ديبلوماسي فرنسي: الغرب لا يريد نظاماً متطرفاً في دمشق

ديبلوماسي فرنسي: الغرب لا يريد نظاماً متطرفاً في دمشق
الثلاثاء , 26 شباط 2013 - 10:57

يعد ديديه ديستريمو، احد أعمدة الدبلوماسية الفرنسية على مدى 40 عاما. عمل قنصلاً في السعودية لمرتين، ومن ثم عمل قنصلا في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد الى فرنسا واستلم ملف الرهائن الفرنسيين في لبنان بوزارة الخارجية الفرنسية، وعمل على تسوية سياسية لهذا الملف مسؤول جهاز المخابرات الفرنسية السابق ايف بونيه في كتابه ان “ديستريمو” . هو الذي أبلغ الدبلوماسي الإيراني وحيد غورجي بصدور مذكرة توقيف بحقه من قبل المخابرات الفرنسية، ما مكنه من اللجوء الى السفارة الإيرانية في باريس. دارته تشرف مباشرة على مبنى السفارة السورية في باريس، ولا يفصل بين المنزل والعلم السوري على مبنى السفارة سوى طريق بعرض أمتار قليلة … “العهد” الاخباري، زار الدبلوماسي الفرنسي في دارته، وكان الحوار التالي:

هل هناك استراتيجية فرنسية محددة في سوريا؟

انا متأكد من أن الخطاب الهجومي للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والحالي فرنسوا هولند، ووزير الخارجية رولان فابيوس ـ الذي طالب الرئيس بشار الأسد بالرحيل ـ قد انتهى، وكان كلام غير واقعي. الآن لحسن الحظ هناك تغيير في اللهجة الفرنسة. أصبحنا نقول انه على الأسد الرحيل، ونقول انتبهوا لا نعرف ماذا سيحصل بعد ذلك .

إذاً لحسن الحظ الخطاب في فرنسا أصبح مسؤولاً بشكل افضل. نقول أيضا يجب ان نجد حلا ويجب ان لا يتم سحق أتباع البعث والعلويين… وكما تلاحظون لن يكون هناك تسليح للمتمردين، وأصبحنا نقول إننا مع المتمردين ولكن ليس كل المتمردين! فنحن لسنا مع جبهة “النصرة” الحاملة للواء الجهاد العالمي المتطرف، وهم قريبون من الذين نقاتلهم في مالي والمجموعات التي خطفت الفرنسيين في النيجر. هناك بين المتمردين كل شيء… هناك سوريون ونحن نريدهم، ولكن هناك جهاديون عالميون يريدون ان يفرضوا رؤيتهم على الغرب، وهم يعلنون الجهاد لأنهم مسلحون ويمكن ان يثبتوا وجودهم عبره. فرنسا ضد هؤلاء، وهي منزعجة من ان هذه المجموعات مدعومة من بلدان متطرفة في مذهبيتها مثل قطر والسعودية، وهذه الدول لا تريد الأسد في دمشق، بينما نحن في فرنسا لا نريد ان نرى دمشق مركز المنطقة الاستراتيجي والنقطة الحساسة في كل هذا الشرق، لا نريدها تحت حكم متطرف على الطراز الوهابي. هذا لا نريده ونحن غير مرتاحين له.

هل لأمريكا استراتيجية في سوريا؟

انا اعتقد ان هناك اموراً تدور خلف الكواليس. انا متأكد من ان الروس والأمريكيين يتحاورون خلف الكواليس لأن البلدين عليهما بعض الواجبات امام المجتمع الدولي، بعض من واجب الشرطة. روسيا تريد ان تعود بلداً مهماً في العالم، وامريكا حتى ولو كانت لا تريد ان تعرف فهي كذلك. الروس لا يريدون ان يفقدوا موقعهم الاستراتيجي مع البعث السوري، والأمريكيون يريدون ان يبقوا لاعبين في هذه المنطقة خصوصا في كل ما يخص “إسرائيل” وهم لا يريدون ان يروا نظاماً متطرفا في دمشق. نحن الفرنسيين للأسف بسبب المواقف التي اتخذناها مع ساركوزي وهولند فقدنا وسائل التوسط عندما وضعنا المسؤولية على دمشق! وأنا اعتقد اننا هاجمنا دمشق، واذا لم نسلح المعارضة سوف نكون خارج اللعبة! انا اتمنى أن نحاول الدخول بالحل. دور نلعبه بفضل وجودنا في لبنان، بفضل تاريخنا في سوريا. نحن الفرنسيين نحب ان نلعب دوراً عالمياً، ونحب ان نتوهم أننا ما زلنا بلداً كبيراً عالمياً… انا احاول مع بعض النواب الفرنسين وبعض أعضاء الحكومة، حث فرنسا على عقد طاولة حوار في باريس بين اطراف من المعارضة السورية والحكومة، وهذا الموقف سوف يقوي موقع فرنسا.

من يريد ان تبقى الحرب في سوريا؟

لا أريد أن أقول تركيا، ولكن هذه الأزمة جعلت تركيا في موقع المفتاح في الأزمة، ربما قبل الأزمة كان لدى الأتراك اهتمامات سريّة ومخفية للعب دور في الشرق الأوسط والأدنى… دور عثماني ليس على الطراز القديم، ولكن لتركيا اهتمامات من هذا النوع.

من هي البلدان التي تريد استمرار الحرب في سوريا؟

السعودية تريد ان تسقط التشيع من الساحة العالمية لمصلحة سيطرة الوهابية، ويمكن القول إن السعودية تريد استمرار الفوضى في سوريا فقط لاستمرار الفوضى وليس لفرض السيطرة السنية السياسية. السعودية سعيدة بالحرب في سوريا.

» ديبلوماسي بريطاني : "مسلحو المعارضة" خسروا أكثر من ألف قتيل خلال يومين في دمشق
» نجاد: الغرب لا يريد للأزمة السورية أن تنتهي
» الأسد: الغرب لا يريد حلاً سياسياً في سوريا
» الجعفري للميادين: الغرب يريد فراغاً في سوريا
» خيوط اللعبة | كتاب فرنسي: الغرب أخطأ، والأسد باقٍ.... سامي كليب