الرئيس الأسد ان حكى

الرئيس الأسد ان حكى

Tuesday, November 20, 2012 - 07:57 PM

يدرك الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ان حرباً دولية تجري ضده وضد نظامه في سوريا وعلى صعيد الدول المجاورة. وهذه الحرب هي سياسية وديبلوماسية وعسكرية. لكن الرئيس الاسد لا يقول كل ما عنده، بل يعرف ان مؤامرة كبيرة تم تنظيمها ضد سوريا انطلاقاً من تظاهرة درعا التي كانت في اطارها المحدود. واليوم ظهرت الصورة امام الجميع وكان الرئيس الأسد قبل سنة يشعر بها ويخطط لايقافها ولكن دون مجازر.
يعرف الرئيس الأسد ان حوالى 20 الف أجنبي من عربي واسلام آسيوي تم ارسالهم الى سوريا وهم من المتطرفين الاسلاميين والسلفيين لتغيير واقع سوريا وخلق الاضطرابات في الداخل السوري، وضرب الجيش النظامي والبنية التحتية لسوريا. وهو حتى الآن يعتبر ان الوقت لصالحه وان المؤامرة ستظهر أكثر.
لكن الرئيس الاسد في داخله يشعر بمرارة موقف الدول العربية، فسوريا دفعت ثمناً باهظاً من أجل دعمها المقاومة الفلسطينية والمقاومة في جنوب لبنان ضد اسرائيل. وهكذا دافعت عن كل العرب، فاذا بالعرب يعاقبون سوريا بالعزل وتجميد العضوية في الجامعة العربية.
لم تفعل سوريا اي عمل عدواني ضد الدول العربية، والدول العربية التي تطالب سوريا بالديموقراطية هي دول غير ديموقراطية بأغلبيتها، ولا يوجد حتى عندها ولو شكلياً مجلس شعب او مجلس نواب ولا يوجد عندها اي اختبار او اختيار من قبل الشعب بانتخاب رئيس، بل انها انظمة آحادية، كما هو النظام السوري واكثر من ذلك. فهي تمنع الكلام السياسي كلياً في هذه البلدان العربية. ومع ذلك اتخذت مواقف عدائية ضد سوريا، مما يخلق باباً كبيراً لاسرائيل للدخول الى العمق العربي اذا سقطت سوريا.
الرئيس الأسد إن حكى، لقال للدول العربية ان ما تفعلونه هو اكبر ضربة للعروبة، وان الممانعة السورية والموقف المؤيّد للمقاومة في فلسطين وفي لبنان سمح للدول العربية بأن لا تقع تحت السيطرة الاسرائيلية. وان سوريا تعاونت مع كل الدول العربية، فلماذا هذا الهجوم العربي تحت عنوان ان سوريا حليفة مع ايران.
ربما لا يجاوب الرئيس الأسد زواره عن كلام عن العلاقة مع ايران وعن اجراء التشيّع في سوريا من سنّي الى شيعي، لانه يعرف الحقيقة، ان هذا الامر لا يحصل في سوريا، وانه عنوان للمؤامرة ضده وضد النظام في سوريا، وان كولين باول جاء الى سوريا طالباً طرد حركة حماس فرفض الرئيس الاسد بينما كان الجيش الاميركي يحتل العراق ويسيطر عليه ويصل الى الحدود السورية مع تهديد باجتياح سوريا ودمشق، لكن الرئيس الأسد رفض طرد حركة حماس.
والرئيس الأسد قام بدعم المقاومة في جنوب لبنان حتى استطاعت الحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي في حرب 12 تموز 2006.
يبتسم الرئيس الاسد ابتسامة مليئة بالمرارة ايضا عندما تتحدث الدول الاوروبية عن سوريا انها دولة ارهابية، او دولة خارجة عن القانون الدولي، في حين ان سوريا على مدى تاريخها حاربت الارهاب، وفي حين ان التقارير الأمنية تتحدث عن وجود 20 الف ارهابي وانتحاري سلفي وأصولي اسلامي دخلوا الى سوريا وقامت بارسالهم دول الخليج ودول عربية لضرب النظام السوري. وان الولايات المتحدة وبريطانيا وخاصة فرنسا كانت تتعاون مع سوريا من اجل تبادل معلومات بشأن الارهاب، وكان العماد الشهيد آصف شوكت يتولى العلاقة مع الفرنسيين بشأن تبادل المعلومات حول الارهابيين. وكانت اتصالاته تشمل بريطانيا والمانيا وفرنسا والسعودية ومصر في مكافحة الارهاب.
ثم جاء بعده اللواء علي المملوك وتابع نشاطه في وجه مكافحة الارهاب، وبالتنسيق مع دول أوروبا ودول الخليج. فاذا بالذين يعرفون حقيقة الأمور عن دور الرئيس الاسد والنظام السوري في مكافحة الارهاب يكذبون ويتهمون سوريا بالارهاب، في حين انه بات متأكداً، وفق تقارير سلمها الرئيس الأسد الى كوفي انان والاخضر الابراهيمي موفدَي الامم المتحدة والجامعة العربية، حيث توجد لوائح بالاجانب المعتقلين في سوريا، حيث جاءوا لبناء دولة اسلامية في سوريا، اضافة الى تقارير تؤكد وجود حوالي 15 الف الى 20 الف ارهابي سلفي أصولي يريدون تخريب سوريا وتحويلها الى امارة اسلامية.
يستمر الرئيس الأسد في الصمود في قصر الشعب، ويعرف ان المخاطر كبيرة، ويعرف انه خسر الكثير من الشهداء من الجيش ومن اقرب المقرّبين له ومن الشعب السوري كله. ويعتبر ان الشهداء الذين سقطوا من المدنيين والعسكريين هم خسارة لسوريا. ويعرف ايضاً ان تركيا التي اقام علاقات جيدة معها قامت بالعداوة ضدّه من دون سبب وعلى أساس لا تقبله الدول، وهو التدخل الخارجي لاجبار دولة اخرى على اقامة اصلاحات وفق ما تريد. والمطالب التركية من الرئيس الاسد ليست محقّة.
ويتعجّب الرئيس الأسد من الموقف التركي كيف انه يريد فرض تغييرات في سوريا، والا فانه، اي النظام في تركيا، يقوم باستقبال المسلحين واستقبال الاسلحة وتقوم تركيا بارسال المسلحين من اراضيها الى سوريا للقتال ضد الجيش النظامي في عدوان واضح، وضوح النهار، حيث الاسلحة تدخل من تركيا الى سوريا وحيث المسلحون يدخلون من تركيا الى سوريا. في حين ان الاتفاق الامني الشهير في أضنة في شأن مكافحة حركة الاكراد ضد النظام التركي نفذته سوريا حماية لتركيا من القتال الكردي ضد تركيا.
فلماذا تدعم تركيا الآن المسلحين بالسلاح وتجعل ارضها منطلقاً للهجوم على سوريا.
الرئيس الأسد إن حكى، لقال ان الانظمة العربية كلها ستسقط تحت سيطرة امارات اسلامية وان اوروبا واميركا ستشهد منظراً لامارات اسلامية متطرفة مع تخريب للبنى التحتية، مثلما حصل في العراق وليبيا واليمن ودول أخرى، لأن الهدف الحقيقي ليس الاصلاح في سوريا بل الهدف الحقيقي هو ضرب سوريا وتخريبها.
والغرب يعرف عدد الاصوليين الذين توافدوا الى الاراضي السورية لضرب البنى التحتية وتفجير سيارات وتخريب سوريا وضرب الاستقرار فيها.
لا يتحدث كثيراً الرئيس الأسد، لكنه مصمّم على المواجهة وعلى القيام بواجبه الوطني، وبالنتيجة ماذا يحصل، فانه القدر. لكن ما زالت اكثرية شعبية سورية تؤيد نظامه والجيش النظامي متماسك والذين انشقّوا في البداية هم من عناصر وجهات غير فاعلة في الجيش السوري. اما الوحدات القتالية الحقيقية فبقيت موحّدة ودون انشقاق. ولم يحصل كما تتمنى الدول من فرز سني ـ علوي، بل بقيت العقيدة العربية اقوى من اي انقسام، والدليل على ذلك انه خلال سنتين يبقى الجيش السوري موحّداً بوحداته الاساسية والمقاتلون من ضباط ورتباء وجنود من الطائفة السنية ملتزمون بالاوامر مثل ابناء الطائفة العلوية وأكثر.
أخيراً، الرئيس الاسد إن حكى لقال ان العرب يرتكبون جريمة بحق سوريا، والغرب ارتكب الجريمة بحق سوريا ايضاً وقام بتخريبها، وان مخططاً صهيونياً ـ اميركياً لا يهدف الى اية اصلاحات في سوريا بل ان ما جرى عرضه على والده الرئيس الراحل حافظ الاسد وما جرى عرضه عليه بتوقيع اتفاق مع اسرائيل يتنازل فيها عن شاطىء طبريا وتلة الحمّة فان واشنطن ودول الناتو لكانت أيّدت سوريا ولن تتحدث عن اي اصلاح. لكن سوريا تدفع ثمن صمودها وممانعتها لاتفاق مع اسرائيل يجعل الهيمنة الاسرائيلية على المحك.

» الصحفية التشيكية التي أجرت المقابلة مع الرئيس الأسد: السوريون يرون أن الرئيس الأسد وحده القادر على توحيد الشعب السوري والتصدي للإرهاب
» رسالة من الرئيس الأسد إلى الرئيس تشافيز نقلها المقداد.. نائب الرئيس الفنزويلي: صمود الشعب السوري يمثل ضمير شعوب العالم الحرة
» فيديو نادر جداً - جداً - جداً. حوار بين الرئيس الخالد بقلوبنا حافظ الأسد والد زعيم الأمة العربية الدكتور بشار الأسد، و الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
» الرئيس الأسد يهنئ الرئيس الصيني «هو جنتاو» بمناسبة عيد بلاده الوطني
» الرئيس الأسد يهنئ الرئيس الصيني بمناسبة إطلاق مركبة الفضاء شينجو 9