المقاومة تقصف بالصواريخ واسرائيل خائفة من الاجتياح البري

المقاومة تقصف بالصواريخ واسرائيل خائفة من الاجتياح البري

استمرت الحرب في غزة بين المقاومة ممثلة بحركة حماس والجهاد الاسلامي وجيش العدو الاسرائيلي من جهة ثانية، وبدا المشهد وكأن اسرائيل تريد تحطيم كل مقوّمات وجود حماس والمقاومة في قطاع غزة، فشنّت اكثر من 150 غارة من ليل الاثنين حتى ما بعد ظهر الاثنين. وطوال الليل استمرت طائراتها في القصف الجوي على المنازل، وسقط على منزل المناضل في حماس صالح شحادة صاروخ قتل 14 من النساء والاطفال حيث وصفت مصادر اوروبية والصليب الاحمر المجزرة بأنها جريمة حرب.
واعترضت القبة الحديدية الصواريخ المتجهة الى اسرائيل، وادّعت اسرائيل ان صاروخين كانا يستهدفان تل ابيب دمّرتهنا في الجو وتناثرت اشلاء الصاروخان في المنطقة ما قبل تل أبيب.
في حين ان المقاومة أطلقت حوالى 93 صاروخاً مما اوصل عدد الصواريخ المطلقة على اسرائيل منذ بداية المعركة وحتى الآن الى 1073 صاروخاً مقابل 315 غارة اسرائيلية خلال الخمسة ايام الماضية.
ونتيجة القصف هي 100 شهيد في غزة من الفلسطينيين و3 قتلى من الاسرائيليين، وتدمير اكثر من 40 منزلاً في غزة، اضافة الى تدمير مقر الحكومة الفلسطينية في غزة ومكاتب تابعة لها.
اما في اسرائيل، فقد تم اصابة اكثر من 15 بيتاً وتم اغلاق مطار بن غوريون عدة مرات وتحويل الطيران الى مطار سري في شمال اسرائيل. كما وقع 3 قتلى لدى الاسرائيليين وحوالى 22 جريحاً.
انعكاس الوضع وردود الفعل
في هذا الوقت تدرس اسرائيل شن عملية برية شاملة على غزة بعدما وافقت حكومة نتنياهو على استدعاء 75 الف جندي اسرائيلي من الاحتياط تحضيراً لهجوم بري تظهر ملامحه من خلال حشد الدبابات الاسرائيلية حول قطاع غزة على الحدود مع القطاع. ولم تستطع اسرائيل لي ذراع المقاومة التي استمرت في اطلاق الصواريخ رغم مئات الغارات الاسرائيلية، ورغم انها دفعت اكثر من 100 شهيد، بينهم قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الشهيد أحمد الجعبري. الا ان المقاومة استطاعت الصمود والردّ على الغارات الاسرائيلية باطلاق الصواريخ على مستعمرات عديدة واطلقت صواريخ بعيدة المدى على تل ابيب والقدس. كما اطلقت بعد ظهر الاثنين صاروخين على مدينة ايلات الاسرائيلية، على ميناء البحر الأحمر. وانطلقت صفارات الانذار عدة مرات في تل ابيب والقدس وبئر السبع تنذر بسقوط صواريخ.
وساد جوّ من الرعب لدى الاسرائيليين المحيطين بتل ابيب في مستعمراتهم وفي مستعمرة بئر السبع ومنطقة أشدود، حيث كانوا يعتبرون ان صواريخ المقاومة في غزة لا تصل اليهم بل تصل الى مستعمرات في منطقة النقب على حدود غزة.
وقد تداول وزير الدفاع الاسرائيلي مع كبار الجنرالات من الاحتياط وفي الخدمة بشأن العملية البرية ضد غزة، أما الدول العربية فأرسلت وفدا من وزراء الخارجية الى غزة من اجل البحث مع القيادة الفلسطينية الاوضاع واثبات التضامن العربي مع الفلسطينيين ومحاولة تهدئة الامور والوصول الى هدنة.
كما أن الرئيس المصري محمد مرسي اعلن ان اي اجتياح بري لقطاع غزة لن يكون مقبولاً ولن يتحمل احد حصوله.
اما وزير خارجية بريطانيا هيغ، فأعلن ان اسرائيل يجب الا تقوم بالعملية البرية، بل يحق لها الدفاع عن نفسها لان القيام بعملية برية سيجعلها تخسر دعماً كبيراً من المجتمع الدولي، ولان الاجتياح البري سيؤدّي الى مجازر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
اما الرئيس باراك أوباما فقد اعلن تأييده لاسرائيل، معتبراً أنها تدافع عن نفسها.
فيما الجو العربي ما زال ضعيفاً في الوقوف في وجه العدوان الاسرائيلي على غزة واتخاذ موقف هام وطارىء بشأن قطاع غزة والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
آخر أخبار المعارك، بعد ظهر الاثنين قام الطيران الاسرائيلي بأكثر من 6 غارات على قطاع غزة بطائرات الـ اف.16 ودمّر منازل لمقاومين، حيث قتل نتيجة الغارات 34 فلسطينياً حتى بعد ظهر يوم الاثنين في يوم واحد. واكثرية الشهداء هم من النساء والاطفال، وباتت اسرائيل تستعمل اسلوب قصف منزل اي مقاوم حتى لو كانت عائلته كلها داخله. ولدى سؤال الناطق العسكري الاسرائيلي، هل تقصفون منزلا لمقاوم وفي داخله نساء واطفال، اجاب: نعم اننا نفعل ذلك.
وفي المقابل اعلنت حماس عن استعدادها للصمود في وجه عملية برية، واطلقت اكثر من 64 صاروخا على بئر السبع وعلى مستعمرات اسرائيلية في صحراء النقب وعلى ايلات حيث الميناء الاساسي لاسرائيل على البحر الاحمر. ولم تستطع الطائرات الاسرائيلية اسكات صواريخ المقاومة.
في هذا الوقت، ذكرت معلومات ان مزيدا من الصواريخ جرى تمريرها عبر سيناء الى قطاع غزة كي يبقى مخزون المقاومة قوىا في جو هذه المعركة. ويبدو ان الصواريخ تأتي من ايران الى السودان ومن السودان تصل الى سيناء ومنها الى غزة.
كما ان حزب الله اجرى اتصالات مع حركة حماس حول الوضع غزة وما يمكن ان تقدمه المقاومة اللبنانية في هذا المجال. ويعتقد البعض ان حزب الله ساهم في ايصال صواريخ في الساعات الأخيرة الى المقاومة في غزة، عبر طرق قادر حزب الله على استخدامها والوصول بالصواريخ الى سيناء ومن سيناء الى غزة على قاعدة التنسيق بين حزب الله وحركة حماس.
مؤتمر صحافي لخالد مشعل
اعلن الرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو هو الذي طلب وقفاً لاطلاق النار في القتال الدائر حالياً، ولفت ان اهداف اسرائيل في غزة فشلت، وان نتنياهو اراد الفوز بالانتخابات لكنه خاب في توقعاته وهو يعيش حالة قلق، واوضح ان حسابات نتنياهو اخطأت ونحن لا نملك توازن قوى او توازنا عسكريا بل حققنا التوازن بالارادة. وشدد على ان العدو قادر على خوض الحرب البرية وهو يلوّح بها الا انه يعرف انها لن تكون حاسمة وانه سيخسر عسكرياً وسياسياً وانتخابياً والعدو يريد مفاوضتنا تحت النار ونحن سنرفض ذلك.
واكد ان فتح وحماس ليسا عدوين واسرائيل هي العدو الوحيد وخلافاتنا هي نزوة شيطانية، ونحن موحدون الان.
ردود فعل
اعتبرت المفوضة العامة لفلسطين لدى الاتحاد الاوروبي ليلى شهيد ان المجتمع الدولي يتحمل ايضا مسؤولية في المواجهات الدائرة بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة. وصرّحت ليلى شهيد لاذاعة «آر تي ال» ان المسؤوليات «لا تتقاسمها حماس واسرائيل وحسب، وانما ايضا المجتمع الدولي، لانه يتساهل منذ 45 عامًا حيال احتلال عسكري، لا يحتمل بالنسبة الى الشعب الفلسطيني».واضافت ان «المجتمع الدولي يتساهل حيال هذا الانتهاك غير المقبول من دولة هي افضل زبون تجاري واقتصادي ودبلوماسي لكم».
وامس ، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على خلاف الولايات المتحدة التي ترى ان النزاع الحالي تتحمل مسؤوليته حركة حماس الفلسطينية وحدها، ان «المسؤوليات يتقاسمها الطرفان».وقال ان ما «هو حقيقي ان هناك صواريخ طويلة المدى تطلق من غزة، ولاسرائيل حق الدفاع عن امنها. لكن ما هو حقيقي ايضًا ان هناك هجمات دامية جدا تستهدف الغزاويين». واوقعت عمليات القصف الجوي والبحري على قطاع غزة عشرة قتلى صباح الاثنين في اليوم السادس من الهجوم الاسرائيلي على المجموعات الفلسطينية المسلحة على الرغم من كثافة المشاورات التي تحاول التوصل الى تهدئة.
من جهتها حثت الصين اطراف النزاع وخصوصا اسرائيل على ممارسة «اقصى درجات ضبط النفس» في قطاع غزة حيث استأنف الطيران والسفن الحربية الاسرائيلية صباح الاثنين القصف. وقالت هوا شونيينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية «نحث بشدة الاطراف وخصوصا اسرائيل على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس».وقالت هوا في تصريح صحافي ان «الصين تدعم الموقف العادل للدول العربية حول القضية الاسرائيلية الفلسطينية» مذكرة بموقف الصين التقليدي في هذا المجال. وكانت الصين ساندت طلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة معتبرة ذلك «حقا شرعيا ثابتا» للفلسطينيين يمكن ان يتحول الى عامل سلام في المنطقة.
كما يزور الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم غزة على راس وفد وزاري. وسيكون ضمن الوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتكون أول مرة منذ 2007 يزور فيها وزير بحكومة رام الله القطاع، الذي تسيطر عليه حماس.وتحدث المالكي عن زيارة «باسم الجامعة العربية»، دون الإشارة إلى ترتيبات معينة مع الحكومة المقالة.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إن جهود مصر للتفاوض بشأن تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين بقطاع غزة مستمرة وإن التوصل لاتفاق بهذا الصدد قد يكون قريبا.وقال قنديل إن المفاوضات مستمرة حاليا «وآمل في أن نتوصل قريبا لشيء يوقف هذا العنف والعنف المضاد.»وأضاف «أعتقد أننا قريبون لكن طبيعة هذا النوع من المفاوضات تجعل التكهن بنتيجتها صعبا جدا،في المقابل قال مسؤول كبير مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل مستعدة لاجتياح بري لقطاع غزة لكنها تفضل حلا دبلوماسيا.وقال المسؤول «نفضل ان نرى حلا دبلوماسيا يضمن السلام لمواطني اسرائيل في الجنوب. اذا كان هذا ممكنا فلن تكون هناك حاجة للقيام بعملية برية. لكن اذا فشلت الدبلوماسية قد لا يكون امامنا خيار سوى الدفع بقوات برية
ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن دبلوماسيين أميركيين أن مبعوثا لنتنياهو سيتوجه إلى واشنطن في الأيام القادمة. وكتب القيادي في حماس عزت الرشق في رسالة على فيسبوك أن حماس لن توافق على وقف لإطلاق النار إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات المستهدفة وترفع الحصار عن غزة.
وفي المقابل كتب موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي على حسابه على موقع تويتر للتواصل محددا شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار، والمتمثلة في تحقيق الهدوء وعدم إطلاق الصواريخ أو شن هجمات من غزة.

» إسرائيلي تقصف بالصواريخ مركز البحث العلمي في جمرايا بريف دمشق فجر اليوم ووقوع ضحايا
» محمد ضرار جمو لدام برس :هؤلاء الذين ادعوا المقاومة في فترة من الفترات إن كان خالد مشعل أو غيره لن يغيروا حقيقة وجه المقاومة
» أميركا خائفة من حزب الله
» السعودية خائفة - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز- 18-11-2013 - ناصر قنديل
» بعد دعمها للارهاب في سوريا.. بريطانيا خائفة من هجوم جديد على غرار تفجيرات لندن