نار الصراع تشتعل بين "داعش" و"النصرة"

نار الصراع تشتعل بين "داعش" و"النصرة"

سوريا - تتدحرج كرة الصراعات بين التنظيمات المسلحة في سوريا بسرعة كبيرة، وغير متوقعة أحياناً، إذ بعد المعارك والاشتباكات التي دارت خلال الشهر الماضي بين داعش من جهة وبعض ألوية الجيش الحر من جهة ثانية في أكثر من مدينة في الشمال السوري تحديداً، حدثت أمس تطورات كبيرة تنذر بامتداد هذه المعارك والاشتباكات في أكثر من اتجاه.
نار الصراع تشتعل بين "داعش" و"النصرة" Oi8vc3lyaWFub3cuc3kvYXJjaGl2ZS9hcnRpY2xlcy9uMTM3OTg3Nzc3MC5qcGc%3D

وإذا كانت التوقعات السابقة رجحت حدوث اصطدام وشيك بين داعش وبين أحرار الشام، إلا أن ما شهدته مدينة الشدادي بالحسكة اليوم، أعاد إلى الضوء الخلاف المستعصي بين جبهة النصرة وبين داعش ورجح أن يكون الاصطدام الكبير بين التنظيمات الجهادية التكفيرية بعضها بعضاً قد اصبح قاب قوسين أو أدنى.

انشقاق وبئر نفط

كشفت مصادر جهادية لوكالة أنباء "آسيا" أن مشكلة كبيرة حصلت، أمس، بين داعش وبين جبهة النصرة في مدينة الشدادي بريف الحسكة، وقالت المصادر أن سبب الخلاف هو قيام عناصر من داعش بالانشقاق عنها ومبايعة جبهة النصرة وأميرها الجولاني، مشيرة إلى أن هؤلاء العناصر الذين لا يبلغ عددهم العشرة كانوا مسؤولين عن بئر نفط استولت عليه داعش، وبعد انشقاقهم عن داعش ومبايعتهم للجولاني حدث خلاف كبير حول ملكية بئر النفط كاد أن يتطور إلى اشتباك مسلح بين الطرفين.

وبينما تؤكد مصادر مقربة من دولة داعش أنه لا صحة على الإطلاق لما يشاع عن قيام عناصرها بالهجوم على جبهة النصرة في المنطقة، إلا أن "عطية الله العكيدي" وهو من "أمراء" جبهة النصرة ومقرب جداً من مسؤولها الشرعي أبو ماريا القحطاني، أكد عبر صفحته في تويتر خبر الهجوم، حيث قال: " يؤسفنا أن نقول أن جماعة الدولة قاموا اليوم بمباغتة حرس المنشآت ومقرات جبهة النصرة في الشدادي بمحافظة الحسكة حيث هاجموا المقرات الرئيسية للجبهة وكذلك المنشآت النفطية وغيرها التي يحرسها اثنان أو ثلاثة من الجنود بسبب انشغال الجبهة بالمعارك مع الكفار في شمال الحسكة" على حد تعبيره وهو يقصد بذلك الأكراد.

أبو ماريا مطلوب لمحكمة شرعية

على إثر هذه الحادثة، شهدت صفحات تويتر (حيث ينشط الجهاديون أكثر من الفيسبوك) حملات متبادلة بين قيادات وأنصار جبهة النصرة وبين قيادات وأنصار داعش، تضمنت هذه الحملات توجيه اتهامات متبادلة وكشف فضائح بعضهم البعض.

فقد اتهم أحد قيادات داعش "محارب عبيدة الأنصاري" جبهة النصرة بأنها تستولي على آبار النفط في الشدادي بمعية الجيش الحر، كما قال، كاشفاً عن واقعة سابقة بأن داعش حاولت قبل فترة الدخول إلى المنطقة فما كان من جبهة النصرة إلا أن أرسلت "رتلاً جراراً من الآليات لصد الدولة بالسلاح فعاد الإخوة لكي يفوتوا الفرصة عليهم ، وأقسم لي فرد من الجبهة إنهم عند تجهيزهم ظنوا إن الغزوة على الجيش السوري ، وعندما علموا إن الأمر ضد الدولة عصوا الأوامر ،والله على ما اقول شهيد ،وكنت قد ذكرت هذه الواقعة سابقاً ولكني لم أذكر الجبهة لكي لا أصدم البعض" بحسب قوله.

وأخطر ما قاله الأنصاري هو كشفه عن حقيقة بالغة الخطورة وتشير إلى حجم الخلاف بين داعش والنصرة، حيث ذكر الأنصاري أن ابو ماريا القحطاني، المسؤول الشرعي لجبهة النصرة وأمير المنطقة الشرقية وأحد اقوى أمراء الجبهة وأكثرهم تأثيراً على الجولاني، مطلوب لمحكمة شرعية في العراق، مؤكداً أن القحطاني هو سبب الانشقاق والفتنة، واصفاً إياه بالخبث والدناءة.

ثم وجه الأنصاري كلامه إلى عطية الله العكيدي قائلاً له حرفياً: " أيها الفتان ! ياذنب أبو ماريا العراقي، أبلغ صاحبك المطلوب لمحكمة شرعية إن حربهُ خاسرة بإذن الواحد الأحد". يشار إلى أن أبو ماريا عراقي الجنسية واسمه مصعب.

أحرار الشام تتدخل للوساطة

وقد حاولت حركة احرار الشام التدخل بين داعش والنصرة لحل الحلاف بينهما، وارسلت أحد أمرائها للقيام بهذه المهمة. وكشف القيادي في أحرار الشام خالد أبو أنس أن جبهة النصرة تجاوبت مع مساعي الوساطة رغم أنها الطرف المعتدى عليه –بحسب قوله- بينما لجأ ممثلو داعش إلى التسويف متذرعين بأن الأمر عند المسؤول الأعلى.

ويستبعد مراقبون أن تقبل داعش بوساطة أحرار الشام لحل الخلاف مع النصرة، لاسيما أن قضية مقتل القيادي في أحرار الشام أبو عبيدة البنشي واتهام داعش بقتله، تمثل عقبة رئيسية بهذا الخصوص لانعدام الثقة بين الطرفين.

ووصف أحد قياديي داعش مبادرة أحرار الشام وإعلانها بهذا الشكل على صفحات تويتر بأنها مبادرة للمباهاة والتفاخر وليست لإحلال الصلح بين الطرفين.

فهل يتمكن الطرفان داعش والنصرة من تأجيل الانفجار بينهما بانتظار استكمال كل طرف تجميع أوراق القوة والنفوذ في يديه ولاسيما بعد افتتاح مزاد مبابعة الألوية التابعة للجيش الحر وتنافسهما على استقطاب أكبر عدد من هذه الألوية، أم أن أوان الانفجار قد حان فعلاً؟ هذا ما تكشفه تطورات الأحداث في الأيام القادمة.
المصدر : وكالة أنباء آسيا

» تبادل الإعدامات بين «النصرة» و«داعش»!
» الجيش السوري يصفي أمير داعش في سلمى باستهدافه اجتماعا لقيادات في داعش و النصرة
» مقتل متزعم النصرة بدرعا وتدمير نفق وتجمعات لإرهابيي داعش بدير الزور ومستودعات ذخيرة وأسلحة وأوكارا لإرهابيي جبهة النصرة بريفي حمص ودرعا
» فخ الظواهري … بعد داعش أتى دور النصرة
» ’النصرة’ تفجر حاجزين لـ’داعش’