الامدادات الطبية المسروقة ... تجارة تسود السوق السوداء السورية

الامدادات الطبية المسروقة ... تجارة تسود السوق السوداء السورية
2012-12-08 09:45:22

إلى جانب البنادق وأقراص الفيديو المدمجة المقرصنة والعملات الأجنبية، ظهر نوع جديد من البضائع في السوق السوداء المنتعشة في سوريا التي تمزقها الحرب: الامدادات الطبية المسروقة.
وكانت منظومة الرعاية الصحية الحكومية الضخمة التي تفتقر للتمويل، تعاني بالفعل عندما بدأت الاحتجاجات في آذار العام 2011، كما تؤكد الحكومة أن أكثر من نصف المستشفيات السورية أصابها الدمار حاليا، ونحو 25 في المئة منها لا يعمل. ويقول أطباء أن "الجيش السوري والمسلّحين نهبوا الامدادات الطبية من المستشفيات لاستخدامها في ساحات المعارك، بينما سرق مجرمون معدات لبيعها".
وقالت ممرضة، تبلغ من العمر 30 عاما من حي السيدة زينب في دمشق، "في أحيان كثيرة أضطر أنا وأطباء إلى أن نساهم بأموالنا لشراء معدات للمستشفى لأنها سرقت"، موضحة "انتهزت الجماعات المسلحة هشاشة الوجود الأمني لتنهب المستشفيات عدة مرات. أما الصيدليات فلا تبيع سوى عقاقير محدودة، مثل مسكنات الألم الشائعة والاسعافات الأولية الأساسية".
وتسبب الصراع في صعوبة التنقل في أنحاء البلاد، ما يعوق حصول الصيدليات على ما ينقصها من الأدوية، فتنتعش السوق السوداء، حيث يقول سكان إنهم يلجأون إليها لتوفير احتياجات أكثر تحديدا. وتحدث أطباء عن أن بعض المرضى اشتروا ما يحتاجونه مثل أسطوانات الأوكسجين والتخدير، وأشاروا الى أن "المرضى اليائسين يمكن أن يشتروا أي شيء من القفازات الجراحية إلى أجهزة الأشعة السينية والغسيل الكلوي بأسعار مرتفعة من السوق السوداء".
والحصول على الرعاية الصحية في وسط دمشق وهي منطقة نجحت قوات الحكومة حتى الآن في حمايتها من المقاتلين، أفضل مقارنة بأحياء يهيمن عليها المسلّحون أو يتنازعون السيطرة عليها مع القوات الحكومية مثل حي السيدة زينب.
وأوضح طبيب في مستشفى حكومي في ضاحية المزة أن "هناك نقصاً في المضادات الحيوية وأدوية الحالات المزمنة"، مضيفا أن "الأدوية التي تنتهي صلاحيتها يصعب أحيانا إعادة تخزينها". وعبّر عن قلقه، موضحا "لا تعرف ما هو النقص الذي ستواجهه من شهر الى آخر"، لافتاً الى أن المستشفى بالكاد يغطي احتياجاته الشهرية. ومع ادراكه أن تدهور الموقف أو تحسنه، يتوقف على قدرة شركات الأدوية السورية، التي كانت تنتج، قبل انطلاق الاحتجاجات، 90 في المئة من احتياجات السوق المحلية من الأدوية والعقاقير، على الاستمرار في نشاطها، لكن الأمر لا يبدو مبشّرا.
ويقول الطبيب إن "70 في المئة من انتاج الأدوية توقف في حلب، بعد أن اجتاح المسلّحون المدينة في تموز".
وفي آب ذكرت منظمة الصحة العالمية أن معظم شركات الأدوية السورية أغلقت أبوابها، الى درجة أن الأطباء يضطرون أحيانا لاجراء عمليات جراحية من دون توافر المعدات الضرورية بسبب نقص الامدادات. ويقول طبيب من حلب "بعض المعدات باهظة الثمن بحيث لا يمكن أن نشتريها مرة أخرى، ولا يمكن أن نعثر على بديل بسعر معقول لجهاز الأشعة السينية".

» عمليات نوعية للجيش السوري يقطع بها الامدادات عن المسلحين
» وزير التجارة الإيراني: نضع كل إمكانياتنا لتسهيل عرض المنتجات السورية وبيعها في السوق الإيرانية
» رئاسة مجلس الوزراء السورية تقررحرمان شركة هونان hunan technology الطبية من التعاقد مع الجهات العامة
» عرس أسطوري لحفيد عبد الحليم خدام بأموال الشعب السوري المسروقة
» حالة من الغضب العارم تسود منطقة البقاع الشمالي بعد اعدام الجندي عباس مدلج