مقتطفات عن العلويين عقيدة ومعتقد بمناسبة مواسم ذبحهم والافتراء عليهم (رد على صحيفة الأخبار المصرية)

مقتطفات عن العلويين عقيدة ومعتقد بمناسبة مواسم ذبحهم والافتراء عليهم (رد على صحيفة الأخبار المصرية)

أُبي حسن

تنويه: ليس العلويون بحاجة إلى شرعيّة من أي جهة إسلاميّة شيعية كانت أم سُنيّة كي تمنحهم شهادة بحسن إسلامهم من عدمه, خاصة من قبل أولئك الذين يقتدون بسيدهم باراك أوباما الذي أمسى يوزّع "الشرعيات" السياسيّة هنا وهناك كما يوزّع بابا نويل هدايا عيد الميلاد! ومن نافلة القول إنّا لسنا سعداء بما نكتبه كونه يؤخرنا عن القيام برسالتنا التنويريّة المفترض أنها ملقاة على عاتقنا, لكن يبدو أن لامناص من الكتابة والرد, خاصة في ظل المد الوهابي البدوي وإمبراطورياته الإعلاميّة التي تعمل ليل نهار على تصحير المنطقة وبدونتها ووهبنتها من خلال نشرها لفكرها التكفيري والإجرامي.
ونعتقد أن المقال المردود عليه وتوقيته وما انطوى عليه من أضاليل وأكاذيب ما هو إلا محاولة بائسة لشيطنة النظام السوري والغمز من القناة الطائفية بطريقة سخيفة. لذا اقتضى التنويه.

قلّة هم الذين كتبوا عن العلويين فأنصفوهم في حالات السلم, فما بالنا إذا ماكانت اللحظة التي يُكتب فيها عن العلويين هي مواسم "عزّ" ذبحهم على يد برابرة القرن الحادي والعشرين وسواطيرهم, من قبيل عصابات ياسين الحاج صالح وعلي صدر البيانوني ورياض الشقفة وهمج لؤي حسين ومن لفّ لفهم من مجرمين وهمج وقتلة يجدون في الوهابيّة سنداً وفي رجب طيب أردوغان وإرث أجداده العثمانيين مدداً؟!.. ومن أولئك القلّة النادرة الذين كتبوا عن العلويين فكانوا من أهل الإنصاف هو الكاتب والسياسي الدمشقي الراحل منير الشريف في كتابه الهام "المسلمون العلويون.. من هم؟ وأين هم؟" في النصف الأول من القرن الماضي وغني عن البيان أنه في ظل انتشار "ثقافة" آل سعود, والاستبسال بغية تعميمها في المنطقة, سيسهل الكذب والادعاء والتلفيق في وسائل الإعلام "العربي" وسواه عن العلويين وغيرهم, ولنا في فضائيتي "الجزيرة" و"العربية" وصحيفتي "الحياة" و"الشرق الأوسط" خير مثال, فكيف ستكون الحال إذا ما اجتمعت "ثقافة" آل سعود مع "نيو ليبرالية" غربية متوحشة تسعى جاهدة لاستيلاد شرق أوسط جديد؟!
بالعودة إلى العلويين, أعتقد, على الصعيد الشخصي, أن مأساتهم –إن جاز التعبير- هي أنهم لايؤمنون بحديث رضاعة الكبير ولايثنون على رواته أياً كانوا*, تماماً كما هي كائنة في استهجانهم واستنكارهم لثقافة تفخيذ الرضيعة(مع المعذرة من آية الله العظمى الخميني**)؛ وبين رضاعة الكبير وتفخيذ الرضيعة يُقال ويُشاع عنهم الكثير من الأكاذيب والأباطيل والأضاليل. وثمة مأساة أخرى يعانون منها بحسب زعمي, ألا وهي أن البيئة التي تربى ويتربى فيها العلوي لايشيع فيها اللواط(عذراً من الشيخين "الجليلين" عدنان العرعور وعلي صدر البيانوني) ولاسفاح المحارم كما هي الحال في البيئة التي ترعرع فيها العرعور, مع لفت الانتباه إلى أننا لا نقصد بالضرورة بالبيئة المعنى الذي قصده الشيخ الدكتور زهير سالم*** عندما رد على الأستاذ نزار نيوف لأجل مقال كتبه الأخير وعرّض فيه بالرسول العربي, منذ قرابة الأربع سنوات. ويمكن أن نضيف مأساة أخرى, يعرفها الجميع, ألا وهي عدم وجود مجلس أو مرجعية خاصة بهم تتكفل القيام بمثل هذه المهمة, ويُشاع في أوساط العلويين أن ثمة محاربة علنيّة وضمنية وعلى أكثر من مستوى لمنع وجود مجلس للعلويين أو مرجع لأسباب لم تعد تخفى على ذي بصيرة, وهي غير مقنعة بطبيعة الحال, ولن تحول دون وجوده في قادم الأيام.
مناسبة ماسبق أعلاه هو مقال, من ضمن عدة مقالات وصلتني مؤخراً, عنوانه "العلويون الشيعة وما يؤمنون به!" لكاتب يُدعى سعيد إسماعيل نشره, في الأخبار المصرية عدد 18521 يوم الخميس الموافق 25 آب 2011.
كم كنتُ أحبّذ أن يكلّف الكاتب نفسه عناء البحث والقراءة قليلاً عن العلويين وأدبياتهم قبل أن يتنطع للكتابة فيما يجهله وهذا أضعف الإيمان! على الأقل احتراماً لنفسه ثم للقارئ وللصحيفة التي يكتب فيها, وقبل كل شيء احتراماً للحقيقة, لكن من أين لنا هذا من بعد أن شهدنا العالم مقلوبا في زمن "الليبرالية" الأمريكية المتسعوّدة, فبات مطلبنا, على تواضعه ومنطقيته, حلماً في ظل الطبقة العربية "المثقفة" التي أنتجها آل سعود ووهابيتهم على صورتهم ومثالهم؟
أنقلُ أدناه مقتطفات مما يسوقه الكاتب الذي نعني في مقاله عن العلويين بغية الرد على بعضها(باعتبار أن بعضها الآخر, فطنة القارئ كفيلة بدحضه), وقد أخذناها بحرفيتها من مقاله الطويل عنهم, وهي تعبّر عن سعة جهله وانعدام ضميره المهني بالحد الأدنى, ونحن إذ نلوم فإننا نلوم صحيفة الأخبار المصرية قبل أي شخص آخر:
((1-"وهم بالإضافة إلى زعمهم بإلوهية علي يؤمنون بتناسخ الأرواح –مثل الدروز- وطقوسهم عبارة عن مزيج من الوثنية الآسيوية القديمة والمجوسية الفارسية, واليهودية.. ".
2-"تقدر نسبة النصيريين في التعداد العام لسكان سوريا بحوالي 01 بالمئة أي مايقارب المليون ونصف المليون نسمة".
3-"والنصيريون طوال تاريخهم ينحازون لكل معتد على أرض المسلمين.. ولقد احتضنهم الاستعمار الفرنسي أثناء احتلاله لسوريا.. وأطلق عليهم اسم العلويين.. ومن أشهر شخصياتهم «سليمان المرشد» الذي كان من رعاة البقر .. لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية, وشجعوا الطائفة على السجود له وعبادته!!".
4-"والشيعة العلويون مثل الدروز.. لهم ليلة يختلط فيها الحابل بالنابل.. "
5-"وهم يصلون في اليوم خمس صلوات.. الظهر ثماني ركعات لمحمد صلى الله عليه وسلّم والعصر أربع ركعات لفاطمة رضي الله عنها والمغرب خمس ركعات للحسن والعشاء أربع ركعات للحسين والفجر ركعتين لمحسن الخفي.. ".
6-"وأما الصيام عندهم فهو الامتناع عن معاشرة النساء طوال شهر رمضان".
7-"والمرأة العلوية غير جديرة بتلقي أسرار الدين وأداء واجباته, لأنها في اعتقادهم مجرد جسد.. ولذلك فهم يستبيحون الزنا بنساء بعضهم البعض.. ويؤمنون بأن المرأة لا يكتمل إيمانها إلا بإباحة نفسها لأخيها المؤمن.")).
ونضيف من قبلنا: إن السيد الكاتب فاته أن يذكر تلفيقة أخرى عادة مايلصقها الكتبة أمثاله بالعلويين ألا وهي ذمهم لصحابة الرسول الكريم, وهو ماسنتطرق إليه في ما هو آت من صفحات, وكذلك الأمر ادعاءه بعدم وجود جوامع ومساجد لديهم, علماً أننا على الصعيد الشخصي لسنا مع بناء المزيد من الجوامع في أي مكان من سوريا, تحديداً التي تُبنى بمال سعودي وهابيّ, والأخيرة –الجوامع والمساجد الوهابيّة- ينطبق عليها قول الله عزّ وجلّ "والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون"(التوبة, 107), كما ينطبق عليهم قول الامام علي بن أبي طالب: "عامرة البنى خراب من الهدى, أهلها شرّ الناس وهم منافقون, ومنهم تخرج الفتنة".
ليس سرّاً إن العلويين مسلمون جعفريون اثنا عشريون يؤمنون بالله ورسوله ويتبعون الطريقة الجنبلانية الخصيبية وهي طريقة صوفية كالنقشبندية والرفاعية بالنسبة لأهل السُنّة.. الخ, حتى أن العلاّمة الشيخ سليمان الأحمد يجيب العلاّمة محمد كرد علي على سؤاله عن العلويين بما يكاد يختزل الضلال الذي لحق بالعلويين تاريخاً وعقيدة: "... ليس بالهيّن ضلال التاريخ, وقلّ من جرى في ميدانه فلم يعثر. لا فرق بينهم وبين الإمامية إلا ما أوجبته السياسة والبيئة وعادات العشائر التي توارثها سكّان الشام. أكثر الناس اختلافاً, وأقلهم ائتلافاً, إذ شيخهم الذي ينتمون إليه (الخصيبي) من رجال الإمامية تقرأ ماله وماعليه في كتب الرجال. إنما لهم طريقة كالنقشبندية والرفاعية وغيرهما من الطرق الصوفية بالنسبة إلى أهل السُنّة. وهذا مصدر التقولات الباطلة عليهم, وما أُبرّئ جهلتهم من كل مايقال, ولكن أشهد بالغرض والتغرض على غالب المؤرخين الذين كتبوا عنهم"(خطط الشام, المجلد الثاني, الجزء السادس, ص262).
وقد سبق أن أصدر وجهاء الطائفة العلوية وقادتها الروحيون بياناً في شهر تموز 1936 أهم ما أتى فيه: "1- كل علوي هو مسلم, يعتقد بالشهادتين, ويقيم أركان الإسلام الخمسة. 2-كل علوي لايعترف بإسلاميته, وينكر أن القرآن الشريف كتابه, وأن محمداً (ص) نبيه, فلا يعد بنظر الشرع علوياً, ولا يصح انتسابه للمسلمين العلويين.. الخ" ومن جملة الموقعين على هذا البيان المنشور في جريدة القبس الدمشقية بتاريخ 27 تموز 1936 صالح علي سلمان(قائد الثورة ضد الاحتلال الفرنسي في جبال العلويين)وصالح ناصر الحكيم وجابر العباس وعبد الكريم عمران وعلي محمد كامل.. الخ. وجوهر هذا البيان سيتكرر في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي, وسيمضي عليه أكثر من مائة رجل دين علوي.
وهذا الكاتب –سعيد إسماعيل- الذي يتهم العلويين بالعمالة للفرنسيين فاته –متعمداً على الأرجح- أن أول من أطلق الرصاص في وجه الفرنسيين(في سوريا) هو الشيخ الثائر صالح العلي أحد موقعي البيان آنف الذكر وقائد الثورة العلوية في جبال العلويين ذات يوم من ربيع 1918, وقد استمرت تلك الثورة ثلاث سنوات ونيّف, ولم يمنعها عن الاستمرار سوى نفاد الدعم لها, والإنصاف يقتضي أن نذكر أن الكثير من أهل سُنّة طرطوس كانوا من قادة تلك الثورة وداعميها, نكتفي هنا منهم بذكر آل المحمود من قلعة الخوابي الذين كانوا سنداً للثورة بمالهم ورجالهم وعتادهم. تماماً كما لم تسعفه سعة "علمه" فيعرف حقيقة لا ينكرها أحد من أهل الإنصاف ألا وهي أن الشيخ الحسين بن حمدان الخصيبي(شيخ العلويين) رفض التحالف مع الدولة الفاطمية في مصر, بالرغم من قربه منها مذهبياً(نسبة إلى المذهب الجعفري) أكثر من قربه إلى مذهب الدولة العربية- الإسلاميّة في بغداد, التي تحالف معها –أي الدولة العباسيّة- على الرغم من ضعفها وهشاشتها, إذ كان الحُكم العباسي في مراحل تقهقره. وتحالفه معها هو ما تترجمه لنا إنجازات سيف الدولة الحمداني في الدفاع عن الثغور العربية في مواجهة الروم! وبدهي أن العلاقة التي ربطت سيف الدولة الحمداني بالحسين بن حمدان الخصيبي غنية عن التعريف. وقوم هذه صفاتهم وذاك تاريخهم لا يقال عنهم زوراً وبهتاناً إنهم "طوال تاريخهم ينحازون لكل معتد على أرض المسلمين"! هل يعلم كاتبنا "الوقور" أن أبا فراس الحمداني(الفارس والشاعر) كان علوياً حتى يغرق فيما غرق به من جهل وتجهيل؟ طبعاً لن نتساءل هاهنا عن سرّ تحالف غالبية الأنظمة العربية الراهنة والسابقة(آل سعود, قطر, الأردن, مصر حسني مبارك, تونس زين العابدين.. الخ) مع إسرائيل ومحاباتها لها عدا النظام السوري, فقد رحل حافظ الأسد ولم يوقّع اتفاق استسلام ولم يصافح إسرائيلياً, وقام بحرب تشرين وحمى عروبة لبنان!
وقلّة يعرفون أنه تم عقد مؤتمر لعدد من وجهاء العلويين, في قرية(سنتذاك) القرداحة في شهر تموز 1936, وقد رفعوا على أثره مذكرة إلى وزارة الخارجية الفرنسية, أهم ماجاء فيها: "إن العلويين ليسوا سوى أنصار الإمام, وما الإمام علي سوى ابن عم رسول الله(ص) وصهره ووصيه, وأول من آمن بالإسلام, ومن مكانه في الجهاد والفقه والدين الإسلامي مكانه, فليس الكاثوليكي والأرثوذكسي أو البروتستاني سوى مسيحيين, وليس العلوي والسُنّي سوى مسلمين ففي المثل الأول, لاتبطل الكثلكة أو الأرثوذكسة أو البروتستانية مسيحية المسيحي, وفي المثل الثاني القول برأي الشيعة, أو برأي السُنّة إسلام المسلم. إن القرآن الشريف, هو كتاب العلويين, سواء أكانوا طلاب وحدة أم طلاب انفصال, ومن كان القرآن الكريم كتابه, فهو مسلم أحب أم كره, إلا أن يرتد عن الإسلام" عن القبس الدمشقية 30 تموز سنة 1936. مع الإشارة إلى وجود عدد من الشخصيات العلويّة التي كانت مع الانفصال في هاتيك السنوات لدواع سياسية وشخصية وأسباب اجتماعية ويأتي في طليعة تلك الشخصيات الشاعر الكبير بدوي الجبل(محمد الأحمد), وسنأتي على ذكرها في غير مقام, لكن أياً من تلك الشخصيات لم ينكر أن العلويين مسلمون جعفريون إماميون.
ما سقناه آنفاً كان في مرحلة احتد فيها الصراع بين الوطنيين(الرافضين للتقسيم) والانفصاليين الساعين لتقسيم سوريا وفقاً لرغبة الفرنسيين(كما تفعل غالبية المعارضة السوريّة راهناً), وطبعاً لا أحد أجبر العلويين وكبار وجهائهم من قبيل صالح العلي وإسماعيل هواش وجابر العباس على إصدار هذه البيانات الرافضة للتقسيم والمبينة أن العلويين هم إسلام أقحاح لايحتاجون شهادة من أحد بحسن إسلامهم من عدمه, وإن اختلفوا مذهبياً عن أهل السُنّة وسواهم.
ما أجمل ما يذكره الأديب والسياسي الدمشقي منير الشريف عن لسان العالم الجليل الشيخ عبد اللطيف نشابة(والد القانوني الكبير الأستاذ عبد الوهاب نشابة), فقد سمعه عام 1930 يقول: "إن العلويين مسلمون, قد أقصاهم الحكام الشعوبيون عن الثقافة والعمران". ويذكر الأستاذ الشريف ما نصّه حرفاً: "وبما أني تجولت في قرى العلويين في محافظة اللاذقية(كانت اللاذقية تضم سنتذاك طرطوس ومصياف وتلكلخ. التوضيح مني: أُبيّ), ولم أبق قرية هامة إلا وهبطتها, ودرست أحوال هؤلاء الجماعة عن كثب, في جبالهم ووهادهم وسهولهم, درساً وافياً, فإني أقول: إن العلويين هم فرقة إسلامية, لا تنفك تقرأ القرآن الكريم باحترام, وتعلمه الأحداث, وان فيهم اليوم الحفظة له وقد كنت أدخل على بعض بيوتهم في القرى النائية على حين غرة, وبدون أن يعلموا عني شيئاً فكنت أجد الأولاد منهمكين في تعلم القرآن الكريم, وان طقوسهم الدينية, هي عين الطقوس الإسلامية.. " (العلويون.. من هم؟ وأين هم؟ ص 107- منير الشريف, ط2, المطبعة العمومية بدمشق). هؤلاء هم العلويون كما عاش بينهم كاتب مُنصف خصّه الباري بضمير افتقده الكثير من الكتّاب في زمن آل سعود.
وكي أنتهي من بعض مارصده لنا منير الشريف أقتطف بعضاً مما دار بينه وبين الشيخ صالح العلي وهو أحد الرموز الوطنية والعلويّة في آن واحد, وكان محور حديثهما رأي العلويين ببعض صحابة محمد, قال: «لقد زارني في منزلي (وكنتُ آنئذ في بانياس) المغفور له الشيخ صالح العلي الوطني الثائر المشهور يوم 13/10/1933, وتحادثنا كثيراً في الشؤون الوطنيّة, ثم جرنا الحديث إلى المسلمين العلويين, فقال لي: "إن الشعوبيين والأجانب, قد وصموا المسلمين العلويين, بكراهيتهم لأبي بكر وعمر (رض) مع أنهم براء من هذه الوصمة, وكن على يقين أن مكانتهما عظيمة في نفوسنا, لخدمتهما العروبة والإسلام, خدمات جلى, وكيف يمكن أن نكرههما وقد كان الإمام علي(رض) يحترمهما؟ ثم سألني إذا كان لديّ نهج البلاغة فأتيته به, وهو شرح الإمام الشيخ محمد عبده, طبعته مصر, فقلب صفحاته, وقال لي: إقرأ هذه الصفحة(ج3 ص130) فقرأت مايلي(وذلك بعض ما كتبه الامام علي إلى أهل مصر: "فما راعني إلا انثيال الناس على فلان (أبي بكر) يبايعونه, فأمسكتُ يدي حتى رأيتُ راجعة الناس, وقد رجعت عن الإسلام, يدعون إلى محق دين محمد(ص) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله(العرب) أن أرى فيه ثلماً, أو هدماً تكون به المصيبة عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل, يزول منها ما كان... ". فقال لي: "هذا هو موقف الامام علي الذي نحترمه ونجلّه, تجاه أبي بكر(رض) فهل يمكن أن نكره هذا الصديق".
ثم قال لي: "إقرأ هذه الصفحة أيضاً (ج2 ص249) وفيها تجد رأي الامام علي (رض) في عمر ابن الخطاب صهره وقد قالها يوم وفاته, فقرأت مايلي: "لله بلاد فلان (وفلان هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب) فقد قوم الأود, وداوى العمد, وخلف الفتنة, وأقام السنة, ذهب نقي الثوب, قليل العيب, أصاب خيرها, وسبق شرها, أدى إلى الله طاعته, واتقاه بحقه, رحل وتركهم في طرق متشعبة, لا يهتدي فيها الضال, ولا يستيقن المهتدي".».
وبالرغم مما سبق ذكره لا يعني هذا أن العلويين يقيمون للصحابة المكانة ذاتها التي يقيمونها لعلي بن أبي طالب الذي يحظى عندهم بتقديس خاص, ولعلهم محقون في هذا, فولاءهم المنقطع النظير لعلي لم يأت من فراغ, إذ كثيرة هي الأحاديث الموجودة في بطون كتب التاريخ الإسلامي التي تؤكد مكانة علي لدى رسول الله, فقد روى المحب الطبري في ذخائر العقبى ص35 حديثا عن عائشة وهو: "سُئلت عائشة: أي الناس أحب إلى رسول الله(ص)؟ قالت: فاطمة, فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها الخ. وعن بريدة قال: كان أحب النساء إلى رسول الله(ص) فاطمة ومن الرجال علي. خرّجه أبو عمر- انتهى كلام المحب في الذخائر-", والحديث ذاته خرّجه الحاكم في المستدرك ج3/157 وابن الأثير في أسد الغابة ج3/522- وابن عبد البر في الاستيعاب ج2/772 والترمذي في صحيحه ج2/471- والخوارزمي في مقتل الحسين(ع) ج1/57- والمتقي في كنز العمال ج6/450 وابن حجر في الصواعق 72/ط الميمنية بمصر, نقلاً من كتب عديدة لعلماء السُنّة.
حتى إن السيدة عائشة تروي عن النبي انه قال: "النظر إلى وجه علي عبادة" وهذا الحديث رواه كثير من الصحابة, وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ج7/357 وقال: روى هذا الحديث من حديث أبي بكر الصديق وعمر وعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وعمران بن حصين وانس وثوبان وعائشة وأبي ذر وجابر أن رسول الله قال: "النظر إلى وجه علي عبادة". قال: وفي حديث عائشة "ذكر علي عبادة" وهذا أخرجه المحب الطبري في الذخائر ص95 عن ابن مسعود وعمرو بن العاص وجابر وأبي هريرة وعائشة وأخرجه المتقي في كنز العمال ج6/152 عن عائشة والصواعق المحرقة 106/ط الميمنية بمصر: وكان أبو بكر يكثر النظر إلى وجه علي فسألته عائشة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "النظر إلى وجه عليّ عبادة". والحديث ذاته يُروى في عشرات المصادر الأخرى. كما تروي عائشة عن النبي قوله: "زيّنوا مجالسكم بذكر علي عليه السلام" رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في المناقب حديث رقم 255 بسند متصل عن عائشة. وهي التي يروي عنها العلاّمة محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب بسند متصل في الباب الثاني والستون/ص/133 ط مطبعة الغري أنها قالت: قال رسول الله(ص) وهو في بيتها لما حضره الموت "أدعوا لي حبيبي! فدعوت له أبا بكر, فنظر(ص) إليه ثم وضع رأسه, ثم قال (ص): أدعوا لي حبيبي! فدعوت له عمر, فلما نظر إليه وضع رأسه, ثم قال: أدعوا لي حبيبي! فقلتُ: ويلكم أدعوا له علياً, فو الله ما يريد غيره! فلما رآه أخرج الثوب الذي كان عليه, ثم أدخله منه فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه". قال العلاّمة الكنجي: هكذا رواه محدث الشام في كتابه.

من سبّ علياً فقد سبّ اللهوذكر العلاّمة الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب/الباب العاشر في كفر من سبّ علياً عليه السلام/ روى بسنده عن يعقوب بن جعفر بن سليمان "قال": (حدثنا أبي عن أبيه, قال: كنت مع أبي –عبد الله بن العباس- وسعد بن جبير يقوده فمرّ على صفّة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علياً عليه السلام, فقال لسعيد بن جبير ردّني إليهم! فوقف عليهم, فقال: أيكم السّاب الله عزّ وجلّ؟ فقالوا: سبحان الله! ما فينا أحد سبّ الله. قال: أيكم السّاب رسول الله صلى الله وعليه وآله سلم؟ قالوا: ما فينا أحد سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فأيكم السّاب علي بن أبي طالب؟ فقالوا: أما هذا فقد كان. قال: فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب: من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله أكبّه الله على منخريه في النار.. الخ)
بالعودة إلى مسألة الغلو التي ذكرها كاتب المقال الشتائمي عن العلويين وسواهم من أقليات سوريّة, نقول ببراءة: ماذا علينا, لو تساءلنا عن معنى كلمة (غلو), وهل هي وقف على توصيف محبي الإمام أبي الحسن علي بن أبي طالب؟ أم إنّ الغلوّ معناه الخروج عن الحد المعقول في كل الأشياء؟! فإذا كانت الأولى, يقول العلويون: «فنحن والشيعة, بكامل فرقها سواء, وإذا كانت الثانية, فإنّ منكري حقّه مُغالين أيضاً. فلماذا يكون الغلوُّ في حبّ الإمام هدماً في الإسلام, ولا يكون الغلوُّ في معاداته, ومعارضته, وإنكار حقه هدماً في الإسلام, وخطراً عليه..؟».
وأي يكن الأمر, إن الغلو في حب الإمام لم يكن حكراً على فئة دون أخرى, إذ هذا الغلو أربك أبا إسحاق إبراهيم بن سيّار النّظّام المعتزلي, فأطلق عبارته المشهورة التي أبدى رأيه فيها بعليّ بن أبي طالب فقال: “إنّ عليّ بن أبي طالب, محنة على المتكلّم, إن وفاه حقه, غلا, وإن بخسه حقه أساء, والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن, حادة الشأن صعبة المرتقى..”(المسلمون العلويون في مواجهة التجني, ص 85, أحمد علي حسن). حتى إنّ عبد الحميد المدائني المعروف بابن أبي الحديد, كان أكثر جرأة من النّظّام, فكلُّ من قرأ علويّاته, يعلم أنه رسم بها طريق الغلو علانية, وجعل من الغلو نشيداً مموسقاً يتغنّى به المتغنُّون, «فهو لم يقل “بربوبيّة” الإمام, ولكنه أعطاه أفعال “الربوبية” ورفعه عن رتبة المربوبيّة وعذر من شك بهذه الرتبة. فهو يقول:
تقيّلت أفعال الربوبيّة الّتي………عذرتُ بها من شكّ أنّك مربوب
وكما أعطاه أفعال الربوبية في البيت الأنف, فهو يخلع عليه صفة من صفات الله في البيت الآتي..
علاّمُ أسرار الغيوب ومن لهُ ………. خُلق الزّمانُ ودارت الأفلاكُ», وللمزيد من الاطلاع على ماقيل من شعر ابن أبي الحديد المعتزلي في هذا الجانب بما فيه من غلو واضح وفاضح يمكن مراجعة كتاب (الروضة المختارة- شرح القصائد الهاشميات للكميت بن زيد الأسدي والقصائد العلويات السبع لابن أبي الحديد المعتزلي, منشورات مكتب التسويق التجاري, دمشق, ومؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت, عام 1972)
ويذكر الشيخ المفيد في كتاب “الاختصاص”, ص163 ما نصّه حرفاً: «روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه كان قاعداً في المسجد, وعنده جماعة, فقالوا له: حدثنا يا أمير المؤمنين, فقال لهم: ويحكم كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلاّ العالمون, فقالوا: لا بد من أن تحدثنا, قال: قوموا بنا, فدخل الدّار, فقال: أنا الّذي علوت فقهرت, أنا الّذي أحيي وأحييت, أنا الأول والآخر, والظاهر والباطن, فغضبوا وقالوا: كفر. وقاموا, فقال عليّ صلوات الله عليه للباب, يا باب استمسك عليهم, فاستمسك عليهم الباب, فقال: ألم أقل لكم: إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلاّ العالمون».
قبالة تلك الآراء ثمة قصيدة تُنسب للإمام الشافعي, من جملة ما يقول فيها:
لو أنّ المرتضى أبدّى محلّه ………. لبات الخلق طرّا سجّدا لهْ
يموت الشافعي, وليس يدري ………. عليّ ربّه؟ أم ربُّه اللهْ؟.

يرفض العلويون بالمطلق القول بحلول الذات الإلهيّة في عليّ بن أبي طالب, ويختلفون مع قائله, إنّما على الأرجح يقولون: بأنه يصلح مكاناً لتجلي القوى الإلهية بالنسبة إلى ما وصف به, وما ظهر منه, وصدر عنه من خوارق, يحتج بها كلُّ علماء الشيعة وتذكرها غالبية أمهات كتب ومصادر أهل السُنّة, وهم لا يجدون في غيره من ولا ما يصلح لذلك, خلافاً لابن العربي, الّذي يقول: إنّ الله يتجلّى في الحجر, والشجر, والحيوان, حتى الكلاب.. بحسب تعبير الشاعر والباحث أحمد علي حسن؛ وهنا لابدّ من التأكيد مجدداً أن العلويين أو النصيريين كما كان يُطلق عليهم(نسبة لمحمد بن نصير) ليسوا ديناً مستقلاً بذاته وحتى ليسوا مذهباً منفرداً عن سواه, فهم إسلام مذهبهم جعفري وطريقتهم جنبلانية خصيبية وهي كسواها من الطرق الصوفيّة الأخرى التي عرفها ويعرفها الإسلام راهناً, كما كنّا قد أسلفنا, واعتقادهم بالتقمص ليس من الشريعة ولا من الطريقة(طريقتهم) بشيء بل هو وجهة نظر فلسفية إلى الحياة, وإن كان بعض رجالهم يعتقدون أن العدل الإلهي لايستقم من دون تقمص(تناسخ), فضلاً عن أنّا نشهد ظواهر عدة في حياتنا العامة مدهشة كأولئك الذين يحدثونك عن حيوات سابقة عاشوها بماذا سيجيبونهم أمثال إسماعيل سعيد؟ أرجو أن لا يكون جوابهم على ذلك أن أجساد المتقمصين مسكونة بجن وعفاريت كما يفعل الشيخ عدنان العرعور بأجساد بعض الأميرات السعوديات وفق ما نقل "فينكس" منذ فترة! وفي هذا المضمار –التقمص- كُتب الكثير, بيد أني أُحيل من يعنيه الأمر إلى كتاب هام للدكتور المحامي أحمد عمران- الزاوي بعنوان "العدل الإلهي والتناسخ- بحث استقصائي تاريخي في التناسخ منذ فجر التاريخ- دار النورس, لبنان) وقد قدّمه له الشاعر حامد حسن كما علّق عليه العلاّمة وهبة الزحيلي.
كنتُ أتمنى لو يتسع المقام للحديث قليلاً عن صوفيّة العلويين البالغ عددهم أكثر من ستة ملايين علوي في سوريا وحدها وليس مليوناً كما يذكر الكاتب سعيد(حتى أن الكاتب الإخونجي فهمي هويدي يكتب في غير مكان أن عددهم مليوناًّ)وآرائهم الفلسفية في الصورة والتّجلّي الذي هو أحد أعمدة الفلسفة الصوفيّة في طريقتهم, وفي الحالات كافة أكتفي هنا بسرد مجموعة من الآيات القرآنية وأحاديث الأئمة, وهي آيات وأحاديث تفي بالغرض –التجلّي- كما أنها في الوقت نفسه تجيب الكاتب عما هرف به عن صلاة العلويين وأشخاصها. أتى في الذكر الحكيم: "فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكّاً وخرّ موسى صعقاً" الأعراف آية 143, وكقوله تعالى: "فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً"(مريم, 17). أو كقول علي بن أبي طالب: "الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه الظاهر لقلوبهم بحجّته"(نهج البلاغة ص187, شرح الامام محمد عبده, الدار الإسلاميّة- بيروت), وكقول جعفر الصادق: "لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون"(بحار الأنوار, ج92, ص107). وإشارات التجلّي واردة بكثرة في نهج البلاغة نذكر منها أيضاً قول الامام علي: "تجلى لعباده من غير أن يروه وأراهم نفسه من غير أن يتجلّى لهم".
كما ورد عن الصادق انه قال: "وقد سئل من أين يظهر الحق؟ قال من بين الخلق ولكن أكثرهم لا يعلمون"(نقلاً عن الفيلسوف العلوي المتصوف حسن بن حمزة الشيرازي مُسنداً إلى الامام جعفر الصادق). وقد أتى في كتاب "صحيفة الأبرار" قول الصادق للمفضّل بن عمر الجعفي: "الصورة المرئية هي الغاية الكليّة", وورد في شرح الصافي مايلي: «"قال تعالى: اتل ما أوحي إليك.. وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر"(العنكبوت, 46), جاء عن الباقر/ع/ أنه سأله سعد الخفاف: هل يتكلم القرآن؟ فتبسم, ثم قال: رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم. ثم قال: نعم ياسعد والصلاة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى. قال: فتغير لذلك لوني وقلتُ: هذا شيء لا أستطيع أن أتكلّم به في الناس. فقال –عليه السلام-: وهل الناس إلا شيعتنا, فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا. ثم قال: ياسعد, أسمعك كلام القرآن؟ قال سعد: فقلتُ: بلى –صلى الله عليك- , فقال: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر ألله أكبر- فالنهي كلام, والفحشاء والمنكر رجال, ونحن ذكر الله ونحن أكبر.». ترى أليس من حقنا أن نتساءل: "لو لم يكن هناك صورة وتجل للمعنى هل كان ثمة مبرر للتنزيه, أي تنزيهه عن الصفات والصور.. الخ؟!". ويعتقد العلويون أنه ليس هناك من مقام للتجلّي أسمى من صفوة الخلق –وفق نظرهم- محمد (ص) وآل بيته, ومصداق أقوالهم: "لنا مع الله حالات.. ", و"ونحن أسماء الله.. " و"نحن صفات الله الفاعلة".
ونفيد الكاتب "العالم" إسماعيل سعيد بأن الطريقة العلوية هي طريقة عرفانيّة هاجسها معرفة الله وفق الحديث التالي عن الصادق: "من عبد الاسم دون المعنى فقد كفر, ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك, ومن عبد المعنى دون سواه فهذا خالص التوحيد".
كتبتُ ما كتبته وتحضر في ذهني آراء ج. بيوري في كتابه "حرية الفكر": "إن الحقائق التي تأتي مغايرة لآرائنا القديمة وأفكارنا الموروثة. تتطلب منا أول ما تتطلب تغيير عالمنا العقلي, وليس في مُكنِةِ كل أحد أن يستجيب لهذا الداعي وينظُم من جديد عالمه العقلي القديم المقدّس", بالرغم من معرفتنا بهذا –على الأقل من خلال الأضاليل التي تُلفق عن العلويين- واتفاقنا مع بيوري, نجزّم أن العلويين سيبقون يرددون الحديث النبوي المتفق عليه بخصوص علي بن أبي طالب غير مبالين بأباطيل المُغرضين والمتقولين, إذ قال الرسول في بيعة الغدير على مرآى ومسمع المسلمين: "علي مولى كل مؤمن ومؤمنة, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, واخذل من خذله وانصر من نصره", وعلى أثر هذا الحديث قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: "بخ بخ يا ابن أبي طالب لقد أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة", ذلك باتفاق غالبية رواة الحديث لدى أهل السُنّة.

ملاحظات ختاميّة:-لم نرد على جميع الفقرات التي سجلناها أعلاه من نص الكاتب إسماعيل سعيد كحديثه عن الليلة يختلط فيها الحابل بالنابل لدى العلويين (والدروز) وكذلك مشاعية النساء لديهم, لاعتقادنا أن كل شخص مرآة للبيئة التي فيها ترعرع.
-لم نقم بالرد نيابة عن الأخوة الدروز والمرشديين كونهم أحق منّا بهذا, وإن كنّا نعتزّ بالتراث الفلسفي الصوفي التوحيدي لدى الطائفة الدرزية ونعتبره تراثاً إنسانياً هاماً. وفيما يتعلّق بالأخوة المرشديين(أتباع الشيخ سليمان المرشد) نكتفي بالقول أن لاعلاقة مذهبيّة بينهم وبين العلويين, وهذا لايمنعنا من القول إنهم تعرضوا لحملة أكاذيب وتشنيع واضطهاد اجتماعي قلّ نظيره في النصف الأول من القرن العشرين على يد ما يُسمى بالحكم الوطني(أربعينات وخمسينات القرن الماضي) وبقي هذا الحيف لاحقاً بهم إلى أن رفعه عنهم, لاعتبارات وطنيّة وإنسانيّة, الرئيس حافظ الأسد في ستينات القرن الماضي وقد كان وزيراً للدفاع.

* روى هذا الحديث كل من البخاري ومسلم وعدد غير قليل من واضعي الصحاح الستة وأمهات الكتب الإسلامية, وقد أثار ضجة في أوائل أيار 2007 عندما أباح أحد "علماء" الأزهر وهو الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدين أن تُرضع المرأة الرجل الغريب كحل للخلوة, قائلاً "إن الإرضاع يكون بالتقام الثدي مباشرة, أي ليس كما ادعى البعض أنه يكون بشرب حليب المرأة التي سترضعه, في كأس.."! وذكرت وكالات الأنباء سنتذاك أن مسلماً جزائرياً أجبر زوجته أن تُرضع صديقه الذي قصده كي يقضي شهر رمضان معه وهددها بالطلاق إن لم تفعل ذلك(العربية نت, 23/9/2007). اللافت أن قلّة من رجال الدين الإسلامي استنكرت ذلك الحديث, ويأتي في طليعة من استنكره الشيخ المستنير محمد حبش** سبق أن أفتى الإمام الخميني بجواز مفاخذة الرضيعة, بمعنى نكاحها بين فخذيها دون الإيلاج, وذلك في كتابه "تحرير الوسيلة".
*** ذات يوم من صيف 2007 وصف الأستاذ نزار نيّّوف السيد الرسول (ص) بما لا يليق بالسيد الرسول ولا بالأستاذ نزار, فردّ عليه الأستاذ زهير سالم, ومن جملة ما قاله السيد سالم, بما معناه: "هذا نتاج بيئته" قاصداً البيئة العلوية.]

» ناجية من الموت في عدرا: أخفينا العلويين والمسيحيين عن أعين المسلحين خوفاً من ذبحهم
» رئاسة الجمهورية العربية السورية: ما نقلته صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن لسان الرئيس الأسد، في عددها الصادر اليوم، غير صحيح
» نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية تشكر العدو على ضرب غزة!
» صحيفة الجمهورية المصرية تطالب داعمي الإرهاب بالاعتذار من سورية قيادة وشعبا
» نقاط الضعف والقوة في عقيدة «داعش» القتالية