اللاذقية -خاص دام برس - بلال سليطين
مازال المسلحون ينتشرون بأعداد لا يستهان بها في ريف اللاذقية الشمالي المحاذي للحدود السورية التركية في ظل تأمين تركي لعملية دخولهم وخروجهم إلى داخل الأراضي السورية، إلى جانب دعمهم بالسلاح والذخيرة وما يحتاجونه من مواد وأدوات وسيارات تستخدم في استهداف وحداتنا الباسلة الموجودة في تلك المنطقة.
معقل المسلحين الرئيسي بتلك المنطقة يعتبر ناحيتا "سلمى" و"ربيعة" مع بعض القرى الملاصقة لهما حيث هجر معظم الأهالي من تلك المنطقة وانتشر فيها المسلحون الذين قاموا بتفخيخ جميع الطرق والممرات المؤدية إلى تلك المنطقة وتشير المعلومات إلى أن الألغام المستخدمة تركية الصنع بمعظمها خصوصاً تلك التي زرعها المسلحون في قريتي السودا والتفاحية.
المعارك في تلك المنطقة لا تهدأ وهي عبارة عن اشتباكات شبه يومية بين الجيش من جهة والمجموعات المسلحة وجبهة النصرة من جهة أخرى، حيث انتشر مسلحون من جبهة النصرة في تلك المنطقة مؤخراً ورفعت إعلامهم في أكثر من نقطة ينتشر فيها المسلحون.
الملاحظ أن أغلب الاشتباكات تكون في الفترات التي يكون الطقس صاحياً بها وفي فترة الليل حيث يتسلل المسلحون من بعض المحاور ويحاولون استهداف بعض النقاط العسكرية، لكن أحد القادة الميدانيين يؤكد أن وحدات الجيش متحضرٌ لهم وتتصيدهم كما انه في كل مرة خصوصاً على النقطة /45/ التي تعتبر نقطة عسكرية إستراتيجية وهي تتعرض لتهديدات مستمرة من قبل المسلحين الذين أعلنوا نشرت صفحاتهم مؤخراً تهديدات بأنهم سيستهدفون هذه النقطة بالتحديد بالإضافة إلى نقطة الميدان والقمة المجاورة لقسطل معاف.
وحدات الجيش في تلك المنطقة موضوعة في جاهزية قصوى بحسب مصدر عسكري وهي بشكل شبه يومي تستهدف تجمعات المسلحين وسياراتهم وغالباً ما تكون إصاباتها دقيقة /100%/ نظراً لكون الإحداثيات التي يعطيهم إياها مخبرون تم زرعهم بين المسلحين توضح أدق التفاصيل وتسهل المهمة على وحدات الجيش التي لطالما نصحت المسلحين بتسليم أنفسهم ورمي السلاح.
تعاون الأهالي ومعلومات المخبرين تاتي بثمارها بشكل شبه يومي والكلام هنا لمصدر عسكري وهي تساهم في تفادي الخسائر والصدامات المباشرة، والدلائل على ذلك كثيرة خصوصاً استهدافات الجيش لأماكن تجمع المسلحين كما حدث في "بيت البحري" مؤخراً حيث تم استهداف تجمع للمسلحين وقتل /3/ منهم وجرح /7/ آخرين.
كما دمرت وحدات الجيش أمس في ريف اللاذقية سيارة "دوشكا" كان يستخدمها المسلحون في منطقة السرايا بريف اللاذقية، كما تمكنت تدمير مصنع لمتفجرات في قرية "التفاحية" المجاورة لقرية "الميدان".
أعداد المسلحين في ريف اللاذقية يقدرها المعنيون بحوالي /2000/ مسلح لكنه رقم قابل للزيادة لكون الحدود مع تركيا مفتوحة وبالتالي فان تدفق المسلحين أمر سهل جداً ويعتبر يومي وبالتالي فانه من الصعب حصر العدد بطريقة دقيقة، كما أن هؤلاء المسلحين يتلقون المال والعتاد والأدوات التي يحتاجونها من تركيا وكثيراً ما تم ضبط أموال وأسلحة تركية الصنع وإسرائيلية في تلك المنطقة (كله بحسب مصادر من أرض المعركة).
تبقى حالة التوتر التي يشهدها ريف اللاذقية عامل قلق بالنسبة لأهالي المحافظة الذين لا يرغبون بخسارة الامن والامان الذي تعيشهما محافظتهم في معظم أجزائها باستثناء الريف الشمالي، وهو بشكل شبه يومي يدعون لكي تبقى محافظتهم آمنة وقادرة على استيعاب الوافدين اليها والهاربين من العنف في غير مناطق