من يدفع بالجيش السوري لتصفية ما يصفه الغرب بالارهاب الدولي؟ ...أنطوان الحايك "النشرة"

وبمعزل عن حقيقة المواجهات ونتائجها، يتوقف دبلوماسي شرقي عند الحرب الإعلامية التي يشنها الإعلام العربي على النظام السوري بشكل غير مسبوق، فيطرح أكثر من علامة استفهام حول ما اذا كان هناك تسوية ما شارفت على نهايتها ودفعت بالمعارضة إلى شن حملات عسكرية وإعلامية متلاحقة لتسجيل أي تقدم يسمح لها بتحسين مواقعها التفاوضية، وذلك في ظل قناعة ترسخت مع مرور الوقت لدى الغرب والدول العربية الداعمة بشكل مطلق لشتى أطياف المعارضة المسلحة باستحالة اسقاط النظام عسكرياً ومن دون تدخل عسكري أجنبي غير ممكن راهناً.
ويستند الدبلوماسي إلى تقارير واردة من خارجية بلاده ومشاهدات بعثتها لدى العاصمة السورية، ليعتبر أن واشنطن والغرب بصورة عامة يعملون على تأجيج المعارك داخل سوريا لمصالح استراتيجية تتخطى المطالبة باسقاط النظام أو حتى تغييره، لتصل إلى حدود تصفية الأصوليات والمنظمات الموصوفة بالارهابية لاسيما أن كل المؤشرات تدل على ذلك. فواشنطن بما تملك من تقنيات قادرة إلى حد كبير على تعطيل الالة العسكرية السورية المدمرة والحد من فاعليتها في ضرب المعارضة المسلحة، فضلا عن أن أجهزة المخابرات الأميركية المشاركة في غرف عمليات ادارة معارك "الجيش الحر" تدرك حق الادراك أن هناك نسبة كبيرة من المقاتلين ضد الجيش النظامي ينتمون إلى المنظمات السلفية والوهابية وهي بخطورة تنظيم "القاعدة" المتنامي في الدول المحيطة بـ"اسرائيل".
ويشير إلى أن الدول الأوروبية غير بعيدة عن هذه الاجواء وهي بحد ذاتها حريصة للغاية على إبعاد خطر مثل هذه التنظيمات عنها من خلال اشغالها بحروب جانبية تؤدي إلى الحد من تناميها. وهي لذلك تعمد إلى تسليحها بأموال النفط الخليجي، وتعمل في الوقت ذاته على تسريب معلومات عن طرق الإمداد عبر الأراضي التركية، كما تكشف أجهزتها عن تحركات المعارضة المسلحة، وهذا بحد ذاته ما أدى إلى إفشال مخططات مايسمى "الجيش الحر" للإنقضاض على العاصمة.. لولا استباق الجيش العربي السوري لكل تحرك خطير، وهذا لا يمكن أن يكون من باب الصدفة غير المعترف بها في التعاطي بين الدول .
ويؤكد الدبلوماسي أن تقارير الأجهزة المعنية تشير إلى تصفية عدد كبير من قادة الخلايا الاصولية التي تشكل خطراً عقائدياً مباشراً على الدول الغربية والأوروبية معاً، كما تلاحظ تصفية العديد من القادة المركزيين فضلا عن آلاف العناصر التي تقاتل تحت عباءة الاخوان، والتي تعبر من خلال الحدود السورية التركية من جهة والسورية اللبنانية من جهة ثانية، ناهيك عن سؤال حقيقي يصبح طرحه مشروعاً حين تؤكد المعلومات الميدانية ان الجيش السوري أسقط سريعاً مشروع المنطقة العازلة وتقدم باتجاه المعابر الحدودية مع تركيا وتوقف عند نقطة تسمح له بالمراقبة والإغارة الجوية على الإمدادات العسكرية والبشرية دون أن يحسم الموقف لمصلحته بالرغم من خطورة الوضع، ناهيك عن أن قوات النظام تستند إلى معلومات دقيقة للإغارة على مراكز التنظيمات الاصولية وتحقيق أكبر عدد من الخسائر البشرية. وهذا لا يمنع من السؤال الاستطرادي حول السر الكامن وراء تقدم الجيش السوري الدائم بخطوة واحدة عن المسلحين وبالتالي حول من يدفع بالجيش السوري إلى تصفية ما تصفه واشنطن بالارهاب الدولي؟