جميع حلفاء سورية مقصرون – غالب قنديل

جميع حلفاء سورية مقصرون – غالب قنديل

لا يجادل أي من حلفاء سورية في العالم و المنطقة بأن الحرب العالمية التي تستهدفها هي كناية عن خطة استعمارية كبرى تستهدفهم جملة و تفصيلا و قد نشرت عشرات الدراسات و التقارير التي توضح مسار التخطيط الأميركي الصهيوني لهذه الحرب التي إن نجحت في تدمير القلعة السورية فسوف تقرع كثيرا من الأبواب و الحصون في الشرق و في العالم بدءا من روسيا و الصين و مجموعة البريكس وصولا بالطبع للبنان و العراق و إيران .
اولا استغرق حلفاء سورية وقتا غير قليل بعد اندلاع الأحداث و امتد قرابة سنة كاملة ليستوعبوا ان ما يجري هو عدوان استعماري استعمل تعبيرات نزاع داخلي حول الإصلاح كمجرد غلاف سياسي و إعلامي و طال الوقت الذي تطلبه إقناع سورية لحلفائها بصحة روايتها عن الأحداث.
قامت سورية بتقديم المبادرات و تنفيذ الإصلاحات و التدابير السياسية التي بنيت على فرضية أن ما جرى كان حراكا شعبيا بريئا ، و استهلك مسعاها السياسي السلمي لاحتواء الأزمة زمنا هو نفسه الوقت الذي قامت خلاله أطراف الحلف الاستعماري التركي الخليجي بتنفيذ خطتها لتدمير الدولة السورية عبر دفع عشرات آلاف المسلحين و الإرهابيين من مختلف أنحاء الكرة الأرضية نحو المناطق السورية المختلفة و من خلال تنظيم شبكات تهريب شحنات السلاح الضخمة إلى سورية و بناء المنصات المطلوبة في تركيا و الأردن و لبنان و العراق و تم تجنيد و شراء المرتزقة و العملاء في كل زاوية من الأرض السورية و حيث طالت أيدي المخططين و المنفذين من المخابرات التركية و القطرية و السعودية و الإماراتية و الفرنسية و البريطانية و الإسرائيلية ،بقيادة المايسترو الأميركي .
ثانيا لامجال للمقارنة بين سلوك دول حلف العدوان و سلوك دول و اطراف حلف المقاومة و الاستقلال في الجسارة و الجرأة بالمجاهرة في المواقف السياسية و العملية و المحزن في هذه المفارقة ان المعتدي الغاشم و الرجعي و العميل وقح في كل ما يقوم به و يعلنه بينما المقاوم الحر الذي يدافع عن قضية عادلة يبدو غالب الأحيان وجلا خجولا بل و مترددا في بعضها الآخر و لو استثنينا بالذات كلمات قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله الجريئة منذ سنة تقريبا ، لقلنا إن جميع حلفاء سورية و شركاءها في النضال ضد الهيمنة الأميركية على العالم لا يتخذون الموقف الذي يتناسب مع التصدي لجوقة الفجور الاستعماري المكشوف و هذا لا ينتقص من قيمة المبادرات و الخطوات السياسية و الاقتصادية و العملية الكبرى و الهائلة التي اتخذتها الدول الصديقة و الحرة و خصوصا شريكة سورية الإستراتيجية و الوفية منذ أكثر من ثلاثين عاما إيران إلى جانب كل من روسيا و الصين و ما قامت به في دعم الصمود السوري .
لكن من الضرورة القول إن التقصير كبير في اتخاذ مبادرات هجومية تنقل الضغوط إلى قلب المعسكر المعادي و على سبيل المثال فإننا لا نستطيع ان نفهم الإصرار على التعامل الطري المستمر مع تركيا التي ترسل الحشود الإرهابية جهارا و تجهز و تدرب الفصائل التكفيرية و تفتح لها بوابات الحدود لتدخلها إلى المناطق السورية بينما تعمل غرف العمليات بقيادة ضباط أميركيين على الأرض التركية و هي تحرك جماعات القتل و التخريب و لا يمكن أن نقر بمشروعية الإحجام عن تدفيع بعض الحكومات العربية و جميع حكومات الخليج المتورطة كلفة عدوانيتها و تآمرها و الوسائل المتاحة كثيرة و موجعة دون ان تعني حربا و لا انزلاقا إلى الفتنة .
ثالثا بات من المسلم به ان شعب سورية و جيشها و قائدها المقاوم يدفعون ضريبة الدفاع عن احرار العالم و عن جميع المقاومين في الشرق و أن انتصارهم في الحرب الكونية الدائرة بات يهدي ثماره للحلفاء و الأصدقاء قبل ان يتسنى للسوريين ان يحتفلوا به حقا و هذا ما يعرفه جميع شركاء سورية في المنطقة و العالم .
المسألة التي تستوجب التوقف اليوم هي بالذات أن الفصل الراهن من المقاومة و الصمود السوريين يشهد ما يمكن اعتباره مخاض المعادلات الحاسمة التي سترسو عندها التوازنات الدولية و الإقليمية الجديدة و هذا يتطلب انخراط جميع شركاء سورية في المواجهة علنا بوتيرة عالية و دون مواربة بعد توسيع الحلف العدواني لدائرة الضغوط و العمليات في محيط سورية الإقليمي من لبنان إلى العراق فالأردن و مع ظهور ملامح خطة استعمارية لاستنزاف إيران و في ظل التهديدات الصهيونية المتجددة باغتنام الفرصة لشن حرب على سورية ، لقد ضاعف اداء الحلفاء البطيء من كلفة العدوان على سورية و سيقود تخلفهم عن النهوض لمجابهة هذه المرحلة إلى أكلاف اكبر بكثير من أي يتوقع ، الأوراق كثيرة و تمتد من الخليج إلى البوسفور و بيد منظومة المقاومة القدرات الكافية لتحريكها في سبيل بلورة انتصار سوري حاسم لا يترك نافذة لوهم التسوية التي أحرقها السلوك الميركي الغاشم في مناورات مفضوحة لكسب الوقت غطت منذ شهر حزيران العام الماضي محاولات متكررة لاختبار القدرة على تعديل التوازنات في الميدان السوري ليس إلا !

» من يتقدم و من ينهزم في سورية ؟ غالب قنديل
» الدولة اليهودية و سورية – غالب قنديل
» انتصار سورية مسألة وقت ...غالب قنديل
» سورية و الإرهاب التكفيري - غالب قنديل
» سورية صامدة و ستنتصر – غالب قنديل