أردوغان يؤنب "رعاياه" السوريين.. ويرسم لهم خطاً أحمر

فقد فشلت ملايين الدولارات التي وُضعت في تصرف المعارضين، في إقناعهم بالتخلي عن تحفظاتهم حيال بعضهم البعض، بل على العكس، فقد ساهمت هذه الدولارات في فتح شهية هؤلاء على "المال والسلطة"، ما ساهم إلى حد بعيد في منع التقائهم تحت هيكلية واحدة يريدها الغرب والعرب منصة للهجوم على سورية، مع توقعات بتفريخ المزيد من "الهيئات" السورية المعارضة، التي باتت تتنافس فيما بينها على الأموال المرصودة لـ"إسقاط سورية".

ويقول مسؤول عربي في بلد معروف عنه دعمه الشديد لعملية إسقاط النظام في سورية، إن كل الأموال التي صُرفت "لم تحقق النتائج المرجوة، بل عززت التباينات"، لكن المسؤول عينه لا يتوقع أن تقفل بلاده "حنفية الدعم"، لأن المرجو منها أكبر بكثير من أن تعطله "التجارب الفاشلة"، وأكد المسؤول أن بلده ستبقى تعمل لإيجاد "المخرج" اللازم للحصول على ما تريده، "لأن المصالح الاستراتيجية تتفوق على العثرات التكتيكية".

أما في الجانب التركي، فقد استعادت أنقرة لغة الانتقاد لـ"ضيوفها" بعد فشل مؤتمر القاهرة، فيما كان هؤلاء المعارضون يتهمون أنقرة بتفشيل المؤتمر، بسبب ضغوطها على أنصارها في المعارضة لعدم التجاوب مع الدعوات "الانفصالية" للمعارضين ..وقالت مصادر تركية إن لقاء ساخناً جداً جمع قيادة "الإخوان" مع مستشاريْ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ غزوان المصري وسفر توران، تخللته انتقادات من المستشارين لأداء المعارضة السورية، ونقلت المصادر عن المستشارين رسالة من أردوغان إلى المعارضة مفادها أن "فشلهم في التوحد قد يكون مقبولاً ومفهوماً.. لكن تراشقهم بالكراسي والعبارات النابية على مرأى من العالم في القاهرة، لا يمكن أن يكون مقبولاً ولا مفهوماً". وأوضحت المصادر أن المسؤوليْن التركييْن أبلغا المعارضين بوضوح أنه "يجب عدم توقُّع أن يقوم الغير بما يجب أن يقوموا به، في ظل الفشل العسكري الذي يلاحقهم، مضافاً إليه الفشل السياسي الذريع".

وفي المقابل، كان تبرير "الإخوان" بأن تركيا هي المسؤولة جزئياً عن هذا الفشل، مشيرين إلى وعود تلقوها من دولة خليجية بمزيد من الأموال للعمل العسكري، داعين أنقرة إلى الموافقة على "وعود لفظية" للأكراد، تسمح بانضمامهم إلى "الثورة"، ونقلت عن مراقب الإخوان المسلمين قوله إن هذه الوعود "لن تكون ملزمة للسلطة الجديدة في سورية"، مشيراً إلى أن ليس في ذلك ما يضير تركيا.. فكان الرد التركي حاسماً وجازماً بأن "المسألة الكردية خط أحمر، وأن بلادهما لن تسمح بأي شكل من أشكال "الخصوصية الكردية"، وعلى المعارضين أن يفهموا جيداً هذا الموضوع، والحصول على حلول بعيدة عن خطوط تركيا الحمراء.
سورية الان - الثبات