مفتي الجمهورية: سورية ستبقى قوية وعصية على أعدائها

وأوضح الدكتور حسون في محاضرة ألقاها اليوم ضمن فعالية لعيونك يا شهبا والتي يقيمها فريقا شباب دمشق وحلب التطوعيين والأمانة السورية للتنمية في مكتبة الأسد الوطنية ان "الحملة التي تشن على سورية تستخدم فيها كل الوسائل والأسلحة وترمي إلى تدمير سورية وتقسيمها ونشر الظلام ورفض كل الخطوات الإصلاحية التي شهدتها البلاد وكل دعوات الحوار" لافتا الى أعمال السرقة والتخريب التي قامت بها المعارضة المسلحة في حلب وباقي المدن.

واشار إلى العدد الكبير من الشهداء الذين ذهبوا ضحية للعدوان على سورية وحجم التدمير الكبير الذي اصاب المدن وتشريد الاسر والأطفال من منازلهم وأحيائهم وقال "إن دماء آلاف الشهداء ستحاسب من كان وراء هذا العدوان ومنفذيه يوم القيامة".

واستعرض المفتي العام للجمهورية الاحداث التي مرت بها سورية منذ فجر التاريخ وحملات العدوان والتدمير والتقسيم التي تعرضت لها مؤكدا ان "الشعب السوري رغم ذلك ظل معطاء وقدم العلم وعلم الحضارة وظلت سورية الأرض التي استقبلت كل أنبياء الكون وباركتها السماء وقاومت كل محاولات تغيير هويتها وسرقة حضارتها والتي دأب عليها كل الغزاة الذين عبروا أرضها من أوروبيين وأتراك عثمانيين ومغول وسواهم".

وبين المفتي العام للجمهورية ان "الذين يدعون أنهم معارضة خارجية سيجبرون في النهاية على الجلوس إلى طاولة الحوار" داعيا إياهم "للمبادرة بذلك قبل ان يجبروا عليه وكل من يحملون السلاح الى التوقف عن ممارساتهم وإلقاء السلاح لان تغيير النظام لا يكون بالقوة بل بالحوار".
وطالب كل أطياف المعارضة بالعودة إلى سورية والاحتكام إلى الشعب في المطالب التي يريدون تحقيقها وعدم اللجوء إلى طلب المساعدة من دول عرفت بعدائها التاريخي للمنطقة وتآمرها عليها مبديا استغرابه من كل من حمل السلاح بوجه الدولة ومؤسساتها وأخوته في الوطن حيث بات من الملح والضروري إسقاط هذا الخيار والعودة عنه عبر انتهاج طريق الحوار وإعادة بناء سورية وتأهيل ما دمر.

وأشار إلى "قيام عناصر من المعارضة المسلحة بتفكيك أجزاء وقطع من المعامل والمصانع في حلب وبيعها في تركيا وبأسعار بخسة في محاولة واضحة لتدمير مهد الصناعة السورية في موئلها".

ورأى المفتي العام للجمهورية ان "اعتقاد المعارضة الخارجية بان الدول الغربية تقف معهم وتدعمهم خاطئ لان هذه الدول تريد من وراء كل ما تفعله ضمان أمن الكيان الصهيوني وتبرير إقامة دولته الدينية عبر إقامة دويلات دينية ضعيفة في محيطها".

وأوضح أن "الدولة التي تقوم على الدين تحاكم أبناءها باسم السماء وكل من خالفها هو كافر في نظرها" مشيرا إلى "التشابه بين المفهوم العام في هذه الدولة وبين ما تمر به بعض البلدان العربية وآراء بعض المعارضين الذين سيقعون طعما في يد من يريد أن يدمر المنطقة بأكملها".

ورأى المفتي العام للجمهورية أن الدين وسيلة سخرها الخالق لخدمة الإنسان وإعلاء حضارته على الأرض باعتباره الخليفة فيها بالنظر إلى الاختلافات في أحكام الفقه وآراء العلماء التي اعتبرت دائما مجالا وهامشا يراعي ظروف الناس المتباينة مبينا أن "من يرد ان يجعل من الإنسان خادما للدين في قواعد جامدة وصارمة يسىء إلى الدين بحد ذاته كقيمة حضارية وإنسانية أعلت من شأن الحقوق واحترام الآخرين وخصوصياتهم".

وأشار إلى التناقض الواضح بين توجهات الدول الاستعمارية وبين شبكة التحالفات التي أقامتها مع الإسلامويين الذين يسعون لإقامة دول دينية في محاولة مكشوفة للتقرب من المؤسسات الدينية معتبرا أن هذه الدول ستخدم مصالح الغرب وأعداء الأمة في زيادة تفتيت الشعوب العربية لإثارة وتغذية النزعات المذهبية والعرقية وإرضاء لكيان واحد.

ورفض الدكتور حسون استخدام مصطلح موالاة ومعارضة معتبرا أن "كل السوريين هم موالون لوطنهم وكل شيء سواه زائل وسيكتب الأحفاد التاريخ السوري ويسجلون كل ممارسات المعارضة في سورية وما جرته عليها".

وأبدى المفتي العام للجمهورية استغرابه من المعارضين الذين يضعون يدهم في يد المستعمر الغربي الذي تآمر بالأمس على سورية الطبيعية بالتقسيم في اتفاقية سايكس بيكو وباختطاف جزء عزيز منها ليكون كيانا يحمل اسم الكيان الصهيوني مؤكدا أن "هؤلاء المعارضين مجرد أدوات تستخدمهم القوى الغربية لتنفذ مخططاتها لتتابع تقسيم سورية كما فعلت قبل 100 عام".

يشار إلى أن فعالية لعيونك يا شهبا التي انطلقت أمس تقوم على تأمين المتطلبات الأساسية واليومية لأهالي مدينة حلب عبر إيصال ونقل هذه المواد من مختلف المحافظات إليها.