معارضات و مؤتمرين ...سعد الله الخليل

معارضات ومؤتمريَن سعد الله الخليل

نبيل فياض المعارضة السورية ديكتاتورية وإقصائية

يجمع المراقبون على أن ظروف توحيد رؤية المعارضة السورية غير متوافرة لأسباب تنظيمية حزبية وإقليمية، وما تشهده الساحة المعارضة من حراك وتنظيم لمؤتمرات يعزز برأي مراقبين حالة الإنقسام فيما بينها، ولا يخدم أي خطوة للمضي قدماً لحل الأزمة السورية.

خلافات بالجملة

يرى المحلل السياسي أسامة دنورة بأن الظروف الموضوعية لتوحيد رؤية معارضة الداخل السوري لم تنضج بعد، نظراً للتأثيرات الخارجية القوية عليها، والتي تضغط على أطرافها لتبني طرح الغرب والمعارضة الخارجية الآخذة خياراتهم بالتراجع من تسارع الأحداث الميدانية على الأرض السورية، وهو ما يفرض ضرورة تقارب المعارضة.

ويؤكد دنورة بأن خلافات المعارضة الداخلية قائمة على أسس حزبية ومصالح خالصة، وليس من السهل تجاوزها بالمرحلة الراهنة بانتظار الأحداث المتسارعة التي ستلعب دور بتوحيدها.

فيما يلفت الدكتور نبيل فياض مؤسس حركة عدل لإنتماء المعارضة السورية لتيارات وأطراف متنوعة، منها الإسلامي والعلماني والاشتراكي والقومي وهذا دليل صحة برأي فياض، فالمطلوب موقف موحد معارض على قدر من المسؤولية مما يمر به الوطن لا توحيد أفكارها.

عقلية إقصائية

في رسالة الجبهة الشعبية للتحرير والتغير لهيئة التنسيق دعتها للتخلي عن مواقفها الإقصائية والتي تمارس سياسة الأخ الأكبر، مطالبة إياها بالإلتفات لمطالب الشعب السوري الراغب بحل يوقف نزيف الدم لا خطاباً شعبوياً لزيادة شعبية فئة سياسية أو زعيم.

من جهته وصف نبيل فياض سلوك أطراف عدة بالمعارضة السورية بالديكتاتورية، والإقصائية، وعبر لتوب نيوز عن حزنه مما تطرحه هيئة التنسيق وقال" كان على الهيئة أن تطالب بانتخابات ديمقراطية بضمانات دولية ولتترك للشعب أن يقول كلمته عبر صناديق الإقتراع، بدلاً من الدعوة لإسقاط رموز الدولة السورية وهو ما يتنافى مع أي مبدأ ديمقراطي"، متسائلاً "من نصب هيئة التنسيق لتقرر شكل النظام السياسي لسورية وما تقوم به الهيئة وضع العربة أمام الحصان ".

ويعتبر بأن آلية الفساد لا يمكن أن ينتج فكر وسلوك ديمقراطي فعقليات المعارضة السورية باستثناء بعض من تربى على الحياة الديمقراطية، عقلية إقصائية لا تقبل الانفتاح على الأخر، ووصف فياض كمال اللبواني وحسن عبد العظيم بالأشخاص الإقصائيين والبعيدين عن الديمقراطية.

ويرى فياض بتصريحات هيثم مناع مواقف متقدمة عن أقرانه بهيئة التنسيق رغم الإزدواجية بخطاب الهيئة ويقول"عندما يدعو مناع لعدم العسكرة ورفض تبني المسلحين، يصر زميله بالهيئة محمد مرعي على دعمهم، ويفاخر بعلاقاته معهم بل ويسميهم ثوار فأي ثوار هؤلاء الذين يمارسون أبشع أنواع القتل بسورية"

موتمران لا مؤتمر

أفرزت حالة الإنقسام والتباعد بين أطياف المعارضة، والذي تزامن مع تنامي الشعور بالحاجة لتحرك فاعل على الساحة السياسة، رغبة لدى الأطراف المعارضة للدعوة لمؤتمرات وصفتها بالإنقاذية، إلا أنها لم تنجح حتى الأن بالإتفاق على مؤتمر موحد للمعارضة السورية، فدعت هيئة التنسيق وعدد من الأحزاب لمؤتمرها المنعقد اليوم، فيما طالبت الجبهة الشعبية وتيارات أخرى بمؤتمر موحد سيعقد خلال الأيام القادمة.

وقالت الجبهة في رسالتها لمؤتمر هيئة التنسيق "إذا كانت دعوتكم لمؤتمر الإنقاذ تقصي أحزاباً وقوى مثل ائتلاف قوى التغيير السلمي، وقوى هامة من الحراك الشعبي السلمي وغيرها من القوى التي تشارككم الرأي في ضرورة التغيير الوطني الجذري والشامل والعميق للنظام، فعن أي انقاذ تتحدثون".

هذا الموقف عبر عنه عضو الجبهة عادل نعيسة لتوب نيوز بتأكيده تأجيل مؤتمر المعارضة الذي دعت إليه الجبهة، بهدف مواصلة المحاولة لتوحيد الرؤية السياسية للمعارضة وعقد مؤتمر يلي مؤتمر هيئة التنسيق، ويرى نعيسة بأن المعارضة السورية أحوج ما تكون لتوحيد الرؤية وليست الوحدة التنظيمية لقوى المعارضة".

من جهته يوكد المحلل السياسي أسامة دنورة أن المؤتمرات تقع على هامش المشهد السياسي، أكثر مما يكون حراك حقيقي يضع المعارضة على خارطة طريق تجاه الحل، ينتج مخاض يبلور موقف نهائي للمعارضة بشكل نافع ويضع أسس لطاولة الحوار، وقال" ليس من الحكمة عقد هكذا مؤتمرات كونها تعزز الانقسام بدلاً من إيجاد قناعات مشتركة، بانتظار نضوج علاقات المعارضة الداخلية مع بعضها ".

وعبر فياض عن شعوره بالإحباط من المعارضة السورية التي لم ترتقي لمستوى الأزمة وقال " اليوم من يفرض السيطرة على الأرض حاملي السلاح، فلو اتفقت المعارضة مع الدولة على حلول سياسية سيعرقل 10 مسلحين مراهقين الاتفاق، كونهم يتبعون ممولهم من دول الخليج".

وأضاف" هل تملك هيئة التنسيق علاقات تسمح بتنفيذ قراراتها بفاعلية فهل بيدها وقف القتال بحلب مثلاً".

مسؤولية المعارضة الأخلاقية

يشير دنورة لتوافق مواقف أطراف عدة تقبل بالحوار وهي خطوة جيدة للبدء بحوار جزئي يدفع باقي الأطراف للإنضمام للطاولة، كي لا تخسر موقفها باللعبة السياسية.

وأضاف "نجد تحول بمواقف بعض المعارضين ضمن التنسيقيات أو التيارات غير المنظمة ضمن الأحزاب نحو الحوار، وهو ما قد يحول الطاولة لما يشبه كرة الثلج التي تكبر تدريجياً كلما جمعت حولها الراغبين بالحوار".

وبحسب دنورة قد تشهد الأيام القادمة المزيد من الانقسامات بأطراف المعارضة الداخلية، لعدم نضجها تجاه الذهاب للحوار كخيار إستراتيجي يتجاوز الخلافات الحزبية الشكلية التي تزيد الانقسام.

ويرى دنورة فشل المعارضة بالتوحد حول موقف مشترك تجاه الحوار، يضر بمواقفها، وبإمكانيات الوصول لحل للأزمة السورية، ويفسح المجال أمام الحلول الجذرية التي تسيء لوظيفتها المتمثلة بملئ الفراغ الناشئ عن غياب الحلول السياسية بين الحكومة والمعارضة، فالمسؤولية الملقاة على عاتقها وطنية وليست حزبية.

» كلام في الوطن بقلم سعد الله الخليل
» أوباما... تعا ولا تجي بقلم :سعد الله الخليل
» قطر فقاعة ... انتبهوا سعد الله الخليل
» الخطيب ولافوازية وجبهة النصرة سعد الله الخليل
» المعارضة بالتشظي ...بقلم : سعد الله الخليل