فشل متلاحق وبلا يأس

فشل متلاحق وبلا يأس

الاربعاء , 5 شباط / فبراير 2014

فشل متلاحق وبلا يأس Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvYmFuZGFyLmpwZw%3D%3D

فشل متلاحق وبلا يأس Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvYmFuZGFyLmpwZw%3D%3D

ايهاب زكي
إن التشكيك بحصافة الملك السعودي وشجاعته بالنسبة للإعلام السعودي هو الخطيئة الموجبة لإقامة حد الردة، فمن أهم نواقض الشهادتين هو ذلك الشك،وبالرغم من أن الذي خلق الحمار هو الرب ذاته الذي خلق الملك، إلا أنهم لا يتوانون عن تسطير النفاق والدجل عبر التجليل والتبجيل له كلما نام أو قام أو استغاط، أو كلما وضع بصمته الإبهامية على ورقة مترجمةٍ من العبرية تُسمى لاحقاً قراراً ملكياً سامياً، كالقرار الأخير الذي يقضي بحبس كل سعودي يقاتل خارج حدود المملكة من ثلاثة إلى عشرين سنة ، هذا بالنسبة للمدنيين، أما بالنسبة للعسكريين فالحبس لا يقل عن خمس سنوات ولا يزيد عن ثلاثين سنة، وهو ما يعني أننا أرسلناكم لتقاتلوا حتى الموت ، أو أن تموتوا حتى تتحقق مصالح حماة عروشنا من أمريكان و(إسرائيليين).
وفي السياق ذاته الذي يتم فيه وصف هؤلاء بالإرهاب وتهديدهم بالحبس، تتم شيطنة الدولة السورية باعتبارها تقتل شعبها، وقد يكون الخلل في قدرتي على المتابعة، فلا أبرئ نفسي، فقد يكون هؤلاء السعوديون قد حازوا الجنسية السورية وأنا من فاتته نشرات الأخبار، والحقيقة هي كذلك، فبعد استماعي لميشيل كيلو وهو يتحدث عن الجدية التي تمتع بها أعضاء ما يُسمى بوفد الأئتلاف وقدرتهم التفاوضية التي فاجأت العالم، أصبحت نشرات الأخبار تتسبب لي في ريجيم قسري لدرجة النحول، وكان هذا أحد أسباب العزوف عنها والزهد فيها، ولكن الطبيب نصحني بتخيل ميشيل كيلو وهو يدفع الجزية لـ (ثورته المباركة) كفاتح للشهية، وأيضاً يتم في الوقت ذاته تخصيص الإرهاب لـ (داعش والنصرة) حصراً،وبعض كتائب أخرى حسب مصلحة المُشغل، أما البقية فهم مقاتلون من أجل الحرية.
وهذا التلاعب بالمسميات والانتماءات، ما هو إلا جزء من الحرب الإعلامية والنفسية التي تقودها الولايات المتحدة على الدولة السورية، فلو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، نرى أن من يتم وصمهم بالإرهاب اليوم هم ثوار الأمس، وما شيطنتهم اليوم إلا عقاباً لهم على فشلهم فيما استقدموا وسُخّروا من أجله بإسقاط سوريا في براثن النفط والمساومات، وقد جيئ باللاحقين منهم لينجحوا فيما عجز عنه السابقون، لحين فشلهم المحتم فيتم تجريمهم وتهديدهم بالحبس، والقاعدة الأساسية التي يحاول هذا التكتيك الحربي تغييبه، هي أن كل من حمل السلاح في وجه الدولة هو أرهابي، طالت لحيته أم قصرت، يمينياً كان أم يسارياً، علمانياً كان أم قاعدياً لا فرق، ووجب التنبيه أنه حين نتحدث عن داعش فنحن لا نقصد داعش التنظيم، بل الترمز لكل ما يُسمى بالثورة واختصاراً لها، فلن نقع في فخ التفريق بين كل تلك المكونات المشوهة والممسوخة.
تتحدث التقارير الصحافية عن إجازة مرضية طويلة لبندر بن سلطان وعن إنهاء عمل روبرت فورد نهاية هذا الشهر، وهذا يعني تغييراً في الأدوات لا تراجعاً عن الأهداف، وينم عن فشل تلك الأدوات بكل ما أوتيت من إمكانيات ولكن دون يأس، وإذا أضفنا لذلك القفزات البهلوانية لأردوغان في طهران، بإمكاننا أن نقول بثقةٍ يقينية بأن سوريا حققت الانتصار المرجو في هذه المرحلة، وتقدم الجيش السوري في الميدان يشي بأن الدولة السورية مستعدة للمرحلة القادمة والجولة الآتية، ولكن ما يمكن التخوف منه هو تلك التصريحات المتلاحقة لمسئولين أمريكيين بصعوبة أو استحالة إسقاط الرئيس الأسد، ونحن لا نحتاج لتلك التصريحات لنعرف أنهم سيسقطون جميعاً ويبقى الأسد، ولكن الخشية أن تكون هذه التصريحات تعبيراً عن قرارٍ تم اتخاذه في عواصم القرار، بأننا إذا كنا غير قادرين على إسقاط الأسد فلن نجعله قادراً على الحكم، فيكون رئيساً لدولةٍ فاشلة، فتصبح الدولة السورية مجرد ميليشيا لأمير حرب ككل أمراء الحروب .
ويتم كذلك تضخيم التركيز على ضرورة الحل السياسي من ناحية، وصعوبة الحسم العسكري لأيٍ من الطرفين من ناحية أخرى، وهذا خلط للحابل بالنابل، فالدولة السورية طرف، ولكن ليس هناك طرفٌ آخر، بل هناك جماعات إرهابية متعددة المآرب ومتناقضة المشارب،هذا أولاً، وثانياً فلا يوجد أي طرف فيما يُسمى بالمعارضة قادر على انجاز تسوية سياسية، فليس فيهم من هو ذو قرار مستقل، وليس فيهم من يستطيع التحكم بالسلاح في الميدان، وهذا ما يجعل من هذا الحديث فخاً آخر، ولتجاوز كل تلك الفخاخ، ليس هناك من سبيل آخر غير الحسم الميداني الذي تتبدى بشائره في تقدم الجيش السوري، وقصم ظهر الإرهاب مهما طالت مدته وتطاولت أياديه.

» نريد جامعة عربية بلا قطر وبلا نبيل