المؤتمر الدولي .. آفاق وجوده .. تحليل استراتيجي للسيد نون

المؤتمر الدولي .. آفاق وجوده .. تحليل استراتيجي للسيد نون
دام برس – اياد الجاجة :

في السياسة كما في الرياضيات تؤخذا المسائل كجملة ثم يتم تحليل المسألة والبحث عن امكانيات الحل ،واثناء عملية التجزئة تنتشر المصالح واللاعيب ،ولأن السياسة في احد وجوهها المسيطرة الان هي فن الكذب والخداع تظهر علينا بأسوأ صورها كونها لم تصل الى حل حتى الان فمازالت المسألة غير قابلة للتجزئة ولم يستطع احد الافلاح بحل اي من مجاهيلها.
سوريا تعرف انها امام اقذر اساليب السياسة وانها تسير بشكل صحيح والهدف الامريكي وان كان معلنا الا ان الايام الخالية اثبتت ان هذا الامريكي لايقف على كلتا قدميه فبشكل دائم يقف على قدم واحدة ويترك الاخرى حرة ليضعها في المكان الذي يناسبه في اي وقت وبالتالي لايمكن الوثوق بهذا المفاوض اطلاقا ،وانطلاقا من ذلك تطالب سوريا دائما بان تكون الخطوات الاولى هي تثبيت القدم الامريكية الحرة لتعرف اين يقف الامريكي وهذا يجعلها بموقف واضح ولايمكن التغلب عليه سياسيا ، امريكا هي المهزومة والتي تريد ان تحول هزيمتها الى انتصار من خلال التلاعب بالزمن وابقاء التسليح والحرب مستمرة وتمنع من يسير بركبها ان يتفلت من قبضتها فهي بشكل دائم توحي له بقرب المعركة كي يصبر ويتجرع الهزيمة يوميا.
المؤتمر الدولي كيف ولد؟
ولد المؤتمر الدولي من خلال الطلب الامريكي من روسيا ان تضغط على سوريا وتمنع انفجار المنطقة والدخول بحرب اقليمية تتطور الى الاسوء.
كان الموقف الروسي واضح يستند على الشروط السورية :
- لاتفاوض مع الارهابيين
- لاتدخل بالشأن السوري الداخلي
- كل الاتفاقيات تخضع للاستفتاء في سوريا
هذه الشروط وافقت عليها امريكا وبدأت بمحاولات التفسير كما يحلو لها ،ولأن الروسي هو وسيط بين سوريا وامريكا كان الروسي يعيد التعبير ويصحح ما تم الاتفاق عليه.
والسؤال الان هل سيعقد المؤتمر ؟
ان المؤتمر هو حاجة امريكية هدفه الوصول الى حل يضمن امن اصدقاء امريكا وبالتالي فالسوري ليس متحمسا للمؤتمر وهذا ايضا ينسحب على الروسي الوسيط وكذلك الايراني.
امريكا تريد مؤتمرا تضمن فيه الاكثرية من خلال طرح اسماء كالدول الاوربية والجامعة العربية وتركيا معتبرة ان ذلك كفيل بان يفسح المجال للامريكي بالتلاعب من خلال اتباعه والوقوف وكأنه وسيطا، ولكن الرد السوري كان واضحا وهو على الشكل التالي:
- امريكا ليست وسيطا فهي داعمة للارهاب
ـ الاتحاد الاوربي بما فيه بريطانيا وفرنسا لانقبل بوجودهم فهم اعداء للسوريين وداعمين للارهاب ووجودهم كوجود المعارضة ولانقبل باي تدخل من قبلهم.
ـ تركيا دولة داعمة للارهاب.
ـ السعودية دولة داعمة للارهاب.
ـ الجامعة العربية لايمكن القبول بحضورها فهي غير محايدة.
وهكذا ببساطة اصبح الحوار بين امريكا ممثلة لصف الاعداء وبين سوريا ،وهذا لايمكن ان تقبل به امريكا لأنه لايحقق لها مصالحها وبالتالي فهروبها هذه المرة لم يجدي نفعا لذلك ستعلن فشل المؤتمر متذرعة بأن سوريا السبب.
سوريا تعرف ان المؤتمر فاشل ولن يحقق شيء ولكن الموافقة ليست ضارة فالبلد يتم تطهيرها ولاخوف من اي تسرب جديد للمرتزقة فقد فتح الجيش السوري لهؤلاء وابنائهم وابناء عمومتهم مقابر كافية والتطهير مستمر ويشكل تقدما.
ماذا تريد سوريا ؟
بكل بساطة سوريا الشعب المقاوم مع حلفائه تعتبر ان لاحل في المنطقة الا بقتل اخر ارهابي مع من يسلحه ومن يدعمه وهذا يتطلب استمرارا في الحرب وفي التاريخ دائما تنتهي حرب الاستنزاف بحرب تحرير شعبية وهذه الحرب بدأت بالتشكل في سوريا من خلال تشكيل اللجان الشعبية التي تحولت الى جيش الدفاع الوطني وهذا الجيش هو الان يخوض المعارك ويحقق الانتصارات مع الجيش العربي السوري وكون هذا الجيش الوطني مازال وليدا ويحتاج الى التدريب والانسجام والانضباط لذلك فالحرب مستمرة والانتصارات تتحقق بالتدريج وفتح جبهات كجبهة الجولان وجبهة الاسكندرون اصبحت تفتح افاقا جديدة لهذا الجيش الوطني الذي انتفض ليحرر سوريا من المرتزقة وهو لن يتوقف قبل تحرير الجولان واللواء السليب واقليم كليكية والقدس الشريف.
ان من ينظم ويقود الحرب في سوريا من السوريين الشرفاء وحلفائهم يعتبرون ان هناك مسافة لابد من اجتيازها بين الواقع الحالي وبين الحرب الشعبية في كامل الوطن العربي وان استمرار التطهير في سوريا هو مقدمات لابد منها من اجل البدء بحرب التحرير الشعبية التي ستبدأ بعد شهور قليلة بالتدريج ابتداءً من الجولان واسكندرونة وكيلكية زاحفة باتجاه كامل الاراضي العربية في العالم العربي.
الحرب مستمرة لتحرير كامل الوطن العربي ومن ينتظر ان يعود الى الاسترخاء والنوم على الظلم والفساد فلاوجود له في ميدان المعركة والسوريون اثبتوا انهم مستعدون للحرب حتى النهاية في سبيل عزتهم وكرامتهم

» الانتقال من الصمت إلى النطق .. تحليل استراتيجي ومعلومات ميدانية للسيد نون
» تحليل استراتيجي لمعركة دير عطية وواقع الجماعات المسلحة
» من بيكرهاملتون إلى الربيع العربي مخطط الحرب الطائفية فشل .. تحليل استراتيجي للسيد نون
» من بيكرهاملتون إلى الربيع العربي مخطط الحرب الطائفية فشل .. تحليل استراتيجي للسيد نون
» استبدال الخطط العسكرية لحماة الديار .. تحليل استراتيجي حول الغارة الصهيونية للسيد نون