هز الرأس بالإيجاب دليل على فهم المرء لما يدور حوله من حديث وأحداث

لزمن ليس بالبعيد كان هز الرأس بالإيجاب دليل على فهم المرء لما يدور حوله من حديث وأحداث، يومها كان الانسان يستعمل رأسه كعضو منتج وفعال يواجه فيه أعباء الحياة وثقل العيش أما اليوم فيكاد يكون هز المؤخرة بمثابة اداة التعبير الوحيدة التي يمتلكها المواطن العربي تعبيرا عن تفاعله مع كل ما يدور حوله من احداث فهو يهز مؤخرته في الفرح والحزن والرضا والغضب ، في المسيرات والتجمعات والاحتفالات والاحتجاجات ، في الشارع والمدرسة والبيت والجامعة ، وفي الحدائق العامة والمنتزهات والمقاهي ومواقف الباصات ، في التلفزيون والمسرح والسينما والقصة والرواية حيث لا مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي إلا ويدخل الهز فيه كمكون أساسي من الحبكة الدرامية، وفي الفن والحفلات والاغاني والمهرجانات حيث يهتز السلم الموسيقي ويهتز المطربون والفنانون والفنانات على زعزقة " التخت الشرقي " وفي نشرات الاخبار والتحليلات السياسية وأعمدة الصحف حيث المذيعة تقدم نشرة الاخبار وهي تهز والمحلل يستعرض تحليله وهو يهز والصحفي يكتب عموده وهو يهز وبائع الصحف يوزع الصحيفة وهو يهز والمواطن يقرأها ويرميها في سلة المهملات وهو يهز ، لزمن مضى كان الانسان العربي إذا ضرب رجله بالأرض تهتز له الدنيا أما اليوم فلو نطح رأسه بالحائط فلن يهتز لأحد جفن ... بتنا في مرحلة هزازة من تاريخ امتنا فاجتماعاتها هز ومؤتمراتها هز وقضاياها المصيرية هز حتى بتنا امة هزازة كل منا يقدم هزته ويعود إلى كرسيه الهزاز مودعا بمثل ما استقبل به من الهمز واللمز.

» نشار: الاستقالات من المجلس الوطني دليل صحة وليس دليل انقسامات
» تفاصيل وأحداث مسلسل باب الحارة الجزء السابع
» نصرالله:من عناوين عاشوراء أن لا نحاسب بالإيجاب والسلب على ماضي الانسان
» كشف اكذوبة اطلاق صواريخ سكود على حلب و تلاعب بيان الادانة الاميركية حوله
» إذا كان المعارض السوري لا يستطيع حتى إقناع عائلته بفكره ...إذاً كيف سيجمع جمهورا حوله