عشية الزيارة المقررة اليوم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لطهران، تشددت ايران في مواقفها الداعمة لسوريا وقيادة الرئيس بشار الأسد.
وترى طهران أن حليفها السوري يتعرض لهجمة ممنهجة من قبل «أطراف عربية وإقليمية وغربية، القاسم المشترك بينها هو العلاقات السرية والعلنية مع الكيان
الإسرائيلي»، وذلك انتقاما لمواقف الدولة السورية «المساندة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية». واستحضرت أوساط إيرانية معنية بالملف السوري مواقف قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن «إيران ستدافع عن سوريا» بقيادة الأسد بكل ما أوتيت من قوة لأنه يتعرض لما يتعرض له من دون غيره من الأنظمة «بسبب المقاومة» الحقيقية للمشاريع الصهيونية والاميركية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، وشدد على أن مشاركة إيران في هذا المؤتمر أمر ضروري. وقال لافروف ان «المبادرة الروسية حول عقد المؤتمر تأتي في سياق الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بتبني خطة كوفي انان»، مشددا على ان روسيا اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئ محددة وواضحة.
ورفضت المواقف الصادرة في طهران أي نوع من التدخلات الخارجية الرامية إلى التحريض ضد الدولة السورية لتبرير «التدخل الأجنبي، عسكريا كان أو غيره». كما ترفض أي مساومة على شخص الأسد بأي شكل كان، حتى لو كان على «الطريقة اليمنية» التي هي «خطة سعودية ـ غربية غُلفت بإطار مجلس التعاون» الخليجي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست إن «القضية السورية لا يمكن حلها عبر الخيار العسكري لأن اي نوع من التدخل الاجنبي سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة». واتهم مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بعض الدول بأنها «بصدد اثارة الفوضى في سوريا لتوفير الامن للكيان الصهيوني لأن استقرار سوريا لا يصب في مصلحته»، في إشارة إلى قطر والسعودية. وطالب مهمانبرست جميع الدول «بدعم مخلص للخطة السداسية لكوفي أنان»، مضيفا ان هذه الخطة كلما اقتربت من أهدافها، يتم توتير الاجواء في سوريا بتحريض من قبل بعض الدول» العربية والاقليمية. ودعا مهمانبرست الدول المنخرطة في المشروع المعادي للدور السوري إلى «التصرف بحكمة وتعقل»، محذرا إياها من اتخاذ «قرارات تؤدي الى زعزعة الامن الاقليمي من خلال الدعوة إلى التدخل الاجنبي في شؤون المنطقة». واكد «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤيد وتدعم اي طريقة تساعد في حل المشاكل في سوريا من خلال حوار بناء بين الحكومة والمعارضين في محيط إيجابي واصلاحات مناسبة تعمل على تحقيق مطالب الشعب».
وشدد مهمانبرست على أن «القضية الموجودة لها حل سوري ـ سوري فقط وليس حلا قادما من تدخلات الآخرين». مضيفا «ان الخطط الاخرى غير مطروحة» في اشارة إلى المقترح الاميركي بحل على الطريقة اليمنية.
إلى ذلك، طالب وزير الدفاع العميد احمد وحيدي «الدول الغربية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا». واتهم وحيدي في تصريحات للصحافيين بعض الاطراف «بالسعي لإثارة الفوضى والاضطرابات في هذا البلد العربي، بالرغم من أنه شهد اجراء اصلاحات»، مشددا على «اللجوء إلى القانون» لتحقيق المطالب الشعبية.
وقبيل الزيارة المقررة اليوم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شهدت طهران حراكا سياسيا داخليا وخارجيا وتحضيرات للاتفاق على خطة عمل إزاء سوريا والمؤتمر الدولي الذي دعت إليه موسكو التي أصرت على إشراك إيران فيه نظرا لدورها وعلاقتها الوثيقة مع دمشق لمدة تزيد على ثلاثة عقود رغم تحفظ بعض العواصم الغربية كباريس ولندن وواشنطن.
وقال ديبلوماسي ايراني سابق في سوريا ومقرب الى أوساط خامنئي ومنخرط بشكل واسع في متابعة الملف السوري لـ«السفير» إن الرسالة التي سيتم إبلاغها للقيادة الروسية بكل وضوح خلال زيارة لافروف، هي ان «طهران لن تسمح بأي شكل من الاشكال بسقوط الاسد».
وتستحضر أوساط ايرانية معنية بالشأن السوري الموقف الصارم الذي أبداه قائد الثورة الإسلامية أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قبل حوالى شهرين وأكد فيه أن «إيران ستدافع بكل ما تملك عن سوريا»، باعتبار أن ما يحصل فيها هو «مخطط أميركي لمعاقبة هذا البلد على خياراته السياسية الخارجية ودعمه واحتضانه حركات المقاومتين اللبنانية والفلسطينية». وترى تلك الأوساط أن «الدعم الإيراني لدمشق بسبب دعم سوريا للمقاومة، وأن ايران لا يمكن أن تتخلى عن دعم المقاومة بأي حال من الأحوال».
وردا على أخبار نشرتها وسائل إعلام سعودية في لندن بأن الطلاب الإيرانيين وقعوا على بيان يدين النظام السوري، أكد مصدر طلابي إصلاحي من تجمع «انجمن اسلامي» لـ«السفير» ان «الإصلاحيين يتخوفون من العنف الذي تمارسه المعارضة المسلحة ويتم التعتيم عليه من قبل سلاسل الإعلام المتواطئ ضد سوريا على خلفية دورها في انتصارات العام 2006 في جنوب لبنان والعامين 2008 و2009 في غزة، ويحذرون من التدخلات الاجنبية والعربية التي تدفع سوريا نحو حرب أهلية تضر بكامل المنطقة»، وبالتالي فإن «انجمن اسلامي» ليس في وارد «دعم الاجندات الرجعية في المنطقة»، وهو في الوقت نفسه يدعم «أي إصلاحات في سوريا تجري بطريقة حضارية وعن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق الانخراط في مشاريع تستغل شعارات الاصلاح».
سورية الآن - السفير