دام برس – خاص – اياد الجاجة :
لأنها ابنة هذه الأمة انتهجت منهج الصدق وقفت بوجه المؤامرة الإعلامية قاومت كل وسائل الكذب والتضليل حملت على عاتقها نقل صورة الواقع الحقيقية ولن المرأة نصف المجتمع كتب الإعلامية جمانة لطف رسالة إلى نساء الوطن وبدورنا أحببنا أن ننقلها لكم.
نص الرسالة :
إلى صديقتي العزيزة وتؤم روحي ..
كوني أنت .. شاء من شاء وأبى من أبى ..
كوني أنت .. مهما حاولوا إحباطك ووضع العراقيل أمامك
كوني أنت .. ولا تهتمي لمن يحاول أن يسخف ويقلل من قيمة عملك
كوني أنت .. وابقي كما أنت .. فمن يتهمك بالفشل هو الفاشل
صديقتي العزيزة .. ابقي كما أنتٍ بل طوري في نفسك كما كنتٍ تفعلين دائماً فأنت لستٍ أي إمرأة مهما حاولوا اختصارك واقناعك ان مهمتك بالحياة يجب ان تكون طبخ وكنس ومسح وكوي فهم لا يقدرون قيمة عطاءك ، ذاك الزمن ولى والا لماذا درستي واجتهدتي وتدرجتي في وظيفتك حتى وصلتي مراكز مهمه ... في الوقت الذي كانوا هم يقضونه في تعلم الطبخ والتنظيف والتفكير بالزواج فبالنهاية كل انسان عليه ان يعمل بالمجال الذي تعلمه لاجله وسهر الليالي وتعب ليحصل عليه ، من تعبت لاجل الاعمال المنزلية فحق لها ان تكون متميزة في هذا المجال ويشار اليها بالبنان وانا اكبر واحيي فيها هذا الشيء .. لكن هذا لا يعطيها الحق ابداً ان تعتقد ان كل النساء يجب ان يكن كذلك .. فأمي كانت كذلك وانا افتخر بها ولكنها بنفس الوقت كانت ام مكافحة كادحة تعبت لاجل تدريسنا وتميزنا علمتنا الطبخ والاعمال المنزلية حتى نستطيع ان ندير شؤون بيوتنا يوماً ما ولكن بنفس الوقت كانت اطال الله في عمرها تنمي بداخلي حب التعلم وحينما احاول ان اقضي وقتي في المطبخ مثلاً كانت تقول: "لي اتركي المطبخ واذهبي الى المركز الثقافي بجانب بيتنا ففيه ندوة حوارية هامة تنمي ثقافتك فهذا جل ما اتمنى يا ابنتي" ولم اخيب ظن امي بي على حد اعتقادي ولها الفضل الأكبر في اي انجاز حققته في حياتي برغم اختلافي معها في وجهات النظر السياسية او الدينية
لا مانع ولا تعارض ان تكون المرأة شاملة والمرأة فقط تستطيع ان تكون شاملة وناجحه في عدة مجالات في الحياة اكثر من الرجل وهذه حقيقة علمية .. بامكانها ان تكون ام وزوجه وام وعامله ومناضلة وربة بيت في آن معاً المهم ان لا يكسرها من حولها .. بامكانها ان تكون انثى بكامل الانوثه وبامكانها ان تكون اخت رجال بنفس الوقت .. بامكانها ان تكون حبيبة وسياسية .. ام حنونه ورئيسة عمل قوية متمكنه .. بامكانها ان تجمع كل المتضادات وانتٍ من كنتٍ تعطين ندوات تؤكد على هذا اليس كذلك ؟؟؟ .. صحيح لابد ان تقصر في مجال ما ولكن هناك ما يعوض في الجانب الآخر وطالما هنا نتائج ايجابية تتحقق فأنتٍ في الاتجاه الصحيح
أنتٍ درستي وتفوقتي واجتهدتي وعملتي وحققتي نجاحات طويلة ثم نذرت نفسك وحياتك للجهاد وخدمة دينك .. ونذرت حياتك لخدمة وطنك سورية الكبرى والنضال من اجل مباديء آمنتي بها وحق لطالما كنتٍ تدافعين عنه لا تجعلي أحد يسخر من عملك ويسخفه فكل انسان قال كلمة حق في زمن الجور هو مقاوم من الطراز الممتاز ونرفع له القبعة
فإذا كنتٍ صادقه في مسعاك واحسبك كذلك .. فامضي قدماً ولا تلتفتي لمن حولك ولا تهتمي للهمسات خلفك الا لتكون دافعاً ومحفزاً وتحدياً لك
لقد قلتيها لي اليوم وقد كبرتٍ كثيراً بنظري .. وسأكررها لك لكي تتمسكي بها .. قلتي بالحرف : " أنا آخر همي اذا نزلت بقبري ان يتذكرني الناس بأني كنت طباخة من الطراز الممتاز بل كل همي ان يذكرني ابنائي بشيء يميزني ويخلدني على الاقل في ذاكرتهم " .
وانا اقول لك عزيزتي انتٍ ربة بيت وسيدة منزل من الطراز الممتاز اذا قصدتي ذلك فلن تغلبك امرأة .. ولكن نحن نساء رساليات ممكن ان نجيد كل شيء نجيد الطبخ والتنظيف والخياطة والحياكة ،، ولكن هناك اولويات منها أننا لم نخلق في هذا الزمن ليكون هذا اخر همنا بل هو هامش همومنا لا سيما في العامين الأخيرين من الازمة على سورية الحبيبة والتي غيرت نمط حياة الكثير منا
ولا تأبهي لمن يقولون لك انك تسعين وراء الشهرة على حساب ابناءك فالعبرة بالخواتيم يا غاليه وانا ارى وإن قصرتي بحق ابناءك في امور هامشية وتافهه الا أننا جميعاً نشهد بحسن اخلاقهم وبتفوقهم المدرسي وهنا تظهر حقيقتك كأم امقصرة كنتٍ ام متابعة جيده لهم برغم كل الظروف .. فهذه النتيجه هي مقياس نجاحك وليس المقياس اناقته وشيكاته، وابناءك نفسهم سيقفون انحناءا لك يوماً ما ويرفعون رؤوسهم ويتشرفون بك في كل مجلس ومحفل وانا افخر بصداقتهم لابنائي
وعلى رأي المثل " اللي ما بتزينو عروقو ما بتزينو خرؤوا" هههه
سورية الان بحاجة الى تضافر كل الجهود وكل حسب امكانياته لأننا بالنهاية نحن المحتاجون لها بالاصل اذ لا كيان لنا ولا وجود بلا سورية وسورية يجب ان تبقى والا اذا انهارات انهارت قيمتنا كعرب وكمسلمين وكمسيحيين وكأدميين .. واذا كل انسان فينا انهار سينهار البنيان على رؤوسنا فلا تتركيها وتهتمي لتلك الأبواق والمزامير .. جيد ان ينصدم الانسان ليصحو ولكن ليتابع مسيرته الاولى حتى يصل هدفه السامي وليس ليحقق رغبات الاخرين واهدافهم
ارجوكي لا تسمحي لمن هذا حد تفكيرهم ان يكسروك في وقت حسبتيهم يحبونكٍ ويبغون مصلحتك فمن يحبك ويرى تقصيرك ليبادر الى مساعدتك بدلاً من التفرج عليك وانت تغرقين في الهم وتتهاوين من التعب
اذن انظري الى نفسك جيداً في المرأة ولا تعتبري هذا غروراً فمن لا يحب نفسه لا يحبه الآخرون .. قولي لها انا لم اقصر مع أحد فلم اقصر مع نفسي التي اعطت الجميع .. انظري اليها وقولي انا قوية .. انا أم .. وزوجه ورساليه ومجاهده ومن حقك ان تحصدي على الاقل القيمة المعنوية واعلم انه ليس لديك مطمع آخر
وكما كنتٍ تقولين لي سابقاً انك تستغربين من كل تلك الطاقة الايجابية والجبارة التي لديك بحيث انك تعملين على مدار الساعة ولا تتعبين .. أريد منك ان تعودي لهذه الطاقة وتعود لك حيويتك وتأخذي احبائك في حضنك من جديد وتتصالحي معهم وتسيري على بركة الله فما من شجرة مثمرة الا والف من يرميها بالحجارة وانتي جبارة واقوى من حجارتهم وإن بقيتي لوحدك دون معيل ولا كفيل .. ابتسمي وانطلقي من جديد ولا تجعلي الاحباط يستحوذ عليك فقد تعلمنا الصبر والتحدي منك
في لقاء على الفضائية السورية منذ ايام قلت بأنه في الأزمة السورية كان العنصر الأكثر فعالية فيها هو المرأة كسيدة منزل وكاعلامية وكسياسية وكمديرة فعاليات ومجموعات شبابية واعمال خيرية وتطوعية وكان العامل النسائي مميز وناجح في الحالة السورية .. بنفس الوقت الذي تفرغ فيه الرجل غالباً للقتال والدفاع وتحمل مسؤوليات اخرى في جبهات اخرى
كن مع الله ولا تبالي لأنه اساس العدل واي ظلم بالدنيا هو الى حين لأن الله ليس بظلام للعبيد
جمانه لطف