إنجازات الدبلوماسية السورية في جنيف تتزامن مع إنجازات استراتيجية في الميدان

إنجازات الدبلوماسية السورية في جنيف تتزامن مع إنجازات استراتيجية في الميدان

الاربعاء , 5 شباط / فبراير 2014

إنجازات الدبلوماسية السورية في جنيف تتزامن مع إنجازات استراتيجية في الميدان Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvbWVwYW5vcmFtYTUxMzUwLmpwZw%3D%3D

بهاء النابلسي
وصل القطار أخيراً إلى محطة جنيف التي قيل فيها الكثير واستهلكت زمناً طويلاً، حتى أصبحت حقيقة بعدما أُجِّلت مرات عدة، وضغطت الولايات المتحدة على المعارضة السورية أكثر من عام علّها تحسّن واقعها الميداني وأداءها السياسي وتتوحد قواها دون جدوى حتى أُسقط بيد الأميركيين، واضطر روبرت فورد المتعهد الأول لهذه المعارضة إلى ممارسة أقصى جهد يقوم به دبلوماسي مكلف من دولة عظمى لتشكيل وفد هزيل لا يمثل فيه الأعضاء إلا أنفسهم، استدعى ذلك أن تُشَن حرب على “داعش” غب الطلب قبل عشرة أيام من انطلاق جنيف الثاني بأمر عمليات من الاستخبارات المركزية الأميركية، وتشكيل “الجبهة الإسلامية” بالمال السعودي كتعويض عن سقوط “الجيش السوري الحر” وتبخره، واستدعى أيضاً أن يسعى فورد للقاء حسان عبود؛ المسؤول السياسي لـ”الجبهة الإسلامية”، وأمير تنظيم “أحرار الشام”، التي يعتنق أفرادها السلفية الجهادية للتنسيق معه لضرب “داعش”، واستدعى أيضاً أن يُضحى بهيئة التنسيق في الخارج برئاسة هيثم المناع وفي الداخل برئاسة حسن عبد العظيم، واستدعى أن يقود فورد أعضاء “الائتلاف” برئاسة الجربا بأيديهم إلى طاولة التفاوض، وأن يشن جون كيري هجوماً عالي النبرة ضد الرئيس بشار الأسد كجائزة ترضية لوفد الجربا للسعودية على السواء لحضورهما المؤتمر.
في المقابل، سحْب الدعوة الموجهة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على توجيها عبر رئيس المنظمة الدولية بان كي مون، ولو أن كرامة الأمم المتحدة وأمينها العام مرّغت بالتراب كما اضطر سعود الفيصل إلى تناول جرعات إضافية من الدواء لضمان حضوره، وأخذ الصورة إلى جانب كبار المسؤولين في العالم، كل هذا الجهد مجتمعاً، والذي استهلك أكثر من سنة، أطاح به الحضور الفاعل والمتماسك والمخضرم والذي اعتمد على خمسة أو ستة من عتاة الدبلوماسيين في مدرسة حافظ وبشار الأسد، هذه الدبلوماسية التي راكمت صيتاً وسمعة وجولات في تاريخ العمل الدبلوماسي منذ مدريد 91، وصولاً إلى هذا الحضور الحيوي والفعال، والذي استفاد من منصة جنيف، أطاح بكل هذا الجهد خلال كلمة ألقاها الوزير وليد المعلم أمام خمس وعشرين دولة معادية لسورية، مقابل خمس من الحلفاء المفترضين..
نعم، أطاح المعلم بحركة واحدة من أصبعه موجّهاً كلامه إلى وزير الخارجية الأميركية: “لا أحد في العالم، مهما كان حجمه، أن يفرض على سورية أسلوباً ونضاماً ورئيساً”، هذه العبارات كانت لوحدها كافية ليسرق الوفد السوري الأضواء ويبهر بأدائه الحضور أمام عشرات الوفود السياسية ومئات الوفود الإعلامية من شتى أنحاء العالم ويحصد النتائج من لحظة الافتتاح إلى لحظة الختام، ليس فقط من خبرته وأدائه وتوزيع الأدوار فحسب، بل من تمكّنه من استخدام منصة جنيف العالمية، حيث استطاعت سورية من خلالها فك الحصار الإعلامي المضروب عليها، والذي أراد منع إيصال صوت سورية على مستوى العالم، كما استطاع الوفد السوري إيقاظ العالم المخدر أميركياً من سباته، وليكشف بالصوت والصورة أن في سورية دولة ونظاماً ونهجاً وطرحاً ومبادرة وفكرة أربكت ليس الوفد المعارض الهزيل، بل المحرك روبرت فورد، فظهر الأميركي مكشوفاً من دون ساتره، وقد تكون المترتبات شئنا أم أبينا، أن “جنيف2″ وضع خلفه “جنيف1″، وأصبحت الترنيمة الجديدة أن “جنيف2″ سيحدد المعايير والموازين في المرحلة الفاصلة، لا بل إن الدولة السورية راكمت الإنجاز الدبلوماسي والسياسي بإنجازات على مستوى المفاعيل الاستراتيجية ومزيد من الحضور العسكري في الميدان، الذي كان وسيبقى هو الفيصل في رسم معالم الانتصار السوري، حيث يتحرك الجيش وقوات الدفاع الشعبي برشاقة نحو جبهات تهيء لمرحلة نهائية من الحسم ابتداء من يبرود وزارا وقلعة الحصن في ريفي حمص وتلكلخ لقطع الشريان اللبناني، ومعركة يبرود التي ستهيئ بطبيعة الحال لقطع الشريان مع عرسال، التي تمثل اليوم الخطر الأكبر الذي تصل منه السيارات المفخخة إلى الداخل اللبناني، كما يهيئ الجيش السوري لحسم وشيك لقطع الشريان التركي في ريف حلب الشمالي، كما أن معركة دير الزور ستعمد لقطع الشريان العراقي بالتزامن مع معركة الأنبار، فضلاً عن معركة قريبة في درعا لقطع الشريان الأردني.
الثبات

» ضربة المعلم.. ما الذي سيكسبه ملوك الدبلوماسية السورية من جنيف 2 ؟
» ما هو الدور المتبقي لمؤتمر جنيف 2 بعد نجاح “استراتيجية الاسد”؟ ...العميد أمين حطيط
» كيف نجحت الدبلوماسية السورية في اجهاض “الخديعة السعودية”؟
» مداخل الاصلاح الاداري والاقتصادي في الثقافة الغربية وفي الثقافة الصينية عبد الرحمن تيشوري شهادة عليا بالادارة شهادة عليا بالعلاقات الدولية 1 – استراتيجية الاصلاح الجزئي 2-استراتيجية الاصلاح الافقي 3- استراتيجية الاصلاح القطاعي 4- استراتيجية الاصلاح الشامل
» المعارضة السورية وفشل اقتباس الدبلوماسية النبوية ...بقلم : نارام سرجون