كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك

كلمة حق...

بقلم: مضر جلال خيربك

قول الحق فضيلة، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وعلينا الاعتراف بوجود أخطاء في الدولة، المتجلية بحكومة محمد ناجي العطري، التي لم تستطع إطلاقاً النهوض بالواقع المعيشي والوظيفي للمواطن السوري، وفتحت الباب لخصخصة البلد، عبر شركات عربية وأجنبية وعلى رأسها شركة الديار القطرية!!...

تلتها حكومتين إحداها برئاسة عادل سفر، والأخرى برئاسة رياض حجاب الفار المنشق ولا ندري كيف وأين انشق!!...

هذه الحكومات لم تكن على مستوى الثقة التي مُنحت إليها من القيادة والشعب، ولم تكن على مستوى الحلم السوري بتحسين واقع المعيشة، وكانت تتعامل بمزاجية بدلاً من النظر بعين المنطق للداخل السوري وفق المعطيات الموجودة على أرض الواقع!!...

لكن كل هذه الأمور ولو كانت مجتمعة، لا تشكل سبباً وجيهاً للذين أغراهم شيطانهم بالخروج ضمن كوكبة من قطاع الطرق والخارجين على القانون، بحجة المطالبة بالإصلاح، وعند خروجهم نادوا فقط بإسقاط النظام!!...

هذه الشرذمة نادت بإسقاط الدولة ككل، وعاثت في الأرض فساداً، وأغوت عدد آخر من نظرائها المجرمين فانضموا إليها، ثم أشاعوا في سوريا القتل والتقطيع والذبح والسلب والنهب والاغتصاب...

وتوسع نطاقها بدعم موزي قطري، وتمويل سعودي إجرامي، فلم يسلم منهم لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، وكل ذلك بحجة المطالبة بالإصلاحات!!...

علماً أن السيد الرئيس بشار الأسد منذ اللحظة الأولى أصدر أوامره المباشرة من أجل الإصلاح، وفعلاً لُبيت المطالب المحقة وحتى غير المحقة منها كإلغاء قانون الطوارئ، وأُعفيت حكومة العطري المسيئة، وأُعفي محافظ حمص السابق محمد إياد غزال الذي لم يدع سبيلاً للفساد إلا واستخدمه!!...

الرئيس الأسد بدأ بالإصلاح وهو مستمر به، ولم يبخل على سوريا بأي شيء، وكان قريباً من جميع المواطنين وما يزال، وكان بينهم في كل مكان والشعب السوري يشهد بذلك...

فأي إصلاح بعد ذلك يريدون!!...

وأي تواضع غير ذلك ينشدون!!...

إنهم يبغونها عوجاً، لأنهم أذناب الخليج الإسرائيلي، ولأنهم لم يطلبوا الإصلاح في سوريا، بل سعوا جاهدين لتدميرها وبث الخراب والفرقة فيها، ورفعوا علم الانتداب البغيض، وهتفوا لآل سعود والعصبة العثمانية!!...

باختصار... المتمردين الأشرار في سوريا الحبيبة لم يطلبوا مطلب حق واحد، بل طالبوا بما تريده الدوحة والرياض وأنقرة تنفيذاً لأوامر واشنطن وتل أبيب: إسقاط سوريا الوطن، وإسقاط الشعب السوري الموحد، وإسقاط كل مفهوم للقومية العربية، وتثبيت فكرة التماهي مع الكيان العبري...

أي إصلاح يطلبه أولئك الأوغاد!!...

أيكمن إصلاحهم بتخريب البلد!!...

أم بقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث!!...

أم باغتصاب الفتيات ومن ثم تقطيعهم إلى أجزاء!!...

قتلهم الله وكفرهم وإصلاحهم المزعوم، وما أجرأهم على الله الذي حرم قتل النفس بغير حق!!...

فأي حق يمتلكونه أولئك المجرمون حتى يحاكموا المواطنين: مدنيين منهم وعسكريين ويقتلونهم ويمثلون بجثثهم!!...

لا... نحن نرفض هذا الإصلاح الإجرامي!!... ونرفض من يريده ومن ينفذه ومن يقف وراءه، ونرفض دوحة الموز ورياض الشياطين وأنقرة الثيران...

نحن نرفض ثقافة القتل والخراب، ونرفض كل ما يسيء لسوريا، ونرفض كل شخص ساهم بإشاعة الفوضى والإجرام فيها.

شياطين الخليج الإسرائيلي حاولوا جاهدين إسقاط سوريا الممانعة، وضخوا أموالهم القذرة من أجل هذا الهدف، فأغروا بها بعض الأغبياء الذين انشقوا عن الدولة، والأصح أن سوريا الأسد الصامدة تتقيأ الجراثيم الموجودة في جسدها الطاهر...

ربما سينشق آخرون، وسيسقط من على شجرة قوية باسقة وافرة الظلال، كثير من المتسلقين والخائفين والراغبين بما يوجد لدى الأعداء، لكن ليعلم الشعب السوري أن من سقطوا لا يمثلون إرادته، وإنما يمثلون الخيانة الكبرى، وبانشقاقهم لن تسقط قوة بأس المواطن السوري الشريف، التي تمنع العدو من اجتياح الأنفس قبل المنازل...

المعركة ليست معركة نظام ولا على نظام، بل هي معركة على سوريا وشعبها، فإما أن تبقى دمشق العزة والكرامة ونبقى نحن، وإما أن تهزمنا الفئة الباغية: حمير طروادة، التي يستخدمها العجل الأمريكي – الإسرائيلي...

من يرفع شعار الدفاع عن مصيره ومصير أطفاله وشعبه وأمته لن تهزمه فئة باغية من الرعاع أفضل مثقفيهم: بهائم الطائفية، ومنافقو المذهبية الذين يتخفون بالتقدمية، وأتقى متدينيهم جزار منحرف يدعى: عدنان العرعور، وأشجع مقاتليهم غدارون لا يقاتلون إلا وأمامهم آلاف الأطفال والنساء ليحمونهم من ردنا وبأسنا: (ولا يُرد بأسنا عن القوم المجرمين).

في زمن مضى كان هناك الأشعري، وعلى الشعب السوري عدم الاستسلام لأشاعرة هذا الزمن: آل الموز وآل النحوس، فمن يصمد: فقوة تفيض على ما معه، ومن يهرب: فقد أعطى لمن بقي قوة الصلب المسكوب، لأن الضعيف لو بقي سيكون لضعفه مفعول رجعي سيء على الهمة واندفاع الروح نحو الشهادة أو النصر...

الخائن لا قيمة له إلا على معنويات الشعب الذي لن يتأثر به ولو كان الأب أو الأخ، فكيف به وهو خائن ابن حرام تلطى وتخفى وتسلق ووصل ثم انقلب!!...

فسوريا لن تسقط ما دام هناك بين صفوف الشعب السوري من يصر على رفض الاستسلام للغزو الأميركي السعودي التتاري لدمشق الياسمين، ومن يرغب بالقتال فليستعد لمعركة طويلة قد يسقط فيها مئات آلاف الشهداء منا، ومئات آلاف الفطايس منهم، لأن سوريا تقاتل الآن عن حرية ثلاثمائة مليون عربي، إما أن يصبحوا عبيداً لمغول الوهابية وخصياناً مثل نظام الأردن لدى تل أبيب وواشنطن، أو سيقاتلون حتى آخر رجل وامرأة منهم، فإما نموت كالأبطال أو نحيا في سوريا صخرة الممانعة، سوريا الكرامة والفخار، سوريا بشار حافظ الأسد...

» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» ساحة الاسديين ..بقلم : مضر جلال خيربك
» العدو البريطاني ...بقلم : مضر جلال خيربك
» الصراع العالمي...بقلم : مضر جلال خيربك