سقوط آخر أوراق التوت عن الشيخ أحمد الأسير

سقوط آخر أوراق التوت عن الشيخ أحمد الأسير

شيّع انصار إمام مسجد بلال بن رباح كل من علي سمهون، ولبنان العزي الذين سقطا بالأمس إثر محاولة الشيخ أحمد الأسير إقتحام حي التعمير في صيدا، وقد حوّل الأسير مسيرة التشييع من مقبرة صيدا الى دوار الكرامة بالقرب من مسجد بهاء الدين الحريري حيث تم حفر حفرة لدفنهما في الأرض التي تعود ملكيتها إلى بلدية صيدا التي يرأسها محمد السعودي المحسوب على النائبة بهية الحريري.
محاطاً بالعشرات من المسلحين في اليوم الأمني في صيدا، وصل الشيخ (المطالب بنزع سلاح الأحزب اللبنانية )على متن حافلة للنقل المشترك بعد العطل الذي أصاب موكبه يوم أمس إثر الإنسحاب التكتيكي الذي نفذه، الزمن تغيّر بالنسبة إلى الشيخ الأسير، لم يعد ذاك الذي يزبد، ويرعد، معركة التعمير أجبرته على إعادة حساباته، فإذا كل إشتباك محدود ستكون فاتورته سقوط قتلى في صفوف الحركة الأسيرية ستفتقد الأخيرة روادها، ومناصيرها بعد أشهر قليلة.
حالة الغضب كانت بادية على وجوه المشيعيين، غضب مزدوج من مطلقي النار، ومن الأسير نفسه، فالأخير كان بنظرهم المارد الذي لن يتمكن احدا من إيقافه، أو رد طلباته، لكن عند الإمتحان لم يكرم الله الشيخ، بل أدخل اتباعه في مرحلة الهوان، دون ان يكون لديه اي افق للأيام القادمة، لذلك أعلن أنه سيعطي نفسه، وإخوانه مدة ثلاثة ايام للتشاور فيما بينهم.
على شاشات التلفزة جلس خصوم الأسير ينتظرون ردة فعله، تحققت توقعات شاكر البرجاوي الذي قال يوما ان الأسير لا يعدو عن كونه "خاروف العيد" سيتم التضحية به متى سمن، وأصاب كلام رئيس التنظيم الشعبي الناصري حول كل ما اطلقه بحق الأسير، سقطت الهالة عن الشيخ في أحد الآلام الذي اراده لصيدا، وفقد معها سطوته على جماعته.
الفنان التائب فضل شاكر جضر التشييع ايضاً، لكنه لم يطلق العنان لأناشيده التي إعتاد الأسيرّيون سماعها، ما جعل المشيعون يتسائلون ألم يعد الشيخ الأسير يريد "البقاء هنا" في إشارة إلى نشيد موطني الذي دأب شاكر على إنشاده في كل مرة رافق فيها إمام مسجد بلال بن رباح في تنقلاته، شاكر ترك صوته جانباً، وقرأ الفاتحة بصمت على مرافقي الشيخ.
وزير الداخلية اللبناني الذي كان قد جزم امس بأن لا مظاهر مسلحة بعد اليوم في صيدا بإستثناء ظهور المسلحين التابعين للشيخ الأسير في سوم التشييع كان حاضراً، ولكن في قلوب المشيعيين الذين تداولوا فيما بينهم مواقف شربل على وسائل الإعلام ورحبوا بها، "فرجل الدولة بإمتياز"، رفض الخوض في موضوع تعرض اتباع الشيخ الأسير لعناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني، وتحرير نجل الشيخ بالقوة، فيما أبدى أحدهم تمنيه بإنضمام شربل إلى صفوف الحركة الأسيرية في المستقبل، لأنه من المستبعد أن ينضوي الآن لضرورات تواجده في السلطة.
إنتهى التشييع، وعاد المشيعون يضربون كفاً، بكف فهم خسروا شابين ذهبا ضحية تعنت الشيخ لنزع يافطات شهداء المقاومة في معركة لا طعم لها، ولا لون، لم يصدر الأسير اي موقف يرتقي إلى مستوى الدماء التي سقطت مكتفيا بالقول " هنيئا لكما الشهادة وأسال الله ان اكون على دربكما، واضاف :لقد رفعتما رأسنا عاليا ودمكم سيرفع رأس الامة جمعاء".

» مقتل شادي الأسير ابن شقيق أحمد الاسير في حمص
» بالفيديو: رسالة من أحمد الأسير إلى آل سعود.. ماذا فيها ؟
» أحمد الأسير نشأ في بيت فني لم يكن فيه مكان للدين وعمل بالمناقيش بزعتر ومن ثم شيخ مسلح
» إصابة نجل الشيخ الأسير في معارك القصير
» أسلحة تقليدية بحوزة الشيخ الأسير...فهل يتحرك مجلس الأمن؟