2012-12-24 07:09:40
كتب خضر عواركة - دمشق
الصورة للكاتب مع الاعلامي غسان بن جدو في حفل توزيع جوائز سلام القدس الدولية في العاصمة السورية دمشق - 2009 والكاتب هو المدير التنفيذي لمؤسسة سلام القدس الدولية التي تمنحها شركة زانيس غروب الكندية ومقرها مونتريال
مقدمة
المطلوب من قناة الميادين يشبه المستحيل ، فمن مولها وسهل للسيد غسان بن جدو حصوله على امكانيات تقدر بمئات ملايين الدولارات لا ينتظر منه قناة تشبه شخصيته الديبلوماسية ، بل ما ينتظره منه الممولون هو نفسه ما يتوقعه محبو نجم قناة الجزيرة السابق ، أي قناة فضائية مقاتلة بمستوى كل الاعلام الاميركي الناطق بالعربية والخادم للبروباغندا الساعية لنشر الحروب المذهبية في عالمنا العربي . (وقد نجحوا) .
مهمة غسان بن جدو شبه مستحيلة، ولكنه شخصية حققت المستحيل (في مسيرته الشخصية وصل غسان الى حيث من المستحيل ان يصل لولا قدراته الغير عادية ) ولذا اختارته الجهات التي تمول قناته لقيادة عمل اعلامي ليس للترفيه بل هو وسيلة حربية اشد خطورة من قنابل اسرائيل النووية ومن سلاح بشار الاسد الكيماوي الذي تخشاه اسرائيل ويرتعب من ذكره مستوطنوا مدنها.
كان من المعيب في الظروف العادية ان يكتب إمرء أيا كان موقعه بحثا نقديا يصوب للميادين مسارها نظريا ولكن في ظروف تاريخية كالتي نعيشها لا تملك " قناة الميادين" عقدا من الزمن (مثلما امتلكت قناة الجزيرة ) لترويج حيادها، و لتتحول من بعدها إلى سلاح حربي مكن الاميركيين من اجتياح سورية بالارهاب . وهذا هو دور الاعلام وفقا لنظرية الحروب الناعمة التي تجري فوق عقولنا وفي داخل نفوسنا.
نحن الان في مرحلة لن تطول كثيرا، وليس لدينا فرصة كبيرة للأنتصار بلا استراتيجية قتال اعلامية لها ادوات تنفيذ فعالة ، والرهان هو على الميادين لتكون هي القائد - الرائد في حرب الدفاع عن وجودنا . فإما نكون ونبقى وإما سنسقط في غياهب داحس والغبراء المذهبية ، ويخطط الاميركي لنا بأننا سنجد بعضا من شعوبنا وطوائفنا واحزابنا ربما هربا (من الموت السفياني )ملتجئين علىى جدار فاطمة اسرائيلي.
الوضع خطير الى درجة واقعية تصور حصول مجازر يقتل فيها التكفيريون مئات الاف المواطنين في بلدان كانت حتى الامس واحات للسلام الطائفي والتعايش الديني ، بحجة رفع راية لا إله الا الله الممولة اميركيا ، والمخطط لها اميركيا ، والمنفذة مشاعل ايقادها من خلال الاعلام العربي المتصهين العامل وفقا للخطط الاميركية النفسية والدراسية والبحثية المتخصصة . ( فضلا قارن بين الخطاب الاعلامي للتيارات المعادية للمقاومة ولسورية في الاعلام العربية وتبين مطابقته والوثيقة الاميركية للحروب الناعمة (الموجود رابطها في نهاية المقال)
مستحيل قناة الميادين يمكن ان يحوله غسان بن جدو واقعا على يديه إذا خرج بنفسه من دائرة " النجم الاوحد الذي يلقي بحضور السيد نصرالله مقدمة طولها بطول النرجسية الشخصية التي تستحق كل الثناء من غيره لا من نفسه لنفسه عبر ممارسات انانية من مثل التمسك بتقديم المقابلة مع زياد الرحباني بشكل اساء لتاريخ عسان المهني وقمعت جدية غسان تفلت العقل المجنون فنيا واعلاميا في مواجهته " .
كان من اللائق لولا الانانية ترك المقابلة تلك لزاهي وهبي ، وكان من اللائق اكثر ان يختصر بن جدو مقدمته - بل قل مطولته - في حضور السيد نصرالله الذي لم يجعله رجل ينصت امام الشاشات كما فعل غسان !! .
حين يفعل غسان بن جدو ذلك سيدخل بشخصه وبدوره الاعلامي إلى دائرة " القائد الحربي " الذي يقود ويوجه ويشرف ويكتسب من اعوانه ومستشاريه علوما يعلمونها فيسخرها هو ويحولها الى مادة تخرج بادارته من شاشة القناة فتحمينا وتحمي مستقبل ثلاثمئة مليون عربي . هذا هو حجم الامل المعلق على قناة الميادين وعلى قائدها غسان بن جدو لا اقل .
الحلقة الثانية
الفكرة والمشروع : سلاح اعلامي فعال يحارب الفتنة ويدعو للوحدة في مواجهة العدو الاوحد اسرائيل وفي مواجهة اسلحة الاعداء اعلاميا ، فهي ليست مشروع منبر ديبلوماسي ولا تجاري ولا شخصي
بتصرف الرجل أموالا تكفيه لانشاء مؤسسة ضخمة لها كل ما للمؤسسات الحديثة عالميا في مجال الاعلام من اقسام واولها، القسم الاهم الذي لم يؤسسه القائمون على قناة الميادين بعد . وهو مركز " بسيكولوجيا الاعلام " الذي من خلال الباحثين المتفرغين للعمل فيه، ومن خلال دعم باحثين اخرين مستقلين يتعاونون معهم (على القطعة البحثية) يمكن تأمين ما يلزم من استراتيجيات نفسية تجعل من " مجلس التحرير الاخباري " ومن معدي البرامج السياسية في " قناة الميادين " جزءا منفذا من الة اعلامية تحقق الهدف من إنشاءها ، ولا تتخبط في مضمون متعارض بين رسائل تخرج من على السنة
مقدمي برامجها ، وتسحق اعدائها بالعلم والتنظيم وبالمعرفة التي يمكن اكتسابها بسرعة في مجال جديد في العالم اصلا وليس في العالم العربي فقط وهو ( التخصص في بيسكولوجيا الاعلام ) .
من المفترض ان تأسيس " قناة الميادين" له هدف وحيد، وهو خلق ذراع اعلامية – نفسية تلعب دورا رئيسيا في حماية قناعات الجماهير العربية العريضة التي تدعم خط المقاومة، وايضا من المفترض ان تؤمن قناة الميادين حملات اعلامية شاملة (ماس ميديا) موجهة الى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج تصنع رأي الشعوب العربية، وتوجه نشاطها وحماسها إلى الملفات التي تحمي وجودها، و تعيد رسم قناعات من انتقلوا من ضفة المقاومة الى ضفة التكفيريين والمذهبيين ، بحيث تكون " قناة الميادين " هي نقيضقناتي " العربية " و" الجزيرة " (في نسختها بعد العام 2011) واشباههما، وبحيث تكون " قناة الميادين " الملجأ والوسيلة في آن لكبح جماح البروباغندا الاميركية التي تستخدم عملاء في الاعلام وفي مرافق اخرى، يتحدثون بلغتنا ، ويرفعون شعاراتنا ، وينادون بقضايانا ولكنهم يسعون لتنفيذ هدف الاميركيين النهائي باستبدال المقاومة ضد العدو الخارجي بحرب مذهبية وبفوضى دموية قد لا تكون خلاقة ، وهي فوضى شبيهة بتلك التي نراها في سورية الان، وسنراها في مصر مستقبلا.
هذه هي الاسباب التي لأجلها وضعت الجهات الممولة مبالغ خيالية (التي يسميها السيد غسان بن جدو مجموعة من رجال الاعمال لهم توجه الفرسان واخلاق النساك والرهبان ) اموال تبلغ مئات ملايين الدولارات مخصصة للسنوات الخمس بدءا من لحظة اطلاق القناة كفكرة.
مهمة شبه مستحيلة مثل تلك التي يأمل من يقفون خلف " قناة الميادين" بإنجازها لا يمكن لها ان تتحول الى واقع الا بشرط اساس لا يمكن لها ان تنجح دونه ، وهو " التخطيط الاخباري " المستند على " التخطيط النفسي وفقا لنظريات علم نفس الاعلام الشامل او بسيكولوجيا الاعلام )
تأمين تلك الخلفية العلمية لمعدي ولمقدمي البرامج ونشرات الاخبار هي مهمة لا يمكن لاعلامي مهما علا شأنه وكبرت شهرته ان ينجزها ، بل تحتاج إلى متفرغين في اختصاصات تتكامل مع الاعلام وهي ليست جزءا منه.
العلم والتخصص وخوض معارك تجريبية نفسيا على مستوى بلاد بأسرها وبوسائل اقل شمولا من قناة فضائية هي نوعية اكاديميين تمتلك الولايات المتحدة الاميركية الافا منهم (بدأت اربع من الجامعات الاميركية في تقديم قسم للماستر والبي أتش دي في تخصص " بسيكولوجيا الاعلام" والعشرات من المتخرجين العاملين في اميركا هم من العرب فهل استقطبت الميادين احدهم ؟ وهل استفادت منهم الميادين وانشأت لنفسها مركز الدعم الذي يؤمن استراتيجيات نفسية يمكن لبرامج القناة ان تكون وسيلة نشرها )؟
الشطارة لا تكفي، والعبقرية الشخصية ليست الحل ، و" الفرد الأحد" ينفع لترويج دعاية و لتعميم خبر اطلاق قناة حديثة ، ولكنه لا يملك الوقت الكافي لفعل كل شيء مطلوب لانجاح قناة بحجم الميادين، وكل فعل من افعاله مهم واساس ولكن من الخطأ ان يكون لوحده المقرر والباحث والمنفذ.
الاتكال على شهرة وخبرة " الاعلامي الشخص لا الاعلامي العضو في مؤسسة " ليس الحل، والدليل على فشل هذا الخيار هو اداء " قناة الميادين" منذ انطلاقتها، فبرامجها توضح ما هو الاسلوب المعتمد في اعدادها ،وهو الفردية ، والفوضى في الاختيار، والشخصنة والمحسوبية ، و" القرب من المسؤولين في القناة هو المحدد لأسم معد البرنامج الفلاني من غيره " وعلى سبيل المثال لا الحصر،:
علي شهاب نموذج الفشل بسبب المحسوبية والمزاج الشخصي
يشغل مترجم منصبا خطيرا في مؤسسة من مؤسسات " قناة الميادين " ، مؤسسة نانو ميديا ملك للميادين تصرف اموالها بسخاء على افلام وثائقية مكلفة جدا ، في حين ان صاحب القرار في المؤسسة هو " المترجم علي شهاب " الذي وضعت القناة بتصرفه شركة " نانو ميديا " التابعة لها ليقوم من خلالها بانجاز افلام وثائقية تكلف مبالغ طائلة وهو مترجم فرد لم يسبق له العمل في اي عمل وثائقي سوى في واحد كمترجم لمواد صحفية وردت ضمنه . مترجم بلا خبرة لا بد منها لأدارة الشركات اولا ولادارة شركة انتاج افلام وثائقية. رجل لم يشغل اي موقع يتيح له خبرة الادارة لشركة خطيرة في دورها مثل " نانو ميديا" للافلام الوثائقية ، يمتلك ناصية القرار فقط لقربه الشخصي من غسان بن جدو ؟؟
رجل كشهاب لم يتح له عمله موظفا في بعض الصحف (كصحيفة الاخبار مترجما وفي وكالة فارس محررا ) ان يكتسب اي معرفة في عالم الانتاج الوثائقي.
وتعيين شخص كهذا في منصب خطير، لا لخبراته المشهود له بسببها بالكفاءة ، بل بسبب غياب المعايير المهنية في التعيين ، ودخول المحسوبية الشخصية عاملا اولا في القناة، هذا امر يجعل من نتائج عمل " علي شهاب" رجلا يضرب به المثل لتوصيف للفشل الذريع .
فشل كالذي منيت به القناة في باكورة اعمالها الوثائقية الذي عرضته قبل فترة وسوقت له بحملة اعلامية ضخمة، ومضمون الفيلم كان عن حرب متخيلة بين ايران والولايات المتحدة ، شعر من استطاع استكمال جزء واحد منه انه امام عمل لا هدف له الا الترويج لأسلحة الطرفين . فلا خلاصة سياسية للوثائقي، ولا ترويج لمعنويات، ولا تهديد لعدو، ولا كشف لسر من اسرار عالمي السياسة والسلاح بما يغير من موازين القوى نفسيا ومعنويا.
وحتى من الناحية الانتاجية فالفيلم قدم مستوى ضعيف جدا من الناحية الفنية ولم يكن مقبولا ابدا ان تعرضه قناة الميادين بوصفه من انتاجها. (قمت بتوجيه ملاحظات عن العمل في حينه الى السيد غسان بن جدو ونصحت بابعاد علي شهاب عن مجال الانتاج واستبداله بمختص في الاخراج او في الادارة وقد رد السيد غسان بلطفه المعهود شاكرا الرسالة ومصرا على ان الاخطاء سيجري تلافيها وان الانتاج القادم اضخم وعلى يد نفس الشخصية.
هذا الفيلم الوثائقي مثال وغيره الكثير مما يمكن تسجيل الملاحظات عليه ومنها:
عدم ترابط بين الافكار التي تروج لها القناة في كل من برامجها ، فعلى سبيل المثال ما هو الرابط العام بين كل الحلقات التي يقدمها الخبير في الفصاحة اللغوية في برنامج " الف لام ميم" ؟
قناة الجزيرة القطرية دفعت بشخصيات دينية الى واجهة الاعلام فجعلت منهم مراجع وقيادات شعبية عالمية ، عبر استغلالها للمعرفة العلمية التي تقدمها نظرية ليو شترواس (استغلال الدين والغرائز لاستمالة الرعاع المتأثرين بالعواطف الدينية او بالغرائز الجنسية كالوعد بالحور العين وهؤلاء ثمانون بالمئة من شعوب متدينة كالشعب العربي). تستفيد الجزيرة وقنوات عربية اخرى من استراتيجيات ودراسات ولجان استشارية متخصصة في (علم النفس الاعلامي) تقدمها لهم مكاتب الديبلوماسية العامة الاميركية ويعرف السيد بن جدو ان القاعدة الاميركية في قطر تحوي مكتبا مماثلا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في قناة الجزيرة حتى حين كان جورج بوش يهدد كاذبا بقصفها.
وقدر روى لي السيد محمد داوود المخطط الاخباري السابق في القناة ومدير تحرير موقع قناة الجزيرة الالكتروني ان " تقريرا استقصائيا عن الاختراقات الاميركية للجيش اللبناني ولشبكة الاتصالات العسكرية اللبنانية " نشره الموقع من اعدادي تسبب في مواجهة بينه وبين مندوب اميركي جائه طالبا الاجتماع به دون المرور على التراتبية الوظيفية التي تعلو محمد داوود وقال الاميركي :
إن التقرير يتجاوز في مضمونه المسيء للاميركيين الحد المسموح به في المتفق عليه من خطة اعلامية وتحريرية للقناة !!
اتصل داوود برؤسائه فطلبوا حذف التقرير ونقله الى الارشيف وهذا ما حصل .
وفي حين استغلت قناتي صفا ووصال (الممولة اميركيا كما قناة الانوار الشيعية الطائفية ) نظرية " منهايم " في الاعلام النفسي لتروج لزعامة الشيخ عدنان العرعور في فترة قياسية ( الاعلى صوتا والاكثر تطرفا والاقوى نبضا والداعي الى الحد الاقصى من غير المعتاد يكسب عطف وولاء وسماع الاغلبية من رعاع المجتمعات الذين يكتسبون معارفهم السياسية والثقافية من وسائل الاعلام الشامل والفضائيات اهمها) فما هي النظرية العلمية النفسية التي يعد السيد يحيى ابو زكريا حلقات برنامجه علىى ضوء اعمدتها ؟
حتى السيد سامي كليب الخبير في تقديم البرامج التلفزيونية والاذاعية ، وهو الرجل الاكثر مهنية في القناة ، هل لحلقاته رابط متواصل يحقق من خلال كل واحدة منها هدفه الاسمى بزرع جزء من " قطع بازل " بناء العقل الجمعي عند المشاهدين بما يتوافق وحمايتهم من تأثير الاعلام المعادي؟
فضلا راجع (نظرية ديانا وسام كيرشنر في كتابهما " بسيكولوجيا الاعلام والبناء النفسي للرأي العام " الصادر في نيويورك عام 1997 )
حتى تقارير نشرات الاخبار، والتقارير الوثائقية، فهي مع اوغاريت دندش ترافق الجيش السوري في معاركه، ومع محمد الخضر تختبيء في باب توما لتخبرنا عن القصف في داريا ، ومع ديما ناصيف تروي لنا مشاعر شخصية " لموالية سرا للثورة الوهابية الليبرالية المشتركة " فلا رابط بين افكار المراسلين الثلاثة ، وكأن كل منهم لا يكمل الاخر بل يقدم رؤية قناة مختلفة عن القناة التي يعمل فيها زميله !!
وكذا وهي في حلب تروي لنا عن قرب ما يجري في المعارك ثم تختفي التغطية العسكرية والامنية(....) فلا استمرارية في التميز، وفي ريفها تروي لنا قصة تتعارض مع هدف القناة من تقريرها الاول.
وهكذا وفي محصلة اليوم الاخباري يخرج المشاهد باانطباع هو أنه لم يفهم ما تريد القناة قوله، فليس في القناة تطبيق لنظرية العالم في علوم النفس الاجتماعي " الان بلوم " المعتمدة في كل القنوات العربية المتصهينة ، عن تحديب الخبر بين الحامل (الصورة والصوت والحدث الجاذب) وبين المحمول (المضمون والمعنى الذي تلعب القناة بوقائعه دون تبديلها لتحويره من ضار الى نافع لاهداف تفيد استراتيجية الجهة التي تخدمها القناة .
اي مشاهد عادي يعرف الان ونتيجة لمتابعته اليومية بأن القناة تخجل من الدفاع عن النظام السوري ولكنها لا تخجل من الترويج لدعايات معارضيه !
نفذ التكفيري " كايد " عملا وثائقيا من القصير في ريف حمص وبطريقة ذكية تعاملت مع المشروع من ناحيته الانسانية ، وقد نجح الشاب الذي اعطته الميادين فرصته الاولى للبروز بعمل لم تنجز مثله الجزيرة ولا العربية ، في حين لم نرى مفاعيل الحياد ولا المهنية عبر تقديم عمل مماثل يروي معاناة اهل القصير الموالين ، او معاناة ضحايا التكفيريين في القصير من ابناء ربلة وزيتة وغيرها من القرى التي يقتل مسلحو القصير منهم الطفل والشيخ والمرأة والعجوز(رغم انف كايد الذي اظهر القتلة كمطربين ومثقفين وبشر لهم مشاعر انسانية)
تخجل " الميادين " من اعلان محور أنتمائها، ولكنها لا تخجل من التحول إلى طرف في فلسطين الى جانب حماس والاخوان المسلمين.
لا تناسق الطروحات بين التقارير والوثائقيات الاخبارية وبين الهدف القتالي لقناة يفترض انها سلاح للحرب النفسية الشاملة
الضرب خبط عشواء في مواضيع خطيرة مثل الملفين السوري والمصري ، والملف الفلسطيني، فكيف تكون القناة اداة لترويج حمدين صباحي في مصر وتزعم في سورية انها حيادية ؟
غياب خبراء السيمولوجيا عن مهندسي الديكور في نشرات اخبارها.
غياب البعد الانساني في المادة الخبرية عن الطرف الموالي في سورية وتكثيفه بطريقة غير مهنية مبالغ فيها في فلسطين، فلماذا الجاهل المتعمد للعامل الانساني في معاناة الموالين للحكم في سورية ؟
.
ترك الملف السوري في ايدي موظفين في دمشق غير خبراء بالعوامل النفسية (فالحقوقي الموالي ليس خبير علم نفس، لذا ليس من المقبول ان توضع بجانبه الموظفة " لميس " التي تمسك بالتقارير الواجب تنفيذها في مكتب دمشق ، وهي خبيرة في البروباغندا المعارضة لانها جزء من صناعها، ومتعاونة قديمة مع الاميركيين، وعاملة في صفوف التنسيقيات، خضعت خلال السنوات الماضية للعديد من دورات التدريب التي قدمها خبراء باسم تنمية القدرات البشرية لناشطين سوريين تحولوا بعد الثورة الى قادة التنسيقيات ولميس منهم )
ليس كل مقدم برامج او معد في القناة خبير بما حصل من تطورات نفسية عند الشخصية السورية التي تمذهبت في كثير من الاحيان، وبالتالي تخدم تقارير القناة واسئلة المقدمين وتقارير المراسلين، من سورية وعنها ، في معظم الاحيان بروباغندا الاميركيين وجبهة النصرة، وتؤكد ما يقوله اعلام المسلحين، خاصة حين تمرر القناة بعفوية (او بشكل مقصود )اخبارا منسوبة الى مصادر ثبت كذبها ، دون ان تشير إلى عدم مصداقية المصدر، كما تفعل بي بي سي مؤخرا (تذكر بي بي سي انه لم يتسنى التأكد من مصدر مستقل في حين ان الميادين تقدم اخبارا مسنودة لمصادر المعارضين عن قصف الجيش السوري لمناطق معينة، لتكمل مصادر المعارضة من منابر اخرى الصورة فتقول ان " الميادين" ذكرت تعرض منطقة كذا لقصف عنيف من النظام !! وتضيف الى الخبر ما يلي :
" وقد تسبب ذلك في سقوط عشرات الاطفال بين قتيل وجريح " .
و في حين تروي بروباغندا المعارضين قصص مجازر تسبب بها ذلك القصف ، تصبح قناة الميادين منبرا مجانيا لأكاذيب المعارضين. وبدلا من ان تتكامل " الميادين " مع حيادية موقفها ، تتحول الى مصدر داعم لدعايات المقاتلين المعارضين للنظام.
وهنا لا يجب ان نبخس القناة حقها فما يجب ذكره هو ملاحظة جهود فردية يجري قمع تطرفها في موالاة النظام، لصالح تقديم مواد متطرفة لصالح جبهة النصرة وانصارها (عمر كايد ليس الوحيد بل إن تقارير المراسلة الموالية للمعارضة ديما ناصيف تُظهر بوضوح دورها الذي تفهم من خلاله انها تمرر السم في عسل الاخبار دون رقيب، وهي التي تنقلها لجماهير المقاومة عبر قناة لا يشاهدها من المعارضين في سورية سوى ما نسبته 3 بالمئة بحسب احصاء غير مستقل مستند على تعليقات المتصفحين لمواقع الانترنت.
فكل المواقع المعارضة لا تلحظ تعليقات كثيرة تزيد عما نسبته ثلاثة بالمئة من عدد تعليقات الموالين للنظام على برامج قناة الميادين. والنتيجة العلمية لبحث اجرته جهة تتابع القناة يوما بيوم هي، ان الموالين لخط المقاومة هم النسبة الكبرى من مشاهدي قناة الميادين، وهذه مشكلة وعقبة يمكن تجاوزها. (فضلا انظر الفقرة المتعلقة بهذا الامر في الحلقات الاخيرة )
واستطرادا، لا يريد غسان بن جدو ان تحتسب قناته على جهة فتحترق ، حتى يخترق بها اوساط المشاهدين الموالين للتكفيريين ولحزب الاخوان المسلمين. والسؤال الذي يطرح نفسه:
الم يسمع غسان بن جدو بقناة" بي بي سي " وقبلها بأذاعتها؟ وحاليا بموقعها الالكتروني ؟
الـ " بي بي سي " عربي (وفارسي) محسوبتان بالكامل على الحكومة البريطانية ، ولكن ما يجذب المشاهدين اليهما ليس الولاء للملكة اليزابيث ولعرشها وتاجها، بل جاذبية مضمون ما تطرحه، والراحة النفسية التي يشعر بها اي مشاهد عربي او ايراني حين يتابع القناتين، نتيجة للعبة الستيمولوجية المشهدية والمضمون المعد للتأثير نفسيا على العقل الباطن للمشاهد، وفقا لنظرية معروفٌ عند الخبراء ان البريطانيين يعتمدون عليها في اعلامهم الموجه للخارج والى الشعوب التي تعادي سياساتهم . إنها نظرية " برنارد لوسكين " او نظرية مصارع السومو في الاعلام (....) وعمادها ان تجعل من مادتك ذات بعد يراعي عواطف المشاهد المعادي، ولكن دون ان تضع مضمونا فوريا يفيد في تسويق ما تريد ، بل تؤخر المضمون وتبثه في عمق العقل الباطن للمشاهد بشكل غير مباشر ، اي انك تجعل تسونامي عاطفة المشاهد تدفع مضمونك العامل على غسل عقله ومحو قناعته ضدك من خلال استغلال قوة قناعته الذاتية ، إذ تجعله يترنح بعقبة تضعها في المضمون النهائي الغير مثير للأنتباه ، وكأنك تواجه مصارع سومو قوي جدا واثقل منك وزنا بكثير فماذا تفعل ؟
يقول لوسكين : " تنحى من امامه لتستخدم قوة وزنه وضع رجلك بين قديمه الراكضتين فتوقعه بقوة و زنه لا بقوتك.
التطبيق العملي في البي بي سي لهذا الخيار يظهر اكثر ما يظهر في التقارير الوثائقية ، فمثلا وبدلا عن الحديث المباشر عن أمرأة تناضل في صفوف شبكات الاميركيين التخريبية في ايران، قدمت القناة برنامجا وثائقيا يتحدث عن ربة منزل مات زوجها وهي تعمل لتعيل اطفالها ، وفي نفس الوقت تتابع تعليمها.... مضمون مثير لتعاطف المشاهدين من صاحبة الرواية ، وبعد نصف ساعة من الحديث الانساني الذي يتعاطف معه اي مشاهد، تبرز في اخر فقرة قصة مدتها خمس دقائق عن نفس المرأة، فأذ بها ايضا مناضلة سياسية في صفوف نشطاء حقوق الانسان(المرتبطين بالاميركيين ماليا وتوجيها) مناضلة تروي في نهاية الفيلم كيف جرى اعتقالها من قبل السلطات لمرات عديدة وكيف جرى تعذيبها في حين انها لم تتخلى ولن تتخلى عن نضالها لاجل الحرية (المزعومة) . فتكون النتيجة ان قوة التعاطف مع الام فلانة ، تتحول الى قوة دفع للتعاطف مع المناضلة فلانة والى كراهية للنظام الايراني .
وثيقة لجنة ايزوك التي على هديها يتصرف الاعلام المتصهين ويطور من استراتيجياته وهي عصارة فكر المئات من الباحثين الاميركيين الذين استنار واضعوا الوثيقة بابحاثهم
اضغط هنا لقراءة الوثيقة كاملة
الحلقة الثانية
قناة الميادين : بين نصرالله والميادين ...من يتابعه خصومه اكثر ؟؟
واي نظريات علمية تستعمل الميادية لمواجهة علماء النفس في القنوات المعادية ؟؟