قطر والسعودية والمستقبل يشعلون طرابلس و"الجيش السوري الحر كاد يقتحم جبل محسن

قطر والسعودية والمستقبل يشعلون طرابلس و"الجيش السوري الحر" كاد يقتحم جبل محسن

ملفات ساخنة حملها الاسبوع الماضي لا تزال تلقي بثقلها على المشهد اللبناني الداخلي من فضيحة النائبين عقاب صقر وسعد الحريري بتمويل وتسليح المجموعات المسلحة في سوريا الى مقتل اكثر من عشرين مسلحا من شمال لبنان في كمين للجيش السوري الى قيام اطراف خارجية باشعال الساحة الطرابلسية في محاولة للتغطية على الفضائح التي اظهرت تورطها بتمويل وتسليح مجموعات لبنانية متطرفة وارسالها للقتال في سوريا وبدعم من اطراف لبنانية في المدينة، كل هذه الملفات تتفاعل على ايقاع التغيير في موازين القوى الميدانية في دمشق بعد اعلان الجيش السوري عن حسم العديد من الاحياء والمناطق وتطهيرها من المسلحين، ومن جهة اخرى تعلق مصادر مطلعة على القرارات التي اخذتها الحكومة اللبنانية التي عقدت في قصر بعبدا امس بانها جاءت متاخرة جدا ولن تاتي بالنتائج المرجوة بعد ان استغلت المجموعات المسلحة تقاعس الموقف الرسمي للدولة اللبنانية حينا وتخاذلها حينا اخر في اعطاء المجال امام استمرار الفلتان الامني لهذا الوقت وتضيف المصادر ان القرارات التي اتخذت لن تعالج المشكلة بشكل جذري بل هي مجرد حلول مؤقتة بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة على ارض الواقع وانتشارها في الميدان بشكل كامل،
كما كشفت مصادر امنية مشاركة في الاجتماعات التي حصلت في طرابلس ان صعوبة بالغة اعترضت المجتمعين في اتخاذ قرارات لتغطية الاجهزة الامنية في اي عمل امني او عسكري لضبط الاوضاع في طرابلس بسبب الوضع الميداني المعقد وتعدد المجموعات التي تمسك بالميدان بالاضافة الى عدم تجاوب اطراف سياسية محلية للضغط على من تمون من تلك المجموعات، كما اعربت المصادر نفسها عن قلقها البالغ من كميات الاسلحة الكبيرة التي استقدمت الى ساحة المعركة! واما الامر الذي شكل مفاجأة واستغراب يضيف المصدر هو ان الاجهزة الامنية قدمت اثناء الاجتماع خريطة كاملة في اماكن تواجد المسلحين ومواقعهم العسكرية الدائمة والمؤقتة والسرية والعلنية والطرق التي يسلكها المسلحون للتسلل الى لبنان من والى الاراضي السورية وطرق امدادهم بالاسلحة والدعم اللوجستي فيما لاقى الامر اعتراضا من مسؤولين سياسيين فاعلين على الساحة الطرابلسية ينتمون الى تيار سياسي معروف كما لم يلق توافقا من الجهات الرسمية في الاجتماع الطلب الذي عرضه احد قادة الاجهزة الامنية باقتحام هذه المراكز
وفي السياق نفسه تسال اوساط سياسية مراقبة هل تزامن سفر رئيسا الجمهورية والحكومة الى الخارج مع احداث طرابلس الماساوية هو محض صدفة ام ان الامر له علاقة بتواطؤ الموقف الرسمي اللبناني واستخدام لبنان لتضييق الخناق على سوريا وامعانا في التهرب من مسؤولياتهم بضغط من الخارج كجزء من الحرب على سوريا؟

وهنا تكشف مصادر"للديار"،أن "السعودية وتيار "المستقبل" وقطر يقومون بتمويل المعركة ضد جبل محسن،مضيفة ان احد المسؤولين الأمنيين تساءل خلال الاجتماع الحكومي كيف ان الشيخ حسام الصباغ الذي "كانت استخبارات الجيش تلاحقه منذ العام 2007، بشبهة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وكان متوارياً عن الانظار إلا أنه ظهر اليوم وصار المقاتلون يبايعونه اميراً"!
اما الاكثر خطورة تضيف مصادر اخرى قريبة من بعض المراكز التي تاوي المسلحين ان مجموعات مسلحة تقدر بحوالي مئتي مسلح مدججة بالسلاح الفردي والثقيل تتنقل فجرا في بعض الازقة في طرابلس تتكلم فيما بينها بلكنة غير لبنانية منها سورية ويمنية واخرى غير عربية وكانت تستعد لعملية عسكرية كبيرة منذ ثلاث ايام وكانت تسلك طريق فرعية وعرة تستعمل عادة للسير باتجاه جبل محسن
وهنا بات لسانحال كل لبناني يسال السلطة السياسية والاجهزة الامنية معا، ما هي الاجراءات العملية والميدانية لما اتخذته من قرارات امنية وعسكرية خلال اجتماعاتها؟ وهل تتضمن اقتحامات لمراكز واوكار المسلحين التي باتت معروفة لدى معظم الاجهزة الامنية؟ وهل تشمل مداهمات لمخازن الاسلحة التي تعتبر الخزان الاحتياطي الدائم للمسلحين عندما يستدعون للنزول الى الشوارع؟ وهل ستقوم الاجهزة الامنية باعتقال المسلحين الذين تسببوا في الاشتباكات الدائرة منذ اسبوع والتي ذهب ضحيتها عشرات الضحايا والجرحى من مدنيين وعسكريين؟
من المؤكد ان كل ذلك ليس سوى حلول مؤقتة وليست جذرية تنتهي مفاعيلها عند كل مفصل سياسي يحتاج لمعركة عسكرية تشكل غطاء لتمرير مشاريع خارجية تكون المجموعات المسلحة ابطالها وضحاياها في الوقت نغسه.

خاص:محمد حمية

» عيد: هناك حواجز للجيش السوري الحر تقام في أبي سمراء في طرابلس
» الجيش السوري يقتحم مدينة النبك قبل قليل من عدة محاور
» حزب الله ينفي وجود عناصر وخبراء عسكريين له في جبل محسن – طرابلس
» لماذا لم يقتحم الجيش السوري “سلمى” بريف اللاذقية بعد؟
» الجيش السوري يقتحم حي الراشدين 5 في حلب ويوسع انتشاره في السفيرة