و وفقا لـ " القدس العربي" دعت الحكومة التركية حلف الناتو لبحث اسقاط الطائرة التركية قرب او فوق الاجواء السورية. ولكن الجميع يعرف ان الحادث جاء في
وقت تزايدت عمليات شحن الاسلحة وتهريبها من الحدود التركية الى عصابات الجيش الحر، حيث يتم نقل الاسلحة المشتراة بمال قطري وسعودي وبمساعدة امريكية لداخل سورية، فقد تم ادخال شحنة كبيرة قبل شهر حيث تم تسليمها لفصائل معينة في ادلب وحمص وحماة وتلك العاملة في احياء حول العاصمة دمشق وشملت الاسلحة المهربة على كلاشينكوفات ورشاشات وذخيرة.
وبحسب تقرير مطول في مجلة ‘تايم’ نقلت عن قائد مسؤول عن المنطقة الشمالية انه لا يتم سؤالهم عن الاسلحة التي يحتاجونها ولكن يأخذون اي سلاح يصل اليهم. وتقول المجلة ان معظم الاسلحة التي تنقل الى داخل سورية تتم من خلال وسطاء.
وتحدثت مع شخص قالت انه موزع مهم للسلاح مع انه قال انه ليس من الجيش الحر ولكنه قال انه يقود قوة من 1500 على الساحل السوري واكد انه ليس من الجيش الحر. ونقلت نفيه ان تكون الاسلحة جاءت بدعم خارجي ولكنه اكد انه قام بتوزيع السلاح على معظم المناطق وان ما دخل سورية لم يتجاوز كما يقول 5 الاف بندقية وذخائر كثيرة حوالي 700 الف رصاصة، ونفى ان يكون لدى المقاتلين ار بي جي او صواريخ مضادة للدبابات. ونقلت عن موزع اخر يعمل الآن من اسطنبول بعد ان خرج من سورية اعترافه ان الاسلحة تأتي من السعودية وقطر ولكنها ليس بالحجم الذي يتحدث عنه البعض فهي كميات صغيرة من ار بي جي ورصاص وبنادق.
من احمر الى اخضر واشار الى ان المقاتلين تلقوا وعودا بأسلحة ثقيلة لكنها لم تصل. على الرغم من ان تقارير امريكية ـ مثل ‘نيويورك تايمز’ و’واشنطن بوست’ و’وول ستريت جورنال’ تحدثت عن كميات من الاسلحة المتقدمة تم تفريغها على الحدود مع سورية بعد نقلها بعربات تركية، مع ان الحكومة التركية اكدت ولا تزال تؤكد انها لا ترسل ولا تسمح بارسال اسلحة للجيش الحر من خلال اراضيها، وانها اعتقلت المهربين الذين كانوا يحاولون تهريب اسلحة للجيش الحر، لكن مجرد وجود فرقة صغيرة من ضباط ‘سي اي ايه’ في جنوب تركيا للعمل مع المقاتلين السوريين والتأكد من عدم وقوع الاسلحة بيد مقاتلي القاعدة يعني تغيرا في الموقف التركي، حيث وصلت العلاقة مع سورية الى حالة من التوتر تحولت لعداء شخصي بين رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان والرئيس بشار الاسد.
وبحسب مهربي اسلحة فالضوء الاحمر على الحدود التركية تحول الآن لاخضر حيث يغض الجنود الاتراك الطرف عن حركات المقاتلين. ويستخدم المقاتلون طرقا وعرة عبر الجبال حيث تنقل الاسلحة على ظهور الحمير. وتسود اتهامات بين المقاتلين من ان بعض الجماعات لا تقدم لهم السلاح الا بشروط وهي قسم الولاء للجماعة وان جماعة الاخوان المسلمين قامت بانشاء خط اتصال منفصل مع الداخل. ونقلت المجلة عن مقاتل قوله ان الاسلحة تمنح بشرط ان ينفذ المقاتلون العمليات التي يطلبها منهم الداعمون وهم الاخوان المسلمون.
وتشير المجلة ان قائد الجيش الحر رياض الاسعد لا دور له في صفقات الاسلحة الجديدة حسب موزعين ومصادر موثوقة مشيرة الى ان نجمه في افول بسبب النقد المستمر له من المقاتلين في داخل سورية ومع انه قام بتوزيع المال من اجل شراء السلاح لكن المال على ما يبدو لا يشتري سوى الولاء. وقد يكون الاسعد خارج عمليات نقل الاسلحة الجديدة لكن هذا لا يعني عدم مشاركة قادة كبار فارين عن الجيش الحر في هذه العمليات. فالاسعد دائما عرضة للنقد من الوحدات القتالية وتم تهميش دوره من قبل المجلس العسكري في حمص، ويرفض قادة العصابات في الداخل اي بيان او تصريح يصدر عن عصابة الجيش الحر في الخارج، فقد قال العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم قيادة الداخل في شريط على يوتيوب ان كل القرارات سيتم اتخاذها في داخل سورية. ومع ان عددا من قادة الخارج عادوا الى سورية ولو لفترة قصيرة الا انهم قالوا ان المقاتلين لا يحتاجون اسلحة خفيفة بقدر حاجتهم للثقيلة وينفي نائب القائد العام لعصابة الجيش الحر ان تكون الاسلحة التي تدخل سورية تصل اليهم بدعم اجنبي. وتصف المجلة عملية انتظار المقاتلين لوصول الشحنة الثانية التي يقال لهم انها ستصل في ايام او قريبا ، لكن كل هذا لا يعني ان المقاتلين تصلهم اسلحة ولم يعودوا يعتمدون على قدراتهم الذاتية من خلال شرائها من المهربين من العراق ولبنان او من الاسلحة التي يحملها معهم الجنود الفارون عن الجيش. وينظر الى النشاطات العسكرية والتحركات الامريكية في المنطقة على انها محاولة من واشنطن لزيادة الضغط على الدولة السورية للتنازل وقبول الحلول المقدمة له وتطبيق خطة عنان التي يقال انها ستعدل وستناقش في مؤتمر دولي يترؤسه عنان في نهاية الشهر الحالي.
انطاكية مركز الدعم وبنفس السياق اظهر تقرير لصحيفة ‘غارديان’ يوم السبت عمليات تهريب الاسلحة عبر القرى التركية لداخل سورية حيث يقوم رجال الجيش الحر بتحميل اسلحة صينية قديمة وكلاشينكوفات مجمعة في العراق وذخائر ومواد طبية حيث تنقل عبر المناطق الوعرة. فمن داخل مقاهي مدينة انطاكية التي يحتشد فيها السياح والصحافيون مع المال السوري هناك شبكة من الطرق والرجال والمواد والاسلحة التي ظهرت من اجل دعم وتزويد عصابات الجيش الحر وفصائل المقاتلين الاخرين في داخل سورية، وينقل التقرير عن مواطن قرية قرب الحدود قال انه بدون هذه الطرق التي يسلكها المهربون فان "الجيش الحر" كان قد انتهى منذ زمن طويل.
وهذه النشاطات ليست خفية على الجيش العربي السوري الذي قام بحشد مئات الدبابات قرب المناطق ما بين ادلب وحلب ويقوم يوميا بالمراقبة ا وتشاهد المروحيات تحلق فوق المنطقة وتطلق صواريخ روسية الصنع. وفي الوقت الحالي ينتظر المقاتلون الدفعة الثانية من السلاح.