لماذا فشلت اسرائيل في إسكات صواريخ غزة؟

لماذا فشلت اسرائيل في إسكات صواريخ غزة؟

جلس الاسرائيليون حول بطاريات صواريخ هي من القبة الحديدية التي باتت منشورة من الحدود اللبنانية وحتى تل ابيب، واعتبروها مثل رحلة سياحية لكي ينظروا كيف ينطلق الصاروخ ويصوّرونه اذا اصطدم بالصاروخ المنطلق من الاراضي اللبنانية.
يجلس ايضاً صحافيون ومصوّرون من كل انحاء العالم، لتصوير المشهد.
واسرائيل تعتبر القبة الحديدية هي اختراع جديد فريد من نوعه توصلت اليه صناعة السلاح الاسرائيلية.
وباتت مراكز محطات القبة الحديدية مثل المنتزه السياحي، حيث يتجمّع الاسرائيليون وينتظرون اطلاق الصواريخ.
عملت اسرائيل على عنصرين عسكريين لإسكات غزة، فشنّت اكثر من 300 غارة أدّت الى استشهاد 134 فلسطينيا وجرح 1050 فلسطينياً، مقابل 6 اسرائيليين قتلوا و46 جريحاً.
وشاهد مراسل محطة الـ«سي.ان.ان» صاروخاً انطلق وكان حوله جمهور اسرائيلي، انطلق هذا الصاروخ ليعترض صاروخاً متجهاً الى اسرائيل او الى العمق الاسرائيلي، لكن صاروخ القبة الحديدية لم يصطدم بالصاروخ الذي اكمل طريقه نحو الهدف داخل اسرائيل.
وفي مرحلة لاحقة، قامت محطة الـ «سي.ان.ان» وعبر المراسل ذاته بتصوير صاروخ انطلق من القبة الحديدية ثم انطلقت صواريخ عديدة باتجاه صاروخ متجه الى عمق اسرائيل وفجّرته في الجو، وتناثرت قطع الصاروخ المتفجّر مع الصواريخ الأخرى، لتنتشر وتسقط على مستعمرة دون ان تلحق اذى بالسكان.
انها تجربة للقبة الحديدية التي اخترعتها اسرائيل واعتبرت انها من اهم انجازات الفكر العسكري في مجال اختراع اسلحة جديدة، لكنها بالغت في الاعتماد على القبة الحديدية لانه يبدو ان 40% من الصواريخ يمكن اعتراضها اذا كانت بعيدة الأمد. اما الصواريخ القريبة فلا يمكن اعتراضها.
وفي المقابل، قام المهندسون في غزة بدراسة كيفية تجنّب صواريخ القبة الحديدية عبر اطلاق صواريخ على تل ابيب، فرأوا أن زاوية الانحناء يجب ان تكون أقلّ وان لا يرتفع الصاروخ كثيرا في الفضاء ليصل الى هدفه. ولذلك جرّبت المقاومة الصاروخ المنحني وقصفت به القدس ووصل الصاروخ الى القدس دون ان تستطيع القبة الحديدية اصابته.
لماذا فشلت اسرائيل والجيش الاسرائيلي في إسكات قطاع غزة وصواريخ غزة؟ اسرائيل شنّت 300 غارة على منازل لمقاومين وعلى أبنية للسلطة. كما قصفت مراكز اعتبرتها منطلقاً لاطلاق الصواريخ، لكن المفاجأة، وفق خبير عسكري اسرائيلي، هي كيفية إخفاء الصواريخ والتمويه الموضوع بشكل ان اسرائيل كانت تراقب جواً كل يوم قطاع غزة، ولم تشهد اماكن وضع صواريخ بطول 10 امتار ونصف في قطاع غزة، ولها بوابات ترتفع بالهيدروليك، وينطلق الصاروخ باتجاه هدفه في العمق الاسرائيلي.
وقال الخبير العسكري انها تقنيات اعتمدها حزب الله في جنوب لبنان، واتهم حزب الله بارسال مهندسين وعناصر من كوادره الى غزة، وهم قاموا بتنظيم قواعد الصواريخ تحت الارض وكيفية اخفائها.
واضاف الجنرال عاموس شين وهو كان قائداً للصواريخ في اسرائيل، ان على رئيس الحكومة أن يعلم ان تقنيات اطلاق الصواريخ في غزة ما كانت لتشهد هذا التقدم لولا تدخل حزب الله مباشرة في الموضوع، مستبعداً أن تكون ايران ارسلت ضباطاً الى قطاع غزة، لان ايران لا تتحمّل اعتقال ضابط من قبلها من سلطات اسرائيلية او مصرية.
وقال الجنرال عاموس ان الملف موضوع امام الرئيس نتنياهو بشأن الصواريخ وبشأن تدخل حزب الله، على ما يعتقد، لان حماس ليس عندها الخبرة في اطلاق الصواريخ بهذا الشكل واخفائها. وان غزة شهدت هذه المرة تماماً ما شهدته اسرائيل سنة 2006.
قال الجنرال عاموس اذا ثبت وجود عناصر من حزب الله في قطاع غزة وكوادر فنية ومهندسين فعلى اسرائيل ان تعتبر ان الحرب مع حزب الله واقعة لا محالة، طالما ان حزب الله اطلق طائرة من سيناء فوق اسرائيل ويرسل مهندسين الى غزة. واعطى مثلاً، فأبرز على التلفزيون الاسرائيلي صوراً لصواريخ اطلقها حزب الله وتم اخذ صور لها كيف ترتفع البوابة وتطلّ قاذفة الصواريخ وينطلق الصاروخ في جنوب لبنان. وحصل الامر ذاته في غزة، معتبراً ان من صنع في جنوب لبنان هذه المنصّات هو الذي استطاع تقديم التقنيات الهندسية والعسكرية لحماس.
لماذا فشلت اسرائيل في إسكات غزة وصواريخها؟
بالنسبة للسكان اعتادوا على الغارات الجوية، ولم تعد تخيفهم الغارات الجوية، وكانت اسرائيل تستعمل طائرة من دون طيار، فتطلق صاروخاً خفيفاً على بيت المناضل في حركة حماس او الجهاد الاسلامي، كانذار لترك المنزل، وبعد 10 دقائق تأتي الطائرات الـ اف.16 وتقصف المنزل وتدمّره، وبذلك تهرب اسرائيل من حصول خسائر كبيرة لدى المدنيين الفلسطينيين.
أما بالنسبة للصواريخ، فان مراكز اطلاق الصواريخ كانت مخفيّة وتقع تحت التمويه، والسبب ذكرناه هو تقنية حزب الله في اطلاق صواريخه. لذلك لم تكتشف الطائرات الاسرائيلية مراكز اطلاق الصواريخ، بل اعتمدت على القبة الحديدية وبالغت في الاعتماد عليها، فوجدت نسبة 40% اعتراض لصاروخ موجّه على تل ابيب، شرط قصفه من اكثر من 6 بطاريات صاروخية لاعتراضه.
بالنسبة لحكومة نتنياهو، باتت في المأزق، وهي بعد عدم قدرتها على إسكات قطاع غزة امام قرار الاجتياح البري، أو توقيع هدنة. ويبدو ان الاجتياح البري له كلفة باهظة على صعيد المجتمع الدولي، فوزيرة خارجية اميركا هيلاري كلينتون في المنطقة واجتمعت مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه، وبحثت معهم في عدم القيام بعملية برية.
من أسباب فشل اسرائيل في إسكات صواريخ المقاومة، انه طوال الثورة المصرية كان الفلسطينيون يحفرون أنفاقاً غير الأنفاق السابقة ما بين قطاع غزة وسيناء، واستطاعوا بناء أنفاق تسير فيها شاحنات، ومع انفتاحهم عبر 80 نفقاً باتجاه سيناء، وحجم سيناء ومساحتها واخفاء الاسلحة فيها، فان حركة حماس استطاعت ان تستمر في الحصول على ما تريد من ذخيرة وسلاح عبر سيناء.
وتتهم اسرائيل ضمناً الجيش المصري وقوى الامن المصرية، انه خلال سنتي الثورة في مصر لم تقم بواجباتها في سيناء بمنع الانفاق، ولولا الانفاق لما استطاعت المقاومة الصمود، لانها أمّنت لقطاع غزة كل احتياجاته المعيشية، خاصة من العريش ومن مصر. فكانت المؤونات تأتي الى العريش ومن العريش تنقلها شاحنات عبر الانفاق، فلم يستطع الجيش الاسرائيلي محاصرة غزة نتيجة انفتاح القطاع عبر الانفاق على سيناء.
لذلك، يقف الجيش الاسرائيلي عاجزاً عن إسكات الصواريخ من حركة حماس والجهاد الاسلامي، باستثناء القبة الحديدية التي انجزت تقريباً 40% ولكن مع تقدير درجة انحناء الصاروخ وتقنيات خاصة به يمكن تجنّب ارتفاعه في الفضاء واتجاهه أفقياً نحو الهدف بشكل لا تستطيع القبة الحديدية اعتراضه.
لقد فشلت اسرائيل في إسكات قطاع غزة، وهذه هي النتيجة العسكرية للمعارك التي حصلت. ومن هنا جاء طلب الاحتياط بـ75 الف جندي للجهوز مع 200 دبابة ومدافع ميدان لاحتمال اجتياح بري لقطاع غزة.

» صحيفة أمريكية: "اسرائيل" فشلت باستهداف صواريخ ياخونت في سوريا
» لماذا لن تعلن سوريا الحرب على اسرائيل
» لماذا فشلت "هدنة الابراهيمي" ؟ ....و النتائج ؟
» لماذا تخشى اسرائيل مهاجمة سورية ؟
» "يديعوت أحرونوت": "اسرائيل" تتخوف من تزويد روسيا صواريخ اس 300 لسوريا