مساعي لتعويم الفاشلين ...بقلم : غالب قنديل

مساعي لتعويم الفاشلين

غالب قنديل

الحركة الدبلوماسية الغربية والعربية التي تكثفت مؤخرا في اتجاه العاصمة اللبنانية تهدف إلى إنقاذ قوى 14 آذار من ورطتها و من نتائج تحركاتها الفاشلة ، ويقع في هذا الإطار الاتصال الأميركي بالنائب جنبلاط وكذلك زيارة الرئيس الفرنسي هولاند وزيارة وزير الخارجية المصرية الذي قد يليه آخرون من مسؤولي الحكومات الغربية وأعوانها في المنطقة.

أولا: من الواضح أن المساعي الغربية الجارية تستهدف إيجاد مخرج لتراجع قوى 14 آذار عن قرارها الذي أعلنته وتحول إلى ورطة بمحاولة إسقاط الحكومة في الشارع واقتحام السراي وقد بدا منذ زيارة هولاند أن قوى 14 آذار غيرت موقفها من رئاسة الجمهورية ولكنها ما تزال مصممة على مقاطعة الحوار في محاولة للضغط على الرئيس ميشال سليمان هدفها فرض تكثيف الاتصالات التي يجريها لاستئناف الحوار و تحميلها عنوان تشكيل حكومة جديدة ، للإيحاء بأن هذا المخرج لا بد منه لما تدعوه قوى 14 آذار و داعموها بالأزمة السياسية التي ليست في الواقع إلا أزمة قوى 14 آذار التي أثبتت عجزا عن فهم المعادلات وعقما سياسيا لا سابق له.

ثانيا: تصطدم مشاريع تغيير الحكومة بموقف جنبلاط الذي جدد تمسكه بالرئيس ميقاتي وبرهن على فهم واضح للمعادلات الدولية والإقليمية الجديدة التي ليست في مصلحة المخطط الأميركي الغربي التركي السعودي القطري الذي استهدف سورية فقد تبين أن الجيش السوري قوة لا يمكن النيل منها وأن الرئيس بشار الأسد بات من ثوابت المعادلة الدولية والإقليمية كما تبلغ جنبلاط من القيادة الروسية ، وبالتالي فكل الأوهام والحسابات اللبنانية التي بنيت على هذا الموضوع سقطت وباشر النائب جنبلاط التكيف مع هذه الحقيقة وهو لذلك يرفض المس بالحكومة وبرئيسها أو تعريض علاقته بقوى 8 آذار وحزب الله خصوصا لأي اهتزاز.

ثالثا: الغريب العجيب هو أن الحملة الدولية الغربية الداعمة لرئيس الجمهورية تتخذ عنوان الحفاظ على الاستقرار وعدم توريط لبنان في الأحداث السورية ، بينما تصمم قوى 14 آذار الغارقة في الفشل على مواصلة العبث بهذا الملف المتفجر وهو ما كشفته أحداث عرسال وما تلقي الضوء عليه جميع المعلومات والمعطيات المتداولة عن شبكات تهريب السلاح وعن نشاط العصابات الإرهابية السورية في طرابلس والشمال وغيرها من المناطق اللبنانية تحت غطاء المستقبل والقوات وبعض الأطراف اللبنانية التكفيرية والمتطرفة.

رابعا: إن تمسك الفريق الوطني ببقاء الحكومة وبتفعيلها مع الاستعداد للحوار تلبية لدعوة رئيس الجمهورية يشكل مضمون الموقف الذي يضاعف من مأزق قوى 14 آذار التي تنقلت من الكلام عن حكومة الشراكة بين 8 و14 والحكومة الحيادية وحكومة التكنوقراط ولأن شعار التغيير الحكومي صار هو الثابت الذي يحكم موقفها في حين هي عاجزة عن إبراز ثقل شعبي حقيقي لحضورها بعدما انفض الشارع من حولها كما بينت الأحداث

» بعد اعتراف الحريري...بقلم : غالب قنديل
» الإخوان و العدوان على غزة بقلم : غالب قنديل
» الإبراهيمي الأحمق و المنحاز .. بقلم غالب قنديل
» حول تورط حماس في سورية ...بقلم : غالب قنديل
» كلينتون وحل مجلس اسطنبول...بقلم : غالب قنديل