد.
أعطي اختبار ذو خيارين لمجموعة من 556 متخرجاً من 55 جامعة أميركية مهمة (مثل هارفرد، يال، ستانفورد...). تألّف الاختبار من أربعة وثلاثين سؤالاً وُصفت بأنها «بمستوى مدرسة ثانوية». لم يتمكن هؤلاء الطلاب المتفوّقون من الإجابة إلاّ عن 53 في المئة من تلك الأسئلة بشكل صحيح، فيما تمكّن واحد فقط من الإجابة عنها كلها. 40 في المئة من هؤلاء الطلاّب لم يعرفوا متى وقعت الحرب الأهلية، حتى مع إعطائهم مجموعة واسعة من الخيارات. سؤالان سجّل هؤلاء المتخرّجون أعلى نسبة إجابات صحيحة عنهما هما، أولاً: من هو الكلب «سنوب دوغي دوغ»؟ (98 في المئة أجابوا عنه بشكل صحيح)، ثانياً: من هما «بيفيز وبات هيد»؟ (99 في المئة عرفوا الإجابة)!
ما يهمّني هو لِمَ يريد سياسيون من أمثال السيناتور جو ليبرمان من كونيكتكت والسيناتور هربرت كول ويسكونسن النيل من محطة MTV الأميركية، في حين أنهما المسؤولان عن الفشل الذريع للتعليم الأميركي. تمشّ في أي مدرسة رسمية وستكون الاحتمالات كبيرة جداً أن تجد حجرات مدرسة مكتظة، وسقوفاً راشحة، وأساتذة منحلّين أخلاقياً. في واحدة من كل أربع مدارس ستجد التلاميذ «يتعلّمون» في كتب مدرسية صدرت في الثمانينات أو ما قبلها؟
لماذا يحصل ذلك؟ لأن القادة السياسيين، والشعب الذي يصوّت لهم، قرّروا أنّ بناء قاذفة قنابل أخرى له مرتبة أهمّ في سلّم الأولويات من تعليم أطفالنا. إنهم يفضّلون عقد جلسات استماع عن فساد برنامج تلفزيوني يدعى «المغفّل» أكثر من عقد جلسات عن فسادهم هم في إهمال مدارسنا وأولادنا، محافظين على لقبنا كأغبى بلد على وجه الأرض.
يال وهارفرد، برينستون ودارتموث، ستانفورد وبيركلي. ما عليك إلاّ أن تحصل على شهادة من تلك الجامعات وتصبح مستعدّاً للحياة.
من يأبه إذا لم يكن مطلوباً من 70 في المئة من أولئك المتخرّجين في الجامعات الأميركية تعلّم لغة أجنبية؟ ألا يتكلّم باقي العالم الإنكليزية اليوم؟ ومن يهتم إذا كان بين مناهج الأدب الإنكليزي السبعين، في سبعين جامعة أميركية كبرى، 236 منهجاً فحسب تطلب إلى دارسي اللغة الإنكليزية أخذ مقرّر واحد عن شكسبير؟ هل يستطيع أحد، رجاءً، أن يشرح لي ما العلاقة التي تربط بين شكسبير واللغة الإنكليزية؟ أيّ نفع ستقدّمه تلك «المسرحيات القديمة العفنة» في عالم التجارة اليوم؟!
لعلّي أشعر بالغيرة، فقط لأنني لا أملك شهادة جامعية. بلى، أنا مايكل مور، انسحبت من الجامعة».

» الولايات المتحدة حاولت منع سورية من المشاركة بأعمال الدورة 68 للأمم المتحدة... ناصر شرارة
» الولايات المتحدة: الإنتخابات السورية «عار»
» الولايات المتحدة: حنين إلى العنصرية !
» أول سيناتورة سحاقيّة في الولايات المتحدة
» الولايات المتحدة على وشك اعادة فتح سفارتها في دمشق