دام برس – متابعة : اياد الجاجة
أكدت مصادر أهلية في ريف دمشق مقتل المئات من مسلحي ميليشيا «الجيش الحر» ليلة الإثنين الثلاثاء خلال هجوم شنوه على قواعد عسكرية في الغوطة الشرقية
وقالت المصادر:إن «المئات من المسلحين هاجموا هذه القواعد، ونجح عناصر الجيش العربي السوري الموجودون فيها بإحباط الهجوم وكبدوا المهاجمين خسائر فادحة». ومضت المصادر تقول: «لقد فر المسلحون بعد مقتل المئات منهم».
وبدأت وحدات من الجيش صباح الإثنين عملية عسكرية واسعة في حي التضامن جنوب دمشق لتطهيره من مجموعات مسلحة تسللت إليه.
وقالت مصادر أهلية إن الاشتباكات في حي التضامن جنوب دمشق تواصلت بين وحدات الجيش ومجموعات مسلحة لليوم الثاني على التوالي، موضحة أن وحدات الجيش تتقدم فی الحي وتكبد المسلحون خسائر فادحة فی الأرواح والمعدات.
بدورها، قالت وكالة الأنباء «سانا»: إن «قواتنا واصلت أمس ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعتدي على الممتلكات العامة والخاصة وتروع أهالي السبينة وزملكا والسيدة زينب والتضامن في دمشق وريفها وقضت على عدد من أفرادها».
كما اشتبكت وحدة من الجيش «مع مجموعة إرهابية مسلحة في بساتين اللوان بدمشق (قرب داريا) وأوقعتهم بين قتيل ومصاب».
وفي حلب، شهدت الآونة الأخيرة انسحابات بالجملة لشبان متطوعين في صفوف المسلحين في مناطق النزاع على خلفية إدراكهم بعدم عدالة القضية التي يدافعون من أجلها وعبثية معركتهم التي تدار بأجندة خارجية.
وتداركاً لمزيد من الانسحابات التي تغير في موازين القوى، وعدت قيادات المسلحين مقاتليهم بزيادة الرواتب من 10 آلاف إلى 17 ألف ليرة سورية على الرغم من أن أعداداً كبيرة منهم لم تقبض أي راتب بعد. وأوضح أحدهم أن الوعود بزيادة الرواتب خلبية «الهدف منها تعويض أعداد الشبان الذين تخلوا عن سلاحهم أخيراً وكسب مزيد من المتطوعين المراهقين العاطلين عن العمل في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها المدينة ونزوح أعداد كبيرة من سكانها إلى المدارس والمساجد دون أي معيل لهم».
وكشف مسلح آخر أنه تطوع مع أخيه في الشهرين الأولين من بدء معركة حلب «ولم نتلق أي نقود مقابل ذلك، وكانت مهمتنا تقتصر على الوقوف في الحواجز المتنقلة التي كنا نقيمها في الأحياء الشعبية مثل المشهد والسكري والفردوس وغيرها من دون الخضوع لأي دورة تدريبية على حمل السلاح، أي إننا لم نشارك بالفعل بأي عملية قتالية ووجودنا بأعداد كبيرة للإيهام بكثرة عدد المقاتلين الذين يلجأ بعضهم إلى سرقة المحال التجارية والمنازل لتأمين دخل لهم، وهؤلاء ألقى الكثير منهم السلاح بعد تأمين ثروة لا بأس بها حيث يبيعون مسروقاتهم بثمن بخس في أسواق خاصة بها».
ورفض رب أسرة العرض المقدم لولديه من رفاقهم في الحي من أجل الانضمام لصفوف المسلحين «إذ أغروا ولدي بأنهم سيقبضون راتباً شهرياً مقداره 17 ألفليرة سورية من أجل مساعدتنا على التغلب على ظروف المعيشة التي نعاني منها وأنهم بذلك يعفون من الخدمة الإلزامية بمجرد سقوط النظام لكننا لا يمكن بأي حال من الأحوال المشاركة في تخريب مدينتنا ووطننا وسنظل كذلك ولو متنا من الجوع...».
وآثر شبان من أبناء المدينة الالتحاق بخدمة العلم ضمن حملات السوق الأخيرة للدفاع عن مدينتهم واستقرار وطنهم ضد الأجانب الحالمين بفرض سيطرتهم عليه بخلاف ما تروج له قيادات المسلحين عن زيادة أعداد متطوعيهم.
ويلجأ المسلحون إلى إجبار بعض المراهقين في الأحياء الشعبية الفقيرة للالتحاق بكتائبهم تحت التهديد وتصفية أفراد عائلاتهم، ويشهد على ذلك الكثير من الحالات التي دفع فيها الأب والإخوة حياتهم ثمن رفضهم القتال إلى جانب جلاديهم والمتآمرين على أمن بلدهم.
وفي حمص، شهدت بعض أحياء المدينة هدوءاً تاماً وحركة نشطة وخاصة في الدبلان والغوطة والحمرات وعكرمة ووادي الذهب والزهراء وجب الجندلي وكرم الشامي والمحطة والخضر، على حين عاشت أحياء حمص القديمة وحي الخالدية أمس اشتباكات عنيفة طالت لساعات وأسفرت عن مقتل وتصفية عدد من متزعمي ميليشيا الجيش الحر مع معظم أفرادها.
ولاحقت وحدات من القوات المسلحة فلول المسلحين في حيي باب التركمان بالقرب من الجامع وباب هود بالقرب من أمانة السجل المدني وشرق شارع الخندق واشتبكت معهم لساعات وتمكنت من قتل ما لا يقل عن 40 مسلحاً وجرح عدد آخر منهم.
كما استهدفت قوات الجيش اجتماعاً موسعاً لمتزعمي المجموعات المسلحة كان منعقداً في حي الخالدية وتمكنت من قتل وتصفية معظم من كان بالاجتماع بعضهم يحمل جنسيات غير سورية (ليبية وسعودية وقطرية).