من هم ولماذا يقاتلون في سوريا؟

من هم ولماذا يقاتلون في سوريا؟

لو ان هذه الاعتداءات التي تتعرض لها سورية على يد المرتزقة الاجانب حصلت في دولة غربية لـ كانت قد اعتبرت منذ فترة طويلة دولة تتعرض لهجوم ارهابي دولي لم يسبق له مثيل.

ومن المعروف جيدا انه في صفوف المتمردين لا يوجد من المؤيدين للديموقراطية الليبرالية بل هم اناس من نوع اخر. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذ الغرب يدعم هؤلاء المرتزقة الارهابين .

من وجهة نظر المحلل السياسي يفغيني يرمولايف: يقاتل في سورية الكثيرون من ليبيا. حسبما ذكرت وكالة "رويترز"، أنهم من الاختصاصيين المدربين تدريبا جيدا والخبراء في المتفجرات واستخدام الأسلحة الثقيلة. من بينهم احد الذين شاركوا في الماضي القريب باقتحام مقر إقامة القذافي وقد تحدث لوكالة الانباء قائلا انه يتوافد الى سورية الوف من المرتزقة الاجانب مثله. طبعا نشرت هذه المقابلة في أغسطس / اب الماضي ومن غير المعروف ما إذا كان هذا الرجل الان على قيد الحياة . على كل حال ، لا توجد صعوبات في تجنيد القوات لإرسالها إلى سورية ولا سيما انه الان في ليبيا الكثيرون لا يعملون ولكنهم يعرفون جيدا استخدام مهاراتهم القتالية لكسب المال مع العلم ان الذي ينسق اعمالهم هي تلك القوى الخارجية التي نظمت الحرب في ليبيا. لقد اصبح معروفا للجميع ما هي هذه القوى واين تتموقع في منطقة الشرق الأوسط ولماذا الغرب يساندها.

نحن هنا نتعامل مع مثال كلاسيكي للسياسة الاستعمارية فقد اتقن الاوروبيون هذه السياسة بشكل جيد حيث ياججون النزاع بين السكان الاصليين للبقاء على أنفسهم في تحقيق الفوز. نعم يأججون الخلافات الموجودة اصلا بين القبائل ثم يدعمون تلك التي تظهر لهم الولاء . هذا هو ما يحدث الآن في الشرق الأوسط، الذي أصبح مرة أخرى موضوع اهتمام كبير للمستعمرين الجدد.

تحظر الاتفاقيات الدولية المرتزقة. ولكن لماذا تتفشى هذه الظاهرة في الواقع بشكل كبير؟

اليكم ما قاله بهذا الصدد الخبير أندري كروزين: كانت في القرن الماضي المؤسسات العسكرية واجهزة المخابرات لمختلف الدول هي التي تجند المرتزقة بواسطة العملاء اما الان يبدو مستحيلا تحديد الجهة التي تجند المرتزقة ولا سيما في ظل وجود شركات الأمن الخاصة، والمنظمات غير الحكومية الغامضة التي تقوم بهذا العمل. في الوقت الحالي تقاتل المرتزقة نيابة عن الهياكل غير الشفافة الأخرى التي تقودها هياكل اخرى أكثر غموضا.

وحتى الآن، يبدو من المؤكد أمرين. أولا، في الوضع السوري اصبح معروفا تماما ان الغرب هو الذي يستخدم المرتزقة لحل مشاكله الجيوبوليتيكية والإقليمية.

ثانيا، المرتزقة في سورية تأتي من أفغانستان والعراق وليبيا ومصر وبعض البلدان الأخرى التي تسود فيها الفوضى بسبب تدخل الغرب.

لقد اصبحت هذه البلدان مزارع لتربية ذئاب الحرب وهم على استعداد للقتال من أجل المال في أي مكان ومع أي شخص. هذا أمر خطير جدا وخصوصا للمنطقة نفسها . ان بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الى الان لم تنه ازالة اثار مئات الآلاف من المرتزقة التي افرزها الغرب واصدقائه العرب لافغانستان انذاك وهذا ما يحدث الان مع سورية.

» مسلحو القصير ...كيف ولماذا يقاتلون ؟؟
» حتى الوباء الإسلامي الصيني وصل إلى سوريا : "مجاهدون" من الصين يقاتلون في سوريا لإحياء الخلافة على هدى تعاليم سيد قطب!؟
» لماذا سمحت سوريا للمفتشين الدوليين بزيارة ريف دمشق ولماذا اتصل
» سلفيون عراقيون يقاتلون في سوريا
» أبو سياف : ١٠٠ سلفي أردني يقاتلون في سوريا