ما بين شرف المعارضة وجريمة إفشاء أسرار الوطن.. الفارون ومسؤولية نهب مستودعات الحبوب والمشتقات النفطية وسرقة المعامل الصناعية

ما بين شرف المعارضة وجريمة إفشاء أسرار الوطن.. الفارون ومسؤولية نهب مستودعات الحبوب والمشتقات النفطية وسرقة المعامل الصناعية

إن قيام المجموعات المسلحة خلال الفترة الماضية بالسطو على مستودعات الحبوب والطحين وصهاريج نقل المشتقات النفطية بحمولاتها ونهب المعامل الصناعية وتهريبها إلى تركيا أمر لم تحركه فقط طبيعة هذه المجموعات الإجرامية الباحثة عن المال واستغلال ما تمر به البلاد لسرقة ثروات المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة، ولا التواطؤ التركي الرسمي مع هذه المجموعات عبر فتح الحدود لهم لإدخال ما يريدون من سرقات، وإنما هناك طرف ثالث يتحمل مسؤولية التخطيط والتحريض لسرقة ونهب ثروات الشعب السوري ويضم هذا الطرف بعض المسؤولين الفارين إلى خارج البلاد أو ممن هم لا يزالون داخل البلاد ويتعاونوا مع المجموعات المسلحة بطريقة سرية مقابل منافع مادية وشخصية أو لأسباب أخرى متعلقة بتورطهم بالأحداث منذ بداية الأزمة..

فمثلاً.. من المؤكد أن الأجهزة التركية والقطرية والسعودية حصلت من رئيس الوزراء السابق الفار رياض حجاب على معلومات قيمة تتعلق بالوضع الاقتصادي السوري بتفاصيله الدقيقة وبالخطط السورية المطبقة وتلك التي يجري العمل عليها لمواجهة العقوبات الخارجية، ومن ثم قامت هذه الأجهزة باستثمار المعلومات وتوجيه المجموعات المسلحة لضرب مراكز القوة الاقتصادية السورية، إذ يلاحظ أن توقيت استهداف مستودعات ومراكز الحبوب في المنطقتين الشرقية والشمالية وسرقة وتدمير المعامل في حلب كان خلال الفترة القليلة السابقة..وتحديداً بعد فرار حجاب، وإلا فليخرج الأخير ويدين ما تقوم به المجموعات المسلحة من سرقة ونهب للقمة عيش الشعب السوري.

وما ينطبق على الوضع الاقتصادي في هذا الشأن ينطبق تماماً على الوضع العسكري، فالضباط الفارين من خدمتهم الوطنية قدموا ما بحوزتهم من معلومات تتعلق بقطعاتهم ووحداتهم العسكرية والأسلحة الموجودة إلى أجهزة الاستخبارات التركية والأمريكية والغربية والتي بدورها خططت بناءً على المعلومات المقدمة ووجهت المجموعات المسلحة لتنفيذ خطط لضرب مؤسسات القوة العسكرية السورية، وهذا ما أكدته تقارير إعلامية أشارت إلى أن خطة استهداف المطارات هي فرنسية واستهداف كتائب الدفاع الجوي كانت خطة أمريكية.

ولذلك يمكن القول إن إفشاء الفارين مدنيين وعسكريين بمعلومات أضرت وتضر بالشعب السوري وحقوقه وممتلكاته وتنعكس سلباً على معيشته وما جاهد طوال سنوات على بنائه، جريمة أشد من جريمة تحريض الدول على التدخل العسكري المباشر واحتلال البلاد يجب أن يعاقب عليها مرتكبوها، فمعارضة نظام أياً كان مستواها وعمقها لا تعني تسريب معلومات تستخدم من قبل العدو للإضرار بالوطن الذي هو في النهاية للنظام القائم والمعارضة الوطنية وقبل هذا وذاك للشعب الذي ضحى من أجله بالغالي والنفيس، وغير ذلك فإن تسريب أي معلومة من الفارين يسمى خيانة تحاسب عليها كل الدول والحكومات والقوانين والأنظمة عبر التاريخ.

» الخارجية: أبواب دمشق مفتوحة للحوار على الأراضي السورية تحت سقف الوطن مع المعارضة في الداخل والخارج
» رئيس الحكومة: الجهود مستمرة في تأمين السلع والمواد الغذائية والمشتقات النفطية والخدمات الطبية
» المعارضة السورية: الغارات الإسرائيلية إستهدفت مستودعات صواريخ كانت ستنقل الى حزب الله
» “الوطن”السعودية : الجربا سيرأس وفد المعارضة السورية إلى موسكو
» نارام سرجون - جلاء المعارضة عن الوطن وإعلان استقلاله.. بانتظار عودة غورو