قليل من المنطق يا سيادة الرئيس هولاند !

قليل من المنطق يا سيادة الرئيس هولاند !
2013-01-12 02:16:42

أقل ما يقال في السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية الحالية ، التي شكلها الحزب الإشتراكي أنها تفتقد إلى تماسك منطقي . هذا ما يلاحظه الفرنسيون يوميا في ميدان السياسة الداخلية . أذ أن الوعود التي قطعها المرشح هولندا ، نسيها الرئيس هولندا . حتى ان الكثيرين ممن أقترعوا لصالحه في الإنتخابات الرئاسية ، و كان قصدهم ابعاد المرشح ساركوزي ، يتساءلون اليوم عن جدوى ما قاموا به ، بعد ان تبينوا ان الفرق بين سياسة هذا و ذاك ، ليست في الجوهر و انما هي في الشكل و و الظلال فقط .
والإستنتاج نفسه يمكن أستخلاصه من خلال متابعة السياسة الخارجية . خذ أليك الموقف من السياسة الإستعمارية الإستيطانية الإسرائيلية . لم يطرأ عليها أي تبديل منذ دخول الرئيس هؤلند إلى قصر الأليزيه . و لكن التناقض الذي المحنا إليه أعلاه ، يبدو جليا في المسألة مالي . فلقد أعلن الرئيس الفرنسي أنه قرر إقحام فرنسا في النزاع الدائر في مالي بين الشمال و الجنوب . و حجته ان " الارهابيين يحاولون توجية ضربة قاضية لوجود الدولة في مالي " .
من المعروف أن التيارات و المنظمات التي تسيطر على شمال مالي ، هي ذات ميول "أسلامية" بمعنى أنها تاخذ من الدين الإسلامي ، القشور و تتستر بها ، في ممارسة عمل سياسي دنيوي ، يلائم بالقطع مصالحها أو مصالح الذين يأجرونها . أو بتعبير أكثر صراحة ووضوحا ، أن هذه التيارات و المنظمات تقوم في الواقع ، بإخراج الدين من الفضاء الروحاني والتصعد نحو الكمال ، إلى عالم المادة و المصالح و التنازع و السلطة ، أي أنها تـُعلمن هذا الدين ، على عكس أدعائها ، بانها ضد العلمانية .
أذن ، قرر السيد هولند محاربة الإسلاميين في شمال مالي . و بصرف النظر عن أن هذا التدخل ، من قبل دولة كانت تستعمر سابقا هذه البلاد ، يبطن دلالات على حقيقة استقلالها ، و على استمرارية تو جد المستعمر و قواته على ارضها ، ما هي الأهداف التي يتقاسمها السيد هولندا في مالي مع الولايات المتحدة الأميركية ، بحسب تعليق المتحدث باسم هذه الأخيرة على بدء العملية العسكرية في شمال مالي بمشاركة فرنسية ؟
و هنا لا بد من ان نتساءل عن الفرق بمفهوم السيد هؤلند نفسه ، بين " الإسلاميين" في مالي ، و " الإسلاميين" في سوريا ، حتى يقدم لهؤلاء الأخيرين " كل الدعم اللازم على الأرض" بحسب قوله . واذا كان السيد هولند، يحترم في مالي قرار مجلس الأمن ، والمعلوم أن الحكومة الفرنسية لم تحترمه في ليبيا ، فإن المجلس المذكور لم يتخذ بعد قرارا بتسليح الإسلاميين في سوريا . و حده أمير قطر ، كما جاء في بعض الصحف الفرنسية ، يزود الإسلاميين في شمال مالي و في سوريا بالسلاح ، دون أن يؤثر ذلك على علاقته بالحكومة الفرنسية الإشتراكية . أما العلاقة بين الأمراء السعوديين ، الذين منحوا مؤخرا السيد هولند قلادة والدهم عبد العزيز ، و الحركات الأسلامية المتفرعة عن القاعدة، فهي اشهر من نار على علم. فهل يتقاسم السيد هولتد " الأهداف نفسها " مع جبهة النصرة في سوريا ؟

» الرئيس اللبناني: للنظر الى ما يجري في سورية بعين المنطق
» حماك الله يا سيادة الرئيس
» الرئيس الباكستاني يؤكد ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها
» سيادة مرشحو الرئاسة الأميركية .. أيــن معموديتكم ؟ .. بقلم القس ابراهيم عبد الكريم نصير - الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية بحلب
» كامل المقابلة التي اجرتها قناة روسيا اليوم مع سيادة الرئيس بشار الاسد