معاريف تكشف الجزء الخفي من التصريحات الاميركية عن أسلحة سوريا الكيماوية

معاريف تكشف الجزء الخفي من التصريحات الاميركية عن أسلحة سوريا الكيماوية
2012-12-05 05:00:22

بالتزامن مع الحديث عن نشر صواريخ الباتريوت التابعة للناتوعلى الحدود التركية – السورية توالت المواقف والتصريحات الأميركية بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، فحذرت هيلاري كلينتون ومن بعدها باراك اوباما دمشق من استخدام هذه الأسلحة ضد مسلحي المعارضة، بينما تحدث مصدر اميركي عن وجود معلومات لدى واشنطن تؤكد بأن النظام السوري يقوم بتجهيز ومزج مركبات كيمياوية تدخل في إعداد غاز "السارين" القاتل، من أجل استخدامه ضد المعارضة المسلحة، ما يعيد الى الاذهان التصريحات الأميركية الصادرة بخصوص اسلحة الدمار الشامل في العراق والتي خرج كولن باول قبيل غزو العراق ليهوّل بها ويدعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي الى العمل على التصدي لها ومنع استخدامها ليتبين لاحقا وعلى لسان باول نفسه زيف إدعاءاته.
ويبقى السؤال الأبرز عن الهدف الاميركي من هذه التصريحات وفي هذا التوقيت بالذات؟
في هذا الخصوص كشف إيغور كوروتشنكو، رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" الروسية إن عددا من الخبراء في موسكو يرون في قرار الأمم المتحدة سحب موظفيها غير الأساسيين من سورية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية إنذارا للبدء الوشيك للأعمال القتالية.
ويرى كوروتشينكو أننا نشهد الآن مرحلة تمهيدية لعملية عسكرية غربية ضد سورية، وأضاف أن نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية السورية يعد عنصرا تمهيديا لفرض منطقة حظر الطيران فوق سورية. خاصة وأن مدى هذه الصواريخ يزيد عن 100 كيلومتر، مما يجعلها قادرة على إسقاط الطائرات القتالية السورية في الأجواء السورية.
ولم يستبعد كوروتشينكو أن تصبح الأكذوبة حول استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين والمعارضين ذريعة لتدخل عسكري في سورية.
هذا الكلام تؤيده تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن، الذي حذر سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أنه "سيترتب على ذلك ردة فعل فورية من المجتمع الدولي" رغم تأكيده أن "نشر الصواريخ غرضه دفاعي فقط وليس إقامة منطقة حظر جوي أو شن أي عملية هجومية".
كلام راسموسن دحضته بطريق او بأخرى صحيفة "معاريف" التي كشفت ان "اسرائيل قد تشارك في عملية عسكرية محتملة ضد سوريا، اذا اقدم النظام باستخدام الاسلحة الكيماوية"، ويأتي كلام الصحيفة ليفسر سيل التصريحات الاميركية عبر كلينتون واوباما عن اسلحة سوريا الكيميائية وتحذير دمشق من استخدامها وهو ما يمكن وصفه بالجانب الخفي من تلك التصريحات.
كما كشفت الصحيفة ان الولايات المتحدة وبريطانيا اعدتا خطة عسكرية لمهاجمة سوريا بريا باشتراك قوات من الاردن (الملك الأردني خرج ليعلن ان بلاده لن تشارك بأي عملية عسكرية ضد سوريا ما يشير الى وجود هكذا خطة) وتركيا واسرائيل، وبموجب هذ الخطة يقوم نحو 75 الف مقاتل من القوات البرية ووحدات الكوماندوس بالسيطرة على منشآت الاسلحة الكيماوية السورية، كما سيفرض حظر طيران في اجواء سوريا، لمنع طائرات حربية سورية من ضرب الاهداف بصواريخ مزودة برؤوس حربية كيماوية.
كذلك أشارت الى ان التمرين العسكري الذي جرى في الاردن في شهر ايار الماضي بقيادة الولايات المتحدة وباشتراك 19 دولة اخرى، شمل اختبار سيناريوهات مختلفة بما في ذلك سبل التصدي للاسلحة الكيماوية .
بالمجمل يمكن النظر الى التصريحات الاميركية وما رافقها من مواقف دولية تصب جميعها في خانة تحذير دمشق من استخدام السلاح الكيماوي، بالاضافة الى ما صدر عن ميليشيا الجيش الحر بهذا الخصوص والحديث عن قرب لجوء النظام الى استخدام سلاحه الكيماوي بمثابة اشارة الى سيناريو ما يتم التحضير له من قبل المعسكر الداعم للمعارضة السورية المسلحة، وهناك فرضية تقول بامكانية ان تلجأ الدول الداعمة للمعارضة السورية بأسلحة تحتوي على مركبات كيماوية بما يتطابق مع الكلام الاميركي لتشكيل ذريعة لأي عدوان عسكري ضد سوريا، خصوصا وان الناتو وافق على نشر منظومة الباتريوت على الحدود السورية التركية، فهل يكون هذا السيناريو مطروح على بساط التنفيذ؟

» وثائق مسربة تكشف إرسال أسلحة تركية إلى “القاعدة” في سوريا برعاية أردوغان
» توكل كرمان تكشف وقوف تركيا وقطر خلف التشكيلات الاميركية لقوى المعارضة السورية
» ادارة اوباما تتريث في موضوع الاسلحة الكيماوية في سوريا
» الاخوان المسلمون ودورهم الخفي في السيطرة على مفاصل الثورة في سوريا
» مصادر أمنية عراقية تكشف إلقاء طائرات مجهولة حاويات أسلحة لـ “داعش” في “قضاء الدور”