وقال: "سندافع عن شعبنا بالطرق المشروعة والتي كفلها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وأضاف أن نزهة البريطانيين والفرنسيين وغيرهم "لن تكون ممتعة جداً فيما إذا حاولوا الاعتداء على بلد عربي آخر، خاصة وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه مثل هذا التدخل".
وإليكم نص المقابلة:
س: لنبدأ من آخر تطورات الأزمة السورية وأقصد تشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض في الدوحة، كيف تنظر الحكومة السورية إلى هذا الائتلاف، ما هي قراءتكم لمساعي الجامعة العربية لحشد اعتراف من المنظمات الاقليمية والدولية بهذا الائتلاف كممثل للشعب السوري؟ ج: فيما يتعلق بهذه المعارضات، نعتقد أنها ليست صناعة سورية، كما لاحظتم هي صناعة أمريكية وقطرية ويكفيهم شرفاً مثل هذه الرعاية. عندما لا تنبت المعارضة في أرض الوطن وعندما لا تحظى بدعم أهل الوطن فإنها تكون مجرد ترتيبات خارجية تستخدم في هذا الوقت او ذاك من اجل التشكيك بالوطن ومن اجل تدمير الوطن. إذا نظرتم إلى مجلس اسطنبول الذي قام بإنشائه الأمريكيون، وبعد فترة قالوا هذا لم يحقق ما كنا نتطلع إليه، فلننشئ أيضاً إطاراً جديداً. أتوا إلى الدوحة ـ المستعدة دائماً لإنشاء مثل هذه الاطر، على حساب القضايا العربية ـ وأنشأوا هذا الاطار الجديد. العالم اليوم يبحث في اتجاه، وهم يبحثون في اتجاه آخر، العالم ونحن في سورية نقول يجب حل المشكلة في سورية في إطار سلمي ومن خلال طاولة الحوار الوطني، وأول قرار اتخذ هو أنهم يرفضون الحوار الوطني وسيعملون على استمرار الحرب واستخدام السلاح، وسواءً في إطار مجلس اسطنبول، أنتم تعرفون أنهم يقولون أننا نريد السلاح، نريد السلاح، نريد السلاح، فلماذا يريدون السلاح؟ لتدمير سورية، نعم، لقد حققوا جزءاً من هذا الهدف اللاأخلاقي، لكنهم لن يكونوا قادرين على الاطلاق، لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً على الاستمرار في ذلك، شعب سورية يعرف من هم الاصدقاء ومن هم الأعداء. سألت عن الجامعة العربية، وهي التي أصبحت مؤسسة من الرماد، إن العظام لا يحييها إلا الله، وأعتقد أن الجامعة العربية بمحاولاتها هذه إنما تخضع لإملاءات خارجية، الآن نجحوا في الإملاء الذي أرادوه في الدوحة، وهم ينتقلون الآن إلى القاهرة وإلى الجامعة العربية التي يجب أن تدافع عن دولها الأعضاء، بدلاً من أن تقف إلى جانب المجرمين والإرهابيين والقتلة. فهنيئاً أيضاً للجامعة العربية ولوزراء خارجيتها الذين دفعوا ويدفعون بهذه الاتجاهات، لكن هم الآن في واد والشارع العربي في واد آخر.
س: ما يسمى بالمجلس العسكري للجيش الحر، أطلق تهديدات مفادها المطالبة بانسحاب البعثات الدبلوماسية ومكاتب المنظمات الدولية من سورية، وكذلك بتوقيف الشركات الأجنبية ورجال الأعمال لمشاريعهم في سورية معتبرين ذلك مشاركة في سفك الدم السوري. كيف تقرأ هذه التهديدات، وإلى أي حد يمكن أن تستجيب بعض الأطراف لهذه التهديدات؟ ج: أنا أثق بأن الدول والسفارات ومنظمات الامم المتحدة لا يمكن ان تقبل بهذا المنطق وهي بعثات نحن نؤمن لها الحماية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ومن الأخلاقي أن يؤمن لها كل الشعب السوري ـ إذا كان هؤلاء سوريون ـ فهم مسؤولون عن تأمين ضيوف سورية من البعثات الأجنبية وبعثات الأمم المتحدة، لكن هؤلاء لا يمتون إلى سورية بصلة، وإنما ينفذون مخططات تعد لهم خارجياً، من المعروف أن الدول الغربية سحبت معظم تمثيلها الدبلوماسي من سورية وهم يريدون الآن مثل هذه الاعلانات، سحب ما تبقى من بعثات، ولكن هذه المرة من خلال إراقة الدماء.
س: العمليات العسكرية في شمال سورية، تؤدي أو ربما تستثمر من قبل البعض لتوتير العلاقات السورية التركية، فهناك أخبار عن إصابة مواطنين أتراك بشظايا مصدرها من الجانب السوري خلال العمليات في بلدة رأس العين. كيف تقرأ واقع الحال بين تركيا وسورية؟ وهل العلاقات تتجه نحو التصعيد؟ ج: أنا أنظر إلى أن الدور التركي دور أساسي فيما يجري من تدمير لسورية، الحكومة التركية والنظام التركي الحالي أمن كل متطلبات المجموعات الارهابية المسلحة لتدمير سورية، وفي الأحداث الأخيرة بدأنا نسمع عن تورط ـ وخاصة في رأس العين ـ بدأنا نسمع عن تورط تركي مباشر بإرسال جنود أتراك يدعمون المجموعات الإرهابية المسلحة، ويكونون خلفهم وينسحبون في الوقت المناسب إلى داخل الحدود التركية حتى لا يتم كشف أمر هذا التدخل المباشر، وبعد ذلك يعود علينا النظام التركي والحكومة التركية بأن سورية هي التي تهدد امن تركيا. ما هذه النكتة السمجة والسخيفة! سوف لن تقنع أحداً، حتى الأطفال سوف لن يقتنعوا، والشعب التركي بالمناسبة ليس مقتنعاً بذلك. لكن نحزن على سفك أي قطرة دم تركية، هذا هو موقف سورية، نحن لا نريد إلا الخير لتركيا وللشعب التركي على الرغم من كل المؤامرات التي تحيكها هذه الحكومة بقيادة أردوغان ضد سورية.
س: طرف آخر دخل في النزاع في سورية أو هناك محاولات لإقحامه فيها، وهو الفلسطينيون الموجودون في سورية. هل ترى أن الفلسطينيين تورطوا في الأحداث الدائرة في البلاد؟
ج: أنا أعتقد أن أي جهة تفكر بتوريط الفلسطينيين في سورية وتقحمهم في الخلافات الداخلية تتحمل مسؤوليتها عن هذا التدخل كجريمة ضد الانسانية. نحن نستقبل الفلسطينيين، نحن في الحكومة السورية نقدم كل متطلبات الحياة الكريمة لهؤلاء الأشقاء، ونعطيهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري ما عدا امتياز واحد وهو الجنسية السورية، لأن الفلسطيني يجب أن يبقى فلسطينياً حتى يتمكن من العودة بكرامة وشرف إلى أرضه. طبعاً القوى الأخرى ـ المسلحون والإرهابيون ـ يحاولون زج الفلسطينيين وأنا أعتقد انه لا توجد أي مصلحة على الاطلاق لا لنا ولا للفلسطينيين بأن يزجوا أنفسهم ونحن أصدرنا بياناً رسمياً قلنا فيه أننا لا نريد للفلسطينيين أن يكونوا معنا أو يكونوا ضدنا، للفلسطينيين قضية هي أن يعودوا إلى أرضهم وإلى دولتهم المستقلة ونحن لسنا بحاجة إلى المزيد، لدينا والحمد لله جيش كبير وجيش قوي، ولدينا شعب يؤمن بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لذلك توريط الفلسطينيين هي جريمة ويجب أن يحاسب عليها هؤلاء. في الأيام الأخيرة لاحظنا أن المسلحين يقومون بقصف المخيم بمدافع الهاون وقد سقط يوم أمس عدد من الشهداء واتخذت الجهات المختصة في الحكومة وفي الدولة إجراءات مباشرة لوقف هذا القصف وحماية أبنائنا من الشعب الفلسطيني، ولذلك أتوجه إلى جميع الفلسطينيين في سورية لأقول لهم إن سورية التي كانت دائماً إلى جانب قضيتهم ستبقى إلى جانب هذه القضية. طبعاً هنالك بعض العناصرـ وهذا يحدث في أي مكان ـ من المتطرفين والذين انضموا إلى القاعدة وإلى تنظيمات اخرى، لكن هؤلاء أكيد لا يمثلون ضمير الشعب الفلسطيني لا من المتطرفين ولا من الذين لهذا الشعب مزيد من المعاناة، حتى في بلد مثل سورية امن لهم الأسباب الحقيقية للكرامة والعيش بارتياح حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدهم.
س: بريطانيا وعلى لسان رئيس هيئة الأركان العامة البريطانية لم تستبعد إمكانية التدخل العسكري المحدود في سورية، وبين فترة واخرى تصدر دعوات او تهديدات لمثل هذا التدخل بشكل فردي أو ضمن إطار مجلس الأمن عبر الدعوة لاستصدار قرار تحت الفصل السابع. هل تتوقع تدخلا عسكريا في سورية في المستقبل القريب؟ ج: كل المؤشرات تعطي الانطباع بان مثل هذا التدخل مستحيل وصعب، لكن نحن أيضاً نتعامل مع مسألة معقدة وهنالك الكثير من المصالح وكما قلت مصالح إسرائيل، والتي تتمثل في كثير من الأحيان من قبل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وآخرين، لذلك يجب الا نستبعد القيام من خلف مجلس الأمن باعمال كما تم في اماكن اخرى. لكن أنا أثق بأن هذه الدول التي تمر الآن بأزمات اقتصادية وأخلاقية عميقة جداً على المستوى الدولي قد لا تكون قادرة على القيام بذلك.
س: في حال حصول تدخل خارجي عسكري في شؤون سورية، هل مازالت وعود الحكومة السورية بالرد وبكل الوسائل الممكنة ـ حتى السلاح الكيماوي ـ قائمة؟ ج: طبعاً، نحن أعلنا أننا لا يوجد لدينا سلاح كيماوي وأننا لن نستخدمه حتى في حال وجوده. هذا موقف ثابت نحن سندافع عن شعبنا بالطرق المشروعة والتي كفلها القانون الدولي والقانون الانساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ونعتقد أن نزهة بريطانيا او فرنسا أو غيرها سوف لن تكون ممتعة جداً فيما إذا حاولوا الاعتداء على بلد عربي آخر، خاصة وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه مثل هذا التدخل.
س: أخيراً فيما يتعلق بالوضع الانساني في سورية، إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو 400 ألف مواطن سوري فروا من سورية إلى دول الجوار نتيجة الأحداث المتوترة في البلاد. ما هي خطط الحكومة السورية لإعادة المهجرين، في طل عدم وجود مأوى لمعظمهم نتيجة تهدم منازلهم أو تضررها؟ ج: مشكلة ما يسمى باللاجئين السوريين في بلدان الجوار خضعت للمزاودات وخضعت للكثير من المعايير غير الدقيقة ـ لا أريد استخدام كلمات اخرى ـ لأنهم يعتقدون أنهم عندما يزيدون الأرقام ويبالغون في ذلك، فإن المنظمات الدولية قد تعطيهم معونة، وهنالك استفادات لجيوب البعض في هذه البلدان بشكل شخصي. كانوا يتوقعون أن هذه المشكلة ستستمر أسبوعين أو ثلاثة وأن سورية ستنهار، وأنهم إذا خلقوا هذه المشكلة الانسانية فإن مجلس الأمن تحت الفصل السابع سيأمر بممرات آمنة ومناطق آمنة ومناطق محظورة الطيران، ومن خلال مثل هذه الادعاءات ينقضون على سورية طبعاً. لن يتحقق لهم كل ذلك بفضل الأصدقاء وبفضل القوى الخيرة في هذا العالم التي رفضت تكرار التجربة الليبية والتزمت بميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الانسان.
rt