الجيش يستعد لدخول قلب حلب ومحيطها ..وغوطة دمشق الشرقية تغرق في العتمة ..ونزوح واسع لسكان المناطق المحيطة بالسيدة زينب

ويتوقع أن تشهد معركة تطهير الحي اشتباكات عنيفة لحساسية المنطقة جغرافياً ومتاخمتها لثكنة هنانو المطهرة من جهة الشرق وقرلق وقسطل مشط وباب الحديد جنوباً حيث يتمترس المسلحون، إضافة إلى مخاطر الطريق المؤدي إليها من طرف قسطل حرامي والحميدية التي أفادت أنباء عن حشود لوحدات الجيش فيها لإنهاء الصراع في منطقة متوترة يتخذها المسلحون قاعدة انطلاق لهجماتهم نحو مركز المدينة والأحياء الآمنة المجاورة.
وتأتي عمليات الجيش هذه بالتزامن مع عمليات أخرى تنفذها وحداته في حدود المدينة شمالاً على الطريق المؤدي إلى إعزاز فتركيا، المعبر الرئيسي لإمدادات المسلحين، عند المنطقة الحرفية في الليرمون حيث مشطت الوحدات العديد من الصالات الصناعية التي ينتشر فيها القناصة وتتخذ منصة لشن هجمات نحو مبنى الأمن الجوي وبعض الثكنات العسكرية.
وبالتوازي، تقدمت القوات المسلحة باتجاه قرية كفر ناها مركز تجمعات المسلحين جنوب غرب حلب على الطريق القديم المؤدي إلى مدينة إدلب بعد أن حققت نصراً مهماً بتطهير محور حلب- خان العسل الإستراتيجي الذي يصل طرق عدة بين الشمال والجنوب ويحاذي طريق حلب- دمشق الدولي عند مدخل حلب.
وعدَّ مراقبون عمليات القوات المسلحة على أكثر من جبهة مؤشراً على حيوية وجهوزية وحداتها للمرحلة المقبلة التي تستدعي تطهير جميع مناطق مدينة حلب عاصمة الاقتصاد والصناعة وثاني أكبر المدن السورية بعد أن ظفرت بطرد المسلحين من أحياء مهمة مثل سيف الدولة والإذاعة والعامرية وتل الزرازير والعرقوب وسليمان الحلبي والميدان وصلاح الدين المعقل الرئيس لهم في انتظار تحقيق نصر محتوم في الصاخور والشعار وبقية الأحياء الشرقية.
وفي منطقة السريان القديمة أطلق إرهابيون ثلاث قذائف هاون على جامع الرحمن أدت إلى تضرر مئذنته دون وقوع ضحايا.
وفي محافظة إدلب، تصدت وحدة من القوات المسلحة وعناصر حماية مطار تفتناز صباح أمس لمجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المطار بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.
وذكر مصدر مسؤول لوكالة «سانا» أن وحدات من القوات المسلحة قضت على عدد كبير من الإرهابيين ودمرت سياراتهم المزودة برشاشات متوسطة إضافة إلى تدمير ناقلة للأسلحة.
كما أحبطت القوات المسلحة بالتعاون مع الأهالي لليوم الثاني على التوالي محاولة تسلل مجموعات إرهابية إلى قلعة حارم وقضت على العشرات من الإرهابيين.
ودمرت وحدة أخرى أمس رتلاً من السيارات المزودة برشاشات متنوعة على طريق معرتمصرين - باب الهوى في ريف إدلب.
وذكر مصدر مسؤول لمراسل «سانا» أنه تم القضاء على عدد من الإرهابيين الذين كانوا يقومون بأعمال تخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في ريف المحافظة.
وفي الرقة استهدفت وحدة من القوات المسلحة بعد تلقي معلومات من الأهالي عدداً من سيارات الإرهابيين المجهزة برشاشات في منطقة رسم الغزال ودمرتها وقضت على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين.
وفي دير الزور اشتبكت وحدة أخرى مع مجموعة إرهابية تقوم بأعمال التخريب والقتل في شارع «ستة إلا ربع» بالمدينة وقضت على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين وعرف من الإرهابيين المقتولين محمد غنام الهويدي الملقب بـ«أبو عمر الديري».

وفي الغوطة الشرقية لدمشق واصل الجيش العربي السوري ملاحقة المجموعات المسلحة وقام بدك مواقعهم وأماكن تجمعهم في أكثر من مكان مستخدماً سلاح الجو وخصوصاً في محيط مدينتي دوما وحرستا وصولاً إلى مسرابا وحمورية وسقبا وكفر بطنا وجسرين إلى شمال طريق الغوطة الرئيس، كما دك الجيش تجمعات المسلحين في كل من بالا وبزينة والمزارع بين البلالية ودير سلمان.
وعاشت الغوطة لليوم الثاني على التوالي في العتمة بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ مساء أول من أمس، وظلت تغطية شركة (إم تي إن) للهاتف النقال مقطوعة عن معظم مناطق الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوع كامل على خلاف شركة سيريتل.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة في حيي القدم والعسالي بين وحدات من الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة وامتدت إلى حي الحجر الأسود لكن وتيرتها كانت أقل حدة من الحيين السابقين.
وشهدت بلدات الذيابية وحجيرة وبيت سحم والحسينية موجات نزوح واسعة لسكانها بعد انتشار المجموعات المسلحة فيها واندلاع مواجهات بينها وبين الجيش العربي السوري.
وبالرغم من أن يوم أمس كان يوم عطلة إلا أن أسواق دمشق شهدت حركة كثيفة كما شهدت شوارعها الرئيسية اختناقات مرورية خاصة عند مداخل العاصمة، ولم تمنع التهديدات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنيت حول «اعتداءات» مزمعة في دمشق، خروج المواطنين إلى أعمالهم وشراء حاجياتهم.
وفي مدينة حلب قامت وحدات الجيش العربي السوري صباح أمس بعمليات تمهيدية يبدو أنها استعداد لدخول حي أغيور (أقيول) في قلب المدينة والذي يقع على أطراف المدينة القديمة على خطوط التماس مع المناطق الساخنة والتي تشهد تصعيداً مستمراً.
واعترف عبد الجبار العكيدي رئيس ما يسمى المجلس العسكري الثوري في حلب بشكل صريح في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية بما نشرته «الوطن» الخميس الماضي حول تنامي نفوذ وسطوة الجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة مثل «جبهة النصرة» في عاصمة الشمال السوري وإن عبر عن رفض «الخطاب السياسي» الذي يتبناه «الجهاديون».
وفي مدينة حمص ارتفعت وتيرة الاشتباكات في حيي باب هود وباب التركمان لتمتد إلى حيي الصفصافة وجورة الشياح وأسفرت عن سقوط العديد من المسلحين بين قتيل وجريح وتدمير عدة سيارات مجهزة برشاشات دوشكا، في حين شهد حي دير بعلبة الذي تم تطهيره مسبقاً من المجموعات المسلحة انتشاراً للمسلحين الذين تمركزوا في بعض أزقته ومواجهات أدت لتصفية عدد من قادة المجموعات المسلحة.
في الوقت ذاته نفذت السلطات الأمنية وقوات الجيش عدة عمليات نوعية في القصير والحولة بريف المدينة استهدفت خلالها تجمعات للمسلحين وأدت لقتل وجرح العشرات منهم.
وفي محافظة إدلب، تصدت وحدة من القوات المسلحة وعناصر حماية مطار تفتناز صباح أمس لمجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المطار بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.
سورية الآن - الوطن - سانا