دام برس: ذكرت مصادر إعلامية في الدوحة أن مدير عام شبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني قدم استقالته من موقعه.وتم تعين الشيخ احمد وزيراللاقتصاد والتجارة في الحكومة القطرية الجديدة. وتم تكليف مصطفى سواق بمهام المدير العام للشبكة وبات موظفو قناة الجزيرة القطرية يشعرون بالتهميش والخوف على مستقبل القناةلا سيما بعد استقالة مدير عام شبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آلثاني قدم استقالته من موقعه.وتقول الأخبار القادمة من داخل كواليس "الجزيرة”إن حالة من الاستغراب والصدمة والقلق تسود العاملين في المحطة القطرية. هذه الحالة بدأت، كما نقل مصدر في المحطة قريب من رئاسة التحرير فضّل عدم الكشف عن هويته، منذ أن خرجت تسريبات في الإعلام الغربي وخاصة الفرنسي بالإضافةإلى العربي عن إمكانية "تنحّي” الأمير لصالح ابنه تميم. وسبب الاستغراب هوتسريب هذه "الأخبار العاجلة” القطرية إلى وسائل إعلام أخرى بدلا من استخدام"الجزيرة” سواء العربية أو الانكليزية لنشرها، وهما الأقرب موضوعيا وعضويا لأن تكونا صاحبتي السبق الصحفي، بدلا من أن تأخذ "الجزيرة” مادتها عن قطر من الوكالات ووسائل الإعلام الأخرى. المحطة وصحفيوها عوملوا كغرباء من قبل أصحاب القرار عندما تعلق الأمر بقضايا السياسة القطرية الداخلية، وتبيّن أن لا دور للمحطة داخليا إلا بمقدار ترويج قرارات السياسة الداخلية لبيعها للخارج. أما الصدمة والقلق فمصدرهما الإحساس بأن أيادٍ خفية وقوية وفاعلة أدارت عمليةنقل السلطة وتمريرها سياسيا وإعلاميا وأمنيا بكل تفاصيلها مهما صغرت حفاظاعلى الهدوء، وأن هذه الأيادي أعطت الجزيرة دوراً "تأبينيا” هامشيا مرسوما بدقة فحسب، ظاهره الاحتفاء بالأمير وخطوته، وباطنه يتلخص بكلمتين كانتا يمكن أنتكونا عنوان التغطية كلها: "وداعا حمد” ويشير المصدر المذكور إلى أن "الـتأبينية” المبالغ فيها في التغطية، من الموسيقاالدرامية التي اُستخدمت إلى سرد الانجازات الداخلية والخارجية، طغت علىالنفس الاحتفالي وجاءت أقرب إلى تغطية جنازة زعيم عربي. وهو ما يتناقض معتسريبات عما سُمّي بدور إشرافي مستقبلي للأمير المتنحّي تحت عنوان "المرشد الأعلى”. المراسم "الجزيرية” لـ”الوداع النهائي” أشعرت العاملين في المحطة، والكلام دائم اللمصدر، باختفاء شبه قسري وبقرار خارجي لراعي المحطة ومؤسسها. ومما زادقلق هؤلاء هو التعامل السرّي و”المركزي جداً” مع الترتيبات التي سبقت يومالتنحّي، حيث اُستدعي بعض المسؤولين الإخباريين بشكل منفرد ودون العودة إلىرئاسة التحرير، ممثلة بمدير الأخبار ابراهيم هلال، إلى مكتب الشيخ حمد بن ثامرآل ثأني رئيس مجلس الإدارة لتلقي التعليمات الأكثر من واضحة عن التغطية التيأُعدت على عجل. ويأتي على رأس هؤلاء مشرف الأخبار عاصف حميدي المعروفبلقب "السيد نعم” لأنه لم يرفع صوته مرة في وجه أي توجّه أو نقيضه. كما تمّاللجوء إلى صحفيين موثوقين لإعداد التقارير والفقرات دون أن يشعر الآخرون بهم،أولهم رئيس التحرير السابق أحمد الشيخ الذي تعاون في الماضي مع عزميبشارة في كتابة خطابات الأمير، والذي اُستقدم على عجل لإعداد تقرير افتتاحيةالنشرة عن "الخطوة غير المسبوقة” بصوته الجهوري، رغم أن منصبه في جزيرةاليوم كما يقول المطلعون هو "مستشار لا يُستشار”. بالإضافة إلى ماجد عبدالهادي الذي تناول السياسة الخارجية ولم تفته ملاحظة أن "قطاف السياسةالخارجية لقطر تجاه سورية لم يكن من طبيعة بذارها”. وقال مصدرنا متهكما:الحمد لله أن ماجد عبد الهادي لم يلجأ هذه المرة لحذلقاته الإنشائية، ولم يبدأ تقريرهبعبارة من قبيل "وفي العام الثامن عشر من الحكم اختفى الأمير فجأة”! تقريرمسيرة الأمير المتنحّي كان من نصيب الجزائري عبد الحق صدّاح الذي قال فيتقريره إن الأمير حمد "تولّى مقاليد الحكم عام 1995″، حيث مازال ممنوعا علىصحفيي "الرأي والرأي الآخر” ذكر الإنقلاب ضد الأمير الأب في ذلك العام رغمأن الإنقلابيين أنفسهم يغادرون الساحة الآن. أما "المهمة الأقذر” فتُركت إلىاللبناني المقرب من أجهزة الأمن القطرية هيثم أبو صالح، الذي أتحف المشاهدينبمحاضرة عن الدستور القطري ومادته الثامنة التي تقول إن الحكم وراثي ينتقل إلى الإبن الذي يسميه الأمير وأن انتقال السلطة جاء منسجما مع الدستور! ومما رفع نسبة القلق والمفاجأة لدى موظفي الجزيرة وفق المصدر هو اتضاح أنالتغطية، وعلى عكس التوقعات في مثل هذه الحالات، ركّزت على وداع الأميرالمتنحي وإحكام إغلاق الصندوق الذي سيضم رفاة سياسته بدلا من الترحيب بالأمير الجديد وتلميعه، حيث لم يكن نصيب الأخير من التغطية إلا تقرير واحد عن شخصه ومسيرته دون أن يسمع المشاهد صوته ولو لمرة واحدة. وإذا كان مفهوما لموظفي المحطة أن تطغى تغطية أخبار صاحب المُلك المتنحّي على أكثر من ثلثي نشرة "منتصف اليوم” (في يوم التنحي 25 حزيران /يونيو) لينتقل الشأن السوري (معارك الغوطة والقابون) والشأن اللبناني (هزيمة واختفاء أحمد الأسير) والشأن الأفغاني (هجوم على القصر الجمهوري ومقر السي آي إيه) إلى آخر النشرة، فإنه كان من المقلق بالنسبة إليهم أن وريث صاحب الملك الذي ورث عنه الإمارة والمحطة لم يكن في مقدمة الصورة، ما فسره البعض أن أهمية "الجزيرة”في العهد الجديد لن تكون كما كانت عليه في العهد القديم خاصة بعد تراجع مشاهديها وعدم اتضاح دورها المستقبلي مع تحقيقها للكثير من الأهداف التي أُنشئت من أجلها وانتفاء الحاجة إليها. عدم التركيز على أمير البلاد الجديد فسّره العالمون بتوجهات السياسة القطرية بأنه يصب في اتجاه النأي بالأمير الجديد عن سياسة البلاد الخارجية في الفترة الماضية وأداتها الأكثر أهمية من وزارة الخارجية، أي قناة "الجزيرة |