خاص دام برس - بلال سليطين :
مالبث أن خرج السوريون من الميدان بعد انتهاء المباراة التي اعتبروها معركة، حتى انتقلوا إلى ميدان الفيسبوك ليبدؤوا معركةً من نوع آخر فلا كرةَ هنا ولا حكام هنا سخرية وتوظيف لانتصار الرياضة في السياسة التي تنتشر أحاديثها بين السوريين كما تنتشر النار في الهشيم.
في معركة الكرة جاء الفوز السوري بعد مباراة شاقة وطويلة ختمت بضربات الترجيح بعد أن انتهى شوطيها الأصلي والإضافي بالتعادل الايجابي بين منتخبنا الوطني ونظيره البحريني في اللقاء الذي جمعهما على ملعب الصداقة في الكويت ضمن بطولة غرب آسيا.
وفي ظل أزمة كالأزمة السورية كان لابد من توظيف المباراة سياسياً فالجماهير السورية في أرض الملعب لم تدخر جهداً ولا صيحةً الا وعبرت من خلالها عن تمسكها بوطنها وعزته وكرامته وشموخه، وفاجأت الجميع بهتافاتها وبإصرارها على رفع العلم السوري الأحمر ذو النجمتين في وقت كانت أعين الكاميرات ومن خلفها المكنات الإعلامية بانتظار رؤية أعلام من غير لون وجمهور بغير هتاف فجاءهم الخازوق العثماني من أرض الملعب لكنه بنكهة سورية خالصة.
بالانتقال الى معركة الفيس بوك وتعليقات السوريين الذين يمكننا القول بأنهم ينتزعون ضحكتهم من قلب أعدائهم ويبتسمون في وقت ينتظر منهم ألد الأعداء والأصدقاء أن يبكون.
"يا سيدي سينتصر الحذاء العسكري كما انتصر الحذاء الرياضي السوري"، هكذا جاء تعليق أحد السوريين المغتربين في السعودية، ومن ثم تبعها بعبارة أخرى ساخرة (عاجل الجزيرة نقلا عن شاهد عيان : ينفي فوز المنتخب السوري ويؤكد سيطرة المعارضة السورية على الملعب)، ومن ثم ضحك وضحك معه الكثيرون على صفحات الفيسبوك.
انتقاء الكلمات والتعابير من قبل السوريين كان أشبه بالخيال حتى أن بعضهم رفض الاعتراف بفوز المنتخب وقال ساخراً: عناصر الشبيحة والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وموظفي السيرياتيل والام تي ان بالتعاون مع الفرقة الرابعة غيروا اتجاه الرياح في ملعب الكويت لصالح المنتخب السوري وبالتالي انتصر المنتخب السوري وتأهل إلى النهائيات, والآن جميع الشبيحة ومن معهم يحاصرون ملعب الصداقة في الكويت وهم يخفون الدبابات السورية في سياراتهم المدنية وفي حارات الكويت
تكبييييييييييييييييييييييييييييييييييييير , مبروك لسوريا التاهل إلى النهائيات.
التعليقات على انتصار المنتخب السوري لم تخلوا من عبارات الوحدة الوطنية، وتقول "يارا": في لعبتنا التي بيضت وجوهنا بعد أن أوقفت قلوبنا عن النبض..
لم يكن معروف من هو السني والعلوي والشيعي والدرزي والاسماعيلي..لم يكن معروف مَن من الساحل او من درعا او من الدير او من حلب او دمشق او من حمص...، لذلك انتصرت سورية وستنتصر بوحدتها. منتخبنا يهدي سوريا النصر والفرح.. فلنقاوم ولنقاوم لنهديه سوريا من قيامة وفرح.
السوريون استهجنوا تشجيع البعض لمنتخب البحرين ضد منتخب بلادهم وكتبت إحدى السوريات ساخرة :ملاحظة: عزيزي "السوري" يلي شجعت البحرين، بتقلك جارتنا اذا بتشوف طابتك بالحارة بدا تشرطا يا قليل الناموس يا برغشة.... إلخ من التعليقات التي تثير الضحك والحزن في آن معاً، لكن يبقى التعليق المستنتج الأهم بعد قراءة جزءٍ كبير مماكتبه السوريون بعد فوز منتخب بلادهم " السوريون شعب يليق بهم الفرح وهو يستحقونه".
من انتصار السوريين على السعودية الى انتصار السوريين على البحرين مسلسل الانتصارات مستمر لكن يبقى في قلب السوريين غصة وترقب لسهرة سخرية فيسبوكية تاريخية تأتي بعد انتصار وطنهم الموحد المستقل الشامخ شموخ قاسيون وبعد تضميد جراحه والشروع في عملية بناءه من جديد.
ملاحظة:
حاولنا قدر المستطاع الحفاظ على التعليقات كما كتبها أصحابها حفاظاً على عفويتها وصدقيتها.