حملة إعلامية شرسة وتصعيد إرهابي للتغطية على خسائر المسلحين والتأثير في جهود الابراهيمي

وبدأ ما سمي في حينه «معركة دمشق»، فمن ترويج أنباء عن وقوع انفجار في مبنى إدارة أمن الدولة إلى مزاعم عن سيطرة المسلحين على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، تواجه سورية حملة إعلامية تهدف إلى التأثير على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، تتزامن مع تصعيد إرهابي في محيط العاصمة دمشق.

وتوقع عدد من المراقبين في عواصم غربية وعربية أن تكون سورية بدأت منذ الخميس الماضي في مواجهة حملة إعلامية هي الأشرس منذ اندلاع الأزمة ستترافق مع تصعيد إرهابي في محيط دمشق بدأت أيضاً ملامحه ترتسم مع التفجيرات التي شهدتها العاصمة في اليومين الماضيين.
واستناداً لآراء المراقبين فإن هذه الحملة متعددة الأهداف لكن أهمها إعادة الثقة للمقاتلين على الأرض الذين تكبدوا خسائر باعتراف المعارضة وصفت بالفادحة في محيط العاصمة، كما تهدف إلى تشويه الوقائع على الأرض للتأثير على مشروع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي حسب مقربين منه تمكن من انتزاع موافقة روسية أميركية على خطة لإخراج سورية من أزمتها مبنية على أساس صندوق الاقتراع.
ويتوقع البعض أن تشهد خطة الإبراهيمي ولادة عسيرة ستحاول عدة عواصم وتحديداً الخليجية منها إفشالها منعاً لأي حل سلمي للأزمة وباتفاق مبطن مع واشنطن وباريس.
وأحرز الجيش العربي السوري تقدماً على المحاور كافة في كل أرجاء سورية إلا أن الإعلام العربي والغربي وكذلك بعض التصريحات حاولت عكس الوقائع بالتزامن مع سلسلة تفجيرات إرهابية، ومن المرجح حسب المراقبين أن تزداد هذه الهجمات في الساعات والأيام المقبلة إلى أن ينجح الإبراهيمي في فرض خطته من خلال قرار ملزم في مجلس الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر إعلامي تأكيده «أنه لا صحة لما تروجه بعض القنوات الشريكة بجريمة سفك الدم السوري عن وقوع انفجار في مبنى أمن الدولة بدمشق»، مشيراً إلى أن هذا الخبر عار من الصحة تماماً ويأتي في سياق الحملة الإعلامية المكشوفة والرامية إلى تشويه حقيقة الأحداث الجارية في سورية.
كما نفت اللجان الشعبية الفلسطينية نفياً قاطعاً ما بثته قنوات الإعلام الشريكة بجريمة سفك الدم السوري حول سيطرة المجموعات الإرهابية على مخيم اليرموك.
وتتواصل لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات العنيفة بين مسلحين واللجان الشعبية الفلسطينية في المنطقة الممتدة من آخر شارع اليرموك باتجاه شارع العروبة حتى مقبرة الشهداء آخر حي التقدم وكذلك في منطقة الجزيرة بمخيم اليرموك المطلة على شارع الثلاثين.
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن الاشتباكات اندلعت عندما حاول مسلحون متمركزون في منطقة الحجر الأسود بريف دمشق، اقتحام حي التقدم يوم الأربعاء الماضي، من الجهة الجنوبية المطلة على مقبرة الشهداء حيث جرت اشتباكات شرسة على امتداد الشارع الرئيسي لحي التقدم الممتد من المقبرة وحتى تقاطع شارع الثلاثين مع شارع اليرموك (بداية حي التقدم).
وبحسب المصادر ذاتها فإن مجموعات أخرى من المسلحين متمركزين في الحجر الأسود حاولت اقتحام منطقة الجزيرة من الجهة الشمالية للحجر الأسود وتحديداً من شارعي تشرين والثورة.
وأعربت المصادر عن اعتقادها أن هذه الهجمات التي نفذها المسلحون ترمي إلى زج الفلسطينيين في الأزمة السورية، وبحسب المصادر فإنه استخدم في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة ومدفعية منها الرشاشات وقواذف «أر.بي.جي» ومدافع الهاون.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط شهداء من اللجان الشعبية والمدنيين بينهم أطفال ونساء، وقتلى في صفوف المسلحين.
يشار إلى أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يعتبر من المناطق الهادئة نسبياً، ويتميز بكثافة سكانية عالية جداً خصوصاً بعد أن نزح إليه أهالي حيي التضامن والحجر الأسود بسبب الاشتباكات الدائرة في الحيين بين عناصر الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة. في الغضون واصل الجيش ملاحقته للمجموعات المسلحة في الذيابية وحجيرة والحسينية بريف دمشق موقعاً قتلى وإصابات بين صفوفها.
ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول أن وحدة من الجيش قضت في عمليات نوعية اتسمت بالدقة على 7 إرهابيين في بلدة الذيابية ودمرت مدفع هاون قرب مزرعة «السعودي» في منطقة البهدلية بالذيابية، مبيناً أن وحدة ثانية أوقعت عدداً من الإرهابيين بين قتيل ومصاب قرب شركة سارة للسيارات ودمرت مدفع هاون ركبه الإرهابيون على جرار زراعي في موقف لحافلات نقل الركاب بالذيابية.
وأشار المصدر إلى أنه تم القضاء على عدد من الإرهابيين في شارع فايز منصور وقرب المشتل وسوق الخضار في حجيرة بمنطقة السيدة زينب. كما دمرت وحدة من الجيش سيارة دفع رباعي مزودة برشاش ثقيل بمن فيها من إرهابيين وأسلحة وذخيرة قرب محطة الشهداء للوقود في الحسينية.

وفي الشمال، أحرز الجيش تقدماً لافتاً على محور حلب المسلمية شمال شرق المدينة بعدما استعاد مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين موقعاً عشرات القتلى في صفوف المسلحين الذين اضطروا إلى التراجع نحو مناطق تمركز خلفية.
وعلمت «الوطن» أن وحدات الجيش ما زالت تتقدم باتجاه سجن حلب المركزي، الذي يضرب المسلحون طوقاً حوله، في مسعى لفك الحصار عنه والوصول إلى مدرسة المشاة في منطقة المسلمية والتي أفادت الأنباء عن انسحاب الجيش منها تكتيكياً في انتظار وصول تعزيزاته إلى المنطقة.
وتمكن الجيش من قتل قائد عملية الهجوم على مدرسة المشاة يوسف الجادر الملقب أبو الفرات، على حين نقلت معلومات عن المعارضة تفيد بمقتل قائد جبهة النصرة في بلاد الشام أبو محمد الجولاني خلال اشتباكات تلت انفجار وزارة الداخلية الأسبوع الماضي.
ونجح سلاح الجو في الجيش بإيقاع خسائر فادحة في صفوف المسلحين على طول الطريق المؤدي من حلب إلى منطقة المسلمية وفافين ومحيط مدرسة المشاة وكتيبة الدفاع الجوي التابعة للفوج 111 قرب قرية جعارة، وبحسب شهادات الأهالي وصل عدد القتلى إلى 3500 مسلح.

سورية الان - الوطن