اللقاء الكامل للرئيس الأسد مع مجلة باري ماتش الفرنسية

اللقاء الكامل للرئيس الأسد مع مجلة باري ماتش الفرنسية

06 ديسمبر 2014

في لقاء مع مجلة باري ماتش الفرنسية:
الرئيس الأسد: نحن من نخوض المعارك ضد «داعش» على الأرض ولا يمكن القضاء على الإرهاب من الجـو .. ضربات «التحالف» تجميلية وهي تدخل غير قانوني .. الإدارة الفرنسية تعمل ضد مصلحة شعبنا وشعبها.. وشعبية هولاند قريبة من شعبية «داعش»
دمشق – الثورة

شدد السيد الرئيس بشار الأسد أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بالوقت نفسه.. لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه.
‏
الرئيس الأسد وفي حوار مع ريجيس لي سوميير نائب رئيس تحرير مجلة باري ماتش الفرنسية قال: القول بان ضربات التحالف تساعدنا ..غير صحيح.. لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة فسأقول لك إننا سنستفيد بكل تأكيد.. ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد (داعش) ولم نشعر بأي تغير وخاصة أن تركيا ما زالت تدعم (داعش) مباشرة في تلك المناطق.‏
الرئيس الأسد وبخصوص امكانية إعادة التواصل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أشار الى ان القضية ليست علاقات شخصية: أنا لا أعرفه أساساً.. القضية هي علاقات بين الدول والمؤسسات وهي علاقة مصالح بين شعبين.. عندما يكون هناك أي مسؤول فرنسي أو حكومة فرنسية تعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معها.. ولكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي في الوقت نفسه، أما بالنسبة لأن أكون أنا عدوه الشخصي فأنا لا أرى منطقاً في ذلك.. فأنا لا أنافس هولاند على أي شيء.. أعتقد أن من ينافسه في فرنسا الآن هو (داعش) لأن شعبيته قريبة من شعبية (داعش).‏
الرئيس الأسد شدد على ان القبطان لا يفكر بالموت أو الحياة.. يفكر بإنقاذ السفينة.. هذا ما يفكر به فإذا غرقت السفينة فسيموت الجميع وبالتالي فالأحرى بنا أن ننقذ البلاد.. وقال الرئيس الأسد : أريد أن أؤكد شيئاً مهماً وهو أن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي لا قبل الأزمة ولا خلالها ولا بعدها. لكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب.. هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا.‏
الرئيس الأسد وفي رده على سؤال بخصوص ادارة الامور في بداية الازمة في اذار 2011بشكل مختلف وعما اذا كانت الحكومة مسؤولة عما حدث قال:‏
منذ الأيام الأولى كان هناك شهداء من الجيش والشرطة، فإذاً نحن منذ الأيام الأولى واجهنا إرهابا، صحيح كان هناك مظاهرات، ولكن عددها لم يكن كبيراً فلا يوجد خيار في مثل هذه الحالة إلا أن تدافع عن شعبك ضد الإرهابيين، لا يوجد خيار آخر.. لا يمكن أن نقول بأننا نادمون لأننا نحارب الإرهاب منذ الأيام الأولى، هذا لا يعني بأنه لا يحصل أخطاء في الممارسة، دائماً يحصل أخطاء، لنتحدث أيضاً بصراحة، لو لم تدفع قطر في ذلك الوقت الأموال لأولئك الإرهابيين في البداية، ولو لم تدعمهم تركيا لوجستياً، ولو لم يدعمهم الغرب سياسياً، عندها كانت الأمور ستختلف، فإذا كان لدينا في سورية مشكلات وأخطاء من قبل الأزمة- وهذا شيء طبيعي- فذلك لا يعني أن نفترض بأن تطور الأحداث سببه داخلي.‏
وعما يشاع من استخدام الجيش العربي السوري للقوة المفرطة في المواجهات واتهامه بأنه يقصف المدنيين.. أوضح الرئيس الأسد:‏
عندما يهاجمك إرهابي بالسلاح، كيف تدافع عن نفسك وعن الشعب، بالحوار؟! الجيش يستخدم السلاح عندما يكون هناك استخدام للسلاح من قبل الطرف الآخر، بالنسبة لنا في سورية نحن لا يمكن أن يكون هدفنا هو ضرب المدنيين، لا يوجد سبب لتقصف المدني، فإذا كنا نحن اليوم نقتل المدنيين أي نقتل الشعب، ونقاتل الإرهابيين بالوقت نفسه، ونقاتل الدول التي تقف ضدنا وتدعم الإرهابيين: الخليج، وتركيا، والغرب، كيف يمكن أن نصمد أربع سنوات، لو لم ندافع عن الشعب لما كنا قادرين على الصمود… وبالتالي إن القول إننا نقصف المدنيين هو كلام غير منطقي.‏
جزء كبير من الضحايا في سورية سقطوا بالتفجيرات الإرهابية‏
وعن حجم الدمار وعدد الضحايا التي تصدرها بعض المنظمات في الامم المتحدة قال الرئيس الأسد:‏
أولاً – علينا أن ندقق إحصائيات الأمم المتحدة، ماهي مصادرها؟ الأرقام التي تُطرح الآن في العالم وخاصة في الإعلام هي أرقام مبالغ بها، غير صحيحة.‏
ثانياً- صور الدمار موجودة ليس فقط من الأقمار الصناعية، هي موجودة فعلياً من الأرض، هي صحيحة، ولكن عندما يأتي الإرهابيون إلى منطقة ويحتلونها على الجيش أن يقوم بتحريرها وتحصل معركة فمن الطبيعي أن يكون هناك دمار، ولكن في معظم الحالات، عندما يدخل إرهابيون إلى منطقة فالمدنيون يهربون منها. في الحقيقة إن العدد الأكبر من الضحايا في سورية هم من الذين يؤيدون الدولة وليس العكس، وجزء كبير سقط بالتفجيرات الإرهابية، طبعاً عندما يكون لديك حرب وعندما يكون لديك إرهاب لا يمكن إلا أن يسقط أبرياء، هذا شيء يحدث في أي مكان في العالم، ولكن من المستحيل لدولة أن تستهدف المدنيين.‏
وعما اذا كان جميع اللاجئين السوريين في الخارج هم حلفاء للإرهابيين.. قال الرئيس الأسد:‏
لا، لا، من خرج من سورية عموماً هم أشخاص خرجوا بسبب الإرهاب.. منهم من يدعم الإرهاب، ومنهم من يدعم الدولة فخرج بسبب الظروف الأمنية، وهناك جزء ليس بالقليل لا يدعم أحداً أصلاً.‏
وبخصوص امتلاك سورية الوسائل الكفيلة بأن تمكنها من ربح الحرب.. اشار الرئيس الأسد الى أننا الآن نحارب دولاً، لا نحارب فقط عصابات، مليارات الدولارات تُصرف على هؤلاء، ويأتيهم السلاح من دول مختلفة بما فيها تركيا، لذلك فهي ليست حرباً سهلة من الناحية العسكرية، ومع ذلك فإن الجيش السوري يتقدم في الكثير من المناطق، من جهة ثانية لا أحد يستطيع أن يقول لك كيف ستنتهي الحرب ومتى ستنتهي، لكن الحرب الأساسية كانت في البداية بالنسبة لهم هي كيف يكسبوا قلوب السوريين، وقد خسروا هذه الحرب، وحاضنة الإرهابيين أصبحت ضيقة جداً، وتراجع هذه الحاضنة هي السبب في تقدم الجيش، فإذاً علينا أن ننظر إلى هذه الحرب عسكرياً واجتماعياً وسياسياً.‏
وفي رده على سؤال بأن نصف سورية خارج سيطرة الدولة قال الرئيس الأسد:إن الجيش السوري ليس موجودا في كل مكان، ومن المستحيل أن يكون موجوداً في كل مكان، وبالتالي ففي أي مكان لا يوجد فيه الجيش السوري يأتي الإرهابيون من الحدود ويدخلون إلى تلك المنطقة، ولكن أي منطقة قرر الجيش السوري استعادتها تمكن من الدخول إليها، هي ليست حرباً بين جيشين لكي نقول أنهم أخذوا جزءاً وأخذنا جزءاً، الحرب ليست بهذه الطريقة الآن، أنت تتحدث عن مجموعات إرهابية تتسلل فجأة إلى أي مدينة، وإلى أي قرية، لذلك ستكون حرباً طويلة وصعبة.‏
وبخصوص حديث البعض بأن الحل في سورية يكمن في رحيل الرئيس.. أكد الرئيس الأسد أن الرئيس في أي دولة في العالم يأتي بإجراءات دستورية ويذهب بإجراءات دستورية، لايمكن للرئيس أن يأتي عبر الفوضى ولا أن يذهب عبر الفوضى، والدليل الواقعي لهذا الكلام هو ما وصلت إليه السياسة الفرنسية في ليبيا عبر الهجوم على القذافي، ماذا كانت النتيجة؟ حصلت فوضى بعد رحيل القذافي، هل كان رحيله هو الحل؟ هل تحسنت الأوضاع وأصبحت ليبيا ديموقراطية؟ الدولة كالسفينة عندما يكون هناك عاصفة لا يهرب الربان ويترك السفينة. إذا قرر الركاب أن يخرجوا فآخر شخص يخرج هو القبطان وليس العكس.‏
لن نقبل أن تكون سورية دمية للغرب‏
وعن قيادة البلاد والخوف من المستقبل قال الرئيس الأسد:‏
أولاً – القبطان لا يفكر بالموت أو الحياة، يفكر بإنقاذ السفينة، هذا ما يفكر به، فإذا غرقت السفينة سيموت الجميع،وبالتالي فالأحرى بنا أن ننقذ البلاد، لكن أريد أن أؤكد شيئاً هاماً وهو أن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي لا قبل الأزمة ولا خلالها ولا بعدها. لكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب.. هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا.‏
وعن حديث البعض بقيام الحكومة بتشجيع صعود المتطرفين الاسلاميين لتقسيم المعارضة ..أوضح الرئيس الأسد أن في سورية يوجد لدينا دولة، لا يوجد لدينا نظام، لنتفق على المصطلحات أولاً.‏
ثانياً إذا افترضنا بأن هذا الكلام صحيح، أننا نحن من دعمنا داعش، هذا يعني بأننا طلبنا من هذه المنظمة أن تقوم بالهجوم علينا.. أن تهاجم المطارات العسكرية، وتقتل المئات من العسكريين، وأن تحتل مدناً وقرى، أين المنطق في هذا الكلام؟ ماذا نكسب من وراء ذلك؟تقسيم وإضعاف المعارضة كما تقول؟ نحن لسنا بحاجة لكي نقلل من أهمية تلك الأطراف في المعارضة..فالغرب نفسه يتحدث الآن بأنها كانت معارضة وهمية، هذا ما قاله أوباما نفسه، إذاً الفرضية خاطئة، لكن ما هي الحقيقة؟‏
الحقيقة أن داعش تأسست في العراق عام 2006.. أمريكا هي من احتل العراق وليس سورية. أبو بكر البغدادي كان في سجون أمريكا ولم يكن في سجون سورية، فمن أسّس داعش؟ سورية أم الولايات المتحدة؟‏
الإرهاب في أوروبا لم يعد نائماً‏
وإنما أعيد إحياؤه‏
وفي رده على سؤال بأن السوريين يتحدثون عن الخلايا الجهادية النائمة في الغرب أكثر مما يتحدثون عن الحرب ضد داعش قال الرئيس الأسد: الإرهاب هو إيديولوجيا وليس منظمات ولا هيكليات، والايديولوجيا هي عابرة للحدود.. قبل عشرين عاماً كان تصدير الإرهاب يأتي من منطقتنا، وخاصة من دول الخليج كالسعودية، الآن يأتينا هو من أوروبا وخاصة من فرنسا، أعلى نسبة من الإرهابيين الأوروبيين الذين يأتون إلى سورية هم فرنسيون، وحصلت لديكم أحداث في فرنسا. وكان هناك الهجوم في بلجيكا على المتحف اليهودي، فإذاً الإرهاب في أوروبا لم يعد نائماً، وإنما أُعيد إحياؤه.‏
وبخصوص « الحرب « الاميركية على «داعش» قال الرئيس الأسد: أولاً أنت قلت بأنه تكتيكي وهذه الكلمة نقطة هامة.. أنت تعرف بأن التكتيك بدون استراتيجية لا يؤدي الى نتائج، فإذاً لن يؤدي لهزيمة الإرهاب، هو تدخّل غير قانوني، أولاً لأنه لم يُغطّ بقرار من مجلس الأمن، ولأنه لم يراع سيادة دولة هي سورية، فإذاً نعم هو تدخّل غير قانوني وبالتالي هو انتهاك للسيادة.‏
وعما اذا كان هناك تنسيق مع «التحالف» -خاصة ان الطيران السوري وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قام بألفي طلعة على الأقل خلال 40 يوماً – أكد الرئيس الأسد انه لا يوجد تنسيق مباشر، ولكن نحن نقوم بمهاجمة الإرهاب في كل مكان بغض النظر عما تقوم به الولايات المتحدة، أو التحالف، وقد تستغرب بأن عدد الطلعات الجوية السورية لضرب الإرهابيين يومياً هي أكثر من طلعات التحالف. فإذأً لا يوجد تنسيق أولاً، وبالوقت نفسه فالحقيقة إن ضربات التحالف هي ضربات تجميلية.‏
وفي رده على أن الضربات تساعد الحكومة..من أسباب استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل لاعتقاده أنها تدعم الحكومة السورية.. قال الرئيس الأسد: لاحظ بأن مضمون هذا السؤال يناقض السؤال السابق بأننا ندعم داعش، هذا يعني بأننا أعداء لداعش.‏
(مداخلة) (توضيح من الصحفي) أنا قلت أن البعض يقول أحياناً أنكم دعمتم داعش لتقسيم المعارضة.‏
الرئيس الأسد:‏
وأنا لا أقصدك أنت، أنا أقصد هؤلاء «البعض».‏
واضاف الرئيس الأسد ان ضربات التحالف لا يمكن أن تقضي على الإرهاب من الجو، ولايمكن أن تحقق نتائج على الأرض إن لم يكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بالوقت نفسه، لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف، لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه، فالقول أن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح، لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة سأقول لك بأننا سنستفيد بكل تأكيد، ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد داعش ولم نشعر بأي تغيّر خاصة وأن تركيا ما زالت تدعم داعش مباشرة في تلك المناطق.‏
وعن العلاقة مع فرنسا أشار الرئيس الأسد الى أن العلاقة الجيدة التي امتدت بين عام 2008 و2011، لم تكن بمبادرة فرنسية، بل كان لها جانبان: الأول الأمريكي الذي كَلّف الإدارة الفرنسية آنذاك بأن تؤثّر على الدور السوري خاصة فيما يتعلق بإيران، والثاني الدور القطري الذي دفع فرنسا باتجاه تحسين العلاقة مع سورية،إذاً العلاقة الجيدة مع فرنسا كانت بدفع أمريكي قطري وليست بإرادة مستقلة واليوم… لايوجد فرق فكلتا الإدارتين ليستا مستقلتين، أقصد هولاند وساركوزي.‏
وعن امكانية اعادتها في وقت من الاوقات قال الرئيس الأسد: القضية ليست علاقات شخصية، أنا لا أعرفه أساساً، القضية هي علاقات بين الدول والمؤسسات، وهي علاقة مصالح بين شعبين، عندما يكون هناك أي مسؤول فرنسي أو حكومة فرنسية تعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معها، ولكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي في الوقت نفسه، أما بالنسبة لأن أكون أنا عدوّه الشخصي فأنا لا أرى منطقاً في ذلك، فأنا لا أنافس هولاند على أي شيء، أعتقد أن من ينافسه في فرنسا الآن هو داعش، لأن شعبيته قريبة من شعبية داعش.‏
وفي رده على سؤال.. هل هناك اليوم في سورية أسلحة كيميائية..نعم أم لا؟‏
قال الرئيس الأسد: لا، عندما أعلنا هذا الشيء كان إعلانناً واضحاً، وعندما قررنا التنازل عن الأسلحة الكيماوية كان قرارنا كاملاً..‏
وعن اتهام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بانتهاك سورية الاتفاقية واستخدام الكلور.. أوضح الرئيس الأسد: يمكن أن تجد الكلور في أي منزل في سورية.. كل إنسان لديه كلور.. وأي مجموعة تستطيع أن تستخدمه، لكننا لم نستخدمه، لأن لدينا أسلحة تقليدية أكثر فاعلية من الكلور، ولسنا بحاجة لاستخدامه، ونحن نقوم بحرب على الإرهابيين ونستخدم السلاح التقليدي دون أن نخفي ذلك أو نخجل به وهذا حقنا… وبالتالي لسنا بحاجة للكلور، إن هذه الاتهامات لا تفاجئنا، فمنذ متى يقول الأمريكيون شيئاً صحيحاً حول الأزمة في سورية.‏
وعن استخدام الاسلحة الكيماوية.. أكد الرئيس الأسد :لم نستخدم هذا النوع من الأسلحة، ولو استخدمناها في أي مكان لقُتل عشرات وربما مئات الآلاف من الناس، هذه الأسلحة لا يمكن أن تقتل، كما قيل في العام الماضي، 100 أو 200 شخص فقط، خاصة في مناطق فيها على الأقل مئات الآلاف وربما ملايين من السوريين.‏
ماأشتاق إليه بالفعل هو لسورية كما كانت‏
وعن أخر زيارة إلى باريس في تشرين الثاني2010، والرغبة في السفر خارج سورية قال الرئيس الأسد: أنا لست من هواة السفر على أية حال، ولم تكن زياراتي للسياحة بل للعمل. لكن ما أشتاق إليه بالفعل هو لسورية كما كانت، هذا ما نشتاق إليه. وطبعاً نشتاق لعالم مختلف، عالم فيه علاقات منطقية وأخلاقية. كنا في ذلك الوقت نعيش آمالاً كبيرة لتطوير منطقتنا، لمزيد من الانفتاح الفكري، وكنا نعتقد أن فرنسا بتراثها الثقافي هي الدولة الأكثر قدرة على لعب هذا الدور مع سورية في الشرق الأوسط.‏
وعن شعور السيدة أسماء الأسد ازاء ما يحدث في سورية قال الرئيس الأسد: هي، ككل السوريين تشعر بالألم، كلانا يشعر بالألم لما نراه من دمار ودماء في سورية. أن نرى سورية عادت إلى الخلف عقوداً وليس سنوات، وأن نرى بأن البلد الذي كان من الدول الخمس الأوائل في العالم من حيث الأمان يصبح ملجأً للإرهابيين، وأن نرى أنا وهي طبعاً بأن اعتقادنا بأن الغرب هو من سيساعد في الانفتاح والتطوير ذهب بالاتجاه المقابل، أولاً ليدعم الإرهابيين والتدمير، والأسوأ من ذلك أن يكون حلفاؤه هم من دول العصور الوسطى في الخليج كالسعودية وقطر.‏
وفي رده عن سؤال كيف يفسر لاولاده ما يحدث عندما يعود في المساء إلى البيت.. قال الرئيس الأسد: طبعاً هذا الحوار الآن يدور في كل منزل في سورية، وأصعب شيء في هذا الحوار عندما تتعامل مع أطفال تكوَّن وعيهم الاجتماعي في هذه الأزمة، هناك سؤالان أساسيان يُسألان، طبعاً ليس فقط في عائلتنا كما قلت بل في كثير من العائلات، السؤال الأول: كيف يمكن لأشخاص يعتقدون أو يقولون بأنهم يدافعون عن الله وعن الدين الإسلامي أن يقوموا بالذبح والقتل؟ هذه حالة من التناقض ليس من السهل أن تفسرها، والأطفال يسألون هل يعرف هؤلاء بأنهم على خطأ أم لا يعرفون، والجواب هنا أنه هناك من يعرف ولكنه يستغل الدين لأهداف خاصة وهناك انسان جاهل لا يعرف بأن الدين هو خير ويعتقد بأن الدين هو القتل.‏
السؤال الآخر الذي يُسأل أيضاً: لماذا يعتدي الغرب علينا ولماذا يدعم الإرهابيين أو يدعم التخريب؟ وطبعاً لا يقولون الغرب عموماً بل يحددون دولاً – منها أمريكا، فرنسا، أو بريطانيا – لماذا يفعلون ذلك؟ هل قمنا بإيذائهم؟ ونحن أيضاً نشرح لهم بأن الشعوب شيء والدول شيء آخر.‏

» الخطاب الكامل للرئيس الأسد في مجلس الشعب 3/6/2012
» النص الكامل للمقابلة الأهم والأشمل للرئيس الأسد مع قناة الميادين
» المقابلة الكاملة للرئيس «بشار الأسد» مع وكالة الصحافة الفرنسية
» اللقاء الكامل للجنرال عون بساعة حرة 24-5-2012
» النص الكامل لمقابلة الرئيس الأسد مع التلفزيون البرتغالي