المفتي حسون: سورية ستهزم الفكر التكفيري المتطرف بوعي وتلاحم شعبها وتضحيات جيشها

أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن سورية بوعي شعبها وتضحيات شهدائها وشجاعة جيشها وحكمة قيادتها ستهزم العصابات التكفيرية الإجرامية التي دفعت بها الأعراب والأغراب إليها للنيل من دورها الحضاري الإنساني ومن موقعها المقاوم .

وقال الدكتور حسون في محاضرة ألقاها الخميس 22/11/2012 على مدرج الباسل في كلية العلوم بجامعة تشرين بعنوان ( خطورة التطرف على المجتمع الإنساني ) أن الشرائع السماوية جاءت لأجل الإنسان وسعادته وأن جوهرها المحبة والتسامح وليس التكفير والقتل كما يفعل المتطرفون وأن بلاد الشام وفي قلبها سورية كرّمها الله أن تكون أرض الرسالات ومهد الديانات ومسعى الأنبياء ومن أرض سورية انطلقت الحضارة لتشع نورا وخيرا ومحبة وبركة وعلما ومعرفة في أصقاع الأرض وأضاف أن سورية اليوم هي أرض المقاومة ولذلك صدّر لها الأعراب والأغراب الإرهاب والتطرف والفكر التكفيري للقضاء على دورها وعلى وجودها وإنهم سينهزمون أمام وعي شعبنا وتضحيات شهدائنا وبسالة وشجاعة جيشنا وحكمة قيادتنا . وأوضح سماحة المفتي حسون أن التطرف أنواع فمنه التطرف الديني والمذهبي وهناك التطرف المالي والتكنولوجي مشيرا إلى أن التطرف الديني والمذهبي هو الأخطر لأنه يلغي الآخر ويغلق الفكر ويرفض الحوار وهو مانراه لدى أفراد وجماعات الفكر الوهابي ولدى العصابات الإرهابية التي تمارس إجرامها في سورية كما نراه للأسف لدى ما يسمى المعارضة الخارجية أما التطرف المالي فيتمثل في الاحتكار وسيطرة المال ولاسيما الدولار على اقتصاد الشعوب الفقيرة بقصد التحكم بها وأما التطرف التكنولوجي فيتجسد في احتكار العلم والتكنولوجيا وحجبها عن الآخرين . وأشار سماحة المفتي إلى تقصير المؤسسات في مجالات الثقافة والتربية والإعلام وإلى تقصير منابرنا الثقافية والدينية والتربوية في بناء الإنسان والتي وجد فيها أعداؤنا ثغرات نفذوا منها إلى عقول أبنائنا وسعوا إلى توظيف هذه الثغرات في حربهم على سورية ودعا إلى ضرورة نهوض المؤسسات العلمية والتعليمية والتربوية والجامعية والمساجد والكنائس وكافة مؤسسات العلم والمعرفة بدورها التربوي والعلمي والتوعوي والتوجيهي في صناعة وبناء الإنسان الذي بدوره يبني ويصنع الدولة . وأكد أن من أهم أسباب التطرف الجهل والأنا والقداسة . وتساءل المفتي حسون : لماذا تداعى الأعراب والأغراب لإنهاء حرب غزة في ثمانية أيام ولم ينهوها في سورية والعراق مؤكدا أنهم يستعرون للتفرغ في حربهم العدوانية ضد سورية وأضاف الدكتور حسون : أن تكريس الحوار والثقافة والأخلاق النبيلة وقراءة ثقافتنا العربية والإسلامية قراءة واعية هو السبيل الوحيد للحد من التطرف الذي يتغلغل اليوم إلى مجتمعاتنا العربية وأن المتطرفين يستهدفون الشعب السوري الذي يقدم اليوم التضحيات ويذود عن تسامح ووسطية مجتمعه بعزة وكرامة مبيناً أن الهدف الأساسي وراء كل ما يجري اليوم على الساحة العربية هو إنشاء دول جديدة تقوم على أساس ديني متطرف بعيد كل البعد عن الدولة المدنية.
وأكد الدكتور حسون أن تلاحم أبناء سورية وتكاتفهم ووعيهم لأبعاد المؤامرة التي يتعرض لها وطنهم مكنّهم من إفشال المخطط الخارجي الذي يستهدف ضرب وحدة المجتمع السوري وتماسكه وتآلفه في أجواء العيش الواحد المشترك . وأوضح أن الشعب السوري المتلاحم مع جيشه الباسل وقيادته الحكيمة يقدّم انموذجا يحتذى في الحفاظ على استقرار واستقلال سورية بروح وطنية عالية متخطيا كل ما يحاك من قوى المؤامرة لبث الفتنة الطائفية والمذهبية لأن ما تتعرض له المنطقة مرسوم بدقة وعناية من جهات خارجية تعمل على دعم فكرة وجود إسرائيل ككيان ديني يحتاج إلى دويلات صغيرة تحيط به تعتمد على مذاهبها وطوائفها أساسا لوجودها واستمرارها. وقال المفتي حسون: إن السوريين يدفعون ثمن رفضهم خطة تقسيم بلدهم يقتل فيه الأخ أخاه ووالده ويحمل السلاح بوجه الدولة بقصد الهدم والتخريب مشيرا إلى أن حجم المسؤولية التي يتحملها كل مسجد وكل كنيسة لوأد الفتن المدبرة لنا وتوجيه أبناء الوطن بعدم الدخول في مراحل يأس وقنوط تهدم طاقات الأمة وتفقدها الأمل بمستقبلها ونصرها.

ولفت المفتي العام للجمهورية إلى أن الغرب يحاول دائما اختراق مجتمعاتنا العربية ثقافيا واقتصاديا وتقنيا الأمر الذي يحتم علينا الالتزام بثقافتنا العريقة وعدم الانجرار وراء ما يفرزه العالم الغربي وما يصدره الينا من مظاهر وسلوكيات وأفكار غريبة موضحاً أن الغايات الكامنة وراء محاولات الاختراق ترمي إلى عرقلة مسيرة التطور والتقدم في بلداننا ما يحتم علينا العمل على تحقيق أمننا الفكري والاقتصادي كسبيل لمنع ولادة أبناء متطرفين في مجتمعاتنا وتحصينهم بمناعة ذاتية. مبيّنا أن كل دولة يتحالف فيها رجل الدين مع رجل السياسة تكون محمية من قبل الأنظمة الغربية التي تحارب أي مجتمع يفصل بين هؤلاء لإدراكها التام بأن هذا الفصل يوفر أجواء الحرية الفكرية موضحاً أن المتطرفين يعمدون إلى ربط السياسة بالدين ليحصلوا على صفة القداسة التي يسيطرون من خلالها على المجتمعات.
وأكد حسون أن "التطرف هو مرض إنساني يولد الانغلاق على الذات بحيث يصبح المتطرف حبيس نفسه ومصلحته ومتعه الخاصة دون البحث عن المستقبل ويرتبط التطرف بالجهل فليس لصاحب علم أن يكون متطرفا بحال من الأحوال" لافتاً إلى "أن ظاهرة التطرف وصلت إلينا من الغرب منذ مئتي عام ما يؤكد أنها ستعود آنفا إليه فيجني كل من حض عليه غراسه". ولفت المفتي حسون إلى الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام المضلل في تكريس ظاهرة التطرف وتوطيد أشكالها الأمر الذي شكل سلاحا من أسلحة المؤامرة الحالية على سورية مؤكدا أن الاعلام يعاني مشكلة حقيقية تكمن في تكرار ما يقوله الآخرون دون دراسة المقولات والخطابات الملغومة التي تبث على مدار الساعة. واعتبر المفتي حسون "أن الإعلام السوري مازال يحتاج إلى مزيد من التطوير ليواجه الإعلام المضلل الذي رصد خلال هذه المؤامرة ما يزيد على ثلاثة آلاف خبير وطبيب ومؤسسة وجهة تعمل في حقل الطب والتحليل النفسي لدراسة كل التقارير الإخبارية حول سورية قبل بثها وصياغتها بما يضمن أعلى مستويات التأثير السلبي على معنويات الشعب السوري".وختم مجاضرته : في الوقت الذي تتراجع فيه الأزمة في سورية التي تعيش دقائقها الأخيرة تتعاظم الأزمات في كل من مصر وليبيا وتونس وتركيا لأن المطلوب دائما انهيار الدول المحيطة بإسرائيل.
حضر اللقاء الدكتور محمد يحيى معلا وزير التعليم العالي والدكتور محمد شريتح والدكتور غالب شحادة أمينا فرعي الحزب في اللاذقية و جامعة تشرين ومحافظ اللاذقية سليمان الناصر والدكتور هاني شعبان رئيس الجامعة والشيخ زكريا سلواية مفتي اللاذقية والشيخ غزال غزال مفتي منطقة اللاذقية وحشد كبير من الفعاليات الرسمية والحزبية والطلابية والأكاديمية.
كما التقى سماحة مفتي الجمهورية ووزير التعليم العالي اليوم في المكتبة المركزية في جامعة تشرين القيادات الحزبية والنقابية والإدارية والفعاليات التعليمية والطلابية في جامعة تشرين حيث استهل اللقاء الموسع بكلمة لوزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا أكد فيها على تكامل دور المؤسسات العلمية والتعليمية مع الفعاليات والمؤسسات الدينية والروحية والعلماء ورجال الدين للنهوض المستمر بالوعي المجتمعي ولتعميق التعاون في بناء الانسان لتكون الجامعات مراكز للإنتاج المعرفي وللبحث العلمي ومنابر فاعلة في بناء وتثقيف وتوجيه الإنسان في إطار الرسالة الحضارية للجامعات في صناعة الإنسان الفاعل في مجتمعه والمنتج في عمله والمحصّن بالعلوم والمعارف مؤكدا على الاهتمام النوعي بمخرجات التعليم العالي وتكريس الاهتمام لتحقيق جودتها بما ينعكس خيرا على الفرد والمجتمع بما يجعل من الجامعة نموذجا لروح المحبة والتعاون والتآخي بين جميع أبنائها والقائمين عليها . وتحدث سماحة المفتي داعيا الكوادر الجامعية والأسرة التعليمية والقيادات النقابية والطلابية إلى التركيز على الدور التوجيهي البنّاء وتوسيع التواصل والتحاور والتفاعل مع قضايا الطلبة والشباب ومحاكاة اهتماتهم وتطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم والتعرف على شؤونهم ومشكلاتهم والسعي الجاد لحلّها بما ينعكس على تجسيد الدور التربوي والتوجيهي بالشكل الأمثل مؤكدا أن جوهر العملية التربوية هو غرس القيم الخيّرة النبيلة وترسيخها سلوكا وممارسة لدى جيل الشباب بما يؤدي إلى تنوير العقول وتهذيب النفوس وصقل الخبرات والمعارف . حضر اللقاء الرفيقان الدكتور غالب شحادة أمين فرع الحزب في الجامعة ورئيس الجامعة الدكتور هاني شعبان الرفاق أعضاء قيادة فرع الحزب في جامعة تشرين والقيادات الحزبية والنقابية والإدارية في جامعة تشرين.

» السيد نصر الله : المظلوم في سورية هو كل سورية وكل شعبها وكل جيشها لان سورية مستهدفة
» البطريرك اليازجي: سورية كانت وستبقى بلد السلام والعيش المشترك بوعي شعبها
» اللحام : النظام السعودي يصدر الفكر الوهابي التكفيري إلى سورية والعالم
» المفتي حسون: سورية دفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها لتحافظ على طهر أرضها
» المفتي حسون في مؤتمر الوحدة الإسلامية: ما يجري في سورية هو ضريبة احتضانها ودعمها للمقاومة وللقضية الفلسطينية