حروب كسر عظم تلوح في المنطقة ولكن بعيداً عن سورية

حروب كسر عظم تلوح في المنطقة ولكن بعيداً عن سورية

لم يعد يخفى على أحد أن كل حروب واشنطن في المنطقة هدفها الوصول إلى وسط آسيا، وبالذات بحر قزوين، وتعتبر أذربيجان أحد ركائز المشروع الأمريكي، حيث إن أذربيجان (الشيعية التي تتحدث الفارسية) مرتبطة اقتصادياً بإيران وروسيا وبشكل خاص روسيا التي تشتري منها ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز، ولكن نظامها يشبه كثيراً النظام التركي والسعودي والقطري في تبعيته العمياء للغرب والكيان الصهيوني، تارة تقول إنها ستفتح أجواءها للقوات الصهيونية لضرب إيران وتارة تتراجع رغم كل الود في الخطاب الإيراني تجاه هذا البلد.

ورغم حرب القوقاز التي ذهب معها خط باكو تبليسي أدراج الرياح مازالت أذربيجان تحلم بالتبعية للأمريكي، وبعد صمود سورية وسقوط سكاشفيلي في جورجيا، ربما أصبحت أرمينيا هدفاً جديداً للأمريكي، ولكن أرمينيا كان ردها عنيفاً جراء الحشود العسكرية الأذرية بالقرب من إقليم قره باخ، حيث هدّدت بقصف البنية التحتية للنفط والغاز في أذربيجان في حال تمّ الاعتداء على سيادتها، لترد أذربيجان بأنها قادرة على قصف أي هدف إستراتيجي في أرمينيا وملوحة بأن النفط والغاز لديها يتمّ استخراجه بوجود شركات روسية، وتدخل تركيا على خط التصعيد ضد أرمينيا بحيث يعتبر أوغلو أن إقليم قره باخ (الذي يقطنه الأرمن) أراضي أذرية محتلة، وتصاعد الخطاب بين أرمينيا وأذربيجان ينذر بحرب واسعة قد لا تكون كسابقتها.

والتصعيد في وسط آسيا جاء بعد أن أعاد الجيش الروسي انتشاره على الحدود الأرمينية التركية نهاية العام الفائت وبعد أن وضع الجيش الروسي في بحر قزوين بارجة متطورة قاذفة للصواريخ جديدة كلياً، اعتبرها محللون أذر بأنها تشير إلى تحضير روسيا لحرب محتملة في المنطقة.

وبحسب محللين عسكريين فإن أي حرب لن تقتصر على إقليم قره باخ بل ستكون حرباً شاملة وخصوصاً في إقليم (Nakhchivan) المعزول عن أذربيجان والقريب من الحدود التركية، وأي حرب ستوقف أي صادرات للغاز الأذري إلى تركيا، وذلك على أعتاب الشتاء، ستجد تركيا نفسها أمام وضع نزوح جماعي جديد وتبعية لروسيا وإيران جديدة في مجال الغاز.

ومن جهة ثانية هناك نذر حرب تلوح في جزيرة قبرص وخلال زيارة رئيس شمال قبرص إلى تركيا كان من الواضح أن التصعيد سيد الموقف، ويأتي التصعيد في قبرص على إثر التنازع على حقول الغاز. حيث تطالب قبرص من شمال قبرص استعادة أراضي تعتبرها قبرص محتلة من قبل شمال قبرص التركية.

وتشير التوقعات إلى أن ما يحدث للساعة لازال بمثابة رسائل سياسية لها ارتباط بالملف السوري، والتصعيد مرتبط بموقف تركيا ومن خلفها واشنطن، وتأتي هذه التطورات في ظل عودة النار إلى شمال إفريقيا، وبالتالي تكون واشنطن قد أشعلت العالم والهدف صادرات الغاز إلى الإتحاد الأوروبي ولكن يبقى السؤال: هل ستتحمل تداعيات أي تصعيد روسي يشبه ما حدث في جورجيا عام 2008، وخصوصاً أي من النزاعات المحتملة سيكون كارثة جديدة على تركيا وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة!!.

» حروب استباقية وتوسيع هامش المناورات بسورية لملء الفراغ الاستراتيجي الأميركي .. في المنطقة -
» غاضبون لأجل المنطقة الشرقية ، ولكن ... ؟
» من حرب على سورية إلى حروب على روسيا
» يا ابناء سورية الصادقين : سامحوا ولكن لا تنسوا
» نصر الله: ندعو إلى الحوار لمعالجة كل الأزمات في المنطقة ومن الطبيعي وجود خلافات وأزمات ولكن الأخطر ألا نعرف كيف نتعامل مع هذه الأزمات