دوامة الشرق الأوسط... مضر جلال خيربك



	دوامة الشرق الأوسط... مضر جلال خيربك الكيان الصهيوني وجد نفسه في وضع معقد كثيراً، فحكومته تراقب التدافع الحاصل بين طهران وأنقرة في المنطقة وبالأخص في لبنان، وتراقب المنافسة حامية الوطيس بين قطر وتركيا في سوريا ولبنان ومياه البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى اليونان، إذ لكل دولة من الدول المتدافعة: برامجها ومجموعاتها وجماعاتها التي تسعى جاهدة لفرضها على الأرض، الأمر الذي خلق حساسية شديدة لدى تل أبيب التي اختلفت مع واشنطن حول دعم الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة وتحديداً في سوريا... فحكومة الكيان العبري ترى بأن دور الإخوان قد انتهى وذهب لغير رجعة ما جعلهم خارج إطار اللعبة السورية، وحكومة أردوغان والإدارة الأمريكية ومشيخة (غطر) لهم رأي آخر يقول بضرورة دعم الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية متشددة أخرى لكي تصبح ذات قوة فعالة على أرض الواقع، في محاولة لوقف عودة الإخوان لسياساتهم القديمة وبرنامجهم الوحيد في أي زمان أو تاريخ كان، وأضعف الإيمان برأيهم: تغيير منهجية عمل الإسلاميين الموالين لتركيا والمنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، سيما وأن هناك جماعات متشددة تتبع للإخوان ولها علاقات خاصة مع إيران كحركة حماس، وجماعات إخوانية ذات أهمية في مصر وتونس ولبنان... وفق هذه المعطيات راهن البيت الأبيض على خلق جبهتين للإخوان المسلمين لا تلتقيان: جبهة تؤاخي تركيا وأخرى تؤاخي إيران، الأمر الذي يساهم بفاعلية في خلق العداء الحقيقي والفرقة بينهما. ومن جانب آخر وبنصيحة إسرائيلية: دعمت بعض الدول الأوروبية الحركات السلفية التكفيرية في منطقة الشرق الأوسط، لتصبح هي الأخرى شريكة أيضاً بالأنظمة المرتقبة العربية منها والإسلامية، وذلك لجعل الحركات الوهابية والسلفية التكفيرية (عفريت) رعب وهلع للمنطقة برمتها: تارة ضد الإخوان المسلمين، وتارة أخرى ضد طهران، الأمر الذي أعجب الدوحة فسارعت للانضمام لهذه الجزئية خوفاً من ردات فعل إيران، وخوفاً من التنسيق السعودي الواضح مع المجموعات السلفية التي تمولها وتغدق عليها العطاء والهبات!!... والكيان الصهيوني يرى أن الإخوان لا يمتلكون عمقاً شعبياً كافياً، أو جغرافية محددة المعالم، وليس لهم أي ثقل سياسي واسع ينفع مشروع بني صهيون الموضوع قيد التنفيذ، كما إن حكومة نتنياهو ترى أن الإخوان المسلمين لا يشكلون قوة سياسية وجغرافية ولوجستية على الأرض، بينما ترى أن الأكراد هم الذين تتوفر لديهم المعطيات المطلوبة، كما تتوفر لديهم أيضاً أحلام الوحدة القومية وطموحاتهم الخاصة المستقبلية!!... وهذا الأمر بالتحديد يُزعج تركيا جداً، وقد يبعثر أوراق واشنطن الشرق أوسطية ويخلطها، فوضعت أنقرة بالحسبان أن تل أبيب بورقتها الكردية هذه: ربما تفرض خطوط الطول والعرض ومناطق عازلة داخل سوريا قد تشمل المناطق الكردية، كما إن تركيا متوجسة من قيام تل أبيب وبضغط أمريكي: بابتزاز الأردن وبمساندة من المجموعات المتمردة المسلحة في درعا القريبة من الحدود الأردنية، لتصبح مركز عمليات فرض حظر الطيران على سوريا... فقررت تركيا اللعب بورقة اللاجئين السوريين وذلك من خلال تضخيم أعدادهم في محاولة للتوغل داخل الأراضي السورية لفرض منطقة عازلة تقوم بتوسيعها في وقت لاحق بعد فرض خطوط الطول والعرض وبدعم إسرائيلي، وكذلك الأمر عند فرض مناطق عازلة للأكراد تكون برأي أنقرة: مركز الانطلاق لإسقاط النظام السوري... حتى إن تركيا نشرت بعض التقارير الإعلامية المضللة عن وجود اختراقات استخباراتية سورية لمخيمات اللاجئين على أراضيها، لتستخدم أنقرة هذا الأمر ذريعة للتوغل داخل العمق السوري بحجة حماية اللاجئين من الخلف!!... جميع هذه التداعيات أشعرت الرياض بالقلق الشديد، ما دفعها للتنسيق مع الجماعات السلفية والقبلية السورية والأردنية لكي تخلق لنفسها دوراً ما في دوامة الصراع الشرق أوسطية، لعلمها المسبق أن خلفاء أتاتورك وأطماعهم التوسعية: لن يكتفوا بسوريا فقط، بل سيصل طموحهم أيضاً للأردن الجارة الحدودية لمملكة آل سعود... فروجت السعودية من خلال مجلس التعاون الخليجي: لفكرة انضمام الأردن والمغرب إليه، وكان الهدف الحقيقي هو الأردن، وجاء اسم المغرب فقط للتمويه لا أكثر، الأمر الذي صدم تل أبيب فهرعت مسرعة لإصلاح وتصحيح علاقاتها مع أنقرة التي ستصبح برأي الكيان العبري: اللاعب الأهم في سوريا والأردن والملف الفلسطيني... من ناحيتها: عاجلت الدوحة بإرسال بعض الإشارات لسوريا تطلب منها اللقاء ببعض مسؤوليها، إلا أن دمشق رفضت هذا الأمر وما تزال، وترفض جميع المحاولات القطرية التي تعتبرها قد جاءت متأخرة جداً، سيما بعد إثبات تورط المشيخة بسفك الدم السوري... وقد كان من الأجدر بقطر أولاً إيقاف حملات قناتها الفضائية الدموية الرامية للاقتتال الشعبي: الجزيرة، ثم يصار إلى إرسال الإشارات لدمشق التي تعلم تمام العلم أن الدوحة قد ورطت صدام حسين في آخر أيام حكمه للعراق، عبر إيهامه بعلاقة خاصة معه، وكانت هي شريك فعال ورئيسي للغرب إضافة للسعودية، في الحرب على بغداد والقضاء على نظام الحكم فيها!!...

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» سينتظر طويلاً... مضر جلال خيربك
» كفاكم يا سادة... مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك