مفاجآت الإدارة الأميركية و أوهام الثورة في سوريا

كتب خليل قانصو: مفاجآت الإدارة الأميركية و أوهام الثورة في سوريا
2012-11-07 04:55:53
تقتضي الأمانة ، لا سيما أننا في شهر نوفمبر / تشرين الثاني الذي ألتمعت في هـِلـّه سنة 1954 الشرارات التي اوقدت حرب التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الأستيطاني الفرنسي ، تقتضي الأمانة إذن ، أن نرتجع اليوم، ما كان لهذه الحرب التحريرية من تأثير على القضية الفلسطينية حيث مثلت حافرا قويا على بدء كفاح الإستعمار الإستيطاني الإسرائيلي سنة 1965 . كان المقاومون الفلسطينيون يعقدون مؤتمراتهم و يأخذون النصح و الدعم من القيادة الجزائرية و في العاصمة الجزائر . وعندما تراجع دور الجزائر ، و اكتشف الفلسطينيون الطريق إلى الرياض ، عاصمة مملكة السعوديين ، في سبعينيات القرن الماضي ، تحولت المقاومة الفلسطينية أو بالاحرى قيادتها ، إلى سلطة على الفلسطينيين من دون وطن ، إقرارا بالعجز وبفقدان الإرادة و العزيمة على خوض حرب تحرير فلسطين .
تخطر لي هذه الأفكار ، و انا أسمع أن مؤتمرا " لثوار سوريا " يـُعقد في هذا الوقت في الدوحة ، عاصمة مشيخة أمراء قطر . لماذا الدوحة ؟ و لما لا القاهرة أو الجزائر ؟ الفلسطينيون أنطلقوا من الجزائر ، و وصلوا ، وهذا مبعث الاسف إلى الرياض ، و من بعدها إلى المحطة التونسية على طريق أوسلو و البيت الأبيض الأميركي . أغلب الظن أن " الثوار " السوريين أرادوا إختصار المسافة . فالسيدة كلينتون حاضرة معهم دائما . الدلائل تشير إلى أن الأزمة السورية تخطت تحت رعايتها مراحل الحفر و الردم .
بعد ما يقارب السنتين من الخدمات " الجليلة " ، التي قدمها السلفيون " للثوار " السوريين ، تأتي أملاءات الإدارة الأميركية بانه يتوجب أشعال حرب جديدة في سوريا ، بين السلفيين من جهة ، و " الثوار" من جهة ثانية . بمعنى آخر أن الفحوى من تصريحات وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية ، أنه حان و قت العودة إلى ما يمكن تسميته " ثوابت الربيع العربي " . الذي ترتكز دعائمه على تحالف ثلاثي ، يضم دول الغرب التي تتزعمها إلى جانب الإخوان المسلمين و مشايخ النفط . اما السلفيون و الأصوليون و القاعديون و ما شابههم من جماعات المرتزقة ، فهم في تصور الإدارة الاميركية ، أدوات قتل ، و حفر و ردم تمهيدا لمرحلة ما بعد سقوط الدولة .
من البديهي أن هذا لن يتحقق بسهولة ، و الإدارة الأميركية تعرف ذلك . و بالتالي فأن السوريين ، على الأرجح سيشهدون على أرضهم ، ثلاثة حروب تدور رحاها في آن واحد . الجماعات السلفية تعبر عن غضبها و رفضها في الراهن بواسطة المتفجرات في الساحات العامة و الأحياء السكنية ، الأرض المحروقة . في المقبل تجري محاولات لانشاء " جيش " بديل ، تحت قيادة حكومة " انتقالية " بديلة ، قد تكون "قطرية"المولد .
ما يدهش إلى حد الذهول ، أن " الثوار" لم يعترفوا حتى تاريخه صراحة بوجود سلفيين بين صفوفهم ، ومثقفوا " الثورة" العرب ما يزالون يتغنون بالإنتفاضة السلمية . أما الناس الذين يسمعون هذا ولا يحركون ساكنا ، فهم أما في حالة إغماء و أما في غيبوبة .

» جمو: الإدارة الأميركية ستمضي في تنفيذ مخططها ضد سوريا
» ديبلوماسيون وخبراء : الإدارة الأميركية لاتعرف مخاطرالضربة
» إنقسام في الإدارة الأميركية بسبب الحرب في مالي
» مفاجآت ما بعد الثورة: ايام الرئيس المعدودة ...لماذا تشغل بال اميركا ؟
» لقاء بوتين ـ أردوغان: توافق حول الإدارة الأميركية للملف السوري!