طبقتنا السياسيّة و.. حريم السلطان

طبقتنا السياسيّة و.. حريم السلطان
Sunday, December 09, 2012 - 12:03 AM

غداً، عندما تفتح صناديق الاقتراع ستكون هناك اكثرية ساحقة واقلية مسحوقة. هكذا زُفت البشرى، وعلى قرع الطبول، الى اللبنانيين، مادام بلدهم سيتحول، وبفعل الربيع العربي، من المحور السوري - الايراني الى المحور السوري- التركي...
للتوضيح اكثر، عندما ينتقل الحكم في لبنان من ايدي الابالسة الى ايدي الملائكة، كما لو ان صندوق الاقتراع عندنا، وهو صندوق العجائب، لا يعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها. تعديلات شكلية في الوجوه التي باتت تبعث على الملل ان لم يكن على التقزز. هل هذه الوجوه الرثة هي التي ستحكم بلداً قال شعراؤه، وزادوا في القول، انه يتماهى مع السماء؟..
كما لو ان الربيع العربي لم يغرق في الوحول وفي النيران، بل وفي الايديولوجيات التي تصلح لادارة القردة لا لادارة البشر، ألم يصرخ احدهم في وجه المرشد ان مصر ليست مزرعة للآلهة كما انها ليست مزرعة للقردة؟..
في لبنان، من يصدق ان هؤلاء الذين في 8 أذار واولئك الذين في 14 اذار يمكن ان يجعلوا زهرة واحدة تتفتح، الا على طريقة ماوتسي تونغ، وحيث البزة الزرقاء تحولت الى زنزانة، حين قال « لتتفتح الف زهرة». عندنا لتتفتح الف زنزانة اذا كان النموذج عند اهل السياسة هو... وحيد القرن!
اذا قرعت الطبول ذات يوم، ولا نعتقد انها ستقرع يوماً ما دمنا قد اصبحنا جميعا دمى مذهبية، وتدار الكترونيا، لكي نستيقظ ونجد ان كائنات من المريخ هبطت في ديارنا وازالت كل اثر لتلك الطبقة السياسية التي حولت الجمهورية، ومنذ الاستقلال وحتى اليوم، الى طنجرة للمردة، وهو الوعاء الذي يطهو فيه القراصنة اشياءهم القذرة. لاحظوا، اليست الجمهورية بيد القراصنة. اذاً، لماذا لا تحل الجمجة محل الارزة التي شاخت، او ترهلت، من كثرة (او قلة؟) الاستعمال.
من يسحق من؟ ومن هم الابالسة ومن هم الملائكة؟حدقوا في الوجوه جيداً وحاولوا التفريق في ما بينها. حقاً، كيف يمكن للوجوه ان تتماهى الى ذلك الحد؟ وكيف للابالسة والملائكة ان تتقاطع الى ذلك الحد؟ ولطالما قيل لنا، ان لبنان هو صناعة الله. من ذاك الذي جعله يبدو هكذا، وفي هذه الايام، لكأنه صناعة الشيطان...
حين تناهت الينا عبارة» سنسحقهم»، وهي عبارة تليق بأبناء العيش المشترك، وسياسيي العيش المشترك، لم نعثر على كلام من هذا القبيل لسياسي واحد، او لمفكر واحد، او لفيلسوف واحد، في البلدان الديمقراطية التي هي مثالنا الفذ، ويخوض الانتخابات النيابية من اجل ان يسحق الاخر، لا من اجل هدف آخر كأن نعيد اللبنانيين الى آدميتهم اي الى الزمن الذي كانوا فيه بشراً اسوياء لا اكثر ولا اقل...
هل يدرك اولئك الذين يتكلمون، وعلى ضفتي الازمة بل وعلى ضفتي المجهول، اي اهوال تنتظرنا. اي مهزلة هي الانتخابات؟ واي مهزلة هو قانون الانتخاب؟ بل واي مهزلة هي الاستراتيجية الدفاعية مادام العدو يقبع تحت ثيابنا وليس وراء الحدود او في نصوص التلمود؟
ثمة من همس في اذن رئيس الجمهورية يا فخامة الرئيس ان المسألة المصيرية في لبنان هي الهيستيريا المذهبية، واذا كنت تريد لطاولة الحوار ان تكون بناءة، بل وخلاقة، عليك ان تتمسك ببند وحيد على جدول الاعمال هو البحث في الوسائل الخاصة بالحد من تلك الهيستيريا»، حتى وان كانت المذهبية قد دخلت، كما الكوليرا، في الثقافة السوسيولوجية لمجتمعات المنطقة...
اهم بكثير من تلك المعادلات التافهة، والمبرمجة (لتدميرنا سوية)، فالثابت ان الانتخابات لا تخاض سياسياً، ولا تخاض ديمقراطياً، وانما تخاض مذهبيا، وبلغة العبيد لا بلغة البني آدميين، اي ان النتيجة هكذا: اكثرية ارهابية واقلية ارهابية ما دام كل طرف قد زج بنفسه في المعركة لا من اجل تنظيف الدولة من المافيات (ومن الكهرباء الى المحروقات الى الادوية وحتى الى... الزفت)، وتنظيف المجتمع من الاوبئة، بل من اجل ان «نسحقهم».
اجل، لماذا العلاقة بين هذا الفريق والفريق الاخر ارهابية الى ذلك الحد؟ ولماذا تنحدر اللغة لتغدو لغة الكهوف لا لغة من يرتدون ربطات العنق الفاخرة، ويرتادون المقاهي الفاخرة، ودون ان نتوقف عند قول ذلك الديبلوماسي الاوروبي الذي يتابع التفاصيل اللبنانية بدقة « ان بعض السياسيين عندكم، او ربما الكثيرين منهم، يمارسون مهمتهم على طريقة...حريم السلطان»!
قد لا نتفق معه في هذه المقارنة وفي هذه المقاربة الفظة. لكن الديبلوماسي إياه يستغرب كيف ان البعض يربطون مصيرهم ومصير البلاد، بما يحدث في الخارج، ودون اي محاولة لتفعيل الدينامية الفلسفية، والعملانية، للدولة كما للمجتمع، حتى لا يترك كل شيء للكارثة كما هو حاصل الآن...
والديبلوماسي إياه يعتقد ان اللبنانيين خاسرون سواء بقي النظام في سوريا ام زال لان لبنان آخر ما يعنيهم، وهذا داء لبناني قديم يخشى ان يكون الموت هو علاجه الوحيد. اليس هناك من يقول ويؤكد ان الحرب الاهلية تدق الابواب الا اذا....
كلنا نشبه الآن النقاط التي لا معنى لها!

» «حريم السلطان» لن تصدقوا هذه الارقام..!
» أردوغان يهاجم مسلسل "حريم السلطان"
» وصية مرسي "الحكيم" تنهي عصر "حريم السلطان"
» اردوغان ومرسي ينجحان بإيقاف مسلسل "حريم السلطان"
» من حريم السلطان إلى أردوغان سورية لن تكون ولاية عثمانية .. بقلم : مي حميدوش