الحريري : المسيحيون درجة ثالثة بعد السنة و الشيعة

الحريري : المسيحيون درجة ثالثة بعد السنة و الشيعة

Sunday, October 14, 2012 - 08:45 PM
نحن نريد افضل مكانة للطائفة السنية المحترمة والكريمة، نحن نريد افضل المكانة والاحترام للطائفة الشيعية، ونحن نريد كل العنفوان والكرامة للطائفة الدرزية، ونحن لا نريد ان نتكلم من باب طائفي، لان الطائفية كريهة، ولان الطائفية تخلف الى الوراء، ولان الطائفية تضرب لبنان، ولان الطائفة تمنع قيام دولة حديثة في لبنان، لكن نريد ان نتكلم انسانياً، نريد أن نتكلم عن فئة هي فئة من الشعب اللبناني اذا كان للدروز والشيعة والسنة الحق في ان يكون لهم المكانة ومركز الصدارة، فلماذا انسانياً وأخلاقياً حرمان الطائفة المسيحية من ان يكون لها دور في لبنان، وهي خاصة الموارنة من قاموا بتأسيس دولة لبنان الكبير والعمل بعرق جبينهم على بناء دولة لبنان.

اترك صليبك ولا تتبعني، رغم ان السيد المسيح قال انت كمسيحي احمل صليبك واتبعني والصليب رمز للتضحية والتسامح والمحبة، ولا تضع في سلسال رقبتك علامة شعار الصليب، وتوقف عن سماع أجراس الكنائس، وتوقف عن امتلاك الاراضي، فأنت كمسيحي لا يحق لك بالصليب وحمله، ولا يحق لك بدقّ الأجراس، ولا يحق لك بأن تمتلك الأرض، بل إما أنت مهجّر مثلما حصل في الشوف من القرى والبلدات وممنوع عليك العودة الحقيقية، وإما أنت مهاجر الى كندا واوستراليا وأميركا والبرازيل وفنزويلا.

لا تحمل صليبك فممنوع عليك ذلك، ولا ترسم اشارة الصليب على صدرك، ولو وجدت جراح المسيح في أضلعه وانحراف الوثنيين الذين صلبوه لانه قال اني جئت لكل بني البشر ولم آت الى اليهود فقط، انت مسيحي في لبنان، عد وتذكر ايام العثمانيين حيث ليس لك الحق في ان تسير على الرصيف، بل عليك ان تسير على الطريق، فأنت مسيحي من الدرجة الثانية، وأنت تعيش في السلطنة العثمانية، وأنت محكوم من السلطان، وهكذا في لبنان أنت اصبحت محكوما من سلطان الطائف، من سلطان اعطاء رئيس مجلس الوزراء كل الصلاحيات، ومنع رئيس الجمهورية التأخر يوماً واحداً عن توقيع مرسوم بعد مرور 15 يوماً على صدوره، والا فان الحكومة تصدره ولا تسأل عن رئيس الجمهورية.

أين بعبدا؟ أين قصر بعبدا؟ أين القرارات فيه؟ أين قوة قصر بعبدا وصلاحياته؟ أين المواد الدستورية التي في يد رئيس الجمهورية، أخذوها نتيجة صراع عون وجعجع، وأخذوها نتيجة مخطط قام به ساترفيلد ورفيق الحريري وصديق لهم، وسوريا. فاذا برئيس الجمهورية فلي لبنان يصبح دمية يصبح منظرا، وتصبح بعبدا علماً لبنانياً يرفرف وحراساً يتمشون امام القصر لتقديم التحية، أما رئيس الجمهورية الماروني الجالس في قصر بعبدا فهو لا يملك أية صلاحيات وأصبح ضعيفاً بشكل اضعف الموارنة وجعلهم يخرجون من الدولة لان الطائف أراد ان يكون المسيحيون خارج الطائف، خارج لبنان، وأكبر جريمة هو اتفاق الطائف تم ارتكابه بحق المسيحيين. وان "الديار" وقفت في وجه اتفاق الطائف حتى اخر لحظة، وهي تلوم ميشال عون لانه عاد ووافق على الطائف، فلماذا تكون حركة 13 تشرين والحرب مع الجيش السوري ويسقط شهداء ثم بعد 15 سنة يوافق ميشال عون على الطائف، لماذا لم يوافق في تلك الليلة ويوفّر معركة يموت فيها شهداء كثيرون، بدل ان ينتظر 15 سنة ليخضع للطائف ويقبل به مرغماً؟

على كل حال ما لي وميشال عون، فهو في واد آخر، خرج عن التغيير والاصلاح، وأصبح كل همّه الاصهرة، وكل همّه توريث العائلة، وكل همّه وضع الاموال باسمه واسم عائلته، أما الذين ناضلوا معه ووقفوا معه في كل زمن الشدة، فهم لا تصل اليهم مساعدة بدولار واحد، اما الأصهرة فتصل اليهم الملايين. هكذا ميشال عون، هكذا الزمان، هكذا قائد اللواء الثامن النظيف ميشال عون، يوم كانت الفياضية، وكم تغير ميشال عون من الفياضية الى الان، وكم تغير ذلك القائد العميد ميشال عون الذي كان ينام على سرير جلدي في غرفة بسيطة رغم انه عميد ويحق له بمكتب كبير واصبح اليوم انسانا ضد التغيير وانساناً غطس في التمويل المالي الخارجي واصبح همّه الاصهرة واصبح همّه شؤون اخرى رغم انه يبقى جرساً أو صوتاً يعلن ان هنالك خطأ هنا وخطأ هناك وهذه هي الفضيلة الوحيدة الباقية عنه اي انه ينبّه الى الاخطاء.

اما الطائف فذبح المسيحيين، اما الطائف فنزع الصليب عن صدر المسيحيين، احمل حقيبتك ايها المسيحي وارحل، ارحل من لبنان الى اوستراليا، ارحل من لبنان الى كندا، ارحل من لبنان الى اميركا، ارحل من لبنان الى البرازيل، ارحل من لبنان الى فنزويلا، فأنت من الدرجة الثالثة وفق ما قام بتصنيفك سعد الحريري، المركز الأول هو للطائفة السنية، والمركز الثاني للطائفة الشيعية، وأما انت المسيحي فتأتي في المرتبة الثالثة، وليس هناك من مساواة بين المواطنين على اختلاف طوائفهم برأي سعد الحريري.

احمل حقيبتك ايها المسيحي واترك الكنيسة ولا تعد تسمع الجرس ولا تأتي الى قداس الاحد، فأنت محروم من ذلك، لانك مضطر للهجرة الى الخارج، وانت ايها المسيحي لا تطالب بحقوقك فالحق الاول هو للطائفة السنية في مركز رئاسة الحكومة، والمرتبة الثانية هي لرئيس مجلس النواب الذي هو امير مجلس النواب، وامير السلطة التشريعية ويتصرف كما يريد، والصلاحيات الكبرى في يد رئيس مجلس الوزراء، والسلطة على مجلس النواب هي لرئيس مجلس النواب، أما رئيس الجمهورية فأصبح لا شيء وغير موجود.

يبني الرئيس رفيق الحريري السراي الكبير من 55 الف متر مربّع، حيث كان والي تركي يحكم بيروت، وتكلف السراي الكبير اكثر من 60 مليون دولار، من اجل ان تكون رئاسة مجلس الوزراء مركزاً للسيطرة السنية على لبنان، ويتوسّع الرئيس نبيه بري في عين التينة فيصبح قصر عينة التينة وحوله، اكبر من قصر بعبدا او لنقل ثلثي قصر بعبدا، اما السراي الكبير فهي 55 الف متر مربع مقابل 3 الاف متر مربع لقصر بعبدا، وكيف يجوز ان يتم صرف 60 مليون دولار لاقامة رئيس الحكومة وهو لا يسمح لنائب رئيس الحكومة ان يدخل الى السراي فيما قصر بعبدا كله التاريخي مساحته 3 الاف متر مربع؟ وكيف يتم اخذ الابنية والغاء مركز الابحاث في عين التينة كي يتوسّع الرئيس بري الى اقصى الحدود وقصر بعبدا اصغر مساحته المعنوية يوماً بعد يوم لان الطائف اراد ان يكون المسيحي الماروني في رئاسة الجمهورية لا شيء ولا يمثل شيء ولا يستطيع ان يؤخر مرسوم ولا يستطيع ان يأتي باقتراح من يكون رئيس مجلس قضاء اعلى. ممنوع على الرئيس الماروني ان يكون له كتلة وسطية، ممنوع على رئيس الجمهورية الماروني الا ان يخضع لرئيس الحكومة السني، وممنوع على رئيس الجمهورية الماروني الا ان يكون تحت رحمة رئيس مجلس النواب الشيعي، فرئيس مجلس النواب يغلق مجلس النواب متى يريد ورئيس الحكومة يقرر ما يريد في جلسات مجلس الوزراء وفي السراي الكبير، واما الرئيس الماروني فاحمل حقيبتك ايها الرئيس وهاجر، وسافر فليس لك قرار وجرس كنيستك لا يدق، وصليبك لا تستطيع ان تحمله ويوما بعد يوم ستكون في وضع اصعب، والمطلوب تهجير المسيحيين واضعافهم الى اقصى الحدود، كان المسيحيون ينتشرون في عكار، في البقاع، في الجنوب، في بيروت، في الشوف، فقاموا بتهجيرهم قاموا بظلمهم، قاموا بذبحهم، هنالك من حمل السلاح مع الفلسطيني ليقتل المسيحي، ولم يكن لدى المسيحي بندقية صيد، وما اراده ابو عمار ان يحكم المسيحيين وقال اني سأحكمهم بجزمتي ومع ذلك وقف السنة والشيعة والدروز مع ابو عمار لحكم المسيحيين بالجزمة وتهجر المسيحي من قراه وتم ذبحه في الشوف، ومن اختبأ في قبّة الكنيسة صعدوا اليه في الشوف لذبحه بالفرّاعة في اعلى قبة الكنيسة، ثم ان القرى المسيحية احرقوها ثم انهم اخذوا صلاحيات رئيس الجمهورية من الطائف، لا تحمل صليبك ايها المسيحي فليس لك مكان، لا تمشي على الرصيف لا يحق لك ذلك، اشمل وانزل الى الطريق فأنت في زمن العثمانيين من جديد وسعد الحريري يقرر مع وليد جنبلاط اللوائح، فيصبح المسيحي اما مثل عون تابعاً لحزب الله ولنبيه بري او حليفاً لهم بنسبة 30 الى 70 بالمئة، اما مسيحيو 14 آذار فيصبحون تحت الاحتقار والاستبداد والاستعباد.

لماذا هنالك ثلاثة ملايين مسيحي في الهجرة؟ لماذا هنالك 3 ملايين مسيحي في الغربة؟ لماذا هنالك مليون مسيحي تهجروا داخل لبنان؟ لماذا لا يحق للمسيحي ان ينتخب نائبه، بينما ينتخب المسلمون نوابهم؟ وبأي حق يكون السماح للمسلم ان ينتخب النائب المسلم الذي يريد بينما المسيحي لا يستطيع انتخاب نوابه المسيحيين، وهم يضحكون على المسيحيين بطرح قوانين انتخابات، واما النواب المسيحيين فيفتشون عن التمويل حتى ان العنفوان المسيحي وعزة النفس وتاريخ تضحيات الموارنة والمسيحيين كل ذلك ذهب هدراً.

لا تحمل صليبك ايها المسيحي فلا يحق لك ان يكون على كتفك صليب، ولا على صدرك صليب، ولا ترسم اشارة الصليب، وبعد قليل سيبدأ قانون يحدد عدد الكنائس في لبنان، وربّ قائل ان هنالك مبالغة. ومن ينظر منذ 30 سنة وحتى اليوم يعرف كيف تمّ قهر المسيحيين وابعادهم وسجنهم وضربهم، وتهجيرهم واضعافهم واخيراً اخذ صلاحيات رئاسة الجمهورية منهم. وممنوع ان تتحدث عن الطائف، فالطائف مقدس وممنوع ان تتحدث كيف تمت مؤامرة الطائف فالطائف مقدس، ومن صنعه قديسين، ومن قام بصياغة الطائف هم جماعة من القديسين الذين ارادوا ان يكون رئيس الجمهورية دمية لا دور له ولا سلطة ولا شيء. لا نبالغ بشيء نقول الحقيقة، نقول شعور المسيحي، الذي ينتظر زيارة البابا روما كي يأخذ بعض المعنويات، اما السلطة في الداخل فالمسيحي على الهامش وليس له دور.

لقد وصلنا الى الزمن الرديء الى زمن اختراع الاخبار، والاختراعات الكاذبة وغير الكاذبة، فاذا كان عميد مثل وسام الحسن همّه الأول اهانة العميد فايز كرم واتهامه انه عميل لاسرائيل، واذا كان الهمّ الكبير عند عميد مثل وسام الحسن اهانة ميشال سماحة لانه ضد سعد الحريري، واذا كان همّ وسام الحسن ان يقوم بتنظيم عمل الشيخ احمد الأسير ليطلق العنان للشتائم ضد الطوائف الشيعية وغير الشيعية، وليقول انني انا المسيطر وانا رئيس جهاز الامن السني، وما هي الحقيقة الآن؟ انها ان وسام الحسن لانه سني ولانه مدعوم من مخابرات دجول الخارج ومن الخليج ولان سعد اتلحريري يدفع له الاموال التي يريد، ولانه يدفع الاموال للعملاء وللناس، اصبح وسام الحسن اقوى من مدير مخابرات الجيش، ومن يسمع بمدير مخابرات الجيش امام اسم وسام الحسن؟ واصبح اقوى من اللواء عباس ابراهيم، رغم انه اقدم من اللواء عباس ابراهيم في مسؤوليته خمس سنوات، وهو اقوى من رئيس جهاز امن الدولة جورج قرعة، لان جهاز المعلومات مدعوم والمطلوب ان يكون السلم الامني والمخابراتي هو المسيطر ويتهم من يريد. ألم يجد وسام الحسن سنياً واحداً عميلاً لاسرائيل؟ ألم يجد وسام الحسن تنظيماً اصولياً واحداً يريد تخريب في منطقة في لبنان؟ الا يجد وسام الحسن خطأ واحدا قام به رئيس الحكومة سعد الحريري كي يقول له الحقيقة بدل ان يكون زلمته ومحسوبه ويعمل عنده؟ الم يجد وسام الحسن عملاً واحداً قام به مسيحي بطريقة سليمة فقام فرع المعلومات بتكريمه بدل هذا الحقد على المسيحيين على العميد فايز كرم وعلى ميشال سماحة واتهام المسيحيين بأنهم عملاء وينسى وسام الحسن ان في كل طائفة عملاء لكنه لا يفتش عليهم، لكنه يعرفهم، ولكنه لا يتكلم عنهم، هو لا يتجرأ عن الكلام عن درزي واحد يتحدث مع اسرائيل، والدروز في زمن جيش اللواء لحد والشريط الحدودي كانوا على علاقة مع اسرائيل لكن وسام الحسن لا يتجرأ من اجل سعد الحريري على كلمة ضد وليد جنبلاط او توقيف درزي واحد، وهو لا يتجرأ على توقيف تنظيم اصولي سني واحد، ولولا سلاح حزب الله لكان وسام الحسن لانه سني متعصب، ولانه مدعوم من المجتمع السني في كل العالم العربي، يقوم باضطهاد المسيحيين ولا يتجرأ الا على المسيحيين، ويوجّه اليهم الاتهامات ويخترع لهم الملفات، ويقوم بتصوير افلام، حتى اصبح فرع المعلومات هو فرع المخابرات الحقيقي ومرتكز الى العنصر السني ومدعوما من الخليج بينما بقية الاجهزة المسيحية مثل امن الدولة ومديرية مخابرات الجيش لا دور لها، واما اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، فهو انسان يحترم نفسه ويعرف حدوده ولا يريد ان يكون مذهبي شيعي متعصّب، بل يريد ان يكون لبناني، وهو لبناني بكل معنى الكلمة.

اترك صليبك ايها المسيحي، انك في زمن وسام الحسن، الذي يريد تحقير المسيحيين، الذي يريد وضعهم في السجن، الذي يخترع الملفات بالاتهامات بالخيانة للمسيحيين، الذي صرف 10 ملايين دولار ليهين ميشال سماحة ويقول ان المسيحي عميل لسوريا، وفي ذات الوقت اقام علاقة صداقة مع العميد فايز كرم هي من اقوى العلاقات ثم قام بالتشهير بالعميد فايز كرم لانه ماروني من زغرتا ليقول عنه انه عميل اسرائيلي. اما العملاء فليسوا موجودين في بقية الطوائف وفق فرع المعلومات السني في الامن الداخلي.

واخيرا نقول نحن نحب الطائفة السنية الكريمة، نحن نحب الطائفة الشيعية الكريمة، نحن نحب الطائفة الدرزية الكريمة، ولكن يا جماعة احترموا قليلا المسيحيين، اوقفوا حقد وسام الحسن، اوقفوا احتقار سعد الحريري للمسيحيين هو ووليد جنبلاط، اوقفوا احتقار سعد الحريري لكل قيادات 14 اذار المسيحية التي جعلها مثل العبيد عنده، نحن نريد لبنان حيث الانسان متساوياً، حيث له ذات الحقوق، حيث الاجهزة تعمل بنظافة، ولكن الذي يحصل هو ما شرحناه فيا ايها المسيحي، اترك صليبك ولا تحمله، ولا تضعه على صدرك الصليب، فالزمن تغير وانت وفق سعد الحريري في المرتبة الثالثة حيث السني الاول والشيعي الثاني وانت الثالث، وربما غدا لا يكون لك دور الا ان تكون من ازلام ومحاسيب سعد الحريري يدفع لك راتبا شهريا كما يدفع لامين الجميل وسمير جعجع وقرنة شهوان وغيرهم. ويستعبدهم بالمال، ويجعل 14 اذار كلها تحت الراية السنية واما المسيحيين في 14 اذار فهم ازلام ومحاسيب ولا دور لهم.

» ناصر قنديل: توحد المسلمون المسيحيون
» والي تكريت الداعشي: السنة و الشيعة كلاهما كفار !
» موسوعات الفرق والمذاهب الإسلامية: السنة - الشيعة - الأشاعرة - المعتزلة
» تاريخ الشيعة وسورية (ح3): الثورة الفلسطينية...من الاردن السني الى قلوب الشيعة في جنوب لبنان
» المسيحيون العرب والقدس